|
وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة !
|
حسب ما علمت فإن الإجواء في الخرطوم والجزيرة وأجزاء من وسط السودان .. أجواء خريفية رائعة .. غيوم ورزاز ومطر .. ومزاج نديان .. كأن السماء أشفقت على هذا البلد .. فأرادت أن تمنح بعضاً من أهله شيئاً من ابتسام .. ولكن هذه الأجواء الطيبة لا يفسدها الآن إلا الحرب المعلنة بين مقاتلي الهلال والمريخ .. هذه الحرب التي يشعل لهيبها مجموعة من النفعيين والانتهازيين في الميديا الرياضية ومجموعة من المراهقين على الشرائط الغبية المنسابة في أسفل القنوات السودانية .. وينساق خلفها بكل أسف كثير من الأخوة والأصدقاء هنا .. كأننا في حاجة إلى حرب.. كأننا في حاجة لنزرع مزيد من مشاعر الحقد والكراهية والبغضاء .. هل هي الروح العدائية التي استوطنت مشاعر السودانيين بسبب الصراعات السياسية فأصبحت الرياضة وسيلة لتفجير براكين الكبت السياسي والاجتماعي ؟ هل أنحطَّّ الوعي الوطني؟ هل من رشيد يضع حداً لهذه الحرب الأهلية الجديدة ؟ أقول ومعظم النار من مستصغر الشرر إن أي شأن كان .. أدبي .. فني .. رياضي يتم تناوله بدون حس واعي ومسئولية يمكن أن يصبح كارثة في مآلاته الأخيرة ..
أنظر إلى اللغة المستخدمة .. "الحرب" .. "المعركة" .. "يوم الرجال" .. "مذبحة السبت" .. اللعنة على الهلال والمريخ وعلى هذا السذاجة العبيطة .. يا سادتي الرياضة ألفة .. محبة .. وحدة .. تضامن .. إبداع .. إسهام إنساني راقي .. ولست في حاجة للتذكير بالبديهيات .. ماذا يعني أن يفوز المريخ أو الهلال ويخسر هذا البلد الجريح .. يخسر بمزيد من الاحتقان .. بمزيد من العنف اللفظي والجسدي .. بمزيد من الطاقات المهدرة في الصراعات الوهمية .. كم فاز الهلال .. وكم وكم فاز المريخ .. نتعارك في الدافوري المحلي .. وأذا قدم إلينا شبين الكوم من مصر أو ضمد من السعودية يمكن أن يهزم السودان من حلفا إلى نمولي .. لا تصدقوا دوري المجموعات ودوري الخمستاشر دي فرقعة فاضية لا تسترعورة مستوانا الهزيل ..
السيد كمال شداد .. قائد الدفة .. وخبير الرياضة .. دكتور الفلسفة بجامعة الخرطوم .. في محاضرة بفندق القصر الأبيض بالرياض .. أرغى وأزبد .. وهدد وتوعد .. ورجم الحاضرين بقنابل من الألفاظ المهينة .. وقال لا يوجد ما يسمي بالكرة السودانية والعصر الذهبي .. وقال الإعلامي عدواني .. والحكم ضعيف .. والمشجع ساذج .. واللاعب السوداني هش إذا تعرض لجرعات تدريبية عالية بتجيهو ملاريا ودسنتاريا .. .. دا الخبير والقائد وحامي الحمي .. تاني العوة في شنو يا أهل الله ..
حقاً .. إذا صار جِدٌ الناس هزلاً .. وصار هزلهم جدا فأقِم عليهم مأتماً وعويلا ..
أستغرب ماذا أصاب هذا الإنسان ؟ .. ماذا أصاب هذا السودان ؟ الأرض صارت ساحة للقتال السياسي والفني والرياضي .. السياسة صارت مصالح شخصية .. الوطن صار عبارة للنفاق .. العلاقات الاجتماعية غدت بضائع تجارية ... أليس هناك ما يوقف هذا الطوفان المدمر .. هذا البلد التعيس يحتاج لمن يؤسس لمبادي المحبة والتماسك والسلام .. لا لمن ينفخ مكامن الغضب والانفعال واللجاج القبيح .. هذا البلد يحتاج لمن يعمل لقيم الحق والخير والجمال .. لا لمن يعمل على تشويه التاريخ والمكان والزمان .. دعوها من فتنة .. وارحمونا الله يرحمكم ..
وآسف يا ناس الكورة لو عكرت عليكم مزاجكم الشرير .. أنا برضو بتاع كورة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | شتات | 07-18-09, 12:11 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | عمران حسن صالح | 07-18-09, 12:29 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | humida | 07-18-09, 12:38 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | محمد عبد الماجد الصايم | 07-18-09, 01:06 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | Mohamed Abdelgaleel | 07-18-09, 01:06 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | تيسير عووضة | 07-18-09, 01:14 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | Muna Khugali | 07-18-09, 01:19 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | عمران حسن صالح | 07-18-09, 03:04 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | معتصم دفع الله | 07-18-09, 03:05 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | محمود بكر | 07-18-09, 05:27 PM |
Re: وكأنَّنا في حاجة لحرب أهلية ثالثة ! | سعد مدني | 07-18-09, 05:42 PM |
|
|
|