غراب كتاب المطالعه .. (مضحك جدا) ..

Quote: أستاذة أماني ..سلام وشكرا كتير لجلبك لهذا الإبداع الجميل للأستاذ الطيب برير... ذكرتني هذه القصة عن مفارقات مناهج التعليم بحكاية أخري يقال أنها حدثت في إحدي المدارس الإبتدائية وكان الأستاذ يحكي عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما القي به في النار وأن النار بمشيئة الله تحولت بردا وسلاما ... المهم التلميذ سمع القصة للنهاية وقلبها بجاي وجاي وما قدر يستوعبها فما كان منه إلا أن أردف قائلا : دُلُُ... بضم الدال وتشديد اللام والتي كان تستخدم في لغة راندوك الشارع عند تكذيب أي رواية بها مبالغة ويا أستاذ البرير ياخي ماتحرمنا من إبداعاتك دي ... وإلا فكما قال الآستاذ حمور ... وسلمتم جميعا

Quote: مثل انه كان من الممكن ان يشنق قطعة الجبن في احد جضومو ثم يغنى .. لاحق شنو

Quote: ألذ ما فى الموضوع حكمة الثعلب فى البيت الآخير لووول

Quote: الغراب النّبيه.. الغراب البليد.. والغراب التّفتيحة (عطش الغراب عطشًا شديدًا).. كما جاء في كتاب المطالعة الابتدائيّة.. نعم.. كان لابد للغراب أن يعطش عطشًاً شديدًا، فجدّه الأوّل أرهق نفسه وتعب تعبًا شديدًا ليُريَ الإنسان الأوّل كيف يوارى سوءة أخيه حين يذبحه من الوريد إلى الوريد دون واعزٍ أو ضمير. ثمّ بحث الغراب عن شيء يطفئُ ظمأه، فعثر على قلّةٍ بها ماء.. يا للّسعادة إذن.. لكنّ الماء كان في قعر القلّة.. يا للأسف.. لابد من حيلةٍ وإلا فسيهلك غراب المطالعة! نظر الغراب حوله فرأى حجارة صغيرة بالقرب من القلّة، فطفق يأخذ من الحجارة ويلقى بها في القلّة.. هنا تبرز ثلاثة احتمالات منطقيّة ومعقولة، ليس من بينها ما أورده كتاب المطالعة: * الاحتمال الأول: أن ينفق هذا الغراب ويموت من جرّاء هذا العمل المضني، سيما وأنّه كما تفضّل كتاب المطالعة (عطش عطشًا شديدًا)، وردم قّلةٍ كهذه يحتاج بالضّرورة إلى (الإمكانيّات) مثل كمّية معتبرة من المرطبات والعصاير، على أقلّ تقديرات مجالس المحاسبة، ولجان التّفتيش الدّوري في المصالح المهتمّة بسقاية الغربان.. كلا لم يمت الغراب لأنّه كان غرابًا صنديداً و(ضكرًا)! * الاحتمال الثاني: أن تنكسر القلّة نفسها من جرّاء الرّمي المتعاقب المتلاحق من الغراب تبعًا للهفته وشفقته وعطشه الشّديد.. أبدًا، لم يكن الغراب ناسيًا الحيطة والحذر والحرص في عمله، ثمّ إنّ القلّة نفسها كانت متينة وصلبة، لذلك لم يستطع كتاب المطالعة نفسه أن يكسرها. * الاحتمال الثالث: أن تردم هذه الحجارة الماء.. فالماء في قعر القلّة، والحجارة صغيرة، إذن لا سبيل للماء أن يصل إلى الأعلى إلا بحجارة صغيرة كثيرة، وهذا يعنى أن تردم الحجارة الماء فلا يرتفع ولا يشرب الغراب، ويموت.. هذا الاحتمال الثّالث يكذّبه فقط كتاب المطالعة، إذ يرى أنّ الغراب ثابر على عمله، ولم يلقِ بالاً لهذه الاحتمالات المثبّطة والمغرضة التي تسعى لهلاكه بأيّ صورة من الصّور، وواصل العمل حتّى ارتفع الماء إلى مستوى سطح البلاهة - في الاحتمالات طبعًا، (فشرب الغراب ثمّ طار وهو فرحان)!! نعم طار الغراب فرحان، وهبطت قناعتي في الاحتمالات الحزينة.. غرابٌ ثانٍ، ليس من سلالة غرابنا النبيه الذي استطاع بكل الحرفنة أن يقنع وزارة التربية والتعليم بقصته آنذاك، وليست له به صلة قرابة إلا إنهما يشتركان معاً في مهمة إكمال عدد الغربان في مقرر المطالعة الابتدائية فقط. غرابنا الثّاني – وليسمح لي أن أناديه بالغراب البليد- أمره في غاية السّهولة واليسر، فهو قد اختلس، أو قُل أصاب قطعة من الجبن في إحدى المنازل، ثمّ طار بعيدًا حتّى بلغ شجرة حطّ الرّحال عليها وهيّأ نفسه ولعابه وإنزيماته لوجبته. ولكن هيهات! فقد رآه الثعلب، وهو كما نعلم بالتوارث ماكرٌ ومحتالٌ و(مَقرّم وشِفِتٌ).. فجعل الثّعلب يستدرج الغراب، وأوعز إليه أنّ صوته هذا متفرّد وجميل وشجي، فحرام أن لا يطرب الغابة، وحرام أن لا يوظّفه للشّدو الجميل الأصيل، كالحقيبة مثلاً.. ودعاه للغناء، خاصةً وأنّ السّاحة الفنّية تفتقر للمواهب الجديدة من أمثله النّوابغ الغريدين. لحظتها.. صدّق المسكين، واقتنع وشرع في الغناء.. فسقطت قطعة الجبن ... لن أذكر أيّ احتمالات، مثل كان من الممكن أن (يخزّن) قطعة الجبن في إحدى (كضميه) ثمّ يغنى.. لاحق شنو!! هذا ما لم يحدث، لأنّ الغراب هنا غبي!! هذه القصّة لو كتبت أو ألّفت في الزّمن الحاضر هذا لقلنا إنّ في الأمر غمزًا و لمزًا و توريةً، فالغراب يرمز بالتّأكيد (لمطربٍ ما) والثّعلب بالضّرورة (شركة إنتاج فني).. و.. التّفسير بهذه الصّورة مرفوض جملة وتفصيلة؛ لأنّها قصّة قديمة، فلا سبيل لقبولها بهذا المفهوم على الإطلاق. غراب ثالثٌ - يستعدُّ الآن لكتابة مذكّراته الخاصّة جدًّا توطئة لنشرها في كتاب مطالعة قادم وشيكًا – هذا الثّالث أمره جدّ عجيب.. فهو قد جاع جوعًا شديدًا، فراح يبحث عن شيء يزدرده، ويسكت جوعه، فبصُر بصحن فولٍ ترقد بجواره رغيفةٌ (عيشةٌ)، دنا من الفول واقترب.. ولكن يا للحسرة والنّدامة، فالفول لم يكن (مُصلّحًا) ولم تكن به أيٌ من مظاهر التبرّج المحمود والتّحسينات المهمّة، وهذا أمر في غاية الخطورة بالنّسبة لمعدة غرابنا، حيث أنّ ذلك يزيد من معدل استهلاك لعابه وأنزيماته ممّا يدخله في حرج وسوء الهضم، وربّما يصيبه مستقبلاً بحصوة في المرارة أو تليّف في البنكرياس.. ولم ينتظر الغراب طويلاً.. نظر يَمنةً فرأى قطعة الجبن تتهادى وتتهاوى في طريقها لفم الثّعلب الماكر، فتلقّفها منه وهي بين اللّسان والزّور وخفّ بها بعيدًا وألقاها في صحن الفول.. ثمّ إنّه نظر يسرةً فألفي صاحبه النّبيه ذاك يعمل عمله في نقل الحجارة وإلقائها في القلّة وبذات الخفّة والرّشاقة تناول من فمه حجرين – نعم حجرين – (سنينين ).. وعاد.. وألقى بهما في الصّحن – لم ولن أكسر الصّحن في القصة - فهرس بالأوّل الجبنة وكسّر بالثّاني الفول، ثمّ إنّه جلس أرضًا، وفتح الرّغيفة، و(حشي) لنفسه سندوتشًا مظبّطًا.. ونظر إلى الغراب النّبيه بقرف، وإلى الثّعلب الماكر باستهتار.. ثمّ استلقى على (حِمّير قفاه)، و(معط) السّندوتش.. ثمّ طار وهو شبعانٌ وفرحان! غراب تفتيحه! وبعد.. من لم يقتنع بهذه القصص الغرابيّة الثّلاث، فهو أمام إحدى خيارات ثلاثة أيضاً: * تظليل مساحة المطالعة الابتدائية في ذاكرته وإعطاء الأمر (DELETE) حذف * المواصلة في تناول الحبوب الهاضمة لكلّ شيء (الكويس منها والكعب) على أن يستعين في هذه الحالة بـ.. * (يخش فلم هندي) إذ إنّه من أقوى العوامل المساعدة.

(عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 06-26-2009, 04:35 PM)
(عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 06-26-2009, 04:38 PM)
(عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 06-27-2009, 08:13 AM)
(عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 06-27-2009, 09:26 AM)

Quote: شكرًا لمن أرسلك لك "الأيميل" بمحتواه غير أنه ربما أغفل الإشارة إلى أن هذه "الرؤية" تخصني وقد كتبتها قبل سنوات تتجاوز الخمس تحت مسمى " الغراب النّبيه.. الغراب البليد.. والغراب التّفتيحة" وأظن إن لم تخني الذاكرة قد أودعت في إحدى البوستات بهذا المنبر عندما كنت "مهتمًا" بالمشاركة فيه بصورة راتبة كيفما كان الحال أرى أن صاحب "الإيميل" قد "تصرّف" بإدخال ما ليس في النص الأساسي.. لا أعرف كيف..

Quote: لذيذة يا أمانى .. ضحكتينا والله

Quote: أماني الظريفة ... بوست تفتيحة

(عدل بواسطة Amany Elamin on 06-27-2009, 08:58 PM)

Quote: فعلا مضحك وده يعتبر خلل في المناهج التعليمية انو المنهج لكي يوصل شئ للطالب يخل بحقيقة او قاعدة اخرى. الاستغراب واحساسنا بعدم منطقية هذه القصص لازال موجود في دواخلنا لم نبوح به ونحن صغار لان اسلوب التعليم تلقيني وليست ديمقراطي.

Quote: لازم نقيف - لو سمحتي لي - عند حتة انو النص ده ما مجهول المؤلف بل هو للاستاذ الطيب برير و تم الاجتراء عليه و العبث به و نشره بدون اذنه. و بعد ما نديهو حقو الادبي كاملا و ندين هذه الجريمة نقبل عليهو هو ندينو بتهمه كتم الابداع. و نقول ليو تستاهل يسرقو حاجاتك اذا كنت بتكتب بهذا الجمال و مدسي خالينا نحن نبرطع. و اتمنى لو ما رجعت تكتب لينا كل يوم تلقى حاجه حقتك ملطوشه و منشوره و عليها اسم كاتب غيرك.

Quote: الغراب النّبيه.. الغراب البليد.. والغراب التّفتيحة (عطش الغراب عطشًا شديدًا).. كما جاء في كتاب المطالعة الابتدائيّة.. نعم.. كان لابد للغراب أن يعطش عطشًاً شديدًا، فجدّه الأوّل أرهق نفسه وتعب تعبًا شديدًا ليُريَ الإنسان الأوّل كيف يوارى سوءة أخيه حين يذبحه من الوريد إلى الوريد دون واعزٍ أو ضمير. ثمّ بحث الغراب عن شيء يطفئُ ظمأه، فعثر على قلّةٍ بها ماء.. يا للّسعادة إذن.. لكنّ الماء كان في قعر القلّة.. يا للأسف.. لابد من حيلةٍ وإلا فسيهلك غراب المطالعة! نظر الغراب حوله فرأى حجارة صغيرة بالقرب من القلّة، فطفق يأخذ من الحجارة ويلقى بها في القلّة.. هنا تبرز ثلاثة احتمالات منطقيّة ومعقولة، ليس من بينها ما أورده كتاب المطالعة: * الاحتمال الأول: أن ينفق هذا الغراب ويموت من جرّاء هذا العمل المضني، سيما وأنّه كما تفضّل كتاب المطالعة (عطش عطشًا شديدًا)، وردم قّلةٍ كهذه يحتاج بالضّرورة إلى (الإمكانيّات) مثل كمّية معتبرة من المرطبات والعصاير، على أقلّ تقديرات مجالس المحاسبة، ولجان التّفتيش الدّوري في المصالح المهتمّة بسقاية الغربان.. كلا لم يمت الغراب لأنّه كان غرابًا صنديداً و(ضكرًا)! * الاحتمال الثاني: أن تنكسر القلّة نفسها من جرّاء الرّمي المتعاقب المتلاحق من الغراب تبعًا للهفته وشفقته وعطشه الشّديد.. أبدًا، لم يكن الغراب ناسيًا الحيطة والحذر والحرص في عمله، ثمّ إنّ القلّة نفسها كانت متينة وصلبة، لذلك لم يستطع كتاب المطالعة نفسه أن يكسرها. * الاحتمال الثالث: أن تردم هذه الحجارة الماء.. فالماء في قعر القلّة، والحجارة صغيرة، إذن لا سبيل للماء أن يصل إلى الأعلى إلا بحجارة صغيرة كثيرة، وهذا يعنى أن تردم الحجارة الماء فلا يرتفع ولا يشرب الغراب، ويموت.. هذا الاحتمال الثّالث يكذّبه فقط كتاب المطالعة، إذ يرى أنّ الغراب ثابر على عمله، ولم يلقِ بالاً لهذه الاحتمالات المثبّطة والمغرضة التي تسعى لهلاكه بأيّ صورة من الصّور، وواصل العمل حتّى ارتفع الماء إلى مستوى سطح البلاهة - في الاحتمالات طبعًا، (فشرب الغراب ثمّ طار وهو فرحان)!! نعم طار الغراب فرحان، وهبطت قناعتي في الاحتمالات الحزينة.. غرابٌ ثانٍ، ليس من سلالة غرابنا النبيه الذي استطاع بكل الحرفنة أن يقنع وزارة التربية والتعليم بقصته آنذاك، وليست له به صلة قرابة إلا إنهما يشتركان معاً في مهمة إكمال عدد الغربان في مقرر المطالعة الابتدائية فقط. غرابنا الثّاني – وليسمح لي أن أناديه بالغراب البليد- أمره في غاية السّهولة واليسر، فهو قد اختلس، أو قُل أصاب قطعة من الجبن في إحدى المنازل، ثمّ طار بعيدًا حتّى بلغ شجرة حطّ الرّحال عليها وهيّأ نفسه ولعابه وإنزيماته لوجبته. ولكن هيهات! فقد رآه الثعلب، وهو كما نعلم بالتوارث ماكرٌ ومحتالٌ و(مَقرّم وشِفِتٌ).. فجعل الثّعلب يستدرج الغراب، وأوعز إليه أنّ صوته هذا متفرّد وجميل وشجي، فحرام أن لا يطرب الغابة، وحرام أن لا يوظّفه للشّدو الجميل الأصيل، كالحقيبة مثلاً.. ودعاه للغناء، خاصةً وأنّ السّاحة الفنّية تفتقر للمواهب الجديدة من أمثله النّوابغ الغريدين. لحظتها.. صدّق المسكين، واقتنع وشرع في الغناء.. فسقطت قطعة الجبن ... لن أذكر أيّ احتمالات، مثل كان من الممكن أن (يخزّن) قطعة الجبن في إحدى (كضميه) ثمّ يغنى.. لاحق شنو!! هذا ما لم يحدث، لأنّ الغراب هنا غبي!! هذه القصّة لو كتبت أو ألّفت في الزّمن الحاضر هذا لقلنا إنّ في الأمر غمزًا و لمزًا و توريةً، فالغراب يرمز بالتّأكيد (لمطربٍ ما) والثّعلب بالضّرورة (شركة إنتاج فني).. و.. التّفسير بهذه الصّورة مرفوض جملة وتفصيلة؛ لأنّها قصّة قديمة، فلا سبيل لقبولها بهذا المفهوم على الإطلاق. غراب ثالثٌ - يستعدُّ الآن لكتابة مذكّراته الخاصّة جدًّا توطئة لنشرها في كتاب مطالعة قادم وشيكًا – هذا الثّالث أمره جدّ عجيب.. فهو قد جاع جوعًا شديدًا، فراح يبحث عن شيء يزدرده، ويسكت جوعه، فبصُر بصحن فولٍ ترقد بجواره رغيفةٌ (عيشةٌ)، دنا من الفول واقترب.. ولكن يا للحسرة والنّدامة، فالفول لم يكن (مُصلّحًا) ولم تكن به أيٌ من مظاهر التبرّج المحمود والتّحسينات المهمّة، وهذا أمر في غاية الخطورة بالنّسبة لمعدة غرابنا، حيث أنّ ذلك يزيد من معدل استهلاك لعابه وأنزيماته ممّا يدخله في حرج وسوء الهضم، وربّما يصيبه مستقبلاً بحصوة في المرارة أو تليّف في البنكرياس.. ولم ينتظر الغراب طويلاً.. نظر يَمنةً فرأى قطعة الجبن تتهادى وتتهاوى في طريقها لفم الثّعلب الماكر، فتلقّفها منه وهي بين اللّسان والزّور وخفّ بها بعيدًا وألقاها في صحن الفول.. ثمّ إنّه نظر يسرةً فألفي صاحبه النّبيه ذاك يعمل عمله في نقل الحجارة وإلقائها في القلّة وبذات الخفّة والرّشاقة تناول من فمه حجرين – نعم حجرين – (سنينين ).. وعاد.. وألقى بهما في الصّحن – لم ولن أكسر الصّحن في القصة - فهرس بالأوّل الجبنة وكسّر بالثّاني الفول، ثمّ إنّه جلس أرضًا، وفتح الرّغيفة، و(حشي) لنفسه سندوتشًا مظبّطًا.. ونظر إلى الغراب النّبيه بقرف، وإلى الثّعلب الماكر باستهتار.. ثمّ استلقى على (حِمّير قفاه)، و(معط) السّندوتش.. ثمّ طار وهو شبعانٌ وفرحان! غراب تفتيحه! وبعد.. من لم يقتنع بهذه القصص الغرابيّة الثّلاث، فهو أمام إحدى خيارات ثلاثة أيضاً: * تظليل مساحة المطالعة الابتدائية في ذاكرته وإعطاء الأمر (DELETE) حذف * المواصلة في تناول الحبوب الهاضمة لكلّ شيء (الكويس منها والكعب) على أن يستعين في هذه الحالة بـ.. * (يخش فلم هندي) إذ إنّه من أقوى العوامل المساعدة. ------- التعديل في اسم "الماحي" إلى "الأمين" مع الاعتذار (عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 26-06-2009, 04:35 م) (عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 26-06-2009, 04:38 م) (عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 27-06-2009, 08:13 ص) (عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 27-06-2009, 09:26 ص)

Quote: طه القرشي مريض محمد الطماع من وضع مثل هذه المناهج التي بررت للكيزان (التأصيل) وما الهدف منها

(عدل بواسطة emad altaib on 06-27-2009, 08:48 PM)

Quote: الأخت الفضلى أماني أطايب التحايا وخوالصها لك لا أمل من حملها لحضرتك ما جمع بيننا حرف على بساط المعرفة الإنسانية شكرًا لما قمت به من تعديل رديفًا لطائف من الاعتذار لما كلفتك به من شطط يزعجني ويخزني حد الضجر وأرجو أن لا يكون له أثر عليك في "متعتك" بالنص (محوّرًا أو أصليًّا) وعرفنًا لهذا الصنيع سأقوم بإنزال المقترح الثالث في سياق النص "يخش فيلم هندي" عربونًا لصفاء أقصده في علاقتي بالزملاء هناوأسعى إليه دامت لك الدنيا بهناء غير مكدّر بشائبة المناقص على أي وجه كانت دمت

Quote: فيلم هندي هو فيلم واحدٌ.. ولم أكرر التجربة بعده ، كل شيء بدا لي واضحًا بعدها.. أزهقت كثيرًا من التسالي.. أكلت ترمسًا، وشفطت دندرمة؛ ولكن كل هذا لم يفلح في اقناعي بشيء مما أري داخل الشاشة وخارجها.. فالجمهور كان في منتهى الانسجام والانبساط لما يجري ويدور.. وكانت تلك أول مرة أشاهد فيها فلمين في وقت واحد.. ماذا كان هناك.. توأمان افترقا وهما طفلين بفعل مؤامرة خبيثة دنيئة من زعيم العصابة "كنجا" الذي كان له سابق ثأر مع والدهما الذي عمل بالشرطة "باشبزقًا"، وقد زج بزعيم العصابة في السجن مرةً؛ فحلف الأخير أن ينتقم، وكان انتقامه مروّعًا؛ أحرق فيه كل شيء، وقتل الجميع ما عدا التوأمين. التوأم الأول "جانوار" اختبأ خلف برميل للقمامة فنجا بذلك، ليعثر عليه ضابط الشرطة "صديق أبيه في الشغل"، الذي جاء متأخّرًا فتبني الصبي، وصنع منه ضابط شرطة مرهوب الجانب. أما الثاني "جيمى" فقد وقع في الأسر، ليكون من بعد فردًا أساسيًا في عصابة الزعيم "كنجا"، تُوكل إليه أهم المهام خطورة؛ مثل تهريب البنقو، ومقاتلة العصابات الأخرى وهكذا مهام.. كان هدف جانوار الأساسي والمصيري الذي كرس حياته من أجله هو أن يجد أخاه أولاً، ثم ينتقم لوالديه وأفراد أسرته.. وهكذا يمضى الفيلم.. والأحداث تتوالى، والبحث يستمر. ويقع جانوار فريسة للحب، حيث أحب "سونيا" ابنة ضابط الشرطة الذي ربّاه، وكم أسعدا الجمهور بغناء عذب، وموسيقى صدّاحة رائعة، ورقص رشيق منفلت، وشفاه تقترب كثيرًا ولا تلتحم إلا قليلاً.. جمال أخّاذ... ويهتدي جانوار إلى مكان العصابة، ويتعرّف، من بعد على شخصية الزعيم، لأنه لم ينس شكله أبدًا، وكيف ينساه وهو قاتل والديه وإخوته.. برغم أن توأمه نسيه.. كيف؟ ما عارف! والفيلم يمضى بين الغناء بسبب وبدون سبب، وبين معارك جانبيه انصرافية حتى بلغنا المشهد الأخير؛ حيث تتكثف الدراما بصورة مثيرة، فهو فصل المواجهة الحاسمة، والمعركة الفاصلة.. فها هو غريمه أمامه قد أعدّ عدته، وجاء بخيله وخيلائه، مستعينًا بكل أنواع النقل والمواصلات؛ من درجات هوائية ونارية، وسيارات بمختلف الأحجام والمقاسات من الأمجاد إلى المجروس، زيادة إلى مروحية في الجوء كان يستغلها الزعيم "كنجا" نفسه ممسكًا بمدفع عظيمٍ في يده. وتبدأ المعركة بالتراشق "بالملافظ الماكويسه"، وتبادل التهم والسباب والشتائم، فالحرب أولها كلام، ثم بدأ الاشتباك بالأيدي في ملاكمة من الوزن الثقيل، ومصارعة حامية الوطيس، كل هذا بالأيدي فقط؛ رغم أن الرشاشات والمسدسات وأب عشرة والقنابل والكيماوي وحتى الخرطوش كان متوفرًا و"على قفا من يشيل".. لكن لابد من الإثارة.. ويتكاثر أفراد العصابة على البطل "جانوار" فيقع أسيرًا في قبضة العصابة / "الخيانة".. ويقيد بالسلاسل والجنازير.. والزعيم يضحك عليه ضحكًا خشنًا مشرشر الجوانب.. فجأة؛ ومن الجانب الآخر تظهر حبيبته "سونيا" في قبضة أحد أفراد العصابة.. يمسكها من شعرها الطويل، وهي تصرخ وتستنجد بجانوار الذي كان يتلوى في قيوده.. سونيا تنادى وتستحث جانوار لتخليصها من هذا الخاين، وجانوار يحاول فكّ القيود والسلاسل وكأني به يقول: "سونيا تناديني والحديد يقاوينى"؛ تمامًا كما قالها عنترة من قبل.. ويصفع الخاين - الذي يأسر سونيا - يصفعها على وجهها، هذا الموقف جعل "جانوار" يزعل غاية الزعل، ويغضب منتهى الغضب، ويتحمشن ويتحنفش ويقف "زمبارةً"، فصرخ صرخة مدويةً، وجعل يقتلع الجنازير جنزيرًا جنزيرًا، والسلاسل حلقة حلقة، والرصاص ينهمر عليه وهو يتحاشاه، وأمسك الجنازير بكلتا يديه وطفق مسحًا بالسوق والأعناق، خسفًا وتنكيلاً، والرصاص من كل اتجاه؛ من السماء حيث الرشاش الذي يصوبه زعيم العصابة "كنجا"، ومن الدراجة النارية التي كان يستغلها "كومار أب شلخه"، ومن ركشة صغيرة كان يستغلها "الخاين اب صلعه"، ومن أمجاد كان يطل منها "أب جله" العنيف، هكذا.. من كل اتجاه ولا يصيب "جانوار" البطل.. بل يسقط الرصاص بين فرجات رجليه ومن تحت إبطيه.. وحتى تلك الرصاصة الوحيدة التي وجهها الزعيم بكل عناية من أعلى إلى رأس جانوار مباشرة نبهته إليها سونيا فالتفت سريعًا والتقطها كما يلتقط ذبابة أو بعوضة وحولها بقبضة يده "الهندية" إلى مسحوق من البارود ذرّه في الهواء هباءً منثورًا. والقتال بالأيدي والجنازير يستمر.. ها هو جانوار يتناول خائنين ويلقيهما تحت قدميه ثم يهرسهما هرسًا، تمامًا كما يفعل أفراد النظام العام مع الطماطم التي تباع من قبل الباعة المتجولين في العراء دون ترخيص. ثم يمسك جانوار بآخرين ويطفقهما معًا - مثلما تصفع نعليك معًا إيذانًا بالانصراف - فيفتح رأسيهما ويلقيهما جثتين هامدتين.. ثم يمسك بآخر ويفجخه تفجيخًا ليغرق في دمائه.. ويستعمل قبضة يده "البنية" في مواجهة أحدهم فيصيبه وهو على بعد مترين أو ثلاثة؛ فبنية جانوار من أهم خصائصها أنها يمكن أن تصيب من مسافات قصية، تمامًا كما لو كانت تعمل بالريموت كنترول.. أحدهم يتقدم هائجًا وصارخًا نحو البطل فيعالجه ويعاجله "بأم كف" خطافيه فيولى مذعورًا وقد أصيب خده بعاهة مستديمة، آخر يكرر المشهد نفسه، لكن البطل يكتفي هذه المرة بأن "يحمّر" له فقط، فينقلب خاسئًا وهو مهزوم.. إثارة، ضرب، زعيق، رصاص، وعيد، تهديد.. تصفيق.. كل هذا وحبيبته في قبضة الخيانة تتلوي وتستنجد. و"سكران ديمه" يحتسى "الجُعة" ويخالف بين عينيه دهشة مع كل لكمة وضربة ويحاكى البطل.. منتهى العوارة، كل ذلك في سبيل إضفاء جوٍّ من المرح الضروري، حيث إن سكران ديمه من أهم الشخصيات لإسعاد الجمهور!! ها هو البطل بعد أن أعدم الجميع وطرحهم أرضًا ولم يصبه سوء؛ يتخذ له من بطن جثتين "سستةً" ليقفز في اتجاه المروحية فيفشل ويتدحرج، ويصيبه الزعيم برصاصة في عضده، لكنها لم تقتله.. [ وهل هنالك بطل بموت! دا إلا إذا كان ما هندي أو أمريكي، ديل ما بموتوا كلو كلو"... المهم فلح البطل في تسلق المروحية، وتعارك مع الزعيم، وسقطا أرضًا، ودارت معركة طويلة ساخنة أصاب كل منهما صاحبه فسبب له الأذى الجسيم، ثم يتمكن البطل جانوار في النهاية من كسر عنق الزعيم، واستولي على الرشاش، فنسف به المروحية وما تبقى من وسائل النقل والمواصلات ولم يبقِ شيئًا، ثم التفت ناحية الخائن الذي ما زال يحتفظ بسونيا رهينة.. كشف البطل عن ساعده فإذا جرح عميق، لعق الدم وقال حرّم! ثم خطا نحو الخائن.. وتعاركا، عراكًا مريرًا لا غالب فيه ولا مغلوب، لكمة من هنا وصفعة من هناك، جرح هنا وآخر هناك.. فتمزقت ثيابهما تمامًا، واشتبكا في صراع مرير شرس... وفجأة توقف جانوار عن الصراع والقتال؛ إذ لمح في يد الخائن وشمًا كالذي في يده.. ونظر إليه طويلاً، مغرورق العينين بالدموع، وما هو إلا نقاش يسير، وتفرس في الملامح حتى يتبينا أنهما أخوان؛ بل توأمان.. كان بالحق مشهدًا مؤثرًا؛ فتعانقا عناقًا حارًا، وزرفا الدمع السخين بغزارة؛ فأبكيا واستبكيا الجمهور، الذي دخل بعضه في نوبة عارمة من بكاء فرح "بجعّيره ونخيجه ومخاخيته"، وهنا كان لابد من الغناء، وإن لم يكن هذا الغناء الآن فمتى يكون..؟ فغنت الحبيبة لحن المودة والتئام الشمل، وأبدعت في الصوت والرقص، وساعتها استبد بالبطل الطرب؛ فأخرج من جيبه الخلفي باكو سجائره "البرنجى"، واستل واحدة له وأخرى لتوأمه؛ ثم أخرج عود ثقاب من علبة الكبريت "أبو تمساح" ليشعله من رأس الخائن أب صلعه، ويشتعل معه الجمهور مرحًا وتصفيقًا لهذا المشهد الجميل.. منتهى المرجلة.. وكالعادة تأتى الشرطة متأخرة؛ "أعنى في الأفلام فقط"، فيحضر الضابط ومن معه فيجدون بقايا النيران، ومناظر الخراب والدمار، والعصابة كلها ميتة، والدار خلا، وجانوار قد عثر على توأمه "جيمى"، فينبسط الضابط غاية الانبساط من جانوار، ويقرر تزويجه سونيا في نفس اليوم "أو اليوم البعدو، المدة طالت ما مذكر كويس".. المهم أنهما تزوجا بين غناء و"رقيص العروس" والفرح العميم، ثم حَمِلت سونيا ووضعت توأمين جميلين.. لم ينته الفلم بعد.. إذ لم يكتف المخرج بكل هذا الفرح؛ بل أراد أن يتخمنا بالمزيد، فلابد من فرح أكثر من هذا يختم به اليفلم، ولم يكن أمامه - حسب ظني - غير طهور الولدين مبررًا منطقيًّا "للبارتي" الأخير، وأغنياته المنتقاة بعناية مركّزة، فطهّر الولدين، في جوٍّ أكثر مرحًا من ذي قبل.. طرب..فرح، وغناء.. والعاقبة عندكم في الأفلام.. ...خرج الكل متخمًا بالسعادة والهناء والرضاء الكامل عن البطل، وذهب آخرون يقلدون البطل ضربًا وعنفًا، ويقلدون الحبيبة رقصًا وغناءً.. ويعيدون فصولاً ومشاهد لبعضهم، بعد وقفة "بول" طويلة على حائط السينما.. عجبًا لهم، فيها يفرحون.. وعليها يبولون. .. وخرجتُ أنا ورأسي تدور به عشرات الأسئلة: * إلى متى هذا الخدر! * إلى متى سنجلس في خانة الرجاء والفرجة والانتظار لبطل يهزم كل الخيانة وحده، ونعلم أنه لن يخرج من حدود الشاشة، وإن خرج فسيشتغل على أحسن الفروض "نُقلتى / صرماتي" ليخيط أحلامنا المهترئة! * إلى متى سنلعب دور العوير "سكران ديمه" الذي يكتفي بتقليب عينيه دهشة، ومحاكاة البطل الخطير ويحتسى "الجعة".. استغفر الله أقصد اللبن الحليب! - لأمر ما تذكرت المنتظرين لهبّة "المعارضة".. أليست هكذا تسمّى في سياق تحوّلاتها من "التجمّع" إلى "التجزئة"!! ثمة غائب "منتظر".. لا أحد يرغب في أن يكونه، لكن لا يأنف أن يعلّق عليه كل "خيباته".. أيها الهنود.. شكرًا للغناء والرقص.. والبطل الخطير..

Quote: أماني يا صاحبتنا الجميلة .. لك الشكر ، فبرير ضنين و مقل و شحيح و نفور و مزاجي و جميل كما ينبغي .. محمدة لك أن استطعتِ اخراجه من دائرة السأم .

Quote: الساحة فاضية من كتاباتك ان شاء الله المانع خير

Quote: ما يزعجني حقًّا "التدخل" في النص زيادة أو نقصانًا.. هذا يستوجب أمرًا غير "الإشارة" منك فقط فيما أظن وأرى انتظر

Quote: أري ان هذا الموضوع كان ومازال يصلح لبداية نقاش جميل في عدة قضايا مثل.. المناهج وقدرتها علي زرع القيم النبيله التي تسعي الي تحسين الواقع..بالعلم وواقعية الأشياء المناهج ودورها التربوي والسياسي والاجتماعي.. الرؤيه المختلفه للأمور بين الاجيال المختلفه..واللغه العرييه والأخري الراندوك وما حملانه من معاني ومفاهيم تجاه القضايا المختلفه..

Quote: ثمة غائب "منتظر".. لا أحد يرغب في أن يكونه، لكن لا يأنف أن يعلّق عليه كل "خيباته

Quote: الطيش عند الله بعيش أذكره جيدًا ذلك اليوم الختامي من العام الدراسي لسنتنا الأولي في سلم التعليم السداسي آنذاك. يوم حفر في ذاكرتي ويذهب بي كلما أذكره إلى إحساس كئيب، حزين. لم يفارقني هذا الإحساس طيلة هذه السنوات المديدة. أذكر اليوم وأذكر "يحيىى" فقط، الذي لا يعلم إلى الآن أنى كلما رأيته أشيح عنه، ليس بسبب ما أصابه من بله أو عي ولكن عند رؤيته أتذكر تفاصيل اغتيال براءته وسذاجته وطفولته أمام ناظري دون أدني إدراك لماهية التربية ولا مقاصد التوجيه.. هل هذا انتقاد؟ لا هو أكبر من هذا هو حزن عميق لموت إنسان حي.. كانوا قد أعلنوا لنا قبل يوم أن اليوم الذي يلي ستكون النتائج والإجازة.. هللنا وفرحنا، كم هي رائعة هذه الإجازة التي تقطعنا عن المشوار القسري في البرد والحر إلى المدرسة.. المدرسة التي فيها الجلد والحفظ والواجبات والاختبارات.. وأذكر من فرحتي بيوم الإجازة أني نسيت كتبي بالقرب من حنفية المياه التي كنا نركع ركوعا كي نشرب منها ماء له خاصيتي الرواء والإشباع بما يشوبه من كمية معتبرة من الطمي اللذيذ! جاء اليوم الموعود.. وأمرنا بالصمت والتزام الهدوء والجلوس على الأدراج وجاء صوت الأستاذ حادًا منبهًا: إنتو حتصفقوا للعشرة الأوائل الشطار بس.. البقية زفت ما بستاهلوا التصفيق! وبدأ التوزيع.. الأول فلان الفلانى.. والتصفيق يعلو، والبشاشة ترتسم، والفرح يأخذ البعض للمس الأول عند المرور به تبركًا به وتأكيدًا لصحبته وآخرون ذهبوا إلى مناداته "هناي ... تمام يا.. الأول يا دا" .. كل هذا والأول يحاول أن يخفى حرجه من هذا الإعجاب المفاجئ الذي لم يتوقعه.. أما البعض الآخر من عتاولة الصف الأول فقد أبرقوا الأول سريعًا بعيونهم وعيدًا قاطعًا بجلدة ستجعله يندم على أوليته التي نالها دون إذنهم الكريم.. والأستاذ يحذر ويتوعد من هذه الفوضى.. ثم الثاني والتصفيق يعلو والضرب على الكنب يزداد بالأكف والأرجل.. الثالث.. الحادي عشر ولا زلنا نصفق.. وهنا استبد الغضب بالأستاذ فضرب السبورة صائحًا: "يا بهايم.. ما قلنا التصفيق لحد العشرة الأوائل بس.. نشوف تاني واحد يصفق.. عشان أهرسوا هنا" وسكتنا فرقًا وخوفًا وصمتنا صمتًا رهيبًا إلا من بعض الضحكات الشقيقة المكتومة التي تستغل غفلة الأستاذ لتتسرب لتعير بعض من جاء ترتيبه متأخرًا، حتى إذا بلغ العدد الثلاثين أو يزيد راود بعضنا الحنين إلى الهرج والمرج والتصفيق، إذ كان بالنسبة لنا مخزيًا أن لا نصفق لأشخاص محددين كانوا فاكهة الفصل.. نعم إن ترتيبهم جاء بهم متأخرًا لكن ذلك لا يمنع أن نحييهم ففعلنا ذلك رغم كل التحذيرات السابقة.. رمية بالكرسي الذي يجلس عليه وكثير من السباب كان كافيًا إن يعيد الهدوء إلى أكثر مما كان عليه سابقًا.. ومضي الأستاذ حتى بلغ الأخير، الطيش الذي كان "يحيىى" لكن يحيىى فاجأ الجميع بالتصفيق لنفسه والتهليل مع رسم ابتسامة حيية، ساذجة، عريضة. وتقدم نحو الأستاذ الذي بادره بصفعة لم يحتملها خده النضر فوقع أرضًا لكن ابتسامته ظلت معلقة على وجهه ولم تفارق محياه بيد أنّ ظلالًا من الحيرة حفت حواشيها.. وقذف له الأستاذ بالنتيجة في وجهه صائحًا: وبتتبسم كمان يا بليد.. غور، الله لا ورانا خلقتك تاني".. لم يغير كل ذلك من يحيى.. لكنه حين استدر ليعود إلى مكانه، كان هناك دمع جامد يبرق في عينه.. لم ينزل.. دمع حمل كل الأسئلة الساذجة.. لماذا؟ في ماذا؟ ماذا جنيت؟ كان ذلك آخر عهدٍ ليحيى بالمدرسة.. وآخر عهدي به صغيرًا.. إذ خرج من المدرسة من باب الانكسار ودخل إلى الحياة العامة من باب البلاهة صبيًا في إحدى الورش.. أمرُّ عليه يوميًا وأتحاشاه.. و خرجت يومها من المدرسة وقلبي يعتصره حزن عظيم.. ولساني يتعزى بقولتنا المشهورة: "الطيش عند الله بعيش".. هل كان من الممكن أن يحدث له غير الذي حدث؟ هل كان من الممكن ترقية مذاقه السعيد بتذيله الفصل وتشجيعه إلى أن يبلغ مكانًا متقدمًا قليلًا؟! ولكن.. ما دام هناك أول فلابد أن هنالك طيش، وإن غادر يحيى المؤخرة فهي لشخص آخر ربما يكون أقل احتمالًا وأسرع انكسارا من يحيىى!؟ ثم هل هذه هي الطريقة المثلى لتقييم الأداء الطلابي؟! أسئلة لا زالت تحيرني، رغم مضي زمن طويل جدًا عليها. لكني أتذكر ذاك الحزن الذي خرجت به من المدرسة كلما سمعت بالامتحانات والنتائج رغم أني يومها كنت صاحب الحظوة بالمركز الأول. أين يحيى الآن .....؟؟!! إنه في المسافة بين غفلتنا.. وابتسامته الحيية الساذجة .. التقيته قبل سنوات وخيّل لي أن الدمع ما زال يبرق في عينيه كم كان.. هكذا كلما اقتربت منه لأحييه وأُذكرّه بي يقف دمعه الباسم ساترًا لعري المسافة بين نسيانه لكل شيء.. وتذكري لكل شيء.

(عدل بواسطة الطيب برير يوسف on 07-02-2009, 03:39 PM)

Quote: الطيش عند الله بعيش أذكره جيدًا ذلك اليوم الختامي من العام الدراسي لسنتنا الأولي في سلم التعليم السداسي آنذاك. يوم حفر في ذاكرتي ويذهب بي كلما أذكره إلى إحساس كئيب، حزين. لم يفارقني هذا الإحساس طيلة هذه السنوات المديدة. أذكر اليوم وأذكر "يحيىى" فقط، الذي لا يعلم إلى الآن أنى كلما رأيته أشيح عنه، ليس بسبب ما أصابه من بله أو عي ولكن عند رؤيته أتذكر تفاصيل اغتيال براءته وسذاجته وطفولته أمام ناظري دون أدني إدراك لماهية التربية ولا مقاصد التوجيه.. هل هذا انتقاد؟ لا هو أكبر من هذا هو حزن عميق لموت إنسان حي.. كانوا قد أعلنوا لنا قبل يوم أن اليوم الذي يلي ستكون النتائج والإجازة.. هللنا وفرحنا، كم هي رائعة هذه الإجازة التي تقطعنا عن المشوار القسري في البرد والحر إلى المدرسة.. المدرسة التي فيها الجلد والحفظ والواجبات والاختبارات.. وأذكر من فرحتي بيوم الإجازة أني نسيت كتبي بالقرب من حنفية المياه التي كنا نركع ركوعا كي نشرب منها ماء له خاصيتي الرواء والإشباع بما يشوبه من كمية معتبرة من الطمي اللذيذ! جاء اليوم الموعود.. وأمرنا بالصمت والتزام الهدوء والجلوس على الأدراج وجاء صوت الأستاذ حادًا منبهًا: إنتو حتصفقوا للعشرة الأوائل الشطار بس.. البقية زفت ما بستاهلوا التصفيق! وبدأ التوزيع.. الأول فلان الفلانى.. والتصفيق يعلو، والبشاشة ترتسم، والفرح يأخذ البعض للمس الأول عند المرور به تبركًا به وتأكيدًا لصحبته وآخرون ذهبوا إلى مناداته "هناي ... تمام يا.. الأول يا دا" .. كل هذا والأول يحاول أن يخفى حرجه من هذا الإعجاب المفاجئ الذي لم يتوقعه.. أما البعض الآخر من عتاولة الصف الأول فقد أبرقوا الأول سريعًا بعيونهم وعيدًا قاطعًا بجلدة ستجعله يندم على أوليته التي نالها دون إذنهم الكريم.. والأستاذ يحذر ويتوعد من هذه الفوضى.. ثم الثاني والتصفيق يعلو والضرب على الكنب يزداد بالأكف والأرجل.. الثالث.. الحادي عشر ولا زلنا نصفق.. وهنا استبد الغضب بالأستاذ فضرب السبورة صائحًا: "يا بهايم.. ما قلنا التصفيق لحد العشرة الأوائل بس.. نشوف تاني واحد يصفق.. عشان أهرسوا هنا" وسكتنا فرقًا وخوفًا وصمتنا صمتًا رهيبًا إلا من بعض الضحكات الشقيقة المكتومة التي تستغل غفلة الأستاذ لتتسرب لتعير بعض من جاء ترتيبه متأخرًا، حتى إذا بلغ العدد الثلاثين أو يزيد راود بعضنا الحنين إلى الهرج والمرج والتصفيق، إذ كان بالنسبة لنا مخزيًا أن لا نصفق لأشخاص محددين كانوا فاكهة الفصل.. نعم إن ترتيبهم جاء بهم متأخرًا لكن ذلك لا يمنع أن نحييهم ففعلنا ذلك رغم كل التحذيرات السابقة.. رمية بالكرسي الذي يجلس عليه وكثير من السباب كان كافيًا إن يعيد الهدوء إلى أكثر مما كان عليه سابقًا.. ومضي الأستاذ حتى بلغ الأخير، الطيش الذي كان "يحيىى" لكن يحيىى فاجأ الجميع بالتصفيق لنفسه والتهليل مع رسم ابتسامة حيية، ساذجة، عريضة. وتقدم نحو الأستاذ الذي بادره بصفعة لم يحتملها خده النضر فوقع أرضًا لكن ابتسامته ظلت معلقة على وجهه ولم تفارق محياه بيد أنّ ظلالًا من الحيرة حفت حواشيها.. وقذف له الأستاذ بالنتيجة في وجهه صائحًا: وبتتبسم كمان يا بليد.. غور، الله لا ورانا خلقتك تاني".. لم يغير كل ذلك من يحيى.. لكنه حين استدر ليعود إلى مكانه، كان هناك دمع جامد يبرق في عينه.. لم ينزل.. دمع حمل كل الأسئلة الساذجة.. لماذا؟ في ماذا؟ ماذا جنيت؟ كان ذلك آخر عهدٍ ليحيى بالمدرسة.. وآخر عهدي به صغيرًا.. إذ خرج من المدرسة من باب الانكسار ودخل إلى الحياة العامة من باب البلاهة صبيًا في إحدى الورش.. أمرُّ عليه يوميًا وأتحاشاه.. و خرجت يومها من المدرسة وقلبي يعتصره حزن عظيم.. ولساني يتعزى بقولتنا المشهورة: "الطيش عند الله بعيش".. هل كان من الممكن أن يحدث له غير الذي حدث؟ هل كان من الممكن ترقية مذاقه السعيد بتذيله الفصل وتشجيعه إلى أن يبلغ مكانًا متقدمًا قليلًا؟! ولكن.. ما دام هناك أول فلابد أن هنالك طيش، وإن غادر يحيى المؤخرة فهي لشخص آخر ربما يكون أقل احتمالًا وأسرع انكسارا من يحيىى!؟ ثم هل هذه هي الطريقة المثلى لتقييم الأداء الطلابي؟! أسئلة لا زالت تحيرني، رغم مضي زمن طويل جدًا عليها. لكني أتذكر ذاك الحزن الذي خرجت به من المدرسة كلما سمعت بالامتحانات والنتائج رغم أني يومها كنت صاحب الحظوة بالمركز الأول. أين يحيى الآن .....؟؟!! إنه في المسافة بين غفلتنا.. وابتسامته الحيية الساذجة .. التقيته قبل سنوات وخيّل لي أن الدمع ما زال يبرق في عينيه كم كان.. هكذا كلما اقتربت منه لأحييه وأُذكرّه بي يقف دمعه الباسم ساترًا لعري المسافة بين نسيانه لكل شيء.. وتذكري لكل شيء.

Quote: الموت سائل في عُلبة! ... .. أقبلت من مكان لا يعلمه حطّت على الطّاولة التي أمامه.. وجعلت ترتشف بقايا سائل ما منها.. لابدّ وأنّها كانت مستلذة به.. وإلا فما بالها تفرك (يديها) بين الفينة والأخرى وتعيد (تسريح) جناحيها في غبطة وحبور بدت له بدينة بعض الشّيء لونها غادر الاخضرار بلمعان زاهٍ لكنّه لم يبلغ السّواد في أسراره المطلسمات.. هبّت طائرة في دفعة واحدة.. راقبها تزرع فضاء الغرفة في فرحة (الشّبعان).. جناحاها أحدثا طنينًا متّصلاً.. لا يدري لماذا أحسّ بأنّها تغنّي أغنية فرحة في طوافها اقتربت منه كثيرًا ضحك حين خطر له أنّها تداعبه كرّرت المشهد.. أيقن بمداعبتها له لا شكّ في ذلك.. مرّت على صيوان أذنه صائحة (زييييييييو)! الصّوت أعاد لذاكرته أنين (الأبيض ضميرك) المزوّد بـ(الكوز) وهو يغالب الرّمال (الكوز) يجعل اللّواري تئن.. أنِستْ له.. فرّكت على أرنبة أنفه.. تضخّمت بأكبر من حجمها في مدى الرّؤية غير الواضحة بالنّسبة له.. أشارت بقدميها الخلفيتين إشارتين متقاطعتين لم يفهم ماذا عنت بذلك.. لكنها لم تنتظر فهمه البطئ.. لذلك عاودت الطّيران.. والدّوران مرّة أخرى لحظتها دخلت (سيّدة) الدّار.. أزعجها هذا الفرح المتزايد الطّنين.. سعت خلفها بحذائها.. أخطأتها مرّات عديدة.. كانت بارعة في المراوغة.. أحسّ بها فرحة بلعبة المطاردة.. رآها تقهقه بالضّحك كلّما أخطأت السّيدة التي بلغ ضيقها مبلغ الغيظ الملغوم.. فغابت للحظات.. وقد أضمرت أمرًا! سرت في بدنه قشعريرة حين راوده شعور ما كيف له أن يحذّرها.. لكن السّيدة عادت سريعًا قبل أن يحرّك قدميه.. رشّت من علبة في يدها سائلاً تفتّت غازًا مخروطيًّا باتّجاه (صاحبته).. هوت من علوّها باتّجاه الطّاولة على رأسها.. سمع ارتطامها العنيف.. وصراخها العالي كانت ملقاة على ظهرها.. وأرجلها إلى الأعلى جعلت تلفّ بعنف ولا تكفّ عن الصّراخ.. أحسّ بالألم يعتصر قلبه.. وحين مدّ يده ليساعدها على النّهوض على قدميها كانت قد سكنت تمامًا حرّكها بأصبعه.. لم تستجب.. تراجع إلى الخلف بثقل الحزن ووطأته.. عندها وقعت عينه على العلبة متحفّزة على الطّاولة.. غشاه طائف من رعب عظيم حين تخيّل الموت (سائلاً) يستوطن علبة زاهية الألوان!

Quote: تري كيف يعيش اصحاب الاحتياجات الخاصة في مثل هذا الجو؟؟

Quote: بوست جميل وشكرا يا استاذة اماني لانك اخرجتي المارد من قمقم المدينة اللي في شارع الصحافة