رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2009, 10:03 AM

عبدالله احيمر

تاريخ التسجيل: 02-24-2008
مجموع المشاركات: 3012

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ (Re: Deng)

    وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟
    رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (2-4)



    خطوة ثانية لإشراك القوى السياسية:
    المشاركة في تنفيذ اتفاقية السلام

    مع أن مسؤولية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل تقع على عاتق الشريكين، إلا أنه من الضروري إشراك وانخراط اللاعبين الآخرين لضمان التنفيذ الأمين للاتفاقية. فبقية القوى السياسية، خاصة الأحزاب التقليدية التي كانت في السلطة أبان فترات التحول الديمقراطي السابقة (1953، 1964، 1985)، لم تمر بتجربة مماثلة تكون فيها إدارة الانتقال خارجة عن سيطرتها. ومما يعقد الوضع شعور بعض هذه القوى بأنها مطالبة فقط بالبصم على الاتفاقية والمساعدة في تنفيذها بدون أن تكون مشاركة في محادثات السلام، مما دفع بها للدعوة إلى «مؤتمر جامع» للتوافق حولها. صحيح أن الاتفاقية تتضمن آلية للمراقبة، مفوضية التقدير والتقييم، إلا أن عضوية المفوضية وسلطاتها وطبيعتها الدبلوماسية تضع العديد من العراقيل في سبيل كشف الخروق من قبل الطرفين والتوصل للحلول المناسبة. كما أن المفوضية تركز على إجراءات التنفيذ والمخرجات الأولية (outputs)، في ضوء الجداول الزمنية المحددة، دون أن تنفذ إلى الأثر التراكمي (impact) على الهدف الأساسي للاتفاقية المتمثل في تعزيز البناء الدستوري لدولة المواطنة الذي يعطى وحدة السودان الأولوية. فموضوع الوحدة يحتاج للمتابعة الأمينة والتقييم الموضوعي لما اتخذه، ويتخذه، الشريكان من خطوات ايجابية في هذا الشأن.

    ففي ظل هذه التحديات التي تواجهها عملية تنفيذ الاتفاقية، لماذا لا يبادر الشريكان بإنشاء «منبر قومي أهلي» تشترك فيه القوى السياسية والمجتمع المدني (الحديث والتقليدي) كآلية غير رسمية لمراقبة سير، وتحديد العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاقية، مع ابتداع الحلول التوافقية التي ترضى الجميع؟ أليس هذا أجدى من الاعتماد فقط على دعم وسند الدول الراعية للاتفاقية، أو الخارج عموما؟ قد حان الوقت لإشراك القوى السياسية الأخرى، لضمان التنفيذ الأمين للاتفاقية، والاعتراف بدورهم المهم كمساهمين أصيلين (stakeholders) في عملية بناء السلام. الشكل الذي يتخذه المنبر، إن كان في هيئة مجلس استشاري أو لجنة موسعة (على غرار لجنة الحكماء) وصلاحياته، وعضويته، يمكن التداول بشأنها بين الشريكين، من جانب، وبينهما وبين القوى السياسية، من جانب آخر. أما عضوية المنبر فيمكن أن تترك للقوى السياسية، إضافة للشريكين، بحيث تقوم بترشيح شخصيات، حزبية كانت أم مستقلة? طالما حازت على موافقة الجميع، ومشهود لها بالموضوعية والنزاهة، على أن يستمر المنبر حتى نهاية الفترة الانتقالية. ولا تتناقض هذه المبادرة مع، أو تنتقص من، مهام أو أهداف مفوضية التقدير والتقييم، بل هي خطوة لتجاوز الاستقطاب السياسي الراهن وتحقيق التقارب بين الشريكين وكافة القوى السياسية وإشراكها في الحوار الوطني حول تصورات حل الأزمة الوطنية.

    خطوة ثالثة لإشراك القوى السياسية:
    الحكومة الانتقالية
    إضافة إلى الرد الغاضب، وما حمله من سخرية، على اجتماع «تحالف المعارضة» الأخير، أبدى المؤتمر امتعاضه من مشاركة شريكه في الحكم في هذا اللقاء، خاصة والتحالف أعلن عن انتهاء شرعية حكومة الوحدة الوطنية الراهنة بحلول 9 يوليو 2009، الموعد الذي حدده الدستور الانتقالي لقيام الانتخابات، مطالبا بتكوين حكومة «قومية انتقالية» تفي بمستحقات، وتشرف على هذه الانتخابات لضمان حيدتها ونزاهتها. وجاء الرفض القاطع لهذا المقترح سريعا وعلى لسان عدد من قيادات المؤتمر الوطني، رغما عن ترحيبهم وسعادتهم لتصريح سكرتارية الحركة الشعبية الذي نفى موافقتها على الدعوة لقيام مثل هذه الحكومة. وسبب آخر لغضبة المؤتمر الوطني من شريكه في الحكم هو مشاركته في اجتماع سيناقش مسألة الاتفاق على مرشح واحد للرئاسة ضد مرشح المؤتمر الوطني في الانتخابات المرتقبة، كما صرح الناطق باسم التحالف، مما جعل البروفسير إبراهيم غندور، أمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني، يسارع بالقول بأن الفريق سلفا كير، رئيس الحركة الشعبية، يساند ويدعم ترشيح المشير البشير، لانتخابات رئاسة الجمهورية. وهو تصريح سارع بنفيه، مستخدما مفردات ساخرة، ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة لشعبية. في اعتقادي أن المؤتمر الوطني قد حمل اجتماع المعارضة، وما ورد خلاله من تصريحات، أكثر مما يجب و»أداه توم وشمار» كمن يخلق من «الحبة قبة». لماذا؟:
    1) الاجتماع لم يترك أي انطباع بأن المجتمعين قد تراضوا على مناقشة أو التوافق على مواضيع بعينها، خاصة مع الحركة الشعبية التي لم تشترك فيه إلا بدافع التعرف على يدور في عقول ويعتمل في نفوس المعارضين، ممن تربطها معهم علاقات قديمة، على أن تقوم لجنة مصغرة بتحديد والاتفاق على أجندة لقاء جوبا الذي دعت إليه.
    2) لا أشك في حرص الحركة الشعبية على المضي قدما في الشراكة مع المؤتمر الوطني، رغم ما يعتريها من عقبات وما تعترضها من مطبات، في التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل، كمرجعية لمشروعية حكمها للجنوب ومصدر لما تحقق من مكتسبات كبيرة للجنوب.
    3) على المؤتمر الوطني أن يكون مطمئنا (ويضع في بطنو بطيخة صيفي) بأن الحركة لن تقبل بأن يتحول الاجتماع المرتقب في جوبا إلى منبر لمراجعة الاتفاقية على غرار «المؤتمر الجامع» الذي ظلت بعض القوى تدعو له. فللحركة موقف ثابت من أي تحرك يهدف إلى إعادة التفاوض حول اتفاقية السلام الشامل. كما أنه من غير المرجح أن توافق الحركة على مقترح المعارضة بتشكيل حكومة قومية لإدارة ما تبقى من فترة انتقالية قبل الانتخابات، وقد عبرت قياداتها عن رفضها لهذا الاقتراح في أكثر من مناسبة.
    4) ضعف حجة تحالف أحزاب المعارضة التي تفيد بعدم دستورية حكومة الوحدة الوطنية بحلول يوليو2009. فمد أجل الحكومة حتى فبراير 2010 يجئ كنتيجة طبيعية ومنطقية لتأجيل الانتخابات بحسب قرار المفوضية القومية للانتخابات (وهو الأمر الذي كان حريا بالمعارضة الطعن في دستوريته). و يبدو أن المعارضة لم تحسب خطواتها جيدا قبل إعلانها لموقفها على الملأ، مما جعله يبدو مرتبكا ومربكا. فالفتوى بعدم شرعية الحكومة، ولو جازت بمنطق عدم الالتزام بالموعد الأصلي للانتخابات، كان يجب أن لا تقتصر على حكومة الوحدة الوطنية وحدها بل تتعداها للطعن في دستورية كل الترتيبات الدستورية القائمة على الاتفاقية والدستور لتشمل حكومة جنوب السودان ومجلسها التشريعي، والحكومات الولائية، والمجلس الوطني، والمجالس التشريعية الولائية، طالما جميعها من المفترض أن ينتهي أجلها في يوليو 2009! فما هو، إذن، المسوغ الدستوري لبقائها؟ أم هل تطمح المعارضة أيضا في تغييرها بمنطق قومية التشكيل؟ ولمزيد من الإرباك في موقف المعارضة، وفى قراءة خاطئة للدستور الانتقالي، صرح مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة-الإصلاح والتجديد (في ندوة لحزبه بمنطقة الهدى بولاية الجزيرة)، أن الحكومة الحالية «سيصبح رئيسها رئيسا بالوكالة حسب المادة 55/2 من الدستور الانتقالي». فالمادة 55 من الدستور تختص بتأجيل انتخابات رئيس الجمهورية، وتنص فقرتها 55/1 على أنه «عند تعذر انتخاب رئيس الجمهورية لأي سبب حسبما تقرره المفوضية القومية للانتخابات وفقاً لقانون الانتخابات، يتعين على المفوضية تحديد موعد جديد لإجراء الانتخاب بأعجل ما تيسر، شريطة ألا يتجاوز ستين يوماً من اليوم الذي كان مقرراً فيه إجراء الانتخابات»، وتليها الفقرة 55/2 التي تنص على أن «يستمر رئيس الجمهورية شاغل المنصب، رئيساً بالوكالة، لحين إجراء الانتخابات المؤجلة وتمتد فترته تلقائياً لحين أداء الرئيس المنتخب اليمين الدستورية». فما علاقة تعذر انتخاب رئيس الجمهورية، والذي ترك تقرير أمره لمفوضية الانتخابات، بعدم دستورية الحكومة طالما توافق الشريكان، بحكم نصوص الدستور، على تأجيل الانتخابات مما يعنى صراحة شرعية كل الترتيبات الدستورية القائمة إن لم ينص الدستور خلافا لذلك؟
    5) الخلاف يجب أن لا يتركز حول مواقيت الانتخابات، وبالتالي الجدل حول دستورية الحكومة أو انتهاء أجلها، بل أن ينصب على القضايا التي تقف في طريق الوصول للتوافق الوطني لإكمال مهام الفترة الانتقالية في سياق الحفاظ على الترتيبات الدستورية القائمة وتجنب انهيار الوضع الدستوري، الذي يستمد مشروعيته من اتفاقية السلام الشامل. فهل يقصد الداعون لحكومة قومية (أو حكومة تكنوقراط) أن يعاد التفاوض والتوصل لبناء دستوري جديد؟ أم سيعهد للحكومة المقترحة مهام تنفيذ الاتفاقية بعد فشل الشريكان في أدائها؟ وما هي السبل والوسائل التي ستنتهجها المعارضة في إقناع الشريكان للتخلي طواعية، عن السلطة أو إقصاءهم عنها في حالة رفضهما؟ هل ستلجأ للمحكمة الدستورية، أم ستقود الثورة أو الانتفاضة لإسقاط الحكومة الراهنة؟ إن دعوة تحالف المعارضة بعدم دستورية الحكومة سيفتح صندوق «باندورا» كما جاء في الأسطورة الإغريقية، والذي ما أن تم فتحه، بدافع الفضول، حتى انطلقت منه كل الشرور والرزايا! ومن جانب آخر، أفلا نستخلص الدروس ونستلهم العبر من تجربة حكومة «جبهة الهيئات» في أكتوبر 1964، والتي انقضت عليها الأحزاب ولم تمهلها لإكمال مهامها، وتجربة حكومة «الشخصيات الوطنية والنقابية» في أعقاب انتفاضة أبريل 1985، والتي لم تنجز شيئا، بل مهدت الطريق لانقلاب «الإنقاذ»؟ إن كل هذه الخيارات لا تتسق مع الواقع السياسي الراهن وتوازن القوى المختلفة، وقد لا تقود لتحقيق أهداف تحالف المعارضة، كما من المرجح أن لا تجد دعما من القوى الإقليمية و الدولية. فالاتفاقية هي نفسها جاءت كنتاج للدور الذي لعبته هذه القوى، وعادت لتؤكد مساندتها لها ووقوفها بجانبها لتخطى عقبات الشركة وخلافات الشريكين باشتراكها الفاعل في منتدى داعمي اتفاقية السلام الشامل، الذي رعته أمريكا ومبعوثها الرئاسي للسودان في واشنطون في يونيو المنصرم.
    6) ولعله الأهم، لماذا يتوجس المؤتمر الوطني من دعوة الحركة للاجتماع مع القوى السياسية في جوبا ويفضل عدم المشاركة فيه، طالما كانت أجندته لا تطال الشراكة معه ومقرراته لن تقر بعدم دستورية الحكومة أو تدعم فكرة الحكومة القومية؟ أفلم تهب كل هذه القوى، ما عدا القليل منها، للمشاركة في «ملتقى أهل السودان» الذي دعا وأعد له المؤتمر الوطني، بما في ذلك الحركة الشعبية التي شاركت بوفد رفيع المستوى وبقيادة رئيس الحركة نفسه؟ فما الغرابة في أن تلتقي الحركة الشعبية بهذه القوى، والمؤتمر الوطني يدرك جيدا ما يربط الحركة معها من علاقات قديمة وصلت إلى حد التحالف لسنوات طويلة تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي؟ أيريد المؤتمر من الحركة التنكر لحلفائها السابقين وكل ما جمعهم من تفاهم مشترك حول العديد من القضايا؟ ففي المقابل، إذن، لماذا لا يقلب المؤتمر «ظهر المجن» لأحزاب التوالي التي ظلت دوما تقف معه في السراء والضراء؟ فالمؤتمر الوطني يطلب ويتوقع من الحركة المستحيل سياسيا! ولماذا لا ينظر المؤتمر لاجتماع جوبا كفرصة لتقوية شراكتها مع الحركة وإدارة الأزمة عبر الانفتاح على القوى السياسية الأخرى وطرح القضايا الوطنية العالقة والحوار حولها مجتمعين للخروج برؤية مشتركة لتهيئة المناخ السياسي للانتقال السلمي للسلطة؟
    خلاصة الأمر، أن توتر العلاقة بين الشريكين، وتعثرهما في إدارة عملية الانتقال (دون تحميل المسؤولية لأي منهما)، أسهما بقدر كبير في تأزم واحتقان الوضع السياسي، خاصة استبعادهما للقوى السياسية الأخرى من المشاركة السياسة الفاعلة مما فتح الباب واسعا للاستقطاب. فقد لجأت هذه القوى للشريك الأصغر كحليف سابق لها، لعله يعينهم في تنفيذ اتفاقية القاهرة، المعنية أساسا بالتحول الديمقراطي، بعد أن خاب ظنهم وفقدوا ولو حتى بصيص أمل في استجابة المؤتمر الوطني، إذ لم يخرجوا من «المولد» إلا ببضعة مقاعد في الجهازين التشريعي والتنفيذي. وتشهد على خيبة الأمل هذه رسالة الاحتجاج التي بعث رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، محمد عثمان الميرغني، للحزب الحاكم، معبرا خلالها عن عدم رضاه عن سير تنفيذ اتفاق القاهرة. (الصحافة، 8/6/2009) كما انتقد مولانا بطء تنفيذ الاتفاق بالقاهرة، خلال الأسبوع الثالث من يونيو 2009، إلى كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر، حيث، على حد قوله، «أنه يتم ذكر الاتفاقيات الأخرى في نيفاشا وأبوجا وغيرها ولا يتم الحديث عن اتفاق القاهرة وكأنه لم يكن». وعلى هذه الخلفية، تمت مشاركة الحركة الشعبية في اجتماع تحالف المعارضة في وقت بدأت فيه الحركة نفسها في الاشتباك العنيف، بسبب اتهامها للمؤتمر الوطني بالتلكؤ في تنفيذ اتفاقية السلام، والدخول في معركة تعديل القوانين مع شريكها في السلطة، في أعقاب إعلان الجدول الزمني للانتخابات، مما أسهم في تعقيد وتوتر العلاقة بين الطرفين.
    ولعل الطريقة التي تم من خلالها تأجيل الانتخابات هي بمثابة التفاف ، وليس بخرق للدستور الانتقالي. فاتفاقية السلام الشامل لم تغفل عن ترك مساحة لشريكي الحكم لمراجعة جدوى الموعدين المشار إليهما في الفقرتين الفرعيتين 1.8.1 و1.8.3 وهما خاصتان بميقاتي إجراء التعداد السكاني وقيام الانتخابات العامة. بينما حددت الفقرة 1.8.4 ستة أشهر قبل نهاية الفترتين الزمنيتين المشار إليهما في الفقرتين السابقتين لاجتماع الشريكين للقيام بهذه المراجعة، مما يستدعى ضمنيا استصحاب آراء القوى السياسية الأخرى والحوار معها حول الدوافع الموضوعية للتأجيل. ولكن، الشريكين نفضا أيديهما تماما عن هذه المهمة، وتركاها للمفوضية القومية للانتخابات وحولاها إلى سكرتارية تتبع للشريكين وتنطق باسمهما، مما يتناقض مع طبيعتها كجهاز قومي ومستقل يعنى أساسا بإدارة العملية الانتخابية. وطبيعيا، أثار هذا التصرف شكوك المعارضة في تواطؤ الشريكين لمد أجل بقائهم في الحكم (والكنكشة في السلطة)، مما يوحى بأن كل منهما لا يضمن أن تأتى نتائج الانتخابات لصالحه لأسباب موضوعية وذاتية، مما دفعها للكيد للشريكين معا، ولو كان المقصود ضمنيا هو المؤتمر الوطني بحكم قبضته على السلطة في المركز. وعليه، أفتت القوى المعارضة بانتهاء الصلاحية الدستورية للحكومة القائمة، وطالبت بالمشاركة في الحكم عن طريق الدعوة لحكومة قومية، عسى ولعلى أن ينوبها نصيب في قسمة السلطة (والثروة) بعد أن قرأت التفاف الشريكين على الدستور كمحاولة لمد أجل استحواذهما على الحكم وانفرادهما به لأطول فترة ممكنة. فهكذا، «كبراقش التي جنت على نفسها» ابتدر الشريكان التحايل على الدستور، مما جعل كل طرف في الساحة السياسية يفسر الدستور على مزاجه وكأنه مجرد ورقة لخدمة أغراض ومصالح حزبية!
    في رأيي أن الطريق الوحيد للخروج بالبلاد من هذا الاستقطاب الحاد هو أن يدرك الشريكان، من جهة، والقوى السياسية الأخرى، من جهة أخرى، أهمية الحوار الجاد حول كل القضايا الوطنية موضع الخلاف وتبنيه كمنهج وحيد لعلاجها. ولن يثمر هذا الحوار أو يصل لنهاياته المنطقية دون إشراك الحركات المسلحة والقوى السياسية والمجتمع المدني بدارفور، بما يفضى إلى تسوية سلمية دائمة للنزاع في دارفور.


    الأخ دينـق
    السـلام عليكم
    دا الجـزء الثـاني ( اسـتعجلت تنزيله ولم انتظـر دزالواثق عشــان نطرق الحديـد وهـو ســاخن )
    من صحيفـة الرأي العـام العـدد ( 22743 ) و تاريخ: الأربعاء 15 يوليو 2009م، 23 رجب 1430هـ
                  

العنوان الكاتب Date
رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Deng07-13-09, 09:19 PM
  Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ صديق عبد الجبار07-13-09, 10:02 PM
    Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ بدر الدين اسحاق احمد07-14-09, 02:26 PM
      Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Deng07-15-09, 12:24 PM
        Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Dr.Elwathig Kameir07-18-09, 04:14 PM
          Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Mohamed Elboshra07-18-09, 07:58 PM
            Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Deng07-19-09, 06:39 AM
              Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ عبدالله احيمر07-19-09, 10:03 AM
                Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Dr.Elwathig Kameir07-19-09, 02:38 PM
                  Re: رسالة مفتوحة الى غازي صلاح الدين (1-4) .. وقفة مع النفس: هل نرغب في العيش سويا؟ Mohamed Elboshra07-19-09, 03:22 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de