نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2009, 08:20 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب..

    هذه مشاركة قمت بها في موقع آخر تتطرق لنماذج من الأدب السوداني الحديث وبعض ثماته التي ألقت عليها عوامل الهجرة بظلالها. فمن خلال هذا الطرح سأحاول التطرق لبعض ملامح الأدب السوداني الحديث مستعرضاً بعض الأدباء المحدثين وإسهاماتهم في إثراء مكتبة الأدب السوداني... وإنعكاسات الهجرة في أعمالهم التي جسدت العزلة الروحية واللا إنتماء في كثير من الأحيان.

    واقع الأمر تأثر الأدب السوداني الحديث وخصوصاً الأعمال الأدبية التي صدرت إبان فترة الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي بإنعكاسات إجتماعية وسياسية جمة كانت هي الثمة المميزة للإنتاج الأدبي خلال تلك الحقبة.. أهم تلك التأثيرات هي الهجرة والإغتراب الذان كان لهما تأثيرات قوية في بلورة الشكل الحالي للإنتاج الثقافي السوداني وهي بالضرورة أتحات المجال لطرق مواضيع جديدة على الأدب السوداني لم تكن متداولة من قبل. وبنفس القدر الذي إنعكست فيه هذه المؤثرات على نفسية الإنسان السوداني العادي.. إنعكست أيضاً على الأدب والأدباء بمختلف أنواعهم سوى كانوا شعراء ، قاصين ، مسرحيين أو روائين. فاسحةً الطريق لمجموعة من الكتاب الرافضين.. رافضين للواقع السياسي.. للواقع الإجتماعي .. وأحياناً لفكرة الإنتماء..
    وهذا ما يمهد لما يمكن أن نطلق عليه "أدب الشتات" Diaspora .. الذي تميز بالشفافية والحرية في التعبير بطريقة لم تكن لتتاح لهم لو بقوا ضمن حدود الوطن. إلا أن هذا الحنين يصيب الإنسان بإحساس الـ Home sickness الذي ينتج عنه مشاعر متكدسة تصل أحياناً إلى حدالكآبة والإغتراب الروحي.. وأحياناً أخرى تترك ترسبات سالبة على نفسية الإنسان تؤدي في أغلب الأحيان إلى إضطرابات نفسية معقدة.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-05-2009, 08:39 AM)
    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-09-2009, 07:59 AM)

                  

07-05-2009, 08:43 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    واقع الأمر إن فكرة اللا إنتماء في المجتمع السوداني في حد ذاتها تبدو غاية في الغرابة.. في مجتمع عُرفت عنه الروابط الإجتماعية المتينة وإرتباط الفرد فيه بأسرته.. وإندماج هذه الأسرة في بوتقة واحدة هي (الحوش).. ذلك الإطار الذي لا يتيح مجالاً للإنزواء وإعتزال الآخرين..
    إلا أن الإفرازات السياسية والإجتماعية التي تبلورت منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وعلى رأسها ظاهرة (الإغتراب).. ومن ثم تبعتها ظاهرة أكثر بُعداً وتجسيداً لحالة اللا إنتماء وهي (الهجرة) و(اللجوء).. هذه الظواهر جميعاً أسهمت في تكريس مفهوم اللا إنتماء والرفض في المجتمع السوداني..
    فالهجرة في حد ذاتها يترتب عليها "غربة روحية" تلازم الشخص في كثير من الأحيان بحيث لا يستطيع الإنسجام مع من حوله خصوصاً في ظل إختلاف كثير من التقاليد والعادات الإجتماعية التي تسود في دول المهجر.. فيضطر الشخص إلى الإنزواء وفصل نفسه عن المجمتمع من حوله ليخلق لنفسه فقاعة هائلة .. هي مأواه وملاذه في غربته..
    وفي هذا السياق يقول كولن ويلسون: (إن الذين هم الأكثر إحساسا باللامعنى هم الأكثر غربة في المجتمع ، لذلك فإن معظم أدبنا الجاد في الستين سنة الاخيرة يأتى إنعكاسا لحالة الاغتراب والانعزال عن المجتمع حتى يمكننا أن نطلق على أدب هذه الفترة أدب الرفض وهذه هى نقطة البداية في مشروعى الذى بدأته بكتابى The Outsider ).

    إذن فالإغتراب الروحي هو باعث حقيقي لظاهرة اللا إنتماء واللا معنى للقيم المتوارثة بل وحتى لا معنى الحياة ذاتها.. وكان الدافع لبروز تلك الظاهرة آنذاك هي إفرازات الحرب العالمية الثانية وما تركته من آثار سالبة على نفسية الإنسان.

    أما فيما يخص الأدب السوداني فقد كان لعدم الإستقرار السياسي والنزوح والحروب الأهلية وتدهور القيم الإجتماعية دور بارز في بزوغ ظاهرة الهجرة واللجوء السياسي والإغتراب.. والتي بدورها أدت إلى ظهور حالة الرفض و عدم قبول الواقع بكل أشكاله ... مما أدى إلى تكريس "نوستولوجيا" تحمل في سماتها الوطن المفقود.. ويبقى معنً واحداً راسخاً وهو أن تعدد الأوطان يعني إنعدام الوطن.. وهذا ما بدا جلياً في الأدب السوداني الحديث.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-05-2009, 09:46 AM)

                  

07-05-2009, 06:56 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    سوف أحاول خلال هذا السرد أن أفرد مساحة لعدد من الأدباء السودانيين الذين تأثرت كتاباتهم بل وحتى حياتهم الشخصية بالغربة وإفرازاتها على الصعيد الإبداعي والمعنوي، منهم:الشاعر عبد الرحيم أبو ذكرى والروائي جمال محجوب والقاصة والروائية ليلى أبو العلا والروائي أمير تاج السر:

    - الشاعر عبد الرحيم أحمد أبو ذكرى (1944-1990)
    هو شاعر وباحث في الآداب العالمية بشتى أنواعها.. وكانت أشعاره معنية بمشكلات التقدم والتحرر الإنساني والجماليات المعاصرة. عاش الشاعر "أبو زكرى" حياةً مضطربة.. مشوبة بالكآبة والعزلة والإنزواء على الذات..إلى أن وضع نهاية مأساوية لحياته منتحراً.. الأمر الذي يثير كثير من التساؤلات والغموض. ولعل الغربة التي عاشها الشاعر كان لها أثر بالغ في ذلك.. حيث أنه سافر إبّان فترة الستينات إلى الإتحاد السوفيتي.. وقضى هناك سنوات طويلة ينهل من الأدب الروسي .. حينها بدا "ابوذكرى" مهتما بالحياة الثقافية في روسيا اذ كان يعتقد بأنها جيدة أو لعله وجدها أحسن من الاجواء الثقافية والفكرية التي سادت في السودان .

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-09-2009, 07:55 AM)
    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-11-2009, 04:10 PM)

                  

07-05-2009, 08:01 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    كان لدى "أبي ذكرى" رغبة قوية فى تحديث الشعر السودانى وربطه بالادب الانسانى العالمي بعد أن ظل رافدا من روافد الشعر العربى فقط .
    وذلك عن طريق خلق ارتباط بين الشعر السودانى وذاك الانسانى.. ويعزى ذلك لإطلاعه على الأدب الأوروبي بشكل عام والأدب الروسي بشكل خاص. حيث أنه كان شديد التاثر بشعر Alexander Pushkin.

    ونسبة لقناعته التامة بضرورة البناء الاشتراكى تميز شعره بالثورة والتطرق لقضايا الكادحين. كما تميز بمخاطبة العقل .. حيث بدى اكثر نزعة وميولاً نحو العقلانية مقارنة بالشعر السودانى السابق لعصره. واضحت اشعاره عبارة عن تعليق لما يدور حول حياته وحول تجربته الشعرية التي كانت تعكس افكاراً وآمالاً عريضة هي في الواقع تجسيداً لما دار في خلده. كماعكست اشعاره خيبة أمله وإحباطاته من كل ما كان يتهيأ إليه.

    أعظم تلك الإحباطات كان قيام "البروسترويكا" التي تلتها إنهيار الإتحاد السوفيتي .. مهد الإشتراكية التي آمن بها.. وكنتيجة حتمية لحساسيتة المفرطة تجاه العيش والعالم بأسره تولد لديه حس عارم في نبذ الحياة بكل ما فيها .. ليلحق الشاعر الأذى بنفسه .. واضعاً بذلك حداً لمعاناته وإحباطاته المتراكمة.
                  

07-06-2009, 05:48 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    الأخ مبارك السروجي لك التحية

    هذا بوست جاذب لمن يهتم بالأدب ويحبه وموضوعه قوي ولكني أخشى عليه من عدم الإهتمام من الأعضاء كما يحدث كثيراً هنامع المواضيع الأدبية الجادة والمفيدة وهو أمر يسوقني دائماً إلى دهشة كبرى. يروق لي أن أعطيك نموذجينً شعريينً للشاعر الراحل الوالد الطيب محمد سعيد العباسي أولهما إبتدار لقصيدة صنعاء قال وهو متجه إليها:

    قدمت من وطني أسعى إلى وطني *** كالطيرِ من فننٍ قد حطَّ في فننِ
    إن يكُ دمُ ترهاقا سرى بدمي *** فإني ابن سيف ابن ذي يزنِ

    والنموذج الثاني عن الخليج العربي الذي قضى فيه نحو عشرين عاما وقد كانت تجربته الشعرية في الغربة تجربة ناجحة إذ أنه كان ناضجاً عندما عاقر التجربة لذا لم يصبه الشتات، يقول في قصيدته العصماء (خواطر مغترب في عيد الإستقلال):

    وجئت إلى الخليج وكان زادي شعوري أنه إحدى بلادي
    وفارقت الأحبة عن يقين بأنهمو هنا رغم البُعادِ
    فمن أهلي سوى قوم أراهم يعادون العدو كما أعادي
    ويعتنقون ديناً وهو ديني وينطق كلهمو ضاداً كضادي
    ويجمعني بهم نسب عريق يوحد بيننا من قبل عادِ
    نزلت بأرضهم فحللتُ سهلا وكم لهمو عليَّ من الأيادي
    ولست بمنكرٍ لهمو جميلاً كما قد أنكرت هندٌ سوادي
    ولستُ بمادحٍ كلا فإني أعاف البيع في سوقِ الكسادِ

    أخي مبارك لك التحية مجدداً ونحن في إنتظار بقية دراستك الأدبية القيمة ولا تأبه فإن الأدب الحقيقي في هذا الزمان نار لا يقربها إلا أحفاد إبراهيم..!!
                  

07-06-2009, 11:49 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)

    Quote: قدمت من وطني أسعى إلى وطني *** كالطيرِ من فننٍ قد حطَّ في فننِ
    إن يكُ دمُ ترهاقا سرى بدمي *** فإني ابن سيف ابن ذي يزنِ

    والنموذج الثاني عن الخليج العربي الذي قضى فيه نحو عشرين عاما وقد كانت تجربته الشعرية في الغربة تجربة ناجحة إذ أنه كان ناضجاً عندما عاقر التجربة لذا لم يصبه الشتات، يقول في قصيدته العصماء (خواطر مغترب في عيد الإستقلال):

    وجئت إلى الخليج وكان زادي شعوري أنه إحدى بلادي
    وفارقت الأحبة عن يقين بأنهمو هنا رغم البُعادِ
    فمن أهلي سوى قوم أراهم يعادون العدو كما أعادي
    ويعتنقون ديناً وهو ديني وينطق كلهمو ضاداً كضادي
    ويجمعني بهم نسب عريق يوحد بيننا من قبل عادِ
    نزلت بأرضهم فحللتُ سهلا وكم لهمو عليَّ من الأيادي
    ولست بمنكرٍ لهمو جميلاً كما قد أنكرت هندٌ سوادي
    ولستُ بمادحٍ كلا فإني أعاف البيع في سوقِ الكسادِ


    أستاذ أسعد العباسي لك التحية وللوالد الشاعر المرهف الرحمة الواسعة.. حقيقة أتشرف بمداخلتك..
    يا أخي للإغتراب صدى مدوي في النفس المرهفة وما جادت به قريحة الراحل العباسي ما هي إلا تلك الأصداء والحنين الدفاق .. كيف لا وهو الذي تفتقت قريحته وعبقريته على مثل هذا الإبداع.. إلا أن وجه الإختلاف بين الشاعر العباسي والنماذج الشعرية السودانية المحدثة هو الحنين نحو الوطن .. والتراب والأهل.. بينما النماذج الأدبية المحدثة التي طالتها يد الهجرة تبدو نافرة .. لا يحتدم لديها الحنين لانها إختارت الهجرة (المنفى) دون رجعة.. فهي ساخطة كارهة لكل ما يمت بصلة للواقع.
    أما العباسي رحمه الله فقد حمل معه الوطن في ترحاله.. وهو قانع تمام القناعة بحتمية العودة إليه.. لأنه ببساطة جزء منه ومن أهله:
    وفارقت الأحبة عن يقين بأنهمو هنا رغم البُعادِ
    فمن أهلي سوى قوم أراهم يعادون العدو كما أعادي



    Quote: هذا بوست جاذب لمن يهتم بالأدب ويحبه وموضوعه قوي ولكني أخشى عليه من عدم الإهتمام من الأعضاء كما يحدث كثيراً هنامع المواضيع الأدبية الجادة والمفيدة وهو أمر يسوقني دائماً إلى دهشة كبرى


    أما فيما يتعلق بإهتمام الأخوة بهذا البوست .. والله أقولها صراحة .. أنا لا أطمع في ذلك.. فأنا أكتب لمن يهمه الأمر فقط.. والأمر برمته هو متنفس عما يجول في الخاطر من أفكار.. لذلك لا أحزن على عدم المشاركة من قبل الكثيرين.. لأن ما يحزن أكثر من ذلك يا عزيزي..

    لك التحية مرة أخرى .. وواصل مداخلاتك الثرة..
                  

07-06-2009, 05:43 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    فيما يلي مقطع من قصيدته الشهيرة (الرحيل في الليل).. هي دون شك تعكس معاناة الشاعر والغربة الروحية التي اكتنفت حياته..


    أيها الراحل فى الليل وحيا .. ضائعا منفردا

    أمس زارتنى بواكير الخريف ..

    غسلتنى فى الثلوج .. وبإشراق المروج

    أيها الراحل فى الليل وحيدا

    حين زارتنى بواكير الخريف

    كان طيفى جامدا وجبينى باردا

    و سكوتى رابضا فوق البيوت الخشبية

    مخيفا حيرته فى الشجن .. وغروب الأنجم .. وانحسار البصر

    لوحت لى ساعة حين انصرفنا .. ثم عادت لى بواكير الخريف

    حين عادت وثب الريح على أشرعتى المنفعلة

    سطعت شمس الفراديس على اروقتى المنعزلة

    ومضت تحتضننى الشمس الندية والتى ما حفنتنى فى الزمان الأول

    فى الومان الغائب المرتحل

    أيها الراحل فى الليل وحيدا موغلا منفردا

    إنتظرنى ..إنتظرنى

    فأنا أرحل فى الليل وحيدا ضائعا منفردا

    فى الدهاليز الغصيات إنتظرنى فى العتامير وفى البحر .. إنتظزنى .. أنتظرنى

    فى حفيف الأجنحة والماوات الطيور النازحة

    حين تنهد المزارات و تسود سماء البارحة.. إنتظرنى .. إنتظرنى


    يبدو أن إحساس العزلة والإكتئاب قد بلغ مبلغه في نفس الشاعر .. كما يبدو أن فكرة الإنتحار كانت مسيطرة عليه منذ زمن قبل إقباله على تلك الخطوة الجريئة. هذا الإحساس بالعزلة تجسده عبارات مثل: منفرداً، وحيداً، الغائب ، المرتحل، موغلاً منفرداً.. وغيرها.
                  

07-06-2009, 07:25 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    في غياب التنوير الإعلامي والإحتفاء برموز الثقافة في بلادنا.. بقي عبد الرحيم أبو ذكرى مجهولاً وسط جيل الشباب.. لذلك نحاول أن نسلط عليه بعض الضوء هنا عله يتسنى للكثيرين الإطلاع على سيرته وأعماله.

    للشاعر ديوان شعر وحيد عنوانه (الرحيل في الليل) صدر في العام 1973 عن دار النشر لجامعة الخرطوم، وقد ضم قصائد مثل: "هدهدة" و " المجذوب أخذ زهور حياته ورحل" و "الهزيمة".

    كان موت الشاعر مأساوياً حيث ألقى بنفسه من إحدى البنايات الشاهقة في موسكو في شتاء عام 1990. نصب له تمثال في جامعة موسكو وله العديد من القصائد تدرس ضمن المنهج الروسي.. فمن الأحرى والأولى لنا نحن أبناء وطنه أن نحتفى به وتحتفي به جامعاتنا..

    أقرأوا هذا المقطع للشاعر الأسطورة:

    هذا زمان نحن فيه الواهبون
    نحن الذين سنفتح الكوات نحو الله فى عليائه
    سنقودكم نحو الشواطئ الساحليات الغريقة فى الغلال
    معكم نسير ..ونطلب الجزر الغنية بالمحار
    وهنا هدايانا
    هنا المجداف
    والمنظار
    والبحر العريض
    فتقبلوا منا هدايانا الصغيرة
    وتقبلونا
                  

07-07-2009, 08:11 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    وفي قصيدة أخرى عنوانها (ليس عن الحب) كتب أبو ذكرى :

    ثم نرحل بين الحزون ونهبط فوق النيازك
    فتحاصرنا النار تحت التخوم القديمة
    ونقاتل هذا الزمان القبيح
    في حشانا
    في خطانا
    ونحز براثنه القاتلة
    يا سمائي الدخان الدخان
    صار سقفاً لنبضي ونبضك
    حائطاً خامساً في المكان
    جيفة في الرياح تفوح
    السماوات والحب ليست هنا
    والهواء المعطر ليس هنا
    انظري !
    كلما نمنح الأرض من قلبنا
    تصبح الأرض منفى لنا
    ولأشواقنا.

    اشار الشاعر الكاتب كمال الجزولي الذي كانت تربطه صداقة قوية مع الشاعر في كتابته التذكارية (أبوذكرى ؛ نهاية العالم خلف النافذة) في الكتاب الصادر عن دار تراث ودار العلوم عام 2005 قائلاً: " لقد ظل ابوذكرى مشدوداً دائماً، وبقوة روحية هائلة، إلى الأعالي بكل ما فيها وما يحيط بها من مفردات ومعاني ، إلى السماوات و الكواكب والفضاءات اللامحدودة التي كانت تشكل لديه المعادل الموضوعي (للإنعتاق) أو حلم (الوجود المغاير) الذي عاش يتحرق توقاً إليه".

    وهكذا يفارق أبو ذكرى الحياة تاركاً وراءه بصمة واضحة في الشعر السوداني الحديث مصوراً في شعره ما ظل يكابده من آلام روحية جمة في حياته.. أسهمت الغربة في تجسيد معانيها بشكل واضح.. فكانت لحظة أفوله المأساوي في غياهب تلك الغربة.
                  

07-07-2009, 09:37 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    - جمال محجوب 1960

    روائي بريطاني الجنسية سوداني الأصل ، ولد في لندن عام 1960 . مما لا شك فيه فهو يمثل الجيل الحديث من الروائيين. فالبرغم من أصوله السودانية إلا أن أعماله صدرت باللغة الإنجليزية التي يعتبرها هو لغته الأم باعتبار إنه ولد وتربى في إنجلترا. يعتبر الروائي جمال محجوب نموذج حقيقي لأدب الهجرة والإغتراب.. فهو نفسه ظل متنقلاً بين إنجلترا والسودان ودول أوروبية أخرى .. حيث يقيم الآن في اسبانيا.
    هذا الترحال إنعكس أيضاً على شخصيات أعماله الروائية.. فهي في حالة تنقل وترحال دائمين.. كما تطرح أعماله سؤال الهوية والتداخل الثقافي .. هذا السؤال الذي ظل يؤرق كثير من المثقفين السودانين على مدى عقود طويلة.. ودون شك فإن هذا الأمر يبدو أكبر تعاظماً وأكثر إلحاحاً في بلاد المهجر.
    عرفت روايات جمال محجوب منذ عام (1989) وذلك بصدور روايته الأولى بعنوان "إبحار صانع المطر Navigation of a Rainmaker". ومن بين اعماله الأخرى "ساعة العلامات In the Hour of Signs" التي صدرت في العام 1996 و "أجنحة الغبار Wings of Dust " التي صدرت عام 1994 و "الحمال The Carrier" في العام 1998 و"السفر مع الجن Traveling With Djinns" في عام 2003. و"الغيث Drift Latitudes" في 2006.

    على خلفية هذه الإنتاج الغزير إستطاع جمال محجوب أن يتناول قضايا مختلفة وأن يطرح تساؤلات متعددة يدور جلها في ذهن الإنسان المهاجر الذي تأثرت حياته بمتداخلات جديدة تتجاذبه ذهنياً ومعنوياً وتلقي بظلالها على شخصيته المتشعبة .. المشتتة والمنقسمة أحياناً.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-07-2009, 09:39 AM)

                  

07-07-2009, 09:41 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    تبدو قضية الهوية من أبرز القضايا التي تناولها الروائي جمال محجوب فهو بريطاني الجنسية، سوداني الأصل.. لام بريطانية وأب سوداني. درس الجيولوجيا في جامعة شيفيلد بإنجلترا وعاد بعدها إلى السودان عام 1984م عله يتسنى له الإستقرار والعمل في موطن الآباء والأجداد ولكنه لم يجد عملا فيعود خائبا موزع الانتماء بين السودان وإنجلترا، إلى أن يحسم الأمر ويهاجر إلى الدانمارك ويتزوج من دانماركية وينجب منها طفلين فتتسع هوة الانتماء ليجد ملاذه في في كتابة الروايات والقصص، التي تصبح بالنسبة له منزلاً وموطناً ينتمي إليه بدلاً عن الوطن المفقود والهوية الضائعة
    فهو يكتب عن إحاسيسه ورؤاه مستخدماً الإنجليزية كلغة للتعبير.. بالرغم من ذلك فهو يحلم بالوصول إلى القارىء العربي. الذي أصبحت عنده اللغة عائقاً لتلقي تلك الأعمال التي تحظى بإهتمام الغرب أكثر مما تلقاه عند أولئك الذين كتب عنهم واستلهم تجربتهم .
    في لقاء مع الروائي جمال محجوب بصحيفة الخرطوم قال:
    "أعاني من ازدواجية الانتماء .. أنا خواجة في السودان .. و أجنبي في إنجلترا. هذه مشكلة ولا أعرف كيف تحل. أنا موزع الانتماء، وصدق إذا قلت لك أينما أذهب ، السودان، إنجلترا، أو الدنمرك حيث زوجتي وأولادي .. وحيث أقيم الآن أحس أن هناك شيئاً ينقصني ، لا أنام جيداً وأهرب إلى الكتابة".
    وهذه الحقيقة التي يتعامل بها الغرب معه فهو يُصنف ككاتب أفريقي.. بغض الطرف عن سودانيته أو عروبته (بحكم الثقافة على الأقل) التي جردته منها لغة الكتابة التي استخدمها.
                  

07-07-2009, 05:50 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    قضية الهوية هي من أبرز القضايا التي تناولها الروائي جمال محجوب فهو بريطاني الجنسية، سوداني الأصل.. لام بريطانية وأب سوداني. درس الجيولوجيا في جامعة شيفيلد بإنجلترا وعاد بعدها إلى السودان عام 1984م عله يتسنى له الإستقرار والعمل في موطن الآباء والأجداد ولكنه لم يجد عملا فيعود خائبا موزع الانتماء بين السودان وإنجلترا، إلى أن يحسم الأمر ويهاجر إلى الدانمارك ويتزوج من دانماركية وينجب منها طفلين فتتسع هوة الانتماء ليجد ملاذه في في كتابة الروايات والقصص، التي تصبح بالنسبة له منزلاً وموطناً ينتمي إليه بدلاً عن الوطن المفقود والهوية الضائعة
    فهو يكتب عن إحاسيسه ورؤاه مستخدماً الإنجليزية كلغة للتعبير.. بالرغم من ذلك فهو يحلم بالوصول إلى القارىء العربي. الذي أصبحت عنده اللغة عائقاً لتلقي تلك الأعمال التي تحظى بإهتمام الغرب أكثر مما تلقاه عند أولئك الذين كتب عنهم واستلهم تجربتهم .
    في لقاء مع الروائي جمال محجوب بصحيفة الخرطوم قال:

    "أعاني من ازدواجية الانتماء .. أنا خواجة في السودان .. و أجنبي في إنجلترا. هذه مشكلة ولا أعرف كيف تحل. أنا موزع الانتماء، وصدق إذا قلت لك أينما أذهب ، السودان، إنجلترا، أو الدنمرك حيث زوجتي وأولادي .. وحيث أقيم الآن أحس أن هناك شيئاً ينقصني ، لا أنام جيداً وأهرب إلى الكتابة".

    وهذه الحقيقة التي يتعامل بها الغرب معه فهو يُصنف ككاتب أفريقي.. بغض الطرف عن سودانيته أو عروبته (بحكم الثقافة على الأقل) التي جردته منها لغة الكتابة التي استخدمها.
                  

07-08-2009, 09:13 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    رواية "السفر مع الجن" الصادرة عام 2003 تعتبر أشبه بالسيرة الذاتية، لأنها تشبه سيرة حياة الكاتب نفسه. فبطلها يدعى "يسن" ، شاب أنجلو سوداني، يمتلك جوازي سفر إنجليزي وسوداني .. لكنه لا ينتمي إلى أي من البلدين.. فهو في بحثه عن الوطن يفقد هويته. فبطل الرواية "يسن" شاب في السابعة والثلاثين من العمر من أمٍ إنجليزية وأبٍ سوداني يهرب مع ابنه "Leo" عبر أوروبا في سيارة Peugeot 504 قديمة لأن طلاقا وشيكا سيحرمه من ابنه، يجوب القارة بحثا عن وطن وعن جذور، ومع رغبته الجارفة في أن يعيش حياته لا ينسى بأية حال طفولته السودانية، قرب (حبوبة) التي تمثل بالنسبة إليه أفريقيا الأم. لكن هذا الأمر يبدو صعب المنال.
    وعلى هذا الحال يبقى بطل الرواية تائهاً في حالة من الحيرة والضياع: ففي أحدى المشاهد يقول: "إلى أين أتوجه؟ أنا أجنبي" .... "أقول لنفسي في الليل أني لست شخصا، بل شخصان، أحدهما غريب عن الآخر" .... "أن شعوري بأني في وطني شعور مضلل".
    في هذه الرواية يعرض علينا محجوب صورة مأساوية لرجال ونساء لم يحسموا خياراتهم الثقافية .. إنهم عرب يعيشون حياة الضنك والتشرد في أوربا. فهم في ترحالهم لا يفلحون في الاستقرار، تجرجرهم تبعاتهم الثقافية المزدوجة التي تفقدهم بالمقابل كل تبعية او انتماء.
                  

07-08-2009, 06:54 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    أما رواية "إبحار صانع المطر" Navigation of a Rainmaker فتروي قصة شاب أنجلو سوداني يعود إلى السودان بحثاً عما لم يجده في ضباب الجزر البريطانية فتتناول التعقيدات الأيدولوجية الناتجة عن الإنقسام الجغرافي والإثني في السودان وخصوصاً التباين بين الشمال المتحضر والجنوب البدائي. وصانع المطر هو شخص ذو قيمة في مجمتعه فهو يُستجدى به لنزول المطر.. وعملية إستدعاء المطر تتم إما عن طريق الطقوس الدينية – كما في صلاة الإستسقاء- لدى المسلمين . أو بطريقة علمية كما هو الحال في عملية المطر الصناعي التي تتم بطريقة حقن السحب بمادة الكريستال لإدرار المطر. والمعني المجازي لهذه التسمية بحسب قاموس Oxford فصانع المطر هو شخص ناجح عملياً، خصوصاً في مجال الأعمال التجارية. على هذه الخلفية فإن صانع المطر تحمل رمزية غاية في التعقيد .. فهو الأمل نحو الخلاص.. هو الغرب الذي يظهر الخير ويخفي شرور لا نهائية.. هو الإستعمار الحديث بأشكاله المختلفة.
    بطل الرواية ويدعى "تانر" شاب من جذور سودانية وجنسية مختلفة يعود إلى جذوره ليبحث عن إرث والده.. في هذه الأثناء تحل كارثة الجفاف بغرب البلاد . يحس "تانر" أنه تجسيداً للكارثة التي ألمت بالبلاد، يصاب بالإكتئاب نتيجة للإنهيار الإجتماعي الذي ينشب من حوله فيتعمق لديه الشعور بالعزلة والإغتراب الروحي.. هذا الإنهيار الذي يلم بالبلاد سببه الرئيسي هو الإستعمار وسياسته التقسيمية. فـ "تانر" لم يأتِ للبحث عن البترول في هذه الأرض السودانية الموحشة بل عن هوية ضاعت منه، وهذا يضيف اشكالية جماعية ترمز الى تهاوي أحلام الاستقلال شيئا فشيئا.
    يقرر "تانر" التوجه جنوباً للبحث عن ذاته المفقودة.. يرافقه في رحلته رجل أمريكي أسود هو "غليمور" الذي يشوب شخصيته كثير من الغموض، فهو بحسب الرواية باحث في مجال البترول. ولكن الحقيقة الكامنة خلف شخصيته هي إنه عميل إستخبارات لجهات لها مصالح في الإنقسام الذي تعانيه البلاد. وهو بذلك يجسد مطامع الإستعمار الحديث في تكريس الفرقة بين أبناء الشعب الواحد وترسيخ فكرة الإضطراب وعدم الإستقرار في البلاد.
    آخر المطاف وسعياً منه لتحقيق ذاته يقوم "تانر" بقتل "غليمور" الذي هو داء خبيث في خاصرة الوطن.. وسبب من أسباب مشاكله الكامنة.
                  

07-09-2009, 07:52 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    رواية "ساعة العلامات" " In The Hour of Signs" 1996 فتدور أحداثها إبان فترة الإستعمار في السودان في أواخر القرن التاسع عشر. وتصور حال السودان الغارق في الخلافات الدينية والثقافية والسياسية. تحكي قصة شاب سوداني يدعى " Hawi " يهرب من وطنه لأنه قد حكم عليه بالإعدام بسبب إدانته بالردة عن الإسلام، والخطأ الذي إرتكبه هو أنه كان يحاول أن يجد معانٍ جديدة للقرآن تخالف تلك المتعارف عليها في تفسير القران. فالرواية لا تخفي أصداء إعدام الأستاذ محمود محمد طه وكتابه المثير للجدل الرسالة الثانية للإسلام.
    يعيش " Hawi" في منفاه منغمساً في متاهات المدن الأوروبية.. ولكنه لم يقع ضحية لإغراءات الحضارة الأوروبية ليعود بعد ذلك إلى وطنه السودان هذه المرة ملتحقاً بجيوش المهدية كمساعد للخليفة عبد الله. وعند سقوط المهدية في معركة كرري يتمكن "Hawi" من الهرب ناجياً بحياته.. إلا أنه يلاقي حتفه لاحقاً على يد شخص عادي من عامة الناس أثناء مناداته بأفكاره السابقة الداعية لإيجاد معانٍ مختلفة للقرآن الكريم بخلاف تلك التي يعرفها عامة الناس. والكاتب هنا بدا متحفظاً حيث إنه لم يشر إلى تفاصيل ما كان يدعو إليه "Hawi" وهو بذلك ينأى بنفسه عن أي حساسيات يمكن أن تنشأ نتيجة لهذا الطرح.. ولعله بذلك يحاول أن يتجنب ما آل إليه مصير الكاتب البريطاني "سلمان رشدي" بإهدار دمه. لكنه دون شك يسلط الضوء على مسالة التطرف الديني الناتج عن الفهم الخاطئ لكثير من تفاصيل الدين.
    تستعرض الرواية تجربة الدولة المهدية التي حتى ولو كان مصيرها الفشل أسست لسودان آخر وهي التي أشعلت الثورة ضد المحتل البريطاني – المصري في القرن التاسع عشر الذي لم يستعمل السلاح فقط، بل السكة الحديدية أيضاً. فالقطار في الكتاب رمز للاستعمار بمعنى فرض المستقبل من دون أي فهم للماضي. ومنا ناحية أخرى لا يسعى جمال محجوب لتمجيد الإمام المهدي الذي حقّق أول حكم وطني في السودان، كما يمجده التاريخ الرسمي، لكنّه يقول: "كان تلك الطاقة الرهيبة التي تصنع أمة، لكنّ ثورته كانت مثالاً حياً على وضع الدين في خدمة المطامع السياسية". ويقر محجوب بتلميحات الكتاب العديدة إلى وضع السودان الحالي في 1989 أي بعد قرنٍ على ثورة المهدي، تحوّل السودان إلى دولة دينية.

    يحاول جمال محجوب أن يقول ان المعرفة ثورة خلاقة بطبيعتها، من شأنها أن تمنع التعصب الذي يلجأ اليه الناس في كثير من الأحيان . فمن الضرورة بمكان أن يحظى المجتمع بفرصة للتمعن في الاشياء وإدارك أبعادها وبالتالي قبول الآخر بمختلف آرائه وأفكاره. على هذا المنوال بإمكان المجتمع أن يكون متصالحاً ومتماسكاً لا تتحكم فيه نزعات الإنقسام والخوف من المجهول.
    يبدو أن محجوب مفتوناً بهذا التناول للمقدس لأنه عادة ما يسمح بخلق مجتمع وإنسان متعافي نفسياً وفكرياً .. وهو قادر على الفصل والتمييز بين الإيمان والتعصب.
                  

07-09-2009, 10:32 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    Quote: كان موت الشاعر مأساوياً حيث ألقى بنفسه من إحدى البنايات الشاهقة في موسكو في شتاء عام 1990


    في حوالي العام 1984 كنت أرتاد بإستمرار الفندق الكبير وفي طاولة نائية كان يجلس دائماً الشاعر أبوذكرى ويحمل في يده صحيفة وما كنت أعرف أنه أبوذكرى حتى ناداني ذات مرة وقال لى: عندكم لي شغل؟!! جلست إليه وعرفت من هو وكانت دهشتي عظيمة عندما بدا لي شارد الذهن فأدركت أن الرجل يعاني ما يعاني تركته ولكني ظللت أرقب شروده كلما جاء إلى ذلك الفندق. كل هذا دفعني لأقرأ كل مايكتب عنه وما يكتبه، ومن بعد لم أندهش لإنتحاره ولكن هذا لم يمنعني أن أبكي عليه كثيراً. رحم الله شاعرنا المبدع أبوذكرى.
                  

07-09-2009, 09:28 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)

    3- ليلى أبو العلا

    ليلى ابو العلا من مواليد القاهرة عام 1964م من اب سوداني وأم مصرية، وتكتب القصة القصيرة والمسرحية الى جانب الرواية، وقد نشأت في السودان لتحصل على شهادتها الجامعية الأولى في الاقتصاد من جامعة الخرطوم ومن ثم ترتبط بمهندس بترول من اب سوداني، وأم بريطانية، ثم انتقلت الى بريطانيا عام 1987م لتعيش اولا مع والدتها وأخيها ومن ثم مع زوجها في اسكتلندا.

    ليلى أبو العلا كتبت أعمالها باللغة الإنجليزية.. وهي كغيرها من كتاب الجيل الحديث تسيطر عليها فكرة المنفي والهوية والواقع السياسي والديني. فهي كغيرها من الكتاب الذين تغاذفتهم تيارات المهجر فإيقظت لديهم رغبة ملحة للبحث في العلاقات الحرجة والمتوترة بين هويتهم الاسلامية وثقافتهم وهويتهم الغربية، دون الخوض في القضايا الاساسية او تحليلها بطريقة مباشرة.
                  

07-10-2009, 05:12 AM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    هذا البوست غاية في الأهميةوالإمتاع سأظل أتابعه ساعة بساعة. واصل أيها الأديب الألمعي.
                  

07-10-2009, 02:43 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)

    يا أستاذ أسعد..

    والله إنت الأديب سليل الأدباء.. لسبب بسيط هو أنت المتداخل الوحيد في هذا البوست وأنت من قدر قيمته.. على العموم (خلينا برانا في عالمنا).. كذلك لا يفوتني أن أشكرك على تداخلك بخصوص الشاعر أبي ذكرى.. ما ذكرته عنه يقودني للربط بينه وبين البوست الذي تتحدث فيه عن الشذوذ.. ولعل الشذوذ مرتبط بالعبقرية إلى حد كبير.. وأبو ذكرى دون شك كان يعيش حالة من الشذوذ الفكري جعلته ينأى بنفسه عن عالمنا المادي .. ليسرح بعيداً في عالمه المثالي البريء وما سؤاله (ما عندكم لي شغل؟؟) إلى دليك على ذلك.. لعل عبقرية أبي ذكرى سمت به في عالم خاص به .. عالم يزينه الإلهام والتحليق في اللا وعي. لذلك بدا لك حينما رأيته شارداً مذهولا.

    لك الشكر يا عزيزي..
                  

07-10-2009, 08:51 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    صدر لها رواية المترجم The Translater في 1999 ومجموعة قصصية بعنوان "أضواء ملونة"The Musen في 2001 و رواية المئذنة Minaret في 2005.

    فازت روايتها المئذنة Minaret بـ «جائزة كين للأدب الأفريقي» بلندن، ورشحت أعمالها الأخرى لجوائز رفيعة. يرى بعض النقاد البريطانيين أن ليلى أبو العلا استطاعت أن تقدم صورة مختلفة عن المرأة المسلمة من خلال بطلاتها، فالمرأة عندها تجد ملاذها وقوتها في الدين وليس بالهروب منه، كما هو سائد في الأعمال الأدبية الحديثة، انها قوية تصنع ذاتها بذاتها وليس كما يشكّلها الآخرون.
                  

07-10-2009, 09:38 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    Quote: يا أستاذ أسعد..

    والله إنت الأديب سليل الأدباء.. لسبب بسيط هو أنت المتداخل الوحيد في هذا البوست وأنت من قدر قيمته.. على العموم (خلينا برانا في عالمنا).. كذلك لا يفوتني أن أشكرك على تداخلك بخصوص الشاعر أبي ذكرى.. ما ذكرته عنه يقودني للربط بينه وبين البوست الذي تتحدث فيه عن الشذوذ.. ولعل الشذوذ مرتبط بالعبقرية إلى حد كبير.. وأبو ذكرى دون شك كان يعيش حالة من الشذوذ الفكري جعلته ينأى بنفسه عن عالمنا المادي .. ليسرح بعيداً في عالمه المثالي البريء وما سؤاله (ما عندكم لي شغل؟؟) إلى دليك على ذلك.. لعل عبقرية أبي ذكرى سمت به في عالم خاص به .. عالم يزينه الإلهام والتحليق في اللا وعي. لذلك بدا لك حينما رأيته شارداً مذهولا.

    لك الشكر يا عزيزي..


    يكفينا يا عزيزي أن العدد الأخير من صحيفة سودانيز أون لاين قد إختارت كتابتك عن الروائي جمال وكتابتي عن جان جينيه مادتين لتزين بها إصدارتها. إن لم تفعل فراجع العدد الأخير.
                  

07-10-2009, 09:55 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)

    لم يسعدني الحظ للإطلاع .. سوف ألقي نظرة..
                  

07-10-2009, 10:39 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    في لقاء لها مع صحيفة الشرق الأوسط في عددها رقم 10789 بتاريخ 12 يونيو 2008 أوضحت ليلى أبو العلا علاقتها بالكتابة الإبداعية قائلة: "بدأت عام 1992، عندما كنت أعيش في اسكتلندا، كنت أشعر بالحنين الى الخرطوم والثقافة العربية. الناس من حولي لا يعرفون شيئاً عن بلدي السودان أو عن الإسلام، المكوّنان الرئيسيان لهويتي، وهذا ما زاد من إحساسي بالغربة. نهاية الثمانينات شهدت بداية تأجج العواطف ضد العرب والإسلام في الإعلام الغربي ووجودي في بريطانيا جعلني في وضع دفاعي. فجأة وجدت أني أحتاج لأوضح أن الحياة في الخرطوم تسير بصورة جيدة، وأن الناس طيبون، والظروف هي التي أجبرتنا على المغادرة ولم تكن خياراً. كنت أعيش في ثقافة وفي مكان يؤكدان في كل لحظة وكل ثانية «أن الغرب هو الأفضل»، أفريقيا فوضى، الإسلام يضطهد النساء وكامرأة عربية يجب أن أكون ممتنة لهروبي. حماس الشباب وعزة النفس الجريحة قاداني لأقاوم ذلك. أول رواية لي «المترجم» صدرت عام 1999، تبعتها مجموعتي القصصية «أضواء ملونة» عام 2001 وروايتي الثانية «منارة» صدرت عام 2005. الصبغة العامة لأعمالي تتناول الصدمة الثقافية والصعوبات التي يواجهها العرب في بريطانيا، الاغتراب، المنافسة بين الحداثة والتقاليد، وكلها قضايا تهمني".
                  

07-11-2009, 06:10 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    رواية "المئذنة" The Minerate تقع النسخة الإنجليزية منها في 340 صفحة من القطع المتوسط. وسوف أحاول هنا أن اسلط بعض الضوء على هذا العمل الرائع عله يتسنى للأخوة والأخوات الإطلاع على هذا العمل السوداني المميز. تدور أحداث الرواية في لندن عن شخصيات معظمها سودانية الجذور. و تحكي الرواية قصة فتاة سودانية تدعى "نجوى" تهاجر إلى لندن هي وأسرتها المكونة من والدتها وشقيقها التوأم "عمر" لتبدأ رحلة الصراع في مدينة الضباب.
    "نجوى" ولدت في السودان وتنحدر من إحدى الأسر المعروفة بنفوذها المالي حيث جمعت ثروة هائلة في ظل نظام حكم ديكتاتوري كان والدها بالرغم من عدم إنتماءه للنظام إلا أنه كان أحد المؤيدين المحسوبين عليه. حيث أن ثروته تكدست بسبب العمولات والصفقات التي كان يبرمها ويستفيد منها هو وأفراد نافذين في الحكومة. تلقت "نجوى" تعليمها في مدارس إجنبية وتنتمي هي وأخاها إلى ثقافة الغرب المترفة والمتعالية على نمط الحياة السودانية البسيطة. فكانت ترتاد النادي الأمريكي للسباحة وحضور الحفلات الصاخبة التي يتجمع فيها أبناء تلك الطبقة البرجوازية.
                  

07-11-2009, 11:05 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    في هذه الأثناء ينجر "عمر" نحو الإنحراف بتعاطي المخدرات والغياب في غياهب النسيان.. كان يقضي معظم وقته خارج البيت ولا يعود إلأ أواخر الليل. كانت أحلامه مثل غيره من أبناء تلك الطبقة هي السفر إلى لندن ومواصلة دراسته.. ولكن بين الحلم والواقع يتوه "عمر" في عالم اللا واقع واللا وعي.
    أما "نجوى" فترتبط بعلاقة مع شاب في الجامعة يدعى "أنور" على الطرف النقيض لها.. فهو من طبقة كادحة ينتمي إلى الحزب الشيوعي وكان من رواد حلقات النقاش في الجامعة. هذه العلاقة مع "أنور" كانت محل إنتقاد شديد من قبل والدة "نجوى" التي كانت تتمنى أن ترتبط إبنتها بشخص من طبقتها.. يكفل لها العيش بنفس مستواها الحالي. على هذا النحو سارت حياتهم المترفة المنعمة إلى أن تندلع الثورة التي تطيح بالحكم الديكتاتوري .. وتقدم كل أعوانه ومناصريه للمحاكم .. ليصدر حكم الإعدام شنقاً في حق والد "نجوى". إنقلبت الحياة رأساً على عقب ولم يكن هناك مفر للأسرة من الهجرة والأستقرار في لندن في إحدى الشقق التي ملكها والدهم.. لكن الأمور لم تعد كما كانت فالوالدة تصيبها الحسرة على ما آل إليه مصير إبنها الوحيد الذي تلقي عليه الشرطة القبض بتهمة المتاجرة بالمخدرات ويزج به في السجن.. لتلقى والدتهم حتفها متأثرة بالصدمة.
    بعدها يخيم البؤس على حياة "نجوى" فتاة في مقتبل العمر يتيمة .. وحيدة.. ليس لديها من يوفر لها الحماية والأمان..
                  

07-11-2009, 04:07 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    يظهر "انور" الذى تركته "نجوى" خلف ظهرها هو الاخر فى لندن لاجئا سياسيا، حاله مثل حال كثير من الشيوعين الذين لجأوا إلى الغرب (الرأسمالي) بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي. سعى "أنور" سعيا حثيثا للالتقاء بها وافلح اخيرا وهو بذلك يحيي العلاقة بينهما ولكن هذه المرة.. في مدينة الضباب.. مدينة لا تعرف سوى المصلحة الذاتية.. مدينة يسعى الكل فيها لكسب عيشه.. ومن أجل ذلك يتحرر من كل قيمه فهو هذه المرة يسعى لاستنزافها والاستفادة من وجودها والتظاهر بالحب والاستمرار فيه. تمسكت هى به وقدمت له كل ما يمكنها تقديمه له من معاونة ، مثل شراء جهاز حاسوب، والاسهام فى تصحيح المقالات التى كان يقوم بكتابتها للصحف بالانجليزية ، واقراضه مبلغا من المال سجل به للحصول على درجة الدكتوراة.
    لكن هذا لم يكن كافياً لـ "أنور" فقد حملها على القدوم اليهم فى المسكن الذى يتقاسمه مع شابين من بلده هما "امين" و "كمال". إستمرت الأمور بينهما على هذا الحال فتعمقت العلاقة وبلغت أقصى الحدود وتجاوزت كل الحواجز .. وهكذا فهي أصبحت عشيقته بكل الأبعاد.
    بعدها بدأ الندم يدب في نفس "نجوى" لفقد العذرية والاحتقار الذى استشعرته حينما حدثها "انور" عن امكانية رتق هذا الفتق مثلما يفعلون فى السودان ، و هذه هي الاشارة التي تدلنا على حدوث الفعل الجنسى ، ولم تكن لندن ولا الحياة فيها ذات تاثير فى هذا الجانب ، سوى انها وفرت المسرح ليتم فيه هذا دون ملاحقات وقيود ، والخوف من (النظام العام) او التواجد فى سكن عزاب مثلما هومحرم هنالك فى السودان بلدهم الذى اتوا منه.
    يتكرس الإحساس بالإنحطاط وإنعدام القيمة لدى "نجوى" عندما يهم "كمال" صديق "أنور" ذات مرة بالتحرش الجنسى بها وهي في المطبخ عسى ان ينال شيئا هو الاخر، وعندما اشتكته الى "انور" لم تاخذه عليها الغيرة ولم يثأر لخصوصيتها المنتهكة.. هذا لسبب بسيط وهو بينه وبين نفسه لم يكن يريدها زوجة له لأنه كان يخاف على ابنائه منها ان تم هذا الزواج من ان يكونوا يحملون جينات والدها المليئة بالفساد ، فتزوج من بنت عمه بعد ان كذب على "نجوى" كثيرا وجعل عشمها فى الارتباط بها متصلا حتى قبل اقترانه بقليل.
    هذه الحالة من الندم قادت "نجوى" الى ان ان تقرر نهائيا اللجوء للتدين والحجاب، والانغماس فى المسجد كبديل لحياتها هذه وملاذا تجد فيه السلوان ، سيما وانه وعقب وفاة والدتها تلقت اشارات مشجعة من احد المتدينات اللاتى شاركن فى غسيل وتكفين جثمانها هى "وفاء" ولكنها لم تستجب وقتها مع تكرار المحاولات ، الى ان فوجئت ذات يوم بعد لعب ورق طويل فى منزل العزابة ، باحدهم هو "امير" يستاذن فى الذهاب لتناول الافطار فسخروا منه اى افطار هذا ونحن جمعينا قد تناولنا الغداء قبل قليل ؟؟ فاجابهم انه افطار (رمضان) فعضت البنان لانها لم تكن تعلم بقدوم الشهر الفضيل حسب قولها فى غمرة انغماسها تلك. ولقد عتبت على "انور" عدم تبليغها لتستعد ، فاعلمها انه لم يجد سببا لاخبارها اصلا حتى لو كان عالما ، لانه لا يعني له شيئاً.. فهو يسخر من فكرة الصوم ومن التدين برمته.
                  

07-11-2009, 09:37 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    Quote: لم يسعدني الحظ للإطلاع .. سوف ألقي نظرة..


    سأحاول رغم إمكانياتي التقنية الضعيفة أن أبرزها لك هنا.
                  

07-11-2009, 10:05 PM

Asaad Alabbasi
<aAsaad Alabbasi
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 1969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)
                  

07-12-2009, 05:23 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: Asaad Alabbasi)

    بدأت "نجوى" تداوم على دروس تجويد وحفظ القرآن في المسجد. وفي غضون ذلك إلتحقت بالعمل لدى اسرة سودانية الاب مصرية الام يعمل والدهم في سطلنة عمان، وتعمل والدتهم الدكتورة زينب طبيبة بالقاهرة . وتأتي الأم لزيارة إبنها"تامر" وإبنتها لاميا التى تحضر فى الدكتوراة وترعى طفلتها التي يقيم والدها أيضاً في سلطنة عمان فى علاقة اقرب للتفكك مع زوجته ، والتى يقيم معها مؤازرا شقيقها تامر اليافع المتدين ، الذى يدرس ادارة الاعمال عن غير رضا منه ونزولا عند رغبة والديه ، وهو ايضا شديد التدين يرتاد المسجد دون إنقطاع .
    بتوصية ممن هن بالمسجد يتم قبول نجوى لتعمل معهم خادمة ترعى الطفلة وتقوم بالطبخ والكى والتسوق وغيرها من الاعمال التى يؤديها خدم المنازل. في هذه الأثناء نشات علاقة بينها وبين تامر الذى يصغرها كثيرا ، لكنه يعتقد انها افضل من اخته وصديقاتها لالتزامها بتعاليم الإسلام. وكان يعتقد انها تناسبه لانها ذات الدين الموصى بالظفر بها بالنسبة للمتدينين، ومسالة العمر بالنسبة له تجعل زواجه منها قمة التاسى بزواج السيدة خديجة، وكانا يخرجان سويا الى الحديقة المجاورة ليلعبان مايا إبنة شقيقته ، ويجلسان هناك دائما حتى افصح لها عن رغبته فى الارتباط بها زوجة، وبدات تدنو منه ومن مشاكله الى ان اوقعتها الصدفة اذ عثرت عليها مايا معه فى غرفته متلبسة فى قبلة طويلة هى اول واخر ما نالته من هذه العلاقة اذ طردت على اثرها من مكان عملها وفقدته الى الابد.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-12-2009, 09:04 AM)

                  

07-12-2009, 07:43 AM

كمال حامد
<aكمال حامد
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    الأخ مبارك
    تحية طيبة
    عنوان البوست يوحي بأنه عن قصص الاغتراب التي يحكيها روائيون سودانيون اغتربوا حينا من الدهر
    لكنه في الواقع وباستثناء الشاعر عبد الرحيم أحمد أبو ذكرى فهو عن روائيين نصف سودانيين ولدوا وعاشوا خارج السودان وكتبوا بغير اللغة العربية مع مواجهة معاناة مشكلة الهوية والانتماء، وهي مشكلة يواجهها كل من مر بذات السياق كتب عنها أم لم يكتب.
    وبحكم اغترابي السابق الطويل ودراستي بالجامعة في المملكة العربية السعودية فما زالت ذاكرتي تختزن العديد من المواقف والقصص مع من قابلتهم من أنصاف السودانيين من الزيجات المختلطة أو من الذين ولدوا وتلقوا تعليمهم في تلك البلاد.
    وهذا مجال حسب علمي لم يتطرق له أحد والله أعلم
    واصل ومتابعين
    كمال
                  

07-12-2009, 08:46 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: كمال حامد)

    Quote: في الواقع وباستثناء الشاعر عبد الرحيم أحمد أبو ذكرى فهو عن روائيين نصف سودانيين ولدوا وعاشوا خارج السودان وكتبوا بغير اللغة العربية مع مواجهة معاناة مشكلة الهوية والانتماء، وهي مشكلة يواجهها كل من مر بذات السياق كتب عنها أم لم يكتب.


    الأستاذ/ كمال حامد.. لك التحية على التداخل.

    في الحقيقة إشكالية المهجر في رايي أكثر بعداً من الإغتراب .. وما هؤلاء الكتاب الذين هم نصف سودانيين ويكتبون بغير العربية إلا نتاج لظاهرة المهجر.. إلا أن ما يجمع بينهم جميعاً هو أنهم يتناولون مواضيع تمت للواقع السوداني بصلات قوية.. وتحاول تجسيد ملامحه وصراعاته. ولكن يبقى سؤال مطروح عن هوية من يكتبون بلغة غير اللغة العربية ويحمولون جنسية غير سودانية.. هل يمكن تصنيفهم ضمن دائرة الأدب السوداني؟؟؟ هذا السؤال سأتناوله في مرحلة من مراحل هذا البوست.. آملاً أن تبقى متداخلاً حتى نثري النقاش ونتوصل معاً لخطوط عريضة تبلور مفهوم الهجرة والإغتراب التي تقود بشكل أو بآخر إلى طرح تساؤلات أخرى تتعلق بالإنتماء والهوية..

    لك تقديري وفائق إحتراماتي..
                  

07-12-2009, 08:58 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    يحاول "تامر" الإتصال بـ "نجوى" ليوضح رغبته في الزواج منها.. ولكن تحضر د. زينب والدته لمعالجة الامر برمته ، حيث لا يليق بإبنها أن يرتبط بخادمة منازل تكبره سناً هذا بالرغم من انهم يعرفون والدها واصولها السودانية. قامت الدكتورة بزيارتها فى شقتها وطلبت منها شيئا واحدا واخيرا هو ان تبتعد عن ابنها وتخرج من حياته بل حياتهم جميعاً خروجا تاماً مقابل تعويضها بمبلغ من المال.. توافق "نجوى" على ذلك .. لأن ذلك المبلغ بالنسبة إليها يساوى ما اخذه منها"انور" ولم يرده اليها، ولازمها شعور بانها عوضت ما فقدت وانصرف تفكيرها لان تذهب لاداء فريضة الحج مثل الاخرين ، لتكتمل عناصر تدينها ويصبح بالنسبة لها سبيلا وحيدا ومهرباً آمناً.

    بهذه النهاية تُختتم الرواية مثيرةً كثير من التساؤلات المتعلقة بمسألة الإسلام والتدين.. الإسلام والتطرف.. كما تصور الغرب الذي إتخذت من لندن مثالاً له على أنه مسرح تتكرس فيه ثقافة التدين الذي هو بالنسبة للبعض ملجأ من الضياع والإنهيار.. ومحاولة لترميم تداعيات الغربة اللعينة. ودون شك فإن هذه الثقافة معزولة عن محيطها الحقيقي لذلك في كثير من الأحيان تقود إلى التطرف. تماماً مثل ما حدث للكثيرين الذين عاشوا فى الغرب وكانوا وقودا لهذه المحرقة من التفجيرات .
    تترك الرواية هذه الاسئلة معلقة وبلا اجابة شافية. وتؤكد بانه لا المكان الذى عاش فيه هؤلاء ، ولا الزمان او المحيط العام بقادر على التاثير فيهم، ولا اعادة صياغتهم لأنهم ببساطة لا ينتمون إلى واقعهم الحقيقي.. وهم بالضرورة فقدوا إرتباطهم بجذورهم.
                  

07-12-2009, 09:19 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    من خلال هذه النماذج من الأدب السوداني الحديث أردت أن أسلط الضوء على آثار الهجرة والإغتراب.. وهي دون شك آثار عميقة للغاية.. صحيح إنها في أغلب الأحيان مصدراً للإلهام.. وتفتح القريحة تجاه الوطن.. لكن في المقابل هناك آثار وتراكمات سالبة.. وأكثر هذه الترسبات إيلاماً هي البحث عن الذات.. تخيل إنك تعيش في بلد .. أنت في غرارة نفسك تريد أن تحس فيه بالإنتماء.. وأنك جزء منه.. لكي ينشأ فيه أبناءك.. وتحس أنت فيه بالأمان هرباً إما من الفقر أو القهر.. لكنك تتفاجأ بأن هذا البلد ينظر إليك بعين الغريب.. الذي لا ينتمي لهذا المكان.. هذا بالتأكيد يولد لدى الإنسان إحساس باللا مكان .. واللا وطن..
    ويبقى هناك تساولاً آخراً وهو هل مايكتب عن السودان بلسان غير لسان أهل السودان وبقلم من يحملون جنسيات غير الجنسية السودانية.. هل هو يقع في دائرة الأدب السوداني؟؟؟ هذه الإشكالية تم حسمها لدى الآداب الأخرى .. فالأدب الإنجليزي على سبيل المثال يصنف كل مايُكتب بالإنجليزية من إنتاج أدبي فهو يقع ضمن دائرة الأدب الأنجليزي بما في ذلك الأدب الأمريكي أو الأسترالي أو الأفريقي.. أما النماذج التي طرحتها هنا فهي بالرغم من أنها تكتب باللغة الإنجليزية ولكنها تناولت قضايا سودانية بحته.. قضايا تناقش هموم الوطن والهوية والإنتماء والتطرف.. في إطار التاريخ والجغرافيا المترامية الأطراف.
    واقع الأمر إن الغرض من طرح هذا التساؤل ربما يكون إستبقاياً فيما يخص الأجيال القادمة التي تعيش في المهجر والتي وربما لا يكون لها صلة بالسودان سوى من حيث الشكل او المضمون.. فهناك ستكمن القضية!! عندها سيكون تنصنيف أعمال هؤلاء واضحاً جلياً بأنه ليس ضمن الأدب السوداني...
                  

07-12-2009, 09:34 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    4- أمير تاج السر.. طبيب يداوي بالشعر والرواية

    الروائي والشاعر أمير تاج السر هو نموذج آخر للأدب السوداني الحديث في المهجر.. فهو قد إختار الإقامة في دولة قطر حيث يعمل طبيبا في الدوحة. وهو يعد من أكثر الروائيين السودانيين غزارةً في الإنتاج في السنوات الأخيرة فأصدر "كرمكول 1988"،" سماء بلون الياقوت 1996" "نار الزغاريد 1988"،"الوجع 2002"، "عواء المهاجر 2003"، "مهر الصياح 2005"، "زحف النمل"، "توترات القبطي" ومجموعة شعرية بعنوان "أحزان كبيرة".

    ذاع صيته في بداية التسيعينيات كأحد أهم قامات الأدب السوداني في المهجر. إلا أن أعماله على العكس من كتاب آخرين ترتبط شخصياتها بجذورها إرتباطاً وثيقاً.. وتوغل في بيئتها السودانية كجزء لا يتجزأ من تلك البيئة.. ولعل عمله كطبيب أتاح له الإلمام بأحوال الناس وأسرار أجسادهم وعذاباتهم الاجتماعية ومكنته من الإحتفاظ بمخزون قصصي ثر ظل يتلقاه على لسان مرضاه .. وهي بدورها مكنته من صياغة شخوص رواياته بواقعية وشفافية متناهية..

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-12-2009, 10:53 AM)
    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-12-2009, 04:41 PM)
    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-12-2009, 04:49 PM)
    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-13-2009, 05:48 AM)

                  

07-12-2009, 04:40 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    بدأ أمير تاج السر كتابة الرواية في منتصف الثمانينيات.. روايته الأولى " كرمكول" لفتت الانتباه إلى موهبته وقدمته روائيا مختلفا وجديدا. رواياته اللاحقة "سماء بلون الياقوت" و"نار الزغاريد" و"صيد الحضرمية" و "عواء المهاجر " وغيرها كرست اسمه كرائد من رواد الحداثة في الرواية السودانية بل والعربية. مثله مثل كثير من الكتاب السودانيين يبقى أمير تاج السر مسكوناً بتساؤلات الهوية السودانية والتمازج الأفريقي العربي الأمر الذي بحسب إعتقاده يجعل من السودان بيئة مختلفة عن البيئات العربية الأخرى وأيضا مختلفة عن البيئات الأفريقية.
    يرى الكثيرون أنه تأثر بالطيب صالح في أسلوبه وطريقة معالجة الرواية.. إلا أن أمير تاج السر ينفي ذلك باعتبار ان تشابه البيئة والمفردات السائدة فيها هي ما يجعل البض يعتقدون ذلك الإعتقاد خصوصاً في يتعلق بأعماله الباكرة مثل "كرمكول". إضافة إلى ذلك فهو يعتبر أن الطيب صالح هو الوجه الأبرز في الرواية السودانية ولكنه لن يكون السقف النهائي الذي لا يصل إليه المبدعون الآخرون.. وهو بذلك يستنكر فكرة أن يُحد الأدب بسقف معين لأن في ذلك هدر وإجحاف لإبداعات تتدفق هنا وهناك من قبل مبدعين سودانيين بقطنون شتى أصقاع الأرض.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-13-2009, 06:01 AM)

                  

07-13-2009, 06:12 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    القارىء لأعمال أمير تاج السر يتلمس بوضوح مركزية موضوع الألفة،إذ يتجلى طيف واسع من علاماتها ممثلة في نظم العيش وأساليبه ورموزه الثقافية والإنسانية، التي تكتسي أبعادا أسطورية بالسرد وجماليات الحكي. والمسرح الأساسي الذي تدور فيه أحداث روايات أمير تاج السر في معظم رواياته هو شرق السودان بمدنه وقراه وأريافه الغنية بتاريخها ومرجعياتها الرمزية الخاصة، التي استطاع أن يديرها بحنكة داخل خرائط السرد. هذا يُعزى لعيشة في تلك المنطقة من السودان التي قضى فيها طفولته ومعظم فترات شبابه.
    تلك الإلفة هي في الواقع من تداعيات الحنين للوطن.. ذلك الشعور المتراكم التذي تخلفه الغربة في نفس الإنسان.. إذن نحن أمام أعمال تكتنفها لواعج الأشواق.. والحنين نحو أشياء تبدو بعيدة المنال بحكم أن الغربة الإختيارية ربما لم تعد إختياراً.. فهي واقعٌٌ فرضته ظروف متداخلة لا يمكن الفكاك منها بأي حال من الأحوال.
                  

07-13-2009, 05:47 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    يعمد أمير تاج السر إلى تضمين الشعر خلال أعماله الروائية وهذا يُعزى لسبب بسيط وهو أن بدايته الحقيقية كانت كشاعر وليس كاتباً روائياً .. إلا أن لقاؤه بالروائي المصري الكبير عبد الحكيم قاسم كان قلب كل الأمور رأساً على عقب .. فتحول بعد ذلك للرواية .حيث كان يعتقد أن مثابة نقطة تحول كبرى في مسيرته. كتاباته الشعرية تزخر بعبق السرد والرواية .. كيف لا وهو آتٍ من بيئة خصبة بالحكاوي .. تتداخل فيها الثقافات وتمتزج فيها الأسطورة بالفلكلور الشعبي.

    (عدل بواسطة مبارك السروجي on 07-13-2009, 09:14 PM)

                  

07-13-2009, 09:11 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    روايته "مهر الصياح" التي تدور أحداثها في منطقة دارفور.. فيها صدى للواقع المرير الذي يكابده ليس فقط أبناء دارفور بل السودان كافة.. من خلالها يؤكد لنا أمير تاج السر إنه جزء من الوطن وهمومه.. فهو يتجول بمسرح الأحداث أنى دعت الظروف. وتعتبر هذه الرواية بمثابة قراءة للحاضر من خلال تاريخ دارفور إبان القرن الثامن عشر متخذاً كتب التاريخ مرجعاً في ذلك.. وهي بمثابة نبوءة لما يدور الآن في تلك المنطقة .. فهناك الصراع القبلي .. وكذلك أنظمة الحكم .. كما يزخر العمل بتصوير للعادات والتقاليد الدارجة هناك مثل السحر والأسطورة .
                  

07-14-2009, 05:48 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    رواية "مهر الصياح" تسلتهم الماضي لتحاول ربطه بالحاضر من خلال ظواهر إجتماعية وثقافية وعادات متوارثة كانت ولا زالت تفرض نفسها بقوة في المجتمع الدارفوري.. وهي تنتمي إلي روح الواقعية السحرية، يعتمد فيها التفاهم بين السلطان والرعية على الصياح.. فالرعية تصيح أمام قصر السلطان بشكواها حيث يقوم سبعة "صيّاح" من حاشية السلطان بنقلها إليه في مجلسه تتابعاً. فهو يتدارس الشكاوى مع مستشاريه ومن ثم يطلق حكمه ليصل إلى الشاكي عبر نفس السلسلة ذات السبع "صيّاح".. هذا الرد ربما يستغرق ساعةً .. يوماً .. أو أمداً بعيداً..
    الرواية تكتنفها الواقعية والفانتازيا في البنية الداخلية للشخصيات التي لا تقل أهميةً عن شخصية السلطان نفسه... فمصير هذه الشخصيات يخيم عليه الغموض في كثير من الأحيان مما يحدو إلى شحذ خيال القاريء ويقوده إلى سلسلة من التكهنات الشيقة.
                  

07-15-2009, 09:28 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    تحكي "مهر الصياح" رحلة "آدم نظر" ابن صانع الطبول ووزير السلطان في مجلس الصياح بسلطنة "أنسابه". في الواقع كانت الرحلة شاقة ومحفوفة بالمخاطر. يشارك "آدم نظر" في رحلته هذه أشخاصٌ كثر. من ضمن هؤلاء رجل يدعى "جبروتي" ويعمل صانعاً للعطور وهو شخص بشرته بلا لون "ود حور".. وهو يقع في حب "رزينة" شقيقة "آدم نظر" بعد أن رأى جمالها الخلاب حينما ينكشف وجهها وهي تحاول أخراج أخاها "آدم" حينما يسقط في الوحل. ويشارك "آدم نظر" في رحلته أيضاً شخص يدعى "نجام" وهو رجل خصي.. يتولى رعاية "رزينة" أثناء توهانها ويكون لها بمثابة الحضن الدافئ الذي تأوي إليه في تلك الرحلة الشاقة.
    شخصية "آدم نظر" هي الشخصية المحورية في الرواية .. ولكن دورها لا يكتمل إلا بوجود شخصيات مثل "رزينة" ، "نجام" و "جبروتي" وهذه الشخصيات جميعها وجدت نفسها في خضم المأساة التي يجرهم نحوها "آدم نظر".
    واقع الأمر إن المكان بالنسبة للقاريء يكاد يكون مجهولاً لأن ليس هناك مسميات واضحة كما دأب الكاتب أمير تاج السر في أعماله.. فهو لا يذكر اسما لمكان بعينه .. ولكن الخصائص الإجتماعية والثقافية والمسميات (الناس والأماكن) وكذلك التراث والعادات كل هذه تدل دلالة واضحة على المكان. ولعل تلك الرحلة تعيدنا بالذاكرة إلى بدايات الرواية الإنجليزية على يدالكاتب الإنجليزي "Daniel Defoe" وذلك من خلال روايته "Robinson Cruisoe" حيث يذهب بطله في رحلة فيها كثير من الشبه لرحلة "آدم نظر".
                  

07-15-2009, 03:41 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    من ضمن آخر الأعمال التي كتبها أمير تاج السر هي رواية "توترات القبطي" التي على ما يبدو أنها مستوحاة عن قصة المؤرخ السوداني "يوسف ميخائيل القبطي" الذي إعتنق الإسلام وآمن بتعاليم الثورة المهدية حتى حظي بمكانة رفيعه لدى الإمام المهدي ومن ثم خليفته الخليفة عبد الله التعايشي.. وقد سبق وتناولت قصة الرجل في إحد البوستات السابقة.
    تدور أحداث هذه الرواية في مدينة (السور) التي قامت فيها ثورة دينية لطرد المستعمر وتطهير البلاد من الكفر والشر، ووجد (ميخائيل القبطي) نفسه داخل تلك الثورة بعد أن انقضت على المدينة التي كان يعمل فيها محاسباً وجامعاً للثروة، ليفقد أهله ويتغير اسمه إلى ( سعد المبروك ). ينشأ صراع بينه وبين قائد أحدى الكتائب حول خطيبته التي كان القائد مولعاً بها كما يبدو. وبرغم افتتان القبطي بالدين الإسلامي الذي دخله كما يقول، إلا أنه لا يبدو مؤمناً كثيراً بتعاليم الثورة، وكان منشغلاً طوال الرواية بمحاولة تذكر الماضي وحبيبته الضائعة ومحاولة العثور عليها في كواليس القائد الذي يقيم في خيمة ملاصقة لخيمته في المعسكر.
                  

07-16-2009, 08:04 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    تتبلور رواية «توترات القبطي» في محورين مكملين لبعضهما البعض هما: البعدالروائي المباشر الذي مفادهأن رفض الرأي الآخر هو في الواقع رفض للقيم الإنسانية جميعاً.. وهذا هو التعصب بعينه. أما البعد الآخر فهو البعد الفني الكامن الذي هو بالضرورة هو نتاج لمعرفة وإلمام بخبايا السرد الروائي لدى أمير تاج السر الذي يخالف كل التوقعات وذلك من خلال تصوير عوالم إنسانية متعددة ومتباينة في كثير من الأحيان.. في محاولة للقول أن الفن والتعصب هما خطان متوازيان لا يمكن أن يلتقيا.. فالفن يسعى إلى توحيد الوجدان الإنساني بينما التعصب يفرق ويقسم. فقد ميزت الرواية منذ البداية بين الإيمان الحقيقي الذي ينبع من العقل والقلب معاً.. وبين التدين المبني على الجشع والكراهية.

    ومن أجل صورة أكثر واقعية إعتمدت الرواية على السرد الذاتي للإنسان المعذّب، الذي يسرد ما يرى وما عاش وما حلم به وانقضى، مترجماً مصيراً حزيناً، وشاهداً على هول الوعي المتخلّف، الذي يبارك القتل بفتاوى مقدسة. أمدّ السرد الذاتي الرواية بمرونة في التعامل مع الزمن، تمحو الحدود بين الحاضر والماضي، وتفتح العالم الداخلي على العالم الخارجي.
                  

07-16-2009, 10:02 PM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    الرواية تنشغل بنعي المدينة التي كانت تنعم بالأمن لتعاني بعد ذلك أهوالاً جسام.. كما تتناول العشق الذي لا يبارح قلب بطلها "ميخائيل" أو "سعد المبروك".. ومن ناحية أخرى تطرح موضوع الهمجية التي يمكن أن تتسلل إلى الأفكار الدينية حتى لو كانت أفكاراً مثالية.. هذه الأفكار التي دائماً ما تجد من يتسبب في خرقها.. فهناك دوماً من يخرقون الأدوار التي أوكلت إليهم وهم بذلك يكونوا قد خرجو عن نطاق الدعوة التي أتت بها الثورة الدينية.
    مكان وزمان الرواية يكتنفهما الغموض نسبياً .. وكذلك شخوص الرواية ليس لهم بلد معين فهم من جهات متعددة من العالم. فهناك الإنجليز المحتلين وأبناء البلد الذين هم ضحية صراعات جرهم إليها المستعمر.. هذا بالإضافة إلى جنسيات أخرى شكلت حضوراً بارزاً في الرواية وأسهمت في صياغة بنيتها وأحداثها.
                  

07-16-2009, 11:32 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    الاستاذ مبارك السروجي جهد كبير ودسم كما ونوعا بوست نجد انفسنا في اشد الحوجة اليه التاريخ لمبدعين ابدعوا ومضوا ولم يؤرخ لهم احد لا صحافة ولا اعلام ولا حزن ولا من يحزنون، اسماء سمعت بها ولكن لم ادري عنها شيئا حتى وجدتها عندك في البوست.

    اسمح لي ايضا ان اذكر الروائي عوض مبارك شاب سوداني كان مقيما في لبنان ثم هاجر الى الولايات المتحدة الامريكية له رواية تحمل اسم (احلام الزمن الغابر) عن دار فارابي-بيروت طبعة 1997م تقريبا وهي رواية تشتغل في الصراخ العرقي الاثني بالسودان واشكالية اللون والجنس والقبيلة، او رواية قريبة من موضوعات طائر الشؤوم لفرانسيس دينق، كتب عن الرواية العديد من النقاد اللبنانية وقتذاك ولقت استحسانا من الجهمور.

    واصل اخ مبارك وتجدنا او تجدني من المتابعين لك باقة من الشكر.
                  

07-17-2009, 08:50 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: محمود الدقم)

    أستاذ محمود الدقم .. تحية طيبة

    هذه في الحقيقة محاولة متواضعة لتناول موضوع الهجرة والإغتراب في الحياة السودانية والتي تتجسد من خلال أعمال كثير من الكتاب المحدثين.. وما تم ذكرهم هنا هم مجرد نماذج .. ودون شك فالأدب السوداني غني بكثير من الكتاب .. بعضهم معروف والبعض الآخر غير معروف لدى جمهور القراء والمتتبعين.. كنت أتمنى أن يساهم معنا الأخوة والأخوات بمداخلاتهم وإضافة معلومات جديدة عن كتاب غير معروفين في الساحة الأدبية.. وأنا بدوري سأتولى موضوع البحث عن الكاتب عوض مبارك لعلي أظفر ببعض أعماله.. فهذه المواضيع التي تناولها هي مربط الفرس في التجربة السودانية المعاصرة.. وهي بالتأكيد لها إفرازات في صميم المجتمع السوداني وصياغتة وطريقة تفكيره.

    لك الشكر مجدداً.. وخليك معانا..
                  

07-16-2009, 11:32 PM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: مبارك السروجي)

    حذفت بسبب تكرار المداخلة.

    (عدل بواسطة محمود الدقم on 07-16-2009, 11:37 PM)

                  

07-19-2009, 08:19 AM

مبارك السروجي
<aمبارك السروجي
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج من الأدب السوداني الحديث.. تداعيات الهجرة والإغتراب.. (Re: محمود الدقم)

    من خلال هذه النماذج من الأدب السوداني الحديث أردت أن أسلط الضوء على آثار الهجرة والإغتراب.. وهي دون شك آثار عميقة للغاية.. صحيح إنها في أغلب الأحيان مصدراً للإلهام.. وتفتح القريحة تجاه الوطن.. لكن في المقابل هناك آثار وتراكمات سالبة.. وأكثر هذه الترسبات إيلاماً هي البحث عن الذات.. تخيل إنك تعيش في بلد .. أنت في غرارة نفسك تريد أن تحس فيه بالإنتماء.. وأنك جزء منه.. لكي ينشأ فيه أبناؤك.. وتحس أنت فيه بالأمان هرباً إما من الفقر أو القهر.. لكنك تتفاجأ بأن هذا البلد ينظر إليك بعين الغريب.. الذي لا ينتمي لهذا المكان.. هذا بالتأكيد يولد لدى الإنسان إحساس باللا مكان .. واللا وطن..هذا الواقع ربما يكون حقيقياً في حالتي الهجرة واللجوء..

    ويبقى هناك تساولاً آخراً وهو هل مايكتب عن السودان بلسان غير لسان أهل السودان وبقلم من يحملون جنسيات غير الجنسية السودانية.. هل هو يقع في دائرة الأدب السوداني؟؟؟ هذه الإشكالية تم حسمها لدى الآداب الأخرى .. فالأدب الإنجليزي على سبيل المثال يصنف كل مايُكتب بالإنجليزية من إنتاج أدبي فهو يقع ضمن دائرة الأدب الأنجليزي بما في ذلك الأدب الأمريكي أو الأسترالي أو الأفريقي.. أما النماذج التي طرحتها هنا فهي بالرغم من أنها تكتب باللغة الإنجليزية ولكنها تناولت قضايا سودانية بحته.. قضايا تناقش هموم الوطن والهوية والإنتماء والتطرف.. في إطار التاريخ والجغرافيا المترامية الأطراف.

    واقع الأمر إن الغرض من طرح هذا التساؤل ربما يكون إستبقاياً فيما يخص الأجيال القادمة التي تعيش في المهجر والتي وربما لا يكون لها صلة بالسودان سوى من حيث الشكل او المضمون.. فهناك ستكمن القضية!! عندها سيكون تنصنيف أعمال هؤلاء واضحاً جلياً بأنه ليس ضمن الأدب السوداني...
    هنا تجدر الإشارة إلى التفريق بين حالة الهجرة من ناحية وحالة الإغتراب من ناحية أخرى حيث أن البون شاسع بين كلا الحالتين.. وفي المقابل فإن النتاج الأدبي للهجرة مختلف تماماً من نظيره في حالة الإغتراب.. فنماذج جمال محجوب وليلى أبو العلا هي دون شك مثالاً حياً للهجرة.. أما في حالة أبي ذكرى وأمير تاج السر فهما في حالة إغتراب .. لذلك بدت علاقتهما أكثر إلتصاقاً وقرباً من واقع الوطن.. وهمومه..

    ربما يحتاج الموضوع لتفاصيل أدق وأكثر شمولاً.. ولعل هذا يكون مدخلاً لكتابات لاحقة إن كان في العمر بقية..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de