|
وليداً لينا خته كلمة
|
طفل سوداني في مرحلة الأساس يا دوب (أمه بنت عم أبوه) شعر بأن أحد زملائه في الفصل لم يحتفل بعيد ميلاده كما يفعل بقية الأطفال ، وتصور أن ذلك قد يكون لقلة الحيلة ، فطلب من زملائه السودانين أن يحتفلوا بعيد ميلاد زميلهم هذا وطلب من كل واحد أن يحضر معه شمعه وقطعة كيك وأي زجاجة مشروب . وبالفعل اجتمع الأولاد أثناء فترة الراحة (الفسحة) وفرشوا الطاولة ووضعوا الأشياء وفاجأوا زميلهم بالأمر . ولكن للأسف قبل البداية حضر استاذ (السلوك) وضرب الطاولة برجله وتناثرت المواد على الأرض . فأرتعب الطلبة وما كان من معلم (السلوك) أن انتهرهم وأمرهم بنظافة المكان فهرع الطلبة للنظافة إلا ذلك الوليد فسأله الأستاذ بغلظة لماذ لا تتحرك مع زملائك وتنظف المكان ؟ فقال له بقوة لن أفعل (أبيت دوت كي) فما كان من المعلم إلا أن عاقبه لعدم احترامه وطاعته لمعلمه وحبسه لمدة ساعة بعد انتهاء الدوام . وأخطرت المدرسة والده بذلك وطلبت منه الحضور لأخذ أبنه . ولما جاء الوالد أخذ إبنه وفي الطريق إلى المنزل قال الأب : يا إبني لازم التلميذ يحترم استاذه ويطيع أوامره مهما يكون والمعلم يبقى معلم ، فقال الابن يا أبوي (الاحترام شيء والكرامة شيء آخر) (We have to strike the balance between respect and dignity) يجب أن نوازن بين الاحترام والكرامة . هذا الطفل قطعاً سوف يكون له شأن بإذن الله . ففي الأثر أن أمير المؤمنين عمر كان ماراً بأحد أزقة المدينة وكان هنالك صبية يلعبون فعندما رأوا سيدنا عمر فروا ما عدا واحد فقال له سيدنا عمر : لم لا تهرب كبقية أخوانك ؟ فقال الصبي لماذا أهرب يا امير المؤمنين فأنت لم تفعل لي شيء كي أهرب ولا أنا فعلت خطأ حتى اهرب ، فقبل سيدنا عمر رأس الغلام وقال إنه سوف يكون له شأن . هذا الغلام يا سادتي كان عبد الله بن الزبير الذي شغل الدنيا وأربك بني أمية . ونذكر كلمات والدته بعد ان قتل وصلب وعُلق على جزع شجرة قالت وهي تمر عليه لمدة ثلاثة أيام : أما آن لهذا الفارس أن يترجل . (ما تقول لي الأم مني والجد منو) . مثل هذا الطفل يجب أن نفسح له المجال في مدارس السودان فقد يكون له شأن ويحلنا من الغربة والطلبة ومن أبو (الكسرة كسارة الوجوه) . وليداً في الحارة يتحزم ، ما يجيب الشين – لو سقوه الدم – عودو خاتِي الشق ما قال وحاتكم طق – عشم الطواه الجوع المتعب المعدم . وليداً ما العاق ولا خان ولا سراق وإحلنا من القيد والزلة أو قولة حاضر يا أرباب . وإلى لقاء .
|
|
|
|
|
|