نداء عاجل لهلالاب الداخل

Quote: شهادة براءة لسيكافا * قبل أن نهنئ أتراكو بتاج سيكافا الجميلة.. وقبل أن نستعرض ملابسات هزيمة المريخ في ليلة الختام وحزن جماهيره على اللقب الضائع لابد أن نذكر أولاً أن فوز الفريق الرواندي بالكأس منح البطولة شهادة براءة من كل الإفك الذي لاحقها منذ انطلاقتها.. بل قبل أن تبدأ حينما تبارى كارهو المريخ في ذم البطولة وادعوا أنها جاءت مفصلة على مقاس المريخ.. وأن لقبها مضمون للفريق المستضيف. * بالأمس خسر المريخ لقب سيكافا.. فماذا سيقول هؤلاء؟ * جاء فوز أتراكو ليؤكد خطل ما ادعوه.. ويمنح سيكافا شهادة براءة من التلاعب في النتائج وتفصيل اللقب على مقاس المنظمين! * رد فوز أتراكو حتى على رئيس الهلال الأخ الأستاذ صلاح إدريس الذي تساءل: هل يمكن أن تستضيف فريقاً وتطعمه وترحله ويهزمك؟ * ها هو المريخ قد استضاف أتراكو يا أرباب وصرف على مأكله ومشربه وإقامته في أحد أفخم فنادق الخرطوم وتولى ترحليه ثم خسر أمامه في ليلة الختام ليؤكد براءته من شراء الذمم وتفصيل النتائج! * كما حمل فوز الفريق الرواندي على المريخ شهادة براءة أخرى لتحكيم سيكافا الذي أدار المباراة بنزاهة تامة.. بل قسا فيها على الفريق المستضيف.. وخرج سالماً دون أن يعترضه أحد. * إن كل من كتبوا طاعنين وهامزين ولامزين ومتهمين المريخ بشراء الذمم سعياً إلى الفوز ببطولة رخيصة مطالبون بالاعتذار لقرائهم أولاً وللمريخ ثانياً ولاتحاد سيكافا الذي أدار البطولة بنزاهة تامة وتوج الفريق الأفضل بلقبها ولم يمنح من دفع أكثر من مليون دولار لرعاية البطولة إلا الفضية! * ابتداءً من اليوم ستتحول النغمة من ضعف سيكافا وتفصيل لقبها على مقاس المريخ إلى الشماتة من خسارته أمام أتراكو ومحاولة تحطيم روحه المعنوية سعياً إلى التهامه بسهولة يوم السبت المقبل.. ولكن هيهات! * تلقى المريخ أمس أول هزيمة له في مباراة رسمية خلال الموسم الحالي! * خسر ببساطة لأن كرة القدم التي لا تعرف الحسابات المسبقة ولا تركن إلا لمن يعطيها داخل المستطيل الأخضر انحازت للأكثر عطاءً والأوفر جهداً في ليلة الختام. * استحق أتراكو الفوز على المريخ مع أنه خسر أمامه في ليلة الافتتاح بنصف دستة. * وهنا يكمن سحر كرة القدم وحلاوتها لأنها تستمد قوة جذبها للجمهور من مثل هذه المفاجآت العاصفة. * سنكذب إن قلنا إننا لم نحزن لخسارة المريخ للقب.. لأننا تمنيناه له من كل قلوبنا! * وسنكون مكابرين إن لم نشر إلى أنه استحق الخسارة أمام فريق يقل عنه في الإمكانات الفنية والمادية. * لكننا لن نوغل في الحزن ولن نقيم سرادق العزاء للهزيمة ولن نسمح لمن يرغبون في تدمير معنويات لاعبي المريخ قبل لقاء القمة الإفريقية بنيل مرادهم. * خسر المريخ أمس لكن ذلك لا يعني أنه سيكون صيداً سهلاً للشامتين.. بل سيعود أشرس وأقوى وأوفر تصميماً على تعويض جماهيره بالفرحة الكبيرة. * ويل لآل مرة.. من الكرّة تلو الكرّة! * ونتمنى هنا أن تكون خسارة الأمس مدخلاً لتكرار سيناريو ختام سيكافا 88 عندما تجرع المريخ هزيمةً قاسية أمام البيرة الكيني في مباراة النهائي على أرضه وبين جماهيره وانطلق بعدها ليفوز بلقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 1989! * خسر المريخ يومها أمام البيرة الكيني وفي تشكلته سامي عز الدين رحمة الله عليه.. وبريمة وكمال عبد الغني وسكسك وباكمبا ودحدوح وأبوعنجة وود عطا وبقية عقد العباقرة الميامين.. ولم تتوقف مسيرته ولم يركن إلى الهزيمة.. بل صنع منها دافعاً للتفوق على المستوى القاري لأول مرة في تاريخ الكرة السودانية. * هزيمة المريخ لن تعمي عيوننا عن ما قدمه للبطولة من إجادة في التنظيم بطريقة منحته شعار التميز.. ولن تقلل من جهد الرجال الذين سهروا الليالي لخدمة ضيوف البطولة. * سنشكر فاروق ورفاقه في اللجنة العليا.. وكل اللجان المساعدة. * وسنحمل شباب المريخ الذين تطوعوا لخدمة ضيوف البطولة في بؤبؤ العين.. ونغطيهم بالرموش. * حاشاهم ما قصروا ولا تهاونوا ولا بخلوا بمجهود. * ذكرنا قبلاً أن سيكافا في عرف المريخ وسيلة لغاية أسمى. * ونعتقد أنه سيتعامل مع الخسارة بطريقة (رحم الله ارمئ أهدى إلي عيوبي) بعد أن اكتفى بفضتها التي أعجزت الشامتين وعزت عليهم في ثمانية مشاركات متتالية. * ليس غريباً على أندية رواندا أن تفوز باللقب. * فقد حظيت به من قبل ثلاث مرات وبلغت مباراتها النهائية سبع مرات بينما كان نصيب الأندية السودانية مجتمعة لقبين اثنين وخمسة نهائيات! * وعندما نجمل ونقول (نصيب الكرة السودانية في سيكافا) سنكون قد جافينا الحقيقة لأن الغلة المذكورة كانت من نصيب المريخ.. حيث لم يتشرف أي فريق سوداني خلافه باللعب في نهائيات سيكافا الخمسة والثلاثين! * مبروك لأتراكو الفوز لأنه استحقه.. مثلما استحق المريخ الهزيمة. * مبروك للفريق الذي لم يفقد عزيمة الانتصار حتى بعد أن بدأ مشاركته في الدورة بخسارة قياسية. * ومبروك لسيكافا براءتها من الإفك المبين. آخر الحقائق * لم يقدم المريخ ما يجعله مستحقاً للكأس مع أن رماته أهدروا فرصاً محققة في مواجهة المرمى المكشوف. * وفي المقابل استحق حارس أتراكو نجومية اللقاء لأنه صنع الفرق وحرم مهاجمي المريخ من مس شباكه بمهارة عالية. * من الواضح أن لياقة لاعبي المريخ لم تسعفهم لتخطي حالة الإجهاد التي أصابتهم بعد الرالي العنيف الذي خاضوه أمام مازيمبي. * ظنوا أنهم سيفوزون بأقل مجهود. * وعندما اهتزت شباكهم مبكراً اهتزوا نفسياً وفشلوا في العودة. * تقبلت جماهير المريخ الخسارة بروح معنوية تحسد عليها. * وصفقت للضيوف وحيتهم لحظة التتويج. * لا نريد أن نثقل على الجهاز الفني ولن نشكك في كفاءته في هذا التوقيت الحرج. * لكننا نحمله الجانب الأكبر من مسئولية الهزيمة بتشكيلة غريبة وتبديلات بالغة الغرابة. * كان تحويل الباشا من وسط الملعب إلى الدفاع قراراً غير مفهوم البتة. * نال الباشا نجومية لقاء مازيمبي وصنع الفرق لفريقه في منتصف الملعب. * وتحويله إلى الدفاع أفقد وسط المريخ حيويته كما أفقده عامل الحركة المتوفر لدى أفضل لاعبي المريخ في هذه الدورة. * توقعنا من رادان إشراك سعيد في الدفاع وتحويل الباشا للوسط في مطلع الحصة الثانية لكنه لم يفعل. * كما أن استبداله لكليتشي كان قراراً بالغ الغرابة. * أمام أتركوا أجاد كليتشي وبذل جهداً وافراً وكاد أن يسجل في مناسبتين. * نكص رادان عن استبدال إيداهو الذي ظهر بعيداً عن مستواه المعهود وأفسد معظم هجمات المريخ بوجوده في موقع التسلل. * وعلى غلاة المريخاب الذين اعتبروا أن سيكافا (أصبحت في ذاتها غاية) أن يتقبلوا خسارتها بروح رياضية. * كشفت البطولة لرادان كل مميزات فريقه.. وعيوبه كذلك! * وهو مطالب بتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات في دور المجموعات. * لا وقت للتلاوم.. التفوا حول فريقكم وشجعوه استعداداً للأهم! * سنعزز ثقتنا في لاعبي المريخ وجهازهم الفني انتظاراً للأفضل.. في الأهم! * خسر المريخ ونال الفضية في سيكافا! * ولم يحظ غيره لم يحظ حتى بالفضة في 8 مشاركات! * من يشجعون المريخ فائزاً ويبغضونه مهزوماً يحبون الفوز وليس المريخ!