نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
إلى الأخت وجن
|
الأخت وجن تحياتي أولا أتمنى أن تصلك الضفة الأخرى ***
فيما يختص بقولك/سؤالك؛
Quote: قرأت تعليق فى أحد قرءاءت الأخ كبر بيقول إنه سألك ليه ماخليت نون تتزوج من جو قلت ليه لو جو إتزوج نون ما يبقى سودانى ممكن أعرف كيف يعنى؟ |
الوارد في موضوع؛ (المدن المستحيلة ياهوندي يا جماعة)؛ الحقيقة، لا أذكر أنني قلت كلاما بهذا المعنى ويبدو لي أن البقر قد تشابه على الأخ كبر ما أذكره هو سردي له تعليق الأخ يحيى فضل الله على المشهد التالي في الضفة الأخرى؛
Quote: كانت سلمى جميلة حقاً في ذلك اليوم. وقد كانت تجلس على أقصى يسار المقعد الخلفي للعربة. وكانت ترتدي ثوباً بلون صدى السموات في الصباحات الصيفية، مشجراً بلون الجبال البعيدة. وفنلة بكلم لا هو بالطويل ولا هو بالقصير. على معصمها ساعتها الذهبية. وعلى بنصرها خاتما ذا ماسة زرقاء. شعرها معقوف إلى الوراء ومثبت بتوكة بلون زبد السواحل. وعلى عينيها نظارة شمسية كبيرة.؛ خلال الانتظار البهيج، أطلت على النهر من وراء العابرين الذين بدوا لها مثل أشجار تمر أمام نافذة قطار ليبقى المدى هناك، كأنه يدور في الاتجاه المعاكس! كانت رائحة النهر بكل تفاصيل طزاجتها تتسرب إلى أنفها وتفتح فيها أحاسيس العودة إلى أنداء الصباح، ثم تذوب في دوائر القلب.. أعشاب النيل تطفو، تتجمع على حافة اليابسة، وفوقها طيور النهر تمرح وتغني، وترقص رقصاتها التي استمد منها الزنج ترانيم الفرح والنواتة أبجديات المجداف! ضوء الشمس يتكسر على ارتجاجات الأمواج كأنه سيمفونية. روح نواتي قديم ترفرف فوق المياه وتختلط ببقايا أسبار الدينكا وطواسين الهوتو في أعالي الإستواء. وتتذكى بمزاجات المانجو والباباي. كل ذرة من ذرات الماء تحكي لجارتها أسرار دورتها الأزلية – من المحيط إلى المحيط! الدم في عروق سلمى ينفتح على دورة الخلق، يوتر القلب بإحساس "الفرحزن" في جسر "الأمسغد".؛ سلمى مصطفى تدخل لحظة تمتد إلى مالانهاية، لا تأسرها أية ذاكرة مهما كانت سعتها.. وبين النهر والقلب، جاء الأطفال، شبه المشردين: أولاد بائعات الشاي، يلعبون بطائراتهم الورقية التي صنعوها بأيديهم من بقايا الأوراق والأكياس، وربطوها بخيوط نسلوها خفية من ثياب أمهاتهم، ليكون ثمن اكتشاف هذه الفعلة من قبل الأمهات ضربة على الظهر أو لعنة – لا يؤمن بها ولا يقصدها قلب قائلها – بعد هروبهم بالأرجل الصغيرة الحافية، إلى عودة إثر نداء حميم: "تعال يا ود أمي ودِّي الشاي لعمك عبد الرحيم، أو عبد الكريم، أو عبد الغفور، أو عبد الشكور.. إلى آخر ما عُبِّد من الأسماء".؛ أخرج عمار طائرته الملونة وأصر أن يذهب ويلعب مع أصدقائه الصغار. حاولت سلمى إثناءه، ولكنه أصر وبكى، فسمحت له بالذهاب حسماً لـ"الدوشة"، لتواصل تأملاتها.. وأغلقت النافذة جزئياً إلى مستوى عينيها لتحذف الجزء القريب من المشهد. ؛ نزل البقية.؛ قالت محذرة: "إياكم أن تتخطوا السياج الحديدي.."؛ تعهد مصطفى، فسمحت لهم.؛ نزلت الشغالة لتراقب عمار الذي أفرد طائرته الملونة وأمسك بالخيط وجرى عكس اتجاه الريح. ولما كان السير إلى الخلف يؤدي إلى نتيجة واحدة، معروفة؛ فقد سقط عمار.؛ التقطه رجل في الحادية والأربعين من عمره، يرتدي قبعة من نوع البيريه (التي تذكر الأطفال بأجدادهم العسكريين، وتثير الشفقة في قلوب الكبار!) وفي عينيه حنين إلى أطفال غائبين. شاربه كث، تتخلله شعرات بيضاء، وكذلك لحيته التي لم تحلق من أسبوع. ؛ قميصه فضفاض. كمه الأيمن مكفوف إلى أعلى الساعد، بينما الأيسر إلى أسفل العضد! على كتفه حقيبة جلدية بنية عليها رسومات ليست واضحة..؛ انحنى والتقط الطفل الساقط.. ثم جلس قبالة الشمس. خلع قبعته ومسح بها للطفل بنطاله الجميل وقميصه الأجمل من تراب السقوط. فاتحاً له بذلك طاقة في قلبه الصغير تسع الغفران للأرض – أم الجميع! ثم نظف القبعة ووضعها للطفل على رأسه الصغير، فبدت واسعة عليه لدرجة مضحكة... إبتسم الطفل، فقبله الرجل وسأله؛ ـ إسمك مين يا حبيب..؛ ـ عمار..؛ ـ جميل .. وأنا إسمي "عامر"؛ ضحكا معاً ، وتدخلت الخادمة في المشهد. ؛ قال لها الرجل، الذي ظنها أم الطفل؛ ـ الله يخليهو ليك..؛ وأخذ قبعته، التي صارت مربوطة بخيط الفرح الخارج من عيون الطفل. وضعها على مكانها الأبدي – رأسه، وودع الطفل قائلاً؛ ـ باي .. يا جميل..؛ ومضى في الاتجاه المعاكس ليلحق ببص الخرطوم.؛
كان ذلك الرجل هو عامر ديكور، مضافاً إليه (أو عليه) ثلاثة عشر عاماً من الغربة وألف قرن من الحنين. مضى دون أن يلقي نظرة على العربة، الفارهة، التي ألقى عليها الجميع بنظراتهم! فهو، كان يحلم ويتكلم عن البيوت، الوجوه، الأطفال، الأشياء الأخرى الكثيرة، ولكنه لم يتكلم يوماً عن العربات!!؛ عاشت سلمى لحظة الفرحزن تلك من وراء نافذتها. شاهدت فرح عينيه القديم بالأطفال. وابصرت حزنها الذي نبع: "ياه.. إنه وحيد! وحتى أنه لا يتذكر أن اليوم هو عيد ميلاده! وحتى لو تذكره فإنه – ربما – يطفئ الشموع وحيدا!!".؛ فرح حب عمار له والحزن على مضيه دون أن يعرف أن قلبها كان ينظر إليه!؛
|
وكان تعليق الأخ يحيى فضل الله ـ على ما أذكر ـ هو أنه أصيب بالقلق قبل انتهاء المشهد لأنه يعتقد أنه لو حدث لقاء بين سلمى وعامر في ذلك المشهد سيكون الكاتب قد وقع في الرومانتيكية ولن تكون هناك ضفة أخرى ولا يحزنون
أبكر آدم إسماعيل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
إلى الأخت وجن | أبكر آدم إسماعيل | 04-14-03, 06:21 AM |
Re: إلى الأخت وجن | قرشـــو | 04-14-03, 08:14 AM |
Re: إلى الأخت وجن | أبكر آدم إسماعيل | 04-14-03, 08:24 AM |
Re: إلى الأخت وجن | وجن | 04-18-03, 06:28 PM |
Re: إلى الأخت وجن | أبكر آدم إسماعيل | 04-18-03, 06:52 PM |
Re: إلى الأخت وجن | AlRa7mabi | 04-19-03, 01:17 PM |
Re: إلى الأخت وجن | وجن | 04-20-03, 10:24 PM |
Re: إلى الأخت وجن | Agab Alfaya | 04-20-03, 02:56 AM |
Re: إلى الأخت وجن | أبكر آدم إسماعيل | 04-20-03, 06:08 AM |
Re: إلى الأخت وجن | Kabar | 04-21-03, 08:08 PM |
Re: إلى الأخت وجن | وجن | 04-22-03, 00:50 AM |
|
|
|