لا.. للعقوبات التي تمس الشعب السوداني .

Quote: الأمم» .. حين تضيق هي أيضا بـ «عراقيل البشير»! «ضقت ذرعا بعراقيل البشير» .. قالها بوش بلكنة مريبة .. وبوجه، حرص أن يبدو متكدرا، ثم أسرع يصدر قراره، و .. وكانت العقوبات، التي طالت «مشبوهين بارتكاب فظائع»، وطالت مؤسسات وشركات حيوية، مرتبطة بمصائر الناس. الحكام ــ حيثما كانت عقوبات ــ ليسوا هم المتضررون. المتضررون ــ عادة ــ هم المحكومون، هذا ما يقول به تاريخ العقوبات في ليبيا، وفي العراق، وفي غيرهما من الدول التي، التي راح فيها المحكومون، فريسة العقاب الأحادي، أو الأممي. مسؤول سوداني، قال ان العقوبات الأميركية لن «تؤثر»، ذلك ببساطة «لأن السودان لا تربطه علاقات تجارية مباشرة مع أميركا» .. ذلك قول فيه خفة .. ولو كان المسؤول الهُمام أرجع البصر كرتين، إلى حيث كانت ليبيا القذافي، ذات لوكربي، لكان قد رأى «فطورا» في ليبيا تلك .. ولكان قد عاد إليه البصر خاسئا، وهو حسير، إذ هو ينظر إلى مستقبل السودان، تحت وطأة العقوبات. «طظ في أميركا»، شعار سقط عمليا، في «لاهاي» .. وبالتعويضات .. ولو كان وزير العدل السوداني، يملك قدرا من قراءة التاريخ القريب جدا، وقدرا من «فقه المقارنة»، لكان قد تجمل بفضيلة الصمت، ان لم يتجمل بالفقه القانوني، قبل أن يقول عن مذكرة مدعي المحكمة الجنائية الدولية بتسليم اثنين من المشبوهين بالفظائع في دارفور «ليبل ذلك المرعب مذكرته بـ (الموية) ويشربها»! المسؤول السوداني، الذي قال ان العقوبات الأميركية لن تؤثر، أراد أن يقول، بصورة أخرى: «طظ في أميركا»، ووزير العدل صاحب «بلّها واشربها»، هو مثل وزير العدل الليبي يوم كان يقول بصورة أو بأخرى، اننا لن نسلم المقريحي وفحيمة للاهاي! العاقل، مَنْ يستفيد من تجارب غيره .. والتجربة التي تكرر نفسها، ولا تورث استفادة مَنْ نظنه عاقلا، تعطينا العذر لنتهمه في قواه العقلية. أين العقل، في السودان؟ العقل السياسي، والعقل القانوني، اللذان بهما، كان يمكن تجنب حشر السودان في زاوية العقوبات .. بل في زاوية المزيد من العقوبات، وفي الأخبار أن واشنطن التي عاقبت، تريد من «الأمن» أن يدوَّل عما قريب معاقبة السودان؟ «نوايا أميركية، سيئة. والمخطط عدواني» ذلك ما تقول به الخرطوم، وما تقوله الخرطوم قد يكون صحيحا، وقد يكون مغلوطا، لكن في الحالتين، أولم يكن في الإمكان، تجنيب السودان «النوايا السيئة» و«المخطط العدواني»، من باب ما يعرف بـ «سد الذرائع»؟ ضقت ذرعا بعراقيل البشير. جملة بوش، لا يزال يتردد صداها في أذن مجلس الأمن .. وحين يصدر ذلك المجلس قراره بتدويل العقوبات سيقول «لصبر المجتمع الدولي حدود» وما بين القوسين، لئن لم تكن «أخت» جملة بوش عن أبوين، فإنها أختها بالرضاعة على الأقل! نوايا «الأمم» سيئة .. ومخططها عدواني! هل يمكن أن تقول الخرطوم ذلك؟ بلى .. ولكن بصورة أخرى .. أوليست «الأمم».