بتول شتلة المحنة .. أو شكرا يا طلال عفيفي
كانت الساعة السابعة مساء بتوقيت وسط أمريكا، الرابعة صباحا بتوقيت السودان عندما رفعت هاتفي الجوال من على طاولة المكتب لأرى من المتصل، فطالعني اسم (محمد) شقيقي المقيم بأم درمان. أزعجني التوقيت فأجبت ملهوفا ومتعجلا ، لقد صدق حدسي اْذ جاءني صوته من بين الدموع والفجيعة لينبأني عن رحيل ابنة عمتي (بتول) . يالله يا أخيتي يا شتلة المحنة ، رمز تالد للمحنّة كان يظلل حياتي وحيوات أخواني وأخواتي وآخرين من دوننا- نعلمهم ولا نعلمهم- قد انسحب عن دنيانا في هدؤ تاركا لنا أحزانا اضافية. أدركت أنه لاطاقة لي بهذا الحزن الجارف وأشفقت على نفسي منه عندما عادت ذاكرتي بالأيام القهقرى لأراها بيننا عاطفة نقية مترعة بالمحبة والحنان .و لعل تصوراتي للمحنّة (كمفهوم)والتي تشكلت في عقلي الباطن كانت نتاج لطريقتها في الحياة . ولئن اشركت أحدا معها في هذا الفضل سيكون دونما ريب لشقيقتها الراحلة العزيزة (محاسن). أدركت أنني لن أصمد طويلا أمام سيل الذكريات الجارف وتشابهت علّيّ الأحزان وتداخلت فما عدت أعرف أيها تهيج أدمعي أهو الحزن الجديد أم هي تلك أحزاني العتيقة . لابدّ من حيلة ما، لابد من مهرب قبل أن يدركني الأنهيار في مكان لايجوز فيه الأنهيار، فأنا في موقع العمل في البوابة الشمالية الشرقية لشركة (بروكتر آند قامبل) بمدينة أيوا في قلب الغرب الأوسط الأمريكي أرعى مصالح بعض الرأسماليين الضخام. نعم لا يجوز، ولكن من أين لي بالصبر (حيلة من لاحيلة له). آه .. نعم القراءة، القراءة ربما كانت حيلة دفاعية ناجعة لا سيما وأمامي جهاز الكمبيوتر. وما هي الا دقائق حتى وجدت نفسي أتصفح موقع(سودانيز أون لاين). أهي الصدفة التي ساقتني الي هذا العنوان (عابدين)-؟ وهو خيط ل(طلال عفيفي) ينعي فيه شخص لم يكن يعرفه – أم أن مزاجي المغمور بالحزن هو الذي اختار هذا الخيط من بين العشرات. مهما يكن من أمر، ومهما قيل من أن للصدفة أيضا قانون ( التقاء سلسلتين من الأسباب) فانني سأظل أعتقد أن في الأمر غيبا يتصل بالراحلة العزيزة بشكل ما، هو الذي جعلني أقع عل ما قاله( طلال) لصديقه (خضر) في ذكر الأحزان. حيث كتب قائلا ليك شوقه يا خضر ، الأحزان كترت علينا .. لكني رأيت فيما يرى الصاحي ، أن الحياة باقية بمجدها وناسها .. وإنو طعمها فينا حي وجميل .. نحزن لأننا نتمنى لو كنا نرافقهم في التي هي أجمل ، لكن طالما ربك أراد ، خلاص ، نواصل مرشوشين بعبير أيامهم وحلاوة تجربتهم بيننا) لا اظن أن مئات الأيادي الحانية - لو ربتت على كتفي- وكل كلمات المواساة التي استهلكها خلق الله – من فرط تواتر الأحزان- كانت ستترك في نفسي عزاء أكبر مما تركت تلك الكلمات العابرة التي ألقاها( طلال عفيفي) ليسري بها حزنا عن روحه وليدرأ بها نفس الحزن عن صديقه خضر. لله درّك(يا طلال) فلكم شدّت كلماتك تلك من أزري وسندت معانيها مشاعري التي كانت على وشك الأنفراط فشكرا لك أيها الفتى النابه ولتذهب( بتول) الى كنف رب رحيم طالما أراد لها أن تمضي ولنواصل نحن(مرشوشين بعبير أيامها وحلاوة تجربتها بيننا).

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]