|
عمر البشير .. فقط مجرد مغامر تورط
|
عند إعلان الحركة الإنقلابية فى وسائل الإعلان لساعات فى صبيحة 30 يونيو 1989 المشؤوم .. سعت التكهنات كل شيئ .. وكل الأسماء .. عدا البشير وصحبه فى مجلس قيادة الثورة المعلنة بعد ذلك ..
وبعد إذاعة البيان الأول لم يكن يعرف البشير سوى العسكريين وليس جميعهم .. وأيضآ لم يحرك أحدآ ساكنآ لا عسكريآ ولا مدنيآ .. وأخص العسكريين لأن الكثير منهم كان متربصآ حنقآ بعد مذكرة الجيش الأخيرة "الضافية" التى كانت فخرآ للقوات المسلحة والمدنيين على حد السواء .. لما أتى فيها من حقائق منحازة للشعب .. وإحترام كامل للسيادة الديمقراطية .. وكانت من قلب واجب الجيش لحراسة الدولة لما يتهددها من خطر سواء من الداخل أوالخارج .. حنق العسكر نبع من سياسة الصادق الوضيعة بإقالته للمعاش معظم الظباط الذى وقعوا على المذكرة .. وتشتيت الباقين فى أنحاء السودان أو إرسالهم الى مناطق العمليات فى الجنوب ..
لذا فى تلك الفترة كثرت حركات الظباط الأحرار .. وتنوعت تكويناتهم ..
كان البشير .. بشهادة عدد من الظباط يشترك فى أغلب التنظيمات السرية .. وإنضم أخيرآ لحركة الجبهة الإسلامية بدعوى من شقيقه الراحل الدكتور بشير حسن البشير .. الذى مات فى جنوب السودان .. أيام الجهاد المشؤوم الذى أباد أبناء الجنوب ..
عندما أعلن البشير عن نفسه فى البيان الأول .. أخفى علاقته تمامآ بالكيزان .. فظن الجميع من تكتلات الجيش السرية .. أن الإنقلاب منحاز إليه دون غيره .. لوجود عمر البشير فى تنظيمه .. لذا كان الإنتظار الترقب ..
أعضاء مجلس قيادة الثورة أغلبهم بلغهم خبر تعينهم من وسائل الإعلام .. ولم يكن من المنظمين أحد غير محمد الأمين خليفة وإبراهيم شمس الدين ..
كان باقى الأعضاء من العناصر التى ليس عليها جدال .. ومقبولة من المجتمع المدنى .. وهؤلاء تم الآن تصفيتهم بما فيهم الزبير .. أو تم التخلص منه بقليل من المال والمناصب ..
والبشير نفسه تمت تصفيته بعد تمكن الترابى تمامآ من البلاد بجماعة الجبهة الإسلامية .. ولكنه تنمر عليهم وتشبث بالسلطة .. وساعده فى ذلك إنقسامات الجبهة الداخلية منذ أن تحرش بهم الحبر نور الدائم .. فباع جنح عثمان طه شيخه الذى كان يرشحه لخلافته ..
وجود البشير فى هذه العزوة المتربص بها جعله متورط فى كل الدماء السائلة داخل القوات المسلحة والبلاد من أقصاها الى أقصاها ..
نعلم جيدآ الجهاد وحرب الإبادة فى الجنوب الذى باركه راقصآ بهلوانآ .. كان مخططه الترابى الذى تخلى عنهم فى رمشة عين وحملهم وزرة ..
نعلم أيضآ سياسة التمكين التى تولاها الأمن .. أولآ بالإسيلاء التام على الإقتصاد الوطنى بواسطة المنظمات الوهمية مثل "المنظمة الإسلامية للإغاثة" .. وسياسة الإرهاب فى تصفية الخصوم فى بيوت الأشباح .. نعلم جيدآ إنها سياسة الكيزان وليست تخطيط عسكرى .. ولكنه أى البشير تورط فيها بتوقيع رأس الدولة ..
ونعلم جيدآ إعدام الظباط الجماعى تم بواسطة إبراهيم شمس عميل الجبهة الإسلاميه .. دون رغبة البشير ..ولكنه تورط بسكوته وغضه النظر ..
ونعلم جيدآ وزير الدفاع المشؤوم الذى قام بتدريب وتسليح الجنجويد وأشعل دارفور .. كان قرار عسكرى أخرق مدعوم من حزب الجبهة الإسلامية .. بدون معرفة البشير وتحمله كقائد أعلى لقوات الشعب المسلحة ..
هذا كله لا يعنى إعفاء البشير .. هو مغامر وتورط .. وكل مغامر يتحمل ما ورط نفسه فيه .. ولكن يبقى السؤال .. هل إدانة البشير نهاية ورطة السودان ..؟؟؟
ذلك العجوز المأفون أس البلاء الذى يقبع فى الحبس متلبسآ بثوب المظاليم .. وأتباعه وصنيعته الصامتين .. سوى من هم برفقته أو رفقة البشير .. هؤلاء هم العقارب والثعابين الذين دسوا سمومهم بين طيات ثياب الشعب .. وخربوا الوطن .. هؤلاء هم المطلوبون ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|