|
Re: إزالةً للعار - مقال (Re: رأفت ميلاد)
|
هذه دعوة لكل سوداني ذو ضمير لمواصلة النضال والمطالبة بتغيير اسم ذلك الشارع محواً لآثار العار. فمن تغنى بتاريخ القتلة فهو أيضاً قاتل ومذنب. على كل فرد أن يوضح موقفه إزاء تلك المهزلة المقر فه، إذ لا توجد منطقةً وسطى هنالك موقفان فقط إما أن تعارض وتعمل على النضال لتصحيح الأوضاع. إما إنك ما زلت تحمل عقلية النخّاسة وتجار الرقيق، وبالتالي تدافع عن الخيانة والجرائم، عندها أنت ذاتك مجرماً بنفس درجة جرم ذلك البائس.
نقترح مباشرةً أن يسمى ذلك الشارع بشارع الدكتور جون قرنق. هذا الاقتراح بمثابة تحدّي حقيقي نحو إعادة قراءة التواريخ وبناء سودان جديد. كلنا مطالبين بالنضال في سبيل تحقيق هذا المطلب وبالأخص أفراد الحركة الشعبية الذين هم حالياً في موقع السلطة. السلطة تعني لنا التغيير نحو الأفضل وليس إعادة إنتاج الأزمات، أليس كذلك؟؟
الانطلاق نحو سودانٍ جديد نعتقد إنه يبدأ بتفكيك السلطة غير الشرعية إذ إننا لم ننس بعد أين تكمن ألا ذمة. تلك السلطة غير الشرعية غير مؤهله لإدارة شؤون أسرها فما بالك بإدارة وطن بحالة. ولا ننس هنا أهمية إعادة قراءة وفهم وكتابة (التاريخ البديل) لسوداننا الجديد. إذ إن التصور الحالي للتاريخ يصب في مصلحة فئة معينه من الشعب السوداني، وتلك الفئة تحمل عقلية المستعمر وتتباهى بها بلا وعي. إن المستعربين قد آذوا وجودنا في وطننا بتبنيهم لثقافة تضطهدهم هم ذاتهم. ذلك يذكرني بمثل الغراب الذي حاول تقليد مشية الطاؤوس، فحاول تقليده لعدة سنين ولم يتمكن من أن يقلده فسئم وعاد أدراجه لكي يمشي مشيته الطبيعية فلم يتمكن من أن يمشي مشيته ، لا نعني بأي حال من الأحوال بأن الثقافة العربية هي ( أرقى) لأننا شبهناها بالطاؤوس، ليس ذلك قصدنا لكن استدعاء المثل هنا رأيناه معبر ويماثل حال المستلبين.
هذا حال الذين تستلبهم الثقافة العربية الإسلامية، إنهم يعيشون أزمة هُوِية مستديمة. حتى في الدول العربية ذاتها يطلقون عليهم ألفاظ يا عبد ويا عبيد ويا خال وغيره. نحن لا نعيش أزمة هُوية إطلاقاً، إننا أفارقة منذ وجد البشر على ظهر هذا الكوكب، وذي ما بيقولوا حبوباتنا ( عينا ما بيملاها إلا التراب ). أخيراً نود الاشاره إلى نوع من الكتابة الرصينة التي تحايث الموضوعية، نعني هنا القراءة التي قدمها الدكتور محمد سعيد القدال ( تاريخ السودان الحديث 1820_ 1955 ). مثل تلك القراءات يمكن أن تسهم في التأسيس للبناء الضخم الذي ينتظرنا. بكل تأكيد نحتاج لآلاف من تلك القراءات الجريئة حتى نوسع عملية الفهم ووعي الذات الملتبسة وفهم الهُوية المغتربة عن ذاتها. هذه دعوه لوضع أسس سودان جديد، المواطنة هي المعيار بيننا وهي التي تجمعنا.. فهل نحن نمتلك الشجاعة لمواجهة الذات؟؟ أم نواصل الخلاف بينما الوطن يسرق وينهب من قبل حفنة من اللصوص، علينا جميعاً أن نُحيي حلم الشهيد جون قرنق ببناء سودان جديد ولكن بأسس جديدة ذلك هو التحدي. فلنناضل جنباً إلى جنب..
محمد عثمان عوض أمستردام- الاربعاء 01-08-2007
|
|
|
|
|
|
|
|
|