الفلم يبدأ بمشهد استهلالي على غرار التقليد السائد في الأعمال المسرحية، مشهد بسيط بتكوين سينمائي مؤثر لا يحتوي من الحوار سوى سؤال واحد. يبدأ بلقطة قريبة لوجه إمرأة منهارة ترتدي فستان من القديفة الأزرق، غارقة العينين، تحاول أن تلملم بقايا روحها اللاهثة بسرعة جنونية صوب الإنهيار، وهي تطرح سؤالها بكل وضوح على عموم البشر، أو على قانون الحياة الذي شُرِّع دون إستشارة أحد " هل تعرفون الحب؟ الحب الحقيقي؟ هل عرفتم يوماً بأن أحداً فكَّر بالموت من أجل حبه؟ إنها أنا ". كانت تلك المرأة هي جيني عشيقة مودلياني. بذلك السؤال وتلك الصورة، يبدأ المخرج الأسكتلندي ميك دافيز Mick Davis فلمه الدرامي " أميدو مودلياني "، الذي جعلته القطة الأولى عبارة عن فلم يعتمد الفلاشباك.
حين حل مودلياني في باريس عام 1906، وأصبح يبحث له عن مسكن يأويه، كان بيكاسو منشغلاً في رسم بورتريتية " جرترود شتاين " الكاتبة الأمريكية المقيمة في باريس آنذاك، والتي إلتقى بها منذ وصوله إلى باريس بداية القرن العشرين، وكانت شتاين حريصة على شراء لوحات بيكاسو وراحت تجمعها، ولم تكتفي بذلك بل عملت على فتح سبل العيش الرغيد بوجه بيكاسو حين قدمته إلى كبار الكتاب وأساتذة الجامعات الذين سرعان ما حذوا حذوها ليصبحوا أبطال بورتريتات بيكاسو مقابل أموال لا بأس بها. في تلك الفترة تحديداً تعرف مودلياني على الوسط الفني الباريسي، ليكون فيما بعد من أهم سبعة فنانين تشكيليين عرفتهم شوارع وستوديوهات ومقاهي باريس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة