الرائى حسين شريف..سيناريو اللون والضو عن الامباسدور الاسترالية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 05:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة مطر قادم محمد(مطر قادم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-26-2005, 04:54 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الرائى حسين شريف..سيناريو اللون والضو عن الامباسدور الاسترالية


    الرائي حسين شريف ...سيناريو اللون والضوء



    معاوية البلال

    نقلا عن الأمباسادور الاسترالية

    و مات حسين شريف , و للمرة الاخيرة و بعد ما كانت عيناه تبصر, ما راكمته العزلة خلف تلال المعاقل , تبعثر اشياءها , ترى الخراب يسعى بين جدرانها , تلامس جيناتها ومن ثم تعريها للريح والشمس , تطهرها من ادران دمائنا , دمائنا التى نذرت للعذاب المقيت , واللون لغة تهبط بالمغنى الى تخوم الكائن , اللون بوابة الجسد وكتابة الروح. ينزفه دما حارا يزريه للرياح التى تهب نحو مقام حريتنا . مقام اندلاعنا , شعلة توقد نوافذ الأشجار فى المساءات الحزينة .

    مات حسين شريف و بموته ازداد حزننا الكثيف كثافة , هكذا تعودت ايامنا , وعلى مدى ستة عشر عاما , كلما تصبرنا بموت واحد من مبدعينا مات آخر . فقبل ما نفوق من محنة موت الراحل القاص والروائى زهاء الطاهر . حتى داهمتنا محنة موت التشكيلى والسينمائى حسين شريف . و لم يمر اسبوع واحد حتى جاءنا خبر وفاة الشاعر والتشكيلى غريب الله محمد عبد الواحد .

    وبلا شك ان الموت حق . عندما يموت الانسان موتا سعيدا , وهو يزهو فى بيئة طبيعية حوله الاحباب , و فى وطن هادىء ليس به ظلم ومذابح يفتخر صانعوها بقلة عدد ضحاياها . ولكن فى وطن يظل الموت يلتقط مبدعيه واحدا تلو الآخر, بسبب المحن والكدر التى تسبب فيها نظام سياسى جائر يكتنز الموت بين شدقيه . نقول ان مسئولية موت هؤلاء المبدعين , بهذه الطريقه وبهذا العدد و خلال فترة سياسة محددة , دامت طوال الخمسة عشر عاما , هى ولا شك فترة هذا النظام السياسى الجائر, الذى تسبب فى كل تلك الازمات و ما زال , يكون موت مبدعينا المجانى هذا, تهمة مباشرة تعلق حول عنقه الآثم .

    ومات حسين شريف , التشكيلى الذى يبدأ لوحته من مركزها , ثم يحرك الفرشاة حرة على المساحة البيضاء لينتج عوالم اللون البهية . واللون جسد يتماوج على خطوط التكوين . كان من الأوائل الذى تمردوا على سيمترية مدرسة الخرطوم التشكيلية , والتى تستند أعمالها على ايدلوجية التراث و المعاصرة . وقد اتخذ من التداعى الحر الى اقصى ما يحتمل اللون من حريه , أفقا له فى ممارسته الابداعيه , يتماهى بلا حدود مع ذات تتكون الآن وهنا , خارجة على كل قيود السلط بكافة اشكالها . لتكون اللوحة جسدا لا يحتمل بهاء اللون الحر , و تكوين خارج المعاقل . و ليكون اللون فى حركيته و مغامرته و انفعاله الشعرى هذا , هو الذات والهوية و الوجود .

    و مات حسين شريف السينمائى الشفيف , صاحب الافلام القصيرة ذات المعانى الكبيرة , وكان اول ما شاهدت له , وكنت ضمن مجموعة من الاصدقاء , تجمعنا فى صالونه( الجاليرى ) لنشاهد ابداعه الجميل ذات مساء صيفى بالقاهرة . الفلم الذى تخرج به من معهد السينما بلندن, وكان حول غربة طالب افريقى ييتمزق بين واقع يعيش فيه و آخر يننتمى اليه و لكنه بعيد عنه . ويتكون الفلم من لقطات شاعرية , تنتقل بين لحظة وأخرى من امدرمان بتفاصيلها الحيوية كمكان يؤرق الذاكرة و يحتوى الذات , والى لندن مركز الحضارة الحديثة والتقدم , و خلال هذا التأرجح , تحدث المفارقات و المغامرات اليومية لطالب اسود يعيش فى لندن السينيات . نعم انها تيمة مصطفى سعيد , و لكنها بالاساس تيمة الستينات المفضلة او ما يسمى بالصراع الحضارى بين الشمال والجنوب .ولكن تبقى المعالجة السينمائية التى عالج بها الراحل حسين شريف هذا الموضوع , تبقى معالجة جمالية عالية القيمة , أخرجها فنان بصرى حاد البصيرة.

    كما شاهدت له فى ذلك المساء , فلمه الأكثر شهرة ( انتزاع الكهرمان ) و الذى أخرجه عام 1974م , و قد داعبت عدسته الحميمة بأناملها العاشقة , جسد مدينة ترقد بحسرة وندم , كأنثى عارية يواجهها بحر أزرق , هيولى الزرقة , هجرها عاشقوها الميامين الى مدن أخرى أكثر شبابا و نضارة . كانت العدسة تتحرك بانسياب شعرى آخاذ , داخلة و خارجة تسعى بين بيوت سواكن الجميلة والعتيقة والمهجورة . كانت العدسة تموسق الاشواق التى تأوهتها شقوق البيوت العتيقة , و تبكى عشاقا طالما كانوا يدلقون وجوههم صوب البحر , و يلتمسون دفء الحب النقىء بين جدرانها هذه .(ويا بابل العذاب و يا سواكن الاشواق العتيقة) . عدسة حسين شريف تلك استنطقت جدران بيوت سواكن التى داهمها الصمت منذ وقت مضى , تحدثت شقوقها و بكت أحجارها المزخرفة , ولم تحكى حكايتها تلك الا لها . عدسة خلفها عيون اسطورية ترى ما لا يرى . اكتشفت جينات الأرق فى الجسد المؤبوء بالهجر و الوحشة .

    كما شاهدنا فى تلك الأمسية القاهرية , لقطات من فلم قيد التصوير ( التراب و الياقوت ) , و يستند الفلم على فكرة الدياسبورا السودانية, التى بدأت تتصاعد وتائرها منذ بداية التسعينيات , كنتيجة حتمها الوضع السياسى و الاجتماعى الذى وجد الشعب السودانى نفسه فيه , مستنقع الدماء والقهر الغير مسبوق . عدسة حادة المزاج تركز اشعاعها الباهر, على جسد شاب مصلوب على عمودين , تحت شجرة نابتة وحيدة فى صحراء , و تحته لهب نيران تبدأ اشتعالها على الجسد - الضحية . و تتوسل هذه اللقطة ( الاوسكار) . بأشعار لمحمد عبد الحى وتارة لمحمد المكى ابراهيم واخرى لصلاح احمد ابراهيم و بصوت حسين شريف نفسه .

    . ومات حسين شريف , الفنان العملاق موتا سعيدا , كما أتمنى , وقد ترك لنا عوالم بصرية لا يحد جمالها حدود . ترك لنا فكرة الحرية التى ينبغى ان نبدأ منها ابداعنا وننتهى بها . حيث لا نهاية لها الا بها , و فيها . كطائر( السيمرغ ) , يرى ذاته فى ذاته ويبنى وسيلة فتحها وخلقها معا . انها الفعل الغامض والجوهرى . الشعرية الفاعلة . لغة تكشف المجهول و تخلقه فى آن واحد , ويصبح الفنان فى مغامرته هذه رائيا .
                  

03-26-2005, 05:35 AM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرائى حسين شريف..سيناريو اللون والضو عن الامباسدور الاسترالية (Re: مطر قادم)

    نهار سعيد

    يامطر ..!

    في اعتقادي ان حسين شريف شاعر السينماالسودانية
    (كما أسماه احمد المكرم) قد اضاف واثري الحياة
    الثقافية السودانية اخلاقياً وجمالياً...
    هو الشاعر اللون والضؤ
    لذا نتفق علي ان موت الاستاذ حسين خسارة ثقافية كبيرة
    شكراً معاوية البلال علي الالتفاتة الوفية للفن والاسئلة الوطنية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de