كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: مـائة عـام من النجـاح والإنفـتاح .. (Re: خالدة البدوي)
|
الطابع التجريدي ولا تتلمس احتياجات المجتمع وسوق العمل. وفي تواصل وتفاعل حميم مع المجتمع ، تم إنشاء مركز الأحفاد للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وصحة الأمومة والطفولة ومحاربة العادات الضارة. وفي هذا السياق، خاضت الأحفاد معركة شرسة ضد ظاهرة الختان الفرعوني وحققت انتصارات رائعة، كما أسست في عام 1989 برنامج الدبلوم العالي في علوم الغذاء والتغذية. ولقد أدركت الأحفاد الاضطهاد المزدوج الذي تعيشه المرأة ، وما تُعانيه من انتهاك مستمر لحقوقها ، والنظرة الدونية التي تسود التعامل معها ، فأسست نتيجة هذا الوعي اللافت معهداً لدراسات المرأة والنوع والتنمية لأن المعرفة والعلم أحد أسلحة المرأة في هذه المعركة الطويلة، كما ثابرت على الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام، وهي مناسبة للتذكير المستمر بحقوق المرأة، والوقوف بصلابة ضد كل أشكال التمييز ضدها في التعليم والعمل والأجر ...الخ . ويحتل الأطفال بؤرة اهتمام الأحفاد وتعيرهم إهتماماً وتفرد لهم ضمن مناهجها ومدارسها مكاناً رحباً فسيحاً مواكبة لتوجه عالمي وإقليمي ونداءات تطلقها منظمات عالمية خاصة بحقوق الأطفال ورعايتهم وحمايتهم من الانتهاكات والتحرش الجنسي والعنف المنزلي وسوء الاستغلال وتشغيلهم دون سن العمل القانونية وفي أعمال أشبه بالسُخرة وتجنيدهم في الحروب الأهلية. لقد أنشأت الأحفاد مركزاً لرعاية الطفولة المبكرة وصممت مناهج خاصة لرياض الأطفال، والاحتفال بيوم الطفل العالمي وبيان حقوقه التي كفلتها المعاهدات الدولية، ورفع الوعي بالتربية والتنشئة السليمة للأطفال، وتعزيز الإعتراف بحقوقهم والكشف عن الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها الأطفال اللذين يصبحون أولى ضحايا الحروب ويتحولون لمجموعات من الأيتام والمشردين، ويدفعون ثمن موجات الجفاف والتصحر وما يفرزه من هجرات قسرية واقتلاعهم من بيئاتهم الطبيعية.
والأحفاد مؤسسة تعليمية وتنويرية غير ربحية، ولم يصبح جمع المال وتكنيزه هماً من همومها أو شاغلاً يؤرق إدارتها على خلاف بعض الجامعات والكليات الخاصة التي استشرت كالطفيليات، تجمع الأموال دون رقيب أو حسيب وتفرض الرسوم الباهظة دون وعي أو إدراك للأهداف والقيم النبيلة للعملية التعليمية، وتحولت بعض الجامعات لاستثمار مربح يحقق عوائد كبيرة لا تخضع لرقابة أو مساءلة. ورغماً عن شح الموارد، وضيـق ذات اليد وضعف التمويل، تواصل الأحفاد رسالتها التي خطها مؤسسها الشيخ بابكر بدري، وحذت حذوه الإدارات اللاحقة. تعيش الأحفاد أزمات مالية متلاحقة تدفع بها أحياناً إلى حافة الإعسار ، وشفير الإفلاس لكنها لم تُنكس رايتها أو تطفئ منارتها . وما فتئت الأحفاد رغم وطأة الضائقة المالية ، تُقدم المنح الدراسية بسخاء للمناطق الأقل نمواً ينتفع بها الآن 1759 طالبة من جنوب السودان ودارفور وكردفان والإقليم الشمالي والشرقي. هذا إدراك حصيف ولماح لقضية التنمية غير المتوازنة بين أقاليم السودان المختلفة، وتحاول الأحفاد جهد المقل أن تساهم في ردم هذه الفجوة من خلال التعليم بإتاحة الفرصة لبنات قادمات من بيئات فقيرة لا زال أكثرها يرزح تحت وطأة المرض والجهل والفاقة، ولم يخرج بعد من دائرة الاقتصاد الطبيعي أو يلامس باستحياء بدايات اقتصاد السوق. وحتى البنات القادمات من مجتمعات حضرية، فإن إدارة الأحفاد تتسامح مع كثير من الطالبات اللاتي يعجزن عن سداد الرسوم الدراسية التي لا تقف حجر عثرة في سبيل مواصلة دراستهم، في وقت تتشدد جامعات أخرى في موضوع سداد الرسوم الدراسية دفعة واحدة، وليس على أقساط، وتشد الأحزمة على بطون أولياء الأمور اللذين لا يملكون سوى الخضوع والامتثال لشروط تعليم مجحفة أشبه بعقود الإذعان أو تجميد تعليم فلذات أكبادهم.
يتبع،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|