|
مـائة عـام من النجـاح والإنفـتاح ..
|
ميرغني عبدالله مالك(شايب) جمعية أصدقاء الأحفاد
ليست مائة عام من العزلة (رائعة غابريل غارسيا ماركيز) لكنها مائة عام من النجاح والانفتاح تكملها مؤسسة الأحفاد التعليمية منذ أن أسسها الرائد المستنير الشيخ بابكر بدري في مدينة رفاعة التي إحتضنت أول مدرسة لتعليم الأولاد في عام 1903 ومدرسة لتعليم البنات في عام 1907 وكانت تضم سبعة عشر طالبة منهن تسع من بناته، بعد أن منحته الإدارة البريطانية أول ترخيص بعد تعنت وطول مماطلة وتسويف، وهي تضم الآن 6,750 طالبة .
خشى الاستعمار البريطاني من " مغبة " تعليم المرأة وتهيب ذلك وتوجس ريبة، وهو الاستعمار الذي برر غزوه وإحتلاله لعدد من البلدان الأفريقية بدعاوى نشر المعرفة والتنوير، وحمل شعلة العلم للمجتمعات المتخلفة التي " ترسف في براثن الجهل والأمية والخرافــة". " وقد عبرت رواية الكاتب النيجيري أشبى بصدق عن ذلك " Things Fall a Part " . أي مؤسسة في العالم الثالث عاشت مائة عام ولم يصبها الوهن والضعف رغم الأنواء والأهوال، وتقلب تصاريف الدهر وأحواله، ولكن الأحفاد ظلت تنمو وتزدهر حتى أصبحت مؤسسة شامخة وسامقة. كثير من المؤسسات أصابها الهزال والإضمحلال والخرف المبكر في السودان أو أنها ظلت قعيدة كسيحة وأسيرة قوة الدفع الأولى وحيوية لحظات التأسيس ، لم تجدد شبابها أو تحدث رؤيتها أو تطور مناهجها وآليات عملها مواكبة لمستجدات العصر ومبتكراته. استهلت الأحفاد سيرتها الملحمية الصاعدة في منزل متواضع من الطين في مدينة رفاعة في 1903 قبل أن تحصل على ترخيص رسمي في عام 1907، وظلت تنمو بشكل مضطرد تقودها رؤية مستقبلية طموحة ويرفدها عقل منفتح على كل جديد، يقاوم الانغلاق والتكلس، ولم تفت في عضدها العقبات والعراقيل ومـا أكثرهـا فـي
يتبع ،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|