|
Re: مفاجأة جديدة : العثور على جثة مجهولة وسط حطام طائرة قرنق !! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
مايجمع بين الزعيمين الراحلين اشرف وقرنق هو تزعمهما لقضايا اقلية والمطالبة بحقوقهم الاساسية،
الا ان الراحل اشرف ولج المعترك السياسي من خلفية الصراع الذي نشب بين المتمردين التاميل الاقلية
المسلمة التي تقاسمهم اللغة والموطن حيث يعد الاقليم الشمالي والشرقي موطن الاقليتين، ولما خاض
المتمردين التاميل صراعهم الضروس مع الحكومة السريلانكية منذ عام 1983 بغية الانفصال لم يشاركهم
المسلمين في هذا الصراع مما حدا بزعيم النمور عام 1990 ان يمهل المسلمين في شمال البلاد مهلة 48
ساعة لمغادرة ديارهم دون اخذ اي شيئ سوا امتعتهم، والا يواجهون التصفية الجماعية، وكان له
ماأراد، وظل مسلمي تلك الديار في نزوح داخلي الي ان استقروا في مخيمات للاجئين بوسط البلاد حتي
كتابة هذه المداخلة ويقدر تعدادهم بـ 100 الف لاجئ.
هذا المنعطف الخطير في حياة الاقلية المسلمة هو الذي قاد الراحل اشرف لتاسيس حزب مؤتمر مسلمي
سريلانكا عام 1990 واصبح الحزب الناطق الرسمي باسم مسلمي سريلانكا وتطور من حزب صغير الي كيان ظل
القاسم المشترك في تحديد شكل الحكومة في سريلانكا وذلك لان الحزبين الرئيسيين في البلاد لايستطيعان
الفوز باغلبية مطلقة في البرلمان لتشكيل حكومة الحزب الواحد دون تشكيل ائتلاف يضم في مقدمته حزب
مؤتمر مسلمي سريلانكا ولذلك سمى الحزب بـ (KING MAKER ) وعندها كان يبرع اشرف في المساومة بمطالب
الاقلية التي مثلها خير تمثيل وكان يميل اكثر للحزب الذي يلبي مطالب هذه الاقلية.
اما دراما مقتله المفاجئ (التي لم يتوصلوا لفك طلاسمها حتى الان) ظلت طي التكهنات التي كانت تجد
ساعتها رواجا كبيرا حيث كان من المفترض ان يتم انذاك ابرام اتفاق بينه وبين الحزب الذي تتزعمه
الرئيسة الحالية لسريلانكا السيدة تشندريكا كوماراتنغا لخوض الانتخابات البرلمانية في قائمة موحدة
بغية تشكيل حكومة ائتلافية، عزوف اشرف عن ابرام الاتفاق في اخر لحظة ونقده القوي للرئيسة تشندريكا
والنظام المتبع لاجراء الانتخابات عزز من التكهنات بان للرئيسة ضلع في مقتله رغم ان زوجة اشرف
السيدة فريال الوزيرة الحالية للاسكان واعادة التعمير نفت انذاك هذه التهم وتحالفت مع الرئيسة
واعتبرت قيادة الحزب الذي يتزعمه حاليا السيد عبد الروؤف حكيم ان ما قامت به فريال خيانة عظمى
لافكار وتطلعات زوجهااشرف مما حدا بهم بفصلها من الحزب الذي يشهد الان العديد من
الانشقاقات بسبب المصالح الشخصية حيث انضم بعض من اعضائه للحكومة فيما شكل
اخرون ،من بينهم السيدة فريال، احزاب صغيرة لاتغني ولاتسمن من جوع وضيعوا بذلك حقوق اقلية لازال
يلتحف لاجئيها السماء وسط مساومات من يمثلونهم عند اقتراب موعد الانتخابات فقط.
الرحيل المفاجئ لاي زعيم سياسي ظل بارقة أمل لمؤيده لامد طويل في اي بقعة من العالم يترك ظلالا
تراوح بين الشك واليقين لاتستطيع اي قوة تبديدها،
|
|
|
|
|
|
|
|
|