|
Re: هجم النمر (التدخل الأجنبي) (Re: nadus2000)
|
برونك.. الحاكم العام للسودان؟ د. محيي الدين تيتاوي الشرق القطرية
أتوقع في أي يوم من الأيام أن تأتي تصريحات المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة للسودان أفضل مما أعلنه أيان برونك قبل الأيام ودونه وطرحه أمام مجلس الأمن الدولي وصرح به كوفي انان الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الأوضاع في دارفور.. والمليشيات وأعمال القتل والحرق والاغتصاب اليومية كما ادعى، وعدم مقدرة قوات الاتحاد الإفريقي على تحقيق السلام في ولاية دارفور ودعوته لتبديلها بقوات من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة .. هكذا صرح (الحاكم العام للسودان) أيان برونك ورفضت الحكومة تصريحاته وتصريحات ومقترحات أمينه العام. وأيان برونك ظل طوال وجوده بالسودان لا يدلي الا بمثل هذه التصريحات الغريبة التي تدعو لتدخل دولي في دارفور التي صنع منها الإعلام الغربي وبعض القوى السياسية المتطلعة لكرسي السلطة ولو كان ذلك على ظهور الدبابات الأمريكية إذا استطاعت إقناع إدارة بوش بغزو السودان وإسقاط حكومته الدكتاتورية واستجلاب ديمقراطية جديدة تمكن الأقلية التي لا قاعدة شعبية لها من حكم الأغلبية مع التسليم لقيادها وموارد السودان الراهنة والمستقبلية للإدارة الاستعمارية الجديدة في ظل حكم المحافظين الجدد.. وهكذا تتوحد أماني وأحلام هؤلاء الخارجون على ضمير الأمة والشعب السوداني مع مخططات وأحلام الامبريالية الجديدة وحليفاتها من الاستعماريين القدامى الجدد في أوروبا. فإذا عجزت القوات الإفريقية بسبب التمويل وعدم التزام مايسمى بالمجتمع الدولي والمانحين بما التزموا به حيال هذه القضية فان الأمم المتحدة التي أصبحت جزءاً بل كماً كبيراً في الصراع الدائر في هذه البقعة من العالم التي تسلطت عليها الأضواء حتى كادت أن تحترق فان السودان لن يفرط في أمنه وسيادته ووحدة أراضيه لان 95% من أهل دارفور لايرغبون في هذاالسيناريوالذي يجري باسمهم وسمعتهم ومستقبل بلادهم.. ويعلم الأمريكان والأمين العام تماماُ قدرة الحكومة السودانية على حماية وحدة وامن البلاد ويعلمون كذلك إن قدومهم إلى إقليم دارفور برغم رفض الحكومة والشعب السوداني ذلك فيه مخاطرة كبيرة فليس الشعب السوداني ذلك الطير الذي يؤكل لحمه وستكون عواقب ذلك وخيمة عليهم وعلى مرتزقتهم الذين يجندونهم لتحقيق مثل هذه المخططات. وصدور التصريحات والتقارير في هذا الوقت بالذات الذي تجري فيه الاستعدادات لانعقاد القمة الإفريقية السادسة في ظل التكوين الجديد للاتحاد الإفريقي ، وتزامناً مع مطالبات حاملي السلاح والمتمردين في دارفور والرئيس التشادي الذي يعاني من ثورة ضده داخل تشاد كل ذلك يعني أن الأجندة الاستعمارية هي التي تحرك أوراق القضية بدليل أن الرئيس النيجيري نفسه سقط في بركة تلك الأجندة وصدر عنه مايفيد بمعارضته لان تؤول الرئاسة الدورية المعلومة والمحكومة بميثاق الاتحاد الإفريقي بان الدولة التي تستضيف القمة هي التي ترأس الاتحاد لحين انعقاد الدورة التالية .. ولهذا فإننا نقرأ كل هذه الحركة جملة لتتضح لنا الحقائق دون لبس ودون ألوان رمادية. لان تصريحات انان وتقرير برونك وافتعال الرئيس التشادي مشكلة مع الحكومة السودانية وتعنت المتمردين في المفاوضات كلها تأتي في إطار إطالة أمد معاناة أهل دارفور.. وإظهار الحكومة السودانية التي لم تعد حكومة البشير لوحده وإنما هناك شراكة وحكومة وحدة وطنية تجمع العديد من الأحزاب السياسية .. إلا من أبى وركب موجة المستعمرين.. إظهارها وكأنها عاجزة عن إدارة أمر البلاد وهي الحكومة التي جاءت بعد تحقيق أعظم اتفاقية سلام في نظر الأفارقة وشركائهم في الغرب ثم دستور انتقالي ولكن برغم كل ذلك فان الغرب وبعض اتباعهم مازالوا يتصورون إن هذه الحكومة مازالت هي تلك التي كانت تدير أمر البلاد طيلة الفترة الماضية وحتى التوقيع على اتفاقية السلام.. ولعل هذا الأمر لم يفت ولن يفوت على أهل السياسة في السودان الذين يدركون تماماً ماذا كان يهدف إليه الغربيون من الاتفاقية ببنودها ونصوصها التي كانوا ينتظرون أن ينقسم شعب السودان حولها وتتفتت قوى الحكومة وتنهار قبل انقضاء الفترة التي تسبق البدء في تنفيذ بنودها ولكن خيب الشعب توقعاتهم وفوت عليهم الفرصة تلو الاخرى ومازال..
|
|
|
|
|
|
|
|
|