الموجز (آخر زمن !!)

Quote: ويتواصل الوضع العبثي في المشهد السوداني.. ناس تخش ابكشرولا وناس يمرقو وناس تخش ابيي وناس يمرقو وناس تخش الخرطوم وناس يمرقو وناس تسرق وناس تموت فطايس وناس تطبل وناس تهلل وناس تكبر وناس تكتب عن خيبة املها في وزير وناس تمدح، وناس ماشة ساي وناس بتوعين نسوان وناس بتوعين عيال وناس تعلن عن عشبة بن علي اليمني في التلزيون وناس تقول اثاثات وناس مبسوطة ساي بلا سبب وناس مغتربة وناس تفرح من مطرة، سفارات ومطارات وكبسيبة وزيطة وزمبريطة.. وساخة وخرة وهمم ميتة وذمم منتهية وغلا وجوع.. واحد سوداني لاقيتو وين ما متذكرو ذاتو، قال لي يازول ماتسمع من طرف..بس شوف براك، الحقيقة هي البتشوفا بي عينك، يعني مثلا تسمع انو في غلا وتسمع انو ماف غلا، تقوم تمشي الدكان وتلقى الحاجات غالية، يلا دي الحقيقة (انو الحاجات غالية لانو انا لقيتا غالية) وضرب لي محدثي مثلا اخر قائلا: تسمع الدولار نزل وتسمع الدولار وصل 700، اها تقوم تجيك سفرة علاج للقاهرة تمشي تشتري دولار تلقاهو 710، يلا دي الحقيقة (انو الدولار ارتفع) وضرب لي مثلا ثالثا فقال ( تسمع بي انو في عصابات في شوارع الخرطوم وتسمع بي انو الامن مستتب، تقوم يوم وانتا ماشي يجوك نفرين يجلدوك يشيلو موباليك، يلا دي الحقيقة انو امن ماف... او فجا تسممع في الراديو انو في هجوم حصل على ابكرشولا تعرف انو ماف سجم امن.. وهكذا ياخ، الحقيقة هي الحاجة البتحصل ماالحاجة الممكن تسمعها من ده ولا داك.. طبعا الكلام ده مفروض يكون ما مدهش لاي زول باعتبار انو مسالة الحقيقة دي مسالة فلسفية واضحة بتنتهي في كونها هي الحاجة القدامك وليست غيرها.. لكن لانو في زمن الانقاذ ده كانت التغيرات تسير خببا نحو العبث وانو العبث لم يسوط الافكار الانسانية والفلسيفة المكتسبة باي نيتشة هكذا خبت عشواء فقامت الاذهان بتاعتنا شوية شوية اعتادت على ما آلت اليه الامور وفقدت براءة المعرفة الفطرية الاولية.. ويبدو انو الراجل اللاقاني ده كان غائيب في صقع ما في العالم، فقد قدم لي لمعرفة الاولية للادمي الغير ملتبسة بمكتسبات المعرفة في زمن الانقاذ.. ولاني كنت في زمة وعي المنقذين من اهل الانقاذ فقد اصابني الدهش من (.........)اجة فكرة الزول حول الحقيقة.. شفتا كيف تغربنا حتى عن انفسنا.. شفتا العبث ده كيف؟؟ ابكرشولا مين يا سماني، القصص دي بس للفرجة وليست للانفعال.. اتصالح مع قصص الانقاذ دي لحدي مايجي دورك في المجزرة..يامنهم يامن التانين.. وقيل: ومن التانين؟ قيل: التانين ديل ذاتو جزء من العبث لانو ممكن يكون نافع من الماتانيين وعبد الرحيم من التانين والعكس برضو صحيح في فكرة العبث العامة.. وذي ماشايف العبث ليس له حدود يمكن من خلالها حصر المصطلحات والتعريفات وحد الفوضى.. دي مسالة قد تمتد سياسيا فلا يُعرف من العدو ومن الصديق على مستوى القيادات ( قوش، نافع، مبارك الفاضل، الحلو، اركيمناوي..الى اخر القيادات التي تبدلت والذين مابدلوا تبديلا) .. والعبث قد يمتد موضعيا فلاتعرف من وين تبدى حرابتك ووين تقيف، من حلايب ولا الفشقة ولا ابكرشولا ولا ابيي ولا بري الدرايسة ولا كافوري ولا المنشية.. وهي ايضا قد تمتد اقتصاديا فلا تعرف راس الجنية من كريعنو ولا سوق المواسير من سوق النخاسة من سوق الخرفان من سوق عُـشبة بن عليى اليمني.. وهي قد تمتد اخلاقيا فلا تفرز فساد البيض من فساد المحاليل الطبية من فساد البرلمانيين من اخلاق اهل السودان من اقرارات الذمة من بيع الذمة قرابات الوزيرة الفلانية من زنا المحارم من استخدام الكوندوم من زواج ارامل الشهدا من رشاوي البوليس .. العبث مسالة متكامكة في كونها عبثية، لايحدها في عبثها حدوت، ويمكن في ظلها وظلالها حدوث اي شي، يعني عادي ممكن تفك ليك عنقريب ومافي زول يقول لا.. اتخيل فجاة في عنقريب مادي وقع من الدعاية بتاعة حافظ للتحويلات المالية الفي اعلى يسار البورد دي مع انو الدعاية مسالة مامادية...هل تتخيل انو انا ممكن استغرب مثلا؟؟ اهو ده بقى مايمسى بمحصلة الفعل العبثي النهائي.. اتمنى انك تصل النقطة دي سالم ..وتحاول تستمع بالقدر الذي يتكشف لك من مشهد العبث المتاح..