يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: كشفت مصادر موثوقة لـ(حريات) عن تنازل حكومة المؤتمر الوطني عن منطقة (صحابة) الواقعة شمال مدينة حلفا القديمة السودانية للحكومة المصرية ، خلال المفاوضات الاخيرة بين الحكومتين بقيادة وزير الخارجية علي كرتي وبكري حسن صالح . وقالت المصادر ان خلافات نشبت بين الجانب المصري ووزير الخارجية علي كرتي مما دفع الخرطوم لسحب الملف من الخارجية وايداعه لدى بكري حسن صالح مباشرة. وأوضحت المصادر لـ ( حريات ) ان الخلافات نشبت عندما حاول كرتي فتح ملف ترسيم الحدود مع الحكومة المصرية مما أدي لتأزيم الموقف ، وابانت المصادر ان الخرطوم وافقت بالفعل علي ان تكون اخر منطقة عسكرية وحامية مصرية في منطقة (صحابة) السودانية. وفي السياق ذاته أكد مواطنون من منطقة حلفا ، ان الحكومة المصرية شرعت في وضع اليد على (صحابة) وبدأت في بناء حامية عسكرية مصرية عليها . وربط المواطنون بين زيارة بكري وكرتي لحلفا والمناطق الحدودية مع مصر لتدشين الخط البري بين البلدين وبين إنشاء القاعدة العسكرية المصرية في الاراضي السودانية. وندد مواطنون وناشطون من حلفا تحدثوا لـ ( حريات ) بموقف حكومة المؤتمر الوطني الذي وصفوه بالخيانة للوطن والمواطن والتخاذل تجاه حقوق المواطنين وأهالي المنطقة. وحذر أهالي حلفا من اهدار فرص التعايش والتداخل التاريخي بين السكان علي المناطق الحدودية بسبب ما وصفوه بالبيع المستمر من قبل الحكومات المتعاقبة لأراضيهم لاسترضاء الحكومات المصرية. مذكرين في هذا الاطار بترحيل مواطني حلفا القديمة بعد غرق المنطقة عقب تنازل حكومة عبود عن الاراضي السودانية لصالح الحكومة المصرية لانشاء السد العالي علي ايام الرئيس المصري الاسبق جمال عبدالناصر. وكشف المواطنون لـ (حريات) عن تظاهرة حاشدة نظمها أهالي حلفا القديمة للاعتراض علي بيع الاراضي السودانية لدي زيارة كل من بكري وكرتي للمنطقة في طريقهم لتفقد الطريق البري بين الدولتين في يناير الماضي. مشيرين الي ان تلك التظاهرات لم تجد نصيبها في الاعلام. واتهم المواطنون السلطات المصرية باعتقال المئات من السودانيين المعدنين عن الذهب من داخل الاراضي السودانية. مشيرين الي ان السلطات الامنية والعسكرية المصرية تدخل الأراضي السودانية بشكل معتاد ويومي منذ عدة سنوات. واضافوا انه لا يزال هناك الكثير من المحتجزين السودانيين من المعدنين عن الذهب في السجون المصرية في حين أفرجت حكومة المؤتمر الوطني عن كافة المصريين المعدنين عن الذهب واللذين يتجاوزوا حدود بلادهم ويعملون في التعدين داخل حدود البلاد ! وسبق وتم التنازل عن حلايب سابقاً لمصر كمقايضة على عدم ملاحقة قيادات نظام الانقاذ عن تورطهم فى محاولة إغتيال الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك . ويزور الرئيس المصري الاسلامي محمد مرسي الخرطوم اليوم في زيارة هي الاولي له منذ توليه السلطة في مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 م التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك. وأضاف مصدر مطلع آخر لـ (حريات) ان هدف زيارة مرسى الأساسي أمنى ، يتعلق بأمن المياه ، بعد اعلان حكومة جنوب السودان عن نيتها الالتحاق بدول المنبع التى تسعى الى اعادة التفاوض حول تقاسم مياه النيل بصورة أكثر توزاناً وعدالة ، الأمر الذى ترفضه الحكومة المصرية وتريد دعم حكومة المؤتمر الوطنى لمواقفها ، أضافة الى الأمن الاقليمى المتصل بشحنات الأسلحة الواردة من ايران وليبيا عبر السودان الى مصر ، وهو ملف يهم المؤسسات المصرية ، كما يهم الاخوان المسلمين المصريين من زاويتين ، زاوية حماية أمن اسرائيل وهو شرط إستمرار المعونات الأمريكية ودعم الاخوان ، ومن زاوية أمن مصر وأمن الجماعة ، وذلك لان شحنات الاسلحة المهربة من السودان تنتهى بعضاً منها الى أيادى جماعات اسلامية أكثر تطرفاً وخارج سيطرة الجماعة فى مصر ، ويتطلب أمن الجماعة كذلك ضمان قاعدة خلفية لامداد الاسلحة فى حال تدهور الأوضاع واتجهت نحو حرب أهلية أو سيطرة الجيش على السلطة فى مصر ، مما يجعل الجماعة فى حاجة ماسة لاخوانهم فى السودان . وأضاف المصدر المطلع بان (رشاوى) الأراضى السودانية للجماعة فى مصر لا تنطلق حالياً من دواعى اقتصادية وانما من ضرورات أمنية سياسية لإعطاء إنطباع بان حكومة الاخوان الفاشلة فى كل الملفات الداخلية فى مصر إستطاعت أن تحقق (إنجازات ) فى علاقاتها بالسودان واستحواذها على أراضى لفتح شهية ناخبين مصريين لإعادة انتخاب الجماعة فى الإنتخابات المقبلة فى مصر .