يوميات الثورة السودانية – الجزء الثانى

Quote: في البداية ماذا عن إجتماعات الجبهة الثورية الأخيرة ؟ أولاً بسم الله الرحمن الرحيم ، الإجتماع الطارئ للجبهة الثورية الذي إلتأم في 23 مايو الماضي ولمدة خمسة أيام ناقش الأوضاع في الجبهة الثورية بإستفاضة خاصةً بعد الإنتصارات العسكرية التي حققتها قوات الجبهة الثورية في شمال وجنوب كردفان . وكما تابعتم فقد أكد البيان الختامي للإجتماعات على الوحدة السياسية للجبهة بعد ما تمكنت قواتها من هز أركان النظام تحت القيادة العسكرية الموحدة للجبهة ، ولقد خاطب البيان عدة قضايا سياسية وإنسانية هامة. الإجتماعات ناقشت الخطط السياسية للمرحلة القادمة وقد سادت الإجتماعات أجواء من التفاهم والرضى بين كافة مكونات الجبهة ، وفي هذه المناسبة أؤكد لك ان الجبهة الثورية اليوم موحدةً تماماً على الصعيدين السياسي والعسكري أكثر من أي وقت مضى . كما ناقشت الإجتماعات تفعيل الدور الإعلامي للجبهة الثورية ، وفي هذا الصدد أبشر جماهير شعبنا الصامدة والصابرة على إفتراءات وأكاذيب النظام بقرب إنطلاق قناة فضائية لتفنيد أكاذيب إعلام المؤتمر الوطني المضلل. يشيع النظام وانصاره ان الجبهة الثورية ما هي إلا تحالف جهوي ضيق لإستهداف العرب والمسلمين في الشمال ، ما رأيكم ؟ هذه دعاية من دعايات المؤتمر الوطني يروج لها عن طريق فئة من (المؤلفة جيوبهم) ، يريد عبرها الإستمرار في السلطة وذلك بتخويف أهل الوسط بتصوير الجبهة الثورية كشر جديد قادم ، بنشر الأكاذيب وترديدها يومياً لترسخ في نفوس الناس حتى تصبح حقيقة ، هذا أسلوب دعاية قديم وقبيح جربته أنظمة شمولية عديدة في التاريخ القديم والحديث ، لم يأت بنتائج جيدة قديما ولن يحقق ما يريده المؤتمر الوطني ، ففي النهاية سيعلم الشعب السوداني وهو يعرف كذب أهل المؤتمر الوطني ، سيعلم الشعب حقيقة الأمر . ان الجبهة الثورية لها ميثاق ورؤية ، وطرحت وثيقة إعادة هيكلة الدولة السودانية ، ومن قرأ هذه الوثيقة سيعرف حجم أكاذيب المؤتمر الوطني وتضليله ، نحن مسلمين والحمد لله ولن نقبل أي إساءة أو تحقير لديننا كما لا نقبل أي إساءة أو تحقير لأي دين أو معتقد آخر ، نريد للمواطن السوداني ان يعيش في وطن يفخر به ، لا فرق بين مواطن وآخر ولا قبيلة على أخرى ولا لون على آخر ، نريد له ان يعيش كريما في وطن يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات . اما تجار الدين من الذين يعملون على دغدغة المشاعر الدينية فان نتائج سياستهم واضحة فقد مزقوا الوطن الواحد وباعوا أرضه وبددوا موارده وقتلوا إنسانه ، اصبح السودان الآن ملكاً لفئة معينة ، يدار من المركز بسياسة عنصرية ضد قوميات الهامش وفي هذا يدجنون فئة قليلة من أبناء الهامش بالترغيب والترهيب ويتم تصويرهم كممثلين لأهل الهامش في الحكم ، هذه سياسة لن تحل مشاكل البلاد ، البلدان لا تحكم بالكذب والمؤامرات ، مثل هذه السياسات هي التي أقعدت ببلادنا ، يجب أن يحكم السودان عن طريق الديمقراطية الحرة النزيهة ، يجب ان يكون لعقار والحلو وعبد الواحد ومناوي وجبريل الحق في يحكموا مثل غيرهم إذا وصلوا للحكم عن طريق الإنتخاب الحر ، هل يقبل حكام المركز بهذه الحقوق ؟ لو كانوا يقبلون بهذه الحقوق لما وصلت الأمور لهذا التدهور المريع ، ولو كانت هناك إنتخابات حرة ونزيهة اصلاً لما وصل المؤتمر الوطني للسلطة ، هم يعلمون ذلك لذا فانهم لا يملكون الآن سوى سياسة بث الإشاعات والتخويف وتخريب الحياة السياسية ليتسنى لهم البقاء في السلطة ، وطبعاً في ذلك دمارهم ، فالأمور الآن ليست كالأمس ، وإذا لم يمنحوا المواطنين حقوقهم كاملة وبالتراضى ستُنتزع منهم إنتزاعاً . والمؤتمر الوطني بعد أن نفذ منه المال وأنفض عن دفاعه الشعبي الرجال ، يريد الآن أن يخلق إستقطاباً بين الوسط والشمال ضد اقاليم السودان الأخرى ، وذلك بتغذية النعرات القبلية والعرقية ، وفبركة الأحداث وتصويرها كحرب بين العرب والأفارقة والمسلمين وغير المسلمين ، يحاول ان يغذي مخاوف الوسط والشمال من (زنجبار) أُخرى ، عسى ولعل أن يتمكن في النهاية من الحفاظ على ما يسمى بمثلث حمدي . وهم يعرفون أكثر من غيرهم أهداف الجبهة الثورية ويعرفون جيداً انها ليست موجهة ضد دين أو عرق ، ولو كانت كذلك لما إنضممت إليها أنا ولما إنضم اليها عرمان والمئات بل الألوف غيرنا ممن يشغلون مناصب قيادية في أجهزتها السياسية والعسكرية ، ولما إنضم إليها الشيخ الدكتور الكودة وهو إسلامي معروف ، ثم بأي دين يدين عقار والحلو وعبد الواحد ومناوي وجبريل أبراهيم ، هذه سياسة قبيحة تفضح عنصرية المؤتمر الوطني وتقسيمه للمواطنين كعرب حُكام وأفارقة محكومين ، ولن تنجح سياسة تجار الدين الفاشلة هذه مرة أخرى في بلادنا ، ولن يُحكم السودان إلا بما يرتضيه أهله عن طريق الإنتخابات الحرة النزيهة ولا مكان لدولة المؤتمر الوطني . المؤتمر الوطني ينتهج سياسة خبيثة ، تنفذها أجهزته الإعلامية والأمنية هذه الأيام وهي سياسة تقوم على تنفير أهل الشمال من الجبهة الثورية خاصة بعد ان إتضح لهم القبول الكبير الذي تحظى به الجبهة في وسط وشمال وشرق البلاد . لذا فانهم إنتهجوا خطة أمنية تقوم على عزل الشماليين ومنعهم من الإنضمام للجبهة الثورية ، وتنفذ هذه الخطة بعدة طرق بالإعتقالات كما في حالة الكودة وغيره من قادة قوى الإجماع وبسياسة إغتيال الشخصية وبث الأكاذيب عن طريق الإعلام المرئي والمقروء . مقاطعة – بمناسبة إغتيال الشخصية ، ما تفسيرك للهجمة الإعلامية المتواصلة هذه الأيام ضدكم وضد الأستاذ ياسر عرمان ؟ كما ذكرت سابقاً فإن دعاية المؤتمر الوطني تعتمد على إثارة مخاوف الوسط والشمال ضد الأقاليم الأخرى ، وذلك بتزكية النعرات القبلية والعنصرية ، ووجودنا من ضمن مكونات الجبهة الثورية يدحض مزاعمهم تلك ، ولقد ظهر ذلك جلياً في ترحيب المواطنين بقواتنا حيثما حلت ، ورفضهم في نفس الوقت الإلتحاق بمليشات النظام للقتال ضد الجبهة الثورية. ولهذا بدأ النظام في سياسة إغتيال الشخصية ككرت آخير في جعبته مستهدفاً الشخصيات والقيادات الشمالية في الجبهة الثورية ، وتشويه صورتهم أمام الرأي العام السوداني . ولكن الشعب السوداني يعرف الغث من السمين ويعرف الشريف من الدنئ ، ولن تنجح مخططاتهم مهما برعوا في ترديد الأكاذيب . رسالة لكيان الأنصار وجماهير حزب الأمة ؟ أقول لهم ان الإمام المهدي حينما إنتصر في الجزيرة أبا على حملة ابوالسعود هاجر ومن معه من الأنصار إلى جبال النوبة ، وفي الطريق إليها عايره البعض بأنه يفر خوفاً على حياته ، ولكنه أجابهم بأن الفروة بـ (تطووها من طرفها) ، وواصل هجرته إلى العباسية تقلي حيث أواه وأكرمه الملك آدم دبالو حتى إلتف حوله سبعة ألف رجل زحف بهم إلى الأبيض ثم الخرطوم طاوياً الفروة من الطرف ، ونحن سآئرون على ذلك الأثر. شكراً لكم . شكراً لـ (حريات) .