|
Re: رد الاستاذ المعتقل علم الدين سابل على مقال للصحفى الطاهر ساتى. (Re: عبدالغفار محمد سعيد)
|
الصحافة الخميس 19 إبريل 2007م، 2 ربيع الثاني 1428هـ العدد 4974
الطاهر ساتى اليكم رفض ضار بحياة الناس ..!!
Quote: ** هل سمع أحدكم بمظاهرة تظاهر متظاهروها رفضا لمد مدينتهم بالتيار الكهربائي ....؟ طبعا لا .. وهل رأى احدكم مسيرة سار مسيروها استنكارا لرى مشاريعهم الزراعية بالري المستدام ...؟ بالتأكيد لا .. وهل اشتم أحدكم رائحة بمبان أطلقته الشرطة لتفض موكب حشد رافض ومستهجن لعملية تنموية في دياره ...؟ اطلاقا لا ... واذا جاءك احدا بمثل هذا النبأ بالتأكيد سوف تتعامل معه باعتباره اما فاسق نبأه ليس بحاجة الي ( تبينوا ) ، أو مجنون لا يؤخذ من فيه حتى حكمة ، وغير هذا وذاك لا نظن بأن على ارضنا هذه كائنا عاقلا يقول - أو يصدق - بأن سكان منطقة ما في مكان ما عبروا بوسيلة ما عن رفضهم لمشروع تنموى ما ...!! ** ولكن في هذا البلد الغريب كل شئ غريب أضحى جائزا ، ويمكن الاتيان به بلاتردد أو حياء ، وبحيث لايثير دهشة ولا استغرابا ولا تعجبا ، والقاعدة الاستراتيجية في المزاج السوداني هى الرفض ، أما القبول فإنه استنثاء ، كل يرفض بعضه ، الحكومة ترفض المعارضة وكل مبادراتها،حتى المبادرات التي فيها مصلحة الوطن والمواطن، وكذلك المعارضة ترفض الحكومة جملة وتفصيلا،وتتمادى حتى في رفض انجازاتها المبرأة من كل عيب ، أما المواطن الكريم ، فهذا رفضه عجب ، بحيث يرفض الحكومة والمعارضة معا ، ويلعن الوضع السياسي السابق،ويسب الوضع الراهن ، ويذم الوضع المرتقب قبل أن يقترب موعده .. وباستطلاع رأى سريع في اسواق العامة و قصور الخاصة، يستطيع المرء أن يستنتج بأن كل رأي يرفض الآراء الاخرى،وللاسف كثيرا ما يكون الرفض بلا سبب مقنع ، والرفض حين يكون بلا سبب يصبح كالضحك بلا سبب .. وللاخير هذا تعريف في المجتمع ..!! ** والآن تأمل عزيزى القارئ نوعا من أنوع الرفض الأبله ، وهو الناتج بلا سبب مقنع ... رفض بعض أهلي بشمال البلاد بأن تنشئ الحكومة في ديارهم الجرداء خزانا مائيا يخزن المياه ويوزعها علي صحاريهم القاحلة التى لم تنبت أرضها - منذ أن بسطها الخالق - الا الحراز والعشر وتلال الزحف الصحراوى .. سبحان الله ، انهم يرفضون سدا مائيا قد ينتج لهم قبل غيرهم تيارا كهربائيا يضئ ظلمات لياليهم التى لم تضاء - منذ أن خلق الله الليل والنهار- الا بالقمر والنجوم و ( الرتاين والفوانيس ) .. بأي عقل نستوعب رفض بعض أهل كجبار مبدأ أن يكون في ديارهم خزان كذاك الذي في سنار والرصيرص و الدمازين ومروى ..؟ .. لولا تلك الخزانات والسدود ربما لما عرف الناس أسماء تلك المدن ، ناهيكم على السكن فيها ، ولو يسرالله على الحكومة بمال يدخل كجبار في قائمة تلك المدن بنعمة الخزان ، فلماذا يرفض بعض مخلوقات كجبار تلك النعمة رفضا مطلقا دون ابداء أى سبب مقنع أو تقديم مطالب وشروط للانشاء ..؟ ** المناصير وغيرهم لم يرفضوا مبدأ أن يكون في مروي سد ، ولكنهم وافقوا على بناء السد و عضوا عليه بالنواجذ ثم قدموا مطالب مشروعة عند التهجير ، ندعم مطالبهم بلا تحفظ ونطالب الحكومة بأن تزيدهم نظير تضحياتهم بمسقط رأسهم في سبيل مسقط رأس ( أهل السودان ) .. ولكن الذين يرفضون خزان كجبار لم يقدم أحدهم مطلبا ولا اقتراحا ولا سببا مقنعا للرفض ، وكل من يفتح فمه رافضا يفتح عليه عقله بتبرير فطير لايتجاوزمداه وفحواه الخوف على غرق ( التراث النوبي ، الارث النوبي ، الثقافة النوبية ) .. هل من العقل أن يكون الحرص على (أضرحة ومقابر أجدادنا القدماء ) أقوى واعظم من الحرص على ( حاضر ومستقبل الاجيال ) ...؟ وهل الذين يرفضون خزان كجبار يعرفون الاسباب المحزنة التى قزمت الكثافة السكانية بالولاية الشمالية الي ما دون الخمسمائة الف نسمة فقط لاغير ..؟ هل يعرفون لماذا انتقلت الولاية الشمالية الي الحاج يوسف والكلاكلات ، وقصور أمراء الخليج ..؟... ان كانوا لا يعرفون الاسباب فتلك مصيبة ، وان كانوا يعرفونها ثم يكابرون برفض خزان كجبار فهذا تأكيد للمأثورالشعبي ( مرمي الله مابيترفع ) ..!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|