مدرسة الحوش الثانوية / لها علينا يد سلفت و دين مستحق

Quote: الأخ الأستاذ / الطيب شيقوق الموقر تحية التجلة والتقدير ،،،، وبعد مازلنا نبحر في رحلة الذكريات مع مدرسة الحوش ـمن خلال هذا البوست الرائع ـ كنت أمني النفس أن تسير مجريات البوست ، سيراً يناسب مسيرة قرن أو نيف من العطاء ، والمجد الأكاديمي التليد ، سير يوثق ما واكب هذه المسيرة من الق الذكريات ، كما توقعت أن يحظى البوست بمتابعة أفضل كثيراً مما هو حادث الأن وأن ينتعش بسيل من المتداخلين من الأعضاء وغير الأعضاء مثلي ، مازلت أتفاءل بحدوث ذلك ، رغم أن سيف الأرشفة بات مسلط على الرقاب ونهاية العام تقترب رويداً رويداً ـ ما أوردته من معلومات عن الأستاذ عبد الرحيم ـ معلم اللغة الأنجليزية المثير للجدل ـ وما كان يجمعكما من التنافس الأكاديمي الشريف والزمالة في مواقع عديدة ، جعلني أغوص في رحلة ممتدة من الذكريات ، فبحكم أنني كنت (أصنف ) ضمن المبرزين في مادة اللغة الأنجليزية حينها فقد وقفت على تفاصيل مثيرة واكبت فترة عمل الأستاذ عبد الرحيم بمدرسة الحوش حين تم نقله وربما تعيينه في حقبة منتصف الثمانينات ـ وكان حينها الأستاذ الهادي علي بابكر هو رئيس شعبة اللغة الإنجليزية ، أنا لم أواكب تفاصيل ما جرى لأنني لم أكن طالباً بالمدرسة حينها ، لكن علمت أن أستاذ الهادي كان معلم لغة فرنسية في الأساس ، ولكن وبعد الغاء تدريسها كمادة ٍاساسية بالمدارس الثانوية ، وتحويلها لمادة إختيارية لم تجد أي قدر من الأقبال والحماس لدى الطلاب ، تحول بعدها أستاذ الهادي لتدريس اللغة الأنجليزية ، وحين قدومي للمدرسة كان هو رئيس الشعبة ، وكان في معيته الأستاذ محمد المنصوري ـ من أبناء منطقة الحلاويين وكان قصير القامة ضئيل الحجم ، ولكنه أشتهر بتعامله الراقي المهذب مع الطلاب ، كما أشتهر بأناقة مرموقة ـ وإرتداء بناطلين الجينز ـ وتحديداً بناطلين تسمى f.u.s ـ وكانت موضة ذلك الزمان وأشهر ماركات الجينز ـ وأعتقد أن أستاذ المنصوري لم يمكث كثيراً بمدرسة الحوش ، وضمت الشعبة أيضاَ معلم بريطاني كثير السفر والتجوال ـ وكان يقيم يمنزل قريب من المستشفى وغير بعيد من النادي الأهلي ومع زوجته وهي بريطانية أيضاً ـ وأحسب أنها كانت تدرس الإنجليزية أيضاً بمدرسة البنات ، ـ ومن ثم أنضم أستاذ عبد الرحيم للـ staff ـ وقد أستطاع وخلال فترة وجيزة أن ينال إعجاب شريحة كبيرة من الطلاب ، لمستواه الرفيع والمميز في اللغة الأنجليرية ـ حيث كان يدرس المادة بإسلوب رائع ، ومحبب للطلاب ، وكان متبحر فيها للحد البعيد ، فرغم أن أستاذ الهادي كان تخصص English literature بينما أستاذ عبد الرحيم كان تخصصه English Grammar ـ ولكن غالبية الطلاب كانوا يدركون جيداً أن العلاقة بين الأستاذين لم تكن على ما يرام ـ وهناك قدر من الحساسية بينهما لدوافع يجهلها الجميع ـ ولسؤ الحظ أن هذه الحساسيات أصبحت تترجم لمواقف ومشاكل تتفجر بين الفينة والأخرى بعضها على مرأى من الطلاب وأغلبها خلف الكواليس فالهادي علي بابكر كان أحد الأستاذة الذين يحظون بقدر كبير من الإحترام والتقدير والمحبة من الطلاب لمواقف إنسانية عديدة أشتهر بها وسط الطلاب ، إضافة لبساطته المتناهية في تعامله مع الجميع ، أما أستاذ عبد الرحيم فكان يستمد شعبته من عبقريته الفذة ، ونبوغه في تدريس الأنجليزية ـ دخلت هذا الحساسيات منحى أن كل منهما يود أن يستميل بعض الطلاب لجانبه ، ومن ثم تأليبهم ضد الأخر ، فبحكم تمييزي في اللغة ـ عشت تجربة مريرة أمسك عن سرد تفاصيلها تقديراً واحتراما لتاريخ هؤلاء الأساتذة الأجلاء أعتقد أن الصراع أنتهى بمغادرة أحدهما للمدرسة ولنا عودة