أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 11:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رجاء العباسى(Raja)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2005, 11:28 AM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) (Re: Raja)

    ليس اجمل ما كتب أبو جهينة..

    ولكنه بعض منه..



    قالت له بدهشة مَنْ إقتحم المجهول وإزداد معرفة:

    كمعرفتي لأول مرة بأن الماء يتغلغل داخل مسام التربة،، فيروي البذرة المنتظِرة بين طيات الظلمة فتنتفض منتعشة،، هاشَة باشَة،، فتنمو في صمت وهدوء، يتراقص ساقها الطري نحو الضوء والهواء، وتجد طريقها للحياة بين ذرات التراب..
    و كمعرفتي لأول وهلة،، بأن بعض الورد الجميل يجاور أشواكا قد تجرح وتُدْمي.. فتنْسرب الأصابع بين الأشواك بحذر وأناة لتلامس حرير الزهر وتتنسم عبقه..
    وكمعرفتي الآن بأن ذلك الدفء الذي كان يغمر جسدي ويجعل الفرح يزغرد في دواخلي عند رؤيتك هو كالإحساس بالماء يطفيء حرارة الظمأ الساكن في الجوف.. وهو كتفيؤ الظل في قيظ الهجير..
    فقد عرفتُ الآن، ويا لجمال ما عرفتُ : أن ما كان ينتابني هو.. حبك.. عشقك.. غرامك.. إرتماء روحي بين أركانك .. ذوبان كياني على قِمَمك .. هو الشمس التي تأبى الغروب حتى وإن زحف الليل.. هو القمر المعاند طيات السحاب ليرسل شعاعه خيوطا تغازل نوافذي وستائري ..
    عرفت لماذا إختار قلبي مكانا له بين أضلعك ملجأ وسُكْنَى،، ثم يبقى فيني نابضا فقط لكى يَمُدَني بأسباب الحياة ..
    عرفت الآن إسما لذاك الألم المباح والذي كنت أسعى إليه راضية بكامل قواى القلبية...

    قال مندهشا: حسِبْتُك لا تأبهين لتنقٌلي من غصن إلى غصن،، ومن زهرة إلى زهرة..
    قالت بثقة العارف: تركْتك تتنقَل من غصن إلى غصن لأنني على ثقة بأن عُشَك هنا يقبع في أعلى فرع بشجرتي، بعيدا عن الأنواء والأعاصير،، في حِرْز مكين،، فغرِدْ أنَى شئتَ وما شاء لك التغريد، لأنني على يقين بأنك حتما ستعود إليَ لتستكين في دفء عشك المبني من أهدابي والمفروش بجدائلي،، وتركتك تسعى من زهرة إلى أخرى لأنني أعلم عِلْم المحبين أن خلية نحْلك مبنية على تلَة من تلال قلبي، فدعْ نحْلك يحط رحاله على من شئتَ وما شاء من الأزهار والورود وليرتشف حتى الإرتواء، بل حد الثمالة،، فلا محالة رحيقك مصيره خليتي،، قَطْرة تِلْو القطرة،، وحتى آخر نقطة... فلِمَ أقلق؟
    قال بتململ: الإنسان أحيانا تنتابه الكآبة والملل فيتوق إلى تغيير نمط ما إعتاد عليه،، ألا تعلمين ذلك؟
    قالت بصبر: روحي تنتمي إلى روحك بصلة العشق والغرام،، وقلبي يمت إلى قلبك بصلة لا تنفصم عراها، وبنبض لا يستكين، فهم من نفس القبيلة وذات العشيرة،، دمك هو بعض دموع حزني اللانهائي.. أما دمي فهو في الأصل قد تفجَر منبثقا من ينابيع شوقي إليك...
    قال مراوغا: حتى المطر يمكنه أن يسقي بلدة ويمتنع عن أخرى قريبة..
    قالت بتصميم: دع سحابك يذهب حيث شاء ويمطر أنَى أراد.. فكل الخير الآتي بعد زخات أمطارك سيأتيني طوعا..
    قال بتحفز : لِمَ لَمْ تقولي (أو كرها)؟
    قالت : حبنا مُطْلَق القياد،، متروك الرسن واللجام،، ومطيته تعرف طريقها حتى وسط دياجير الظلام.. لا يُرْغِمه أحد على إرتياد طريق لا يرغبه،، يثق في بوصلته،، ويحدد خطاه ويتحسس دروبه حتى في الأوحال و بين الأغصان المتشابكة في الأحراش والأدغال..
    قال وقد إتسعتْ حدقتاه: أواثقة أنتِ إلى هذا الحد؟
    قالت: أدخلْ قلبي وأخرج شَوْقَما شئت.. فأنت الآن من أشيائي الخاصة.. بل أنت قناعة من قناعاتي.. وأنا لا أفرط أبدا في أشيائي وقناعاتي....

    يدخل قلبي و يخرج .. ( شَوْقَما شاء )

    ــــــــــــ

    جاء يجرجر أذيال الشوق والحنين
    وقف مستكينا ينتظر كلمتها بقلب راجف.. عاقدا كفيه على صدره..
    قالت له وهي توليه ظهرها: ما تظن أني فاعلة بك؟
    قال بضراعة: عاشقة مخلصة تعفو عن عاشق متيم باع آخرة حبه وإشترى دنيا ضياعه وأوهامه...
    قالت: إذهب عني،، فأنت كوكب يدور الآن خارج أفلاكي...
    قال متوسلا كمن ينتحب: إمنحيني فرصة أخرى، وسترين
    قالت له: طعْنتك كانت غائرة في قلبي،، ونزْفي كان غزيرا،، لن يشفع لك شئ عندي مهما كانت قرابينك..
    نظر إليها، فأشاحت بوجهها، فهى تعرف مدى ضعفها أمام عينيه، ففيهما معجم من فصيح القول، و سِفْر مفتوح من الدعوة للحنين. عيناه الداء والدواء،، فيهما روعة اللقيا وحرقة البعاد..
    هتفتْ به وكأنها تدفع خطرا داهما: إذهب أرجوك...
    قال لها وهو يعرف أن في عينيه خلاصه ونجاته: أنظري إلى.
    قالت بحزم: أرجوك... إبتعد.. فقد أهدرتُ دم عشقك ونشرتُ أخباره في الآفاق...
    قال لاهثا: سأحميك من نفسك.. فأحميني من جنون هفوتي ..
    إلتفتتْ قائلة والغضب يعتلج بداخلها: أتسميها هفوة؟ أتسمي خنجرك الغائر في أعماق أحشائي هفوة؟...
    رأته يرنو إليها... وتلك المسحة المستكينة التي تربت على فوهات براكينها تتغلغل بين حناياها فينزاح ما يعتمل في صدرها كإنحسار الماء من جَزْره بعد مدٍ طويل...
    حاولت أن تشيح بوجهها بعيدا،، ولكن كأن عشرات الأصابع إمتدت وأمسكت بوجهها لتواجه عينيه،، فسكتتْ..
    تسمَرتْ عيناها في عينيه..
    فقال لها: قولي أنك قد صفحت عني..
    قالت بعزيمة واهنة متراخية: لا.. لن أصفح عن قاتلي..
    قال: قد قتلت نفسي ولم أقتلك.. فأصفحي عني..
    قالت وقد خفَتْ حدتها وهدأتْ ثورته: ذاك صعب،، لا أقدر..
    قال: بلى تقدرين... إسألي قلبك وأستشيري عيني. ثم أحكمي..
    قالت بحياء: هما خصمان يقفان معك ضدي..
    قال فرِحا: كوني إذن معنا ولن تندمي،، أنا وقلبك وما تقوله عيناى..
    قالت: أخاف غدرك
    قال: لا يُلْدغ القلب من جُحْر غفلةٍ مرتين
    قالت: لم تكن غفلة،، لقد مللتني..
    قال: إذن ما الذي أعادني إليك؟
    قالت: لم تجد من يحبك مثلي..
    قال: فهو سبب كاف لأعود.. وسبب كاف لأبقى للأبد..
    قالت: ما تظن أني قائلة لك؟
    قال: متيمة متسامحة،، تصفح عن متيم عائد
    قالت: تعال،، فأنت في كَنَفي
    فقال: سأغلق على نفسي بابك وأعتكف في محرابك ولك العتبى حتى تندمل جراحك.
    (وهنا غَرَد عصفور كان يسترق السمع من على غصن شجرة،، وإنطلق يصفق بجناحيه وهو يواصل التغريد والشدو الجميل...)

    تعال .. فأنتَ في كَنَـفي ..

    ــــــــــــ


    قالت له وهي خائفة تتلفت: أخاف هذه الخلوة معك،، الشيطان قد يكون ثالثنا.
    قال لها وهو يرنو إليها بطرف يربت على خوفها: فما بالك بإثنين يكون طُهْر الحب ثالثهما؟
    قالت: ربما رآنا أحدهم من حيث ندري ولا ندري.
    قال: لا تخافي فإن الملائكة تحفنا من كل جانب.

    إطمأنت لحديثه، وركنتْ إلى حبها له الذي يحدثها بأنه محل ثقة وموطن أمان..
    تحادثا طويلا.....
    ثم....
    مد يدا مرتجفة،، ولامس أصابعها الملساء كالحرير ،، فجفلتْ،، وإنتفضتْ... ثم قالت بصوت متهدج:
    هذا ليس من طهر الحب،، أليس كذلك؟
    قال وهو يزدرد ريقه وينظر إليها نظرة محمومة: لمستي لك بريئة،، لأنك إن ذهبتِ عني وفارقتك،، فإن سحر اللمسة ستلازمني لتهدهد روحي وتجعلني أحس وكأنك لا زلت معي، فأصبرُ حتى لقاء آخر....
    قالت مقتنعة بتبريره: إذن، خذ يدي بين يديك،، ودعني أحس بوجودك أيضا وأتجرعك عبر مسامي حتى لا أظمأ في غيابك...

    فأخذته العزة بالدعوة،، فتناول كلتا يديها المرتعشة بين يديه،، قبََل أصابعها،، فأستكانت يداها بعد برهة وهجد قلبها الوَجِل..
    ثم قبَلَ يديها ظهرا وباطنا قبلة سكرى طويلة، ودفن وجهه في راحة كفها يمنة ويسرة،، ومرمغ خديه فيها..
    فقالت وهي تهيم في خدر اللحظة: أما زال طهر الحب ثالثنا؟؟
    قال دون وعى وهو يواصل نهمه المفاجئ: الحب ثالثنا يا سنا الروح.
    قالت بعناد يشوبه الحذر والقلق: أنا أسألك هل ما زال طهر الحب ثالثنا؟
    فسكت،، يشخص ببصره إلى لا شئ متحاشيا نظراتها التي كانت تبحث عن الطهر في محياه...
    فسحبت يديها من بين يديه وتحسست جبينه المتفصد عرقا،، فألْفتْه كالمحموم
    فقالت: ما بك؟
    قال: دفء اللقيا أذاب متاريس مقاومتي ودك قلاع صمودي فانهارت حصون صبري. أعذريني..
    قالت: فلنذهب قبل أن يتحول الدفء إلى حمم تلفظ شواظا...
    وقبل أن تكمل جملتها،، كان قد أودع قبلة أخرى طويلة على جبينها.. فأحس بأن روحه تسللتْ إلى جسدها.....
    وأحستْ بأنه قد إندلق داخلها كقطرات الندى الصباحي تتهاوى برفق وأناة على أوراق زهرة.
    فقالت وهي تعرف سلفا الإجابة: لم هذه؟
    قال وهو مغمض العينين: أودعك...
    فقالت بعد تنهيدة أخرجتْ أنفاسها كريح السموم تلسع وجهه: أخاف أن تكون الملائكة قد تخلتْ عن الإحتفاء بلقاءنا هذا....
    فسكت...
    نادته،، فلم يجب
    ناداها أيضا في ذات اللحظة،، فهو لم يسمع مناداتها له
    لم تجب،، فهي في خضم مناداتها له،، لم تسمع مناداته لها
    تبادلا النداء،، هتافا ونداءا كمن يتنادون بين ضفتى نهر هادر،، فيرتد النداء والهتاف كالصدى المكتوم.... يسمعها ولا يسمعها،، تسمعه ولا تسمعه

    ثم....
    قالت له: كنا أنا و أنت وثالثنا طهر الحب،، فمن كان رابعنا؟؟
    قال وهو يطأطئ رأسه يلعق آثار قبلته وكذبته: لم يكن هناك رابع... عندما إنسحبتْ الملائكة،، أتى ثالثنا..
    عندما إنسحبتْ الملائكة .. أتى ثالثنا
    ــــــــــــ


    أتربع على عرش أيامي
    ملكا متوجا على الماضي والحاضر،، لا ينازعني أحد عليهما.
    الماضي نصب نفسه على حياتي إمبراطورا أتبعه عبدا مأمورا.
    والحاضر أمسك بتلابيبي وأخضعني لجبروته فرضخت مجبرا منكسرا.
    أما قادم الأيام،، فها أنا ألملم جيوش لهفتي الماضية وأستصرخ خبراء لوعتي الحاضرة، لأرى كيف أقتحم أسوارها وأتسلق حصونها وأدك قلاعها، فالمتمترسون بالداخل فئة من دم آخر.
    أنا ملك أريد إسترجاع هيبة عشعشتْ داخل كياني ولم تر النور،، سأدخل كل قرى العشق وأفسدها وأجعل أعزة أهلها أذلاء. أنا وبعدي السيول الجارفة والطوفان الكاسح.
    كل من لا يقبل بفرماناتي، فسيدفع صاغرا جزية مشاعره وأتاوة إحساسه وضريبة عشقه،، لأنها مشاعر وأحاسيس تتحدث لغة لا تشبه لغتي وتنظر للدنيا بمنظار غير منظاري، وتولي وجهها شطر قبلة غير قبلتي.
    سيقف الناس مشدوهين أمام هذه الصولة والجولة،، و سيقف تاريخ جنكيزخان وهولاكو وكل جحافل المغول في تواضع أمام هجمتي (البربرية التترية)، فسأدوس على كل المخزون البشري من شعر الغزل والتشبب والوقوف على الأطلال والبكائيات، فلتذرف النائحات الدمع السخين على مجد قد زال وعظمة سادت ثم بادت.
    حاشيتي عشرات الزفرات،، ومثلهن من الآهات و الكلمات التي أطلقتها شعرا ونثرا وتلك التي قبعت متحشرجة بين الضلوع تتململ ترجو النجاة والخروج.
    والجواري،، هن من مزيج الدمع والسهر الذي سكن الأحداق والعيون.
    والوصيفات،، من وهج النجيمات التي أودعتهن أسراري ومكنوناتي.
    تاج الملك الذي أضعه على رأسي،، ترصعه لآلئ من قاع بحيرات أحلام العذارى وخدور الأبكار.
    يربض ثعبان على مقبض صولجاني،، تبدو أنيابه مترعة بسم كل إناث الدنيا وخبث المتربصين خلف الأبواب يسترقون السمع ليتناقلوه بين دهاليز الخيبة وسراديب الإحباط.
    فلتأتي يا شهرزاد
    أنا شهريار ولكن بقلب آخر ووجه مختلف
    تعالي وتوسدي هذه الأضلع، فعليك الأمان
    هاكي خاتم ملكي،، وأختمي به ما شئت من صكوك الغفران وصكوك الأمان.
    هاكي إبهامي،، أجعليني أبصم لك أنى شئت و ما شئت.
    خذي بجانبي متكئا من هذا الليل السرمدي ، فهو قد إعتاد همسي ومناجاتي وبسط ذراعه للنجيمات وأوصاها خيرا بي.
    لا تخاطبينني،، لا تعيدي على مسامعي: بلغني أيها الملك الرشيد ذو الرأى السديد.
    فلا بلغ قلبي الرشد ولا وصل لساني حد السداد.
    أكملي حكاياتك على مهل
    لا تخافي أن تنتهي حكاويك أو ينضب معين خيالك الواسع، فقد أعطيتك الأمان.
    واصلي حديثك الممنوع والمباح،، حتى وإن أدركك الصباح.

    لا بلغ قلبي الرشد ، و لا وصل لساني حد السداد
    ــــــــــــ


    (هاتف دعاني بأن إخلع نعليك وقف مبهورا فأنت في وادي البوح المقدس لا محالة قد هوى)
    ومن حيث أجهل ولا أجهل،، قلت لبيك
    ورحت أقود راحلتي عبر سنوات التيه،، أقودها برسن الترقب،، في صحراء شوقي الظمآن ومتاهة قلبي الولهان،، حافي القدمين،، معفر الجبين بغبار الأيام والسنين،، شاخص البصر حَذَر الغدر والمباغتة،، والقلب ذو وجيب، أمد أكف ضراعتي علني أجد شجاعة تكفيني النظر إلى حزم النور المنبثقة من شعاع البدر المرتجى.
    لاحت عند الأفق، كنيزك يفلق دياجير الظلام ويشتت جحافله، تتهادى بين القافلة وحادي الركب يدندن بمزمار تنساب منه تواشيح التبتل بالأمل.
    تقبع داخل هودج.. خيوطه منسوجة من عبق حروفها، تجلس خلف أستاره وكأني أراها من وراء حجب، يشق ضياؤها مسام الليل ودسر الظلام.
    ضجتْ أركاني بصدى حديثها المنساب لحنا.
    أطلتْ عشرات الزنابق في عتاميري التي تشكو الجفاف.
    وصدح الكون بكل ألسنة الطير، كروانه وبلابله وقماريه.
    وتلونت الدنيا بكل ألوان الطيف،، بل وبألوان أخرى إنبتقتْ من طيفها الكريستالي المصقول بوهج هواجسي ووميض أوهامي.
    وخُيِلَ إلي أنني فهمت ما تزمجر به الرياح، وإستمعت متبتلا خاشعا لتسابيح أوراق الشجر وسعفات النخيل في حفيفها وتمايلها بفعل هوج العواصف.
    ومازحتني النجيمات بأن أبشر فقد مضى زمن السهر والتحديق فيها ومناجاتها، وقالت: لا تخف،، فهناك آخرين سيبثونني نجواهم و سيشكون إلي عذاباتهم، إمض في طريقك يا فتى.
    وما أن بدأتُ رحلتي المجهولة، أتحسس وقع أقدامي، أتلفت في حذر، حتى تفتحت زهرات كانت ذابلة ترنو لدفق الندى الآتي، وتماسكت حبات الرمال تحت أرجلي، وهللتْ شجيرات الصنوبر فبدتْ من بين رقراق السراب كدراويش في حلقة إنشاد صوفي يرفعون أكف الضراعة بتوسل يطلبون العون والمدد.
    وتنساب عبر رحلتي أنهار أنغامها المعزوفة على أوتار مشدودة من تلهفي وترقبي،، تموسق خطواتي،، تقتل رتابة أيامي،، تعيد روزنامة حياتي عشرين عاما للوراء،، وتعيد لقاموسي القديم كلماته،، قاموس المراهقة والعشق البرئ،، فأكتب على جدران بيتها (أشتاق إليك كما يشتاق الزرع للماء)، وأرسم على لحاء الشجر قلبا نازفا يخترقه سهم كيوبيد، وأراها تهديني منديلا مطرزا ترقد على أطرافه الأحرف الأولى من إسمينا.
    تمنيت أن يكون لي هدهد قد نجا من سلالة هدهد سيدنا سليمان الحكيم، فأبعثه ليأتيني منها بالخبر اليقين، أنا لا أطمع في قصر ممرد ولا قوارير من فضة أو ذهب أو حورية من الحور العين،، فقط يقف عند حافة نافذتها ويرسل البصر عبرها ويصيخ السمع ثم يأتيني بما يذهب الظمأ ويقتل هذا العطش في مهده.
    أو أن أكون مالكا لعفريت من الجن يكون للحظة واحدة طوع بناني ورهن إشارتي فيأتيني بها وبمملكتها قبل أن يرتد إلي طرفي.
    ثم..........
    تلبدت السماء بالغمام والسحب الداكنة وأكفهر وجهها الصافي.
    ولمعتْ البروق في ومضات متلاحقة متسارعة.
    وكركر الرعد في دوي ملأ جنبات الوادي
    فأصاب راحلتي ما جعلها تجفل وتحيد عن الطريق.
    تبعثرتْ الإتجاهات أمامي فلم أعد أدري وجهتي.
    فجفلت الطيور وتوقفت عن الشدو الجميل
    وتوارت الزنابق بين فتحات تربتها
    وأرْختْ أشجار الصنوبر أياديها المرفوعة
    وجن جنون العاصفة فراحت تعصف يمنة ويسرة ولم أعد أدر ماذا تقول وماذا تبتغي
    وتمزقت أستار الهودج وتطايرت خيوط نسيجه وبقى هيكله شاهدا على حكاية لم يكتب لها البقاء.
    ترقبت... ثم إسترقت السمع علني أسمع الهاتف يدعوني مرة أخرى
    و لكني لم أسمع غير صفير الريح على قمم الجبال البعيدة وحبات الرمال تتطاير وتلسع أطرافي، وأسراب الطيور تحلق بعيدا تبحث عن دوحة آمنة أو واحة ساكنة.
    ( عجبي................ )

    يا ساكن الهودج .....
                  

العنوان الكاتب Date
أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-13-05, 05:25 PM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Tara02-13-05, 05:33 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-14-05, 06:04 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Rashid Elhag02-13-05, 05:40 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Rawia02-13-05, 06:14 PM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Rawia02-13-05, 06:32 PM
        Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) عمران حسن صالح02-13-05, 10:51 PM
          Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-14-05, 03:29 PM
        Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-14-05, 08:49 AM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) walid taha02-15-05, 01:59 AM
        Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-16-05, 11:00 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-14-05, 08:18 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) alfazia302-13-05, 11:10 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-17-05, 05:36 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) abas02-13-05, 11:27 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-17-05, 07:09 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) ahmed haneen02-14-05, 00:47 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-17-05, 07:18 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) ودقاسم02-14-05, 00:57 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Rakoba02-14-05, 01:00 AM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) تاج السر حسن02-14-05, 04:09 AM
        Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-18-05, 03:58 PM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-18-05, 04:00 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-17-05, 07:26 AM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-20-05, 10:55 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) صديق الموج02-14-05, 06:18 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) peace builder02-14-05, 09:00 AM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-22-05, 09:07 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-19-05, 07:28 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Omayma Alfargony02-14-05, 08:54 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-21-05, 11:55 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Agab02-14-05, 04:06 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Kamel mohamad02-14-05, 05:20 PM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Abdelrahman Elegeil02-14-05, 06:16 PM
        Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) dreams02-14-05, 11:35 PM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) الطيب شيقوق02-17-05, 03:56 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-25-05, 09:49 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) abdalla BABIKER02-14-05, 11:53 PM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) ابوحراز02-15-05, 01:36 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) قرشـــو02-15-05, 01:31 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) walid taha02-15-05, 02:13 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-16-05, 08:39 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) ابو جهينة02-16-05, 11:27 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام (بدل فاقد) Napta king02-17-05, 10:01 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) zola12302-16-05, 11:43 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Soumeta02-16-05, 11:48 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) عمران حسن صالح02-17-05, 01:38 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) الواثق تاج السر عبدالله02-17-05, 10:09 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) انور الطيب02-17-05, 10:53 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-18-05, 11:28 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-19-05, 05:13 PM
      Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) شتات02-20-05, 10:55 AM
  Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) Raja02-23-05, 10:40 AM
    Re: أجــمــل رســائــل الــغــرام.. (إلــيــه) و( إلــيــهــا) ابو جهينة02-25-05, 04:19 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de