خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموقراطي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة رجاء العباسى(Raja)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-06-2004, 03:48 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموقراطي




    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى ( وقُلْ ربِّ أَدخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وأَخْرِجنِي مُخرَجَ صِدقٍ واجعَلْ لِي من لَّدُنْكَ سُلطَاناً نَصِيراً ) صدق الله العظيم .
    وقال تعالى ( يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بالقَولِ الثَّابِتِ في الحَياةِ الدُّنيَا وفي الآخِرَةِ ويُضِلُّ اللهُ الظَّالمِينَ ويَفعَلُ اللهُ مَا يَشَآءُ ) صدق الله العظيم .

    السادة الضيوف .
    أصحاب السعادة السفراء .
    الأخوة المؤتمرون

    تحية طيبة مباركة من عند الله تعالى .
    يطيب لنا أولاً أن نهنئكم بذكرى المولد النبوي الشريف أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات . كما يسعدنا كثيراً في افتتاح أعمال هذا المؤتمر العام لقيادات الحزب المرجعية ، أن أرحب بكم جميعاً باسـم الملايين من جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي داخل وخــارج السودان ، شاكراً لكم كريم مشاركتكم لنا في هذا اليوم الأغر في تاريخ بلادنا ، وفي مسيرة حزبنا القوي الزاخرة بالأمجاد .
    أيها الأخوة الحضور :
    إننا بمناسبة انعقاد مؤتمر مرجعية الحزب ، نتصدى للمسئوليات الوطنية المتعاظمة التي يضطلع بها الحزب الاتحادي الديمقراطي من موقعه القيادي في مسيرة الحركة الوطنية ، ودوره الرائد في ماضي وحاضر ومستقبل الوطن . وهي مسئوليات ترتكز على جهد الآباء المؤسسين والرواد الأوائل من رموز حزبنا ، الذين استطاعوا بكفاحهم وتضحياتهم أن يحرروا السودان ويحققوا الاستقلال . ولا يفوتنا أن نذكر في هذه المناسبة بكل معاني الوفاء والعرفان أبا الوطنية أبا الحرية مولانا السيد علي الميرغني عليه رحمة الله ورضوانه ، والرئيس الشهيد إسماعيل الأزهري رافع راية الاستقلال ، وصحبه الميامين من الرعيل الأول لقادة الحركة الوطنية - عليهم جميعاً الرحمة والمغفرة – أولئك الرجال الأفذاذ الذين تواصوا بالحق والصبر ، وتحـلـوا بالحكمة والتجرد الوطني ، وبذلوا الجهد بشجاعة ونزاهة وصدق حتى تحقق الاستقلال في ربوع بلادنا العزيزة . كما نذكر في هذه المناسبة من افتقدناهم من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي داخل وخارج السـودان خلال السنوات الماضية ، الذين بذلوا أرواحهم فداءً لمبادئنا السامية من أجل قضية الوطن . فإننا إذا افتقدناهم في هذا اليوم ، فإن المبادئ التي كانوا يعملون لها حيةٌ ، وقد قلتها يوم تشييع جثمان الشهيد الرئيس إسماعيل الأزهري وأؤكدها اليوم : ستظل الراية مرفوعة ولن تسقط أبداً بإذن الله .
    كما لابد أن نحيي في هذه المناسبة العظيمة كافة جماهير وقيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي من الشيوخ والشباب والنساء في كل شبرٍ من أرجاء بلادنا ، وإخـوانٌ لهم خارج الوطن ، أولئك الذين ما زالوا يحملون الراية سائرين على ذات الدرب متمسكين بمبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي مدافعين عنها بمواقفهم الجريئة دون مساومة أو استسلام ، تلك المبادئ التي وحّدت بين قلوبنا وصفوفنا ، لا تفرقنا حملات التشكيك ، ولا تستفزنا محاولات الفصل بين الجماهير وقياداتها ، فالارتباط بين جماهير الحركة الوطنية وقياداتها الروحية والوطنية لم يكن وليد اليوم ولا يمكن أن يغيّب عن الأذهان .
    كما أحيي المناضلين من أبناء شعبنا الأبي في أحزابهم السياسية ونقاباتهم واتحاداتهم المهنية ، وأحيي تنظيمات الطلاب والنســاء والشباب وسائر القوى الديمقراطية المناضلة ، الذين غشوا سـاحات الوغى من أجل السودان وحريته وكرامته ، وأحيي الصامدين من أبناء الشعب السوداني ، الذين يراهنون على مؤتمركم هذا كسبيل إستراتيجي في إخراج البلاد من وهدتها المزمنة ، ويعلّقون الآمال عليكم في بناء الوطن الذي نحلم به جميعاً .

    أيها الأخوة :

    إن اختيار القاهرة مكاناً لانعقاد المؤتمر إنبنى على العديد من الاعتبارات الهامة ، ولعل أبرزها يتمثل في الاحتفال بالذكرى الخمسين لتوحُّد الأحزاب الاتحادية في القاهرة عام 1953م . كما أن الظروف السياسية في السـودان لا تزال غير مهـيأة لاسـتقبال مثل هذا الحدث الهام ، بجانب أن الكثير من قيادات الحزب لا تزال تقيم خارج الوطن ، فكانت مصر بما لها من وشائج تاريخية هي البديل الأمثل لعقد المؤتمر . وبهذه المناسبة أزجي التحية لفخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية ، و للحكومة والشعب المصري الشقيق ، كما نتقدم بالشكر والعرفان للحزب الوطني الديمقراطي على استضافتهم لهذا المؤتمر في أرض الكنانة ، حيث ظلت مصر شعباً وحكومة تولي المسألة السودانية جُلّ اهتمامها وعظيم تقديرها . فمصر ستظل دوماً امتدادٌ طبيعي وعمقٌ إستراتيجي للسودان .

    أيها الأخوة :
    إن عطاء الحزب الاتحادي الديمقراطي في تاريخ الحركة الوطنية السودانية عطاءٌ موصول ومتميز إمتد عبر عقود من الزمن ، منذ أن توحّدت الأحزاب الاتحادية بالقاهرة في عام 1953م تحت مسمى الحزب الوطني الاتحادي برعاية مولانا السيد علي الميرغني ورئاسة رافع علم الاستقلال الرئيس الشهيد إسماعيل الأزهري . وكان ذلك التوحد هو الحدث الأبرز في تاريخنا الوطني الذي أعطى الحركة الوطنية قدرة التصدي لإنجاز مهام مرحلة تحرير السودان من الاستعمار الأجنبي وتحقيق الاستقلال الوطني . ولقد تجلّت مؤازرة شعبنا السوداني الوفي لحزبنا في أول انتخابات ديمقراطية تُجرى بالسودان ، وفوزه الساحق بأغلبية مقاعد البرلمان ، وتشكيله منفرداً لأول حكومة وطنية بالبلاد في عام 1954م استكملت مهام مرحلة التحرير . وبعد ثورة أكتوبر المجيدة عام 1964م وفي فترة الديمقراطية الثانية تم اندماج حزبي الحركة الاتحادية وإعلان قيام الحزب الاتحادي الديمقراطي من داخل دار مولانا السيد علي الميرغني في نوفمبر 1967م ، ومن ثم التوجه لدار الرئيس الشهيد إسماعيل الأزهري الذي أعلن أن حزبان قد قـبرا ( هما الحزب الوطني الاتحادي وحزب الشعب الديمقراطي ) ، وأكد ميلاد حزب الحركة الوطنية الواحد الموحّد ألا وهو الحزب الاتحادي الديمقراطي . وكان لانقلاب مايو عام 1969م الذي دشّـن فترة الحكم العسـكري الدكتاتوري الثاني وممارسـاته القمعية ، أثراً سالباً على الحركة السياسية السودانية ومن بينها الحزب الاتحادي الديمقراطي ، وقد كان حزبنا في تلك المرحلة في طليعة قيادة الجبهة الوطنية التي تصدّت لمقاومة النظام المايوي بقيادة الشهيد الراحل الشريف حسين الهندي عليه رحمة الله .
    واستمر عطاء الحزب الاتحادي الديمقراطي في فترة الديمقراطية الثالثة بعد سقوط نظام مايو بانتفاضة أبريل عام 1985م . وكان من أبرز إنجازاته توقيع مبادرة السلام السودانية المعروفة باتفاقية الميرغني ــ قرنق في 16 نوفمبر 1988م . وقد كانت تلك الاتفاقية إنجازاً وطنياً كبيراً في إطار مساعينا المستمرة لتحقيق السلام ، وتتويجاًُ لجهود مخلصة بذلناها مع إخواننا في الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الدكتور جون قرنق لوقف الحرب والاقتتال . وقد تعرّضنا بسبب تلك الجهود وقبيل سفرنا لأديس أبابا للتوقيع على اتفاقية السلام للاعتداء علينا بإطلاق النار على مقر إقامتنا بالخرطوم فوقانا الله كيد الكائدين . كما تعرّضنا لحملة جائرة بعد التوقيع على الاتفاقية من جهات سياسية تعرفونها وصفت الاتفاقية بأنها استسلام . ورغم كل ذلك استمرت جهودنا لتحقيق السلام ، إلا أن انقلاب الإنقاذ في 30 يونيو 1989م قطع الطريق على شعبنا لعقد المؤتمر الدستوري ، وفوّت فرصة تاريخية لتحقيق سلام عادل وشامل وفق تلك الاتفاقية التي أقرتها الجمعية التأسيسية ووجدت ترحيباً كبيراً وقبولاً ومؤازرة من كافة قطاعات شعبنا .

    أيها الأخوة :
    إن مساعينا لتحقيق الحل السياسي العادل والشامل عبر الحوار السلمي تنطلق من مبادئ الحزب الاتحادي الديمقراطي التي تنبذ العنف وتدعو إلى التفاوض بين كافة القوى السياسية بمعالجة القضايا الوطنية الكبرى . وقد كان هذا هو المنهج الذي اتبعناه ودعونا له ، سواء في إطار التجمع الوطني الديمقراطي أو من خلال مساعينا مع القوى السياسية السـودانية أو مع حكومات الدول الشقيقة والصديقة ، وفي كافة المنابر التي أتيحت لنا فيها الفرصة لطرح القضية السودانية . ولقد أكد على هذا النهج مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي الثاني الذي انعقد في سبتمبر عام 2000م بمدينة مصوع بدولة أرتريا الشقيقة تحت شعار ( نحو إنهاء الحرب وبناء السودان الجديد ) .
    وقد بدأت مساعينا في تحقيق الحل السياسي والسلام العادل بمبادرة السلام السودانية في 16 نوفمبر 1988م بأديس أبابا ، حيث ترتّب على المماطلة في تنفيذها خروج الحزب الاتحادي الديمقراطي ومعه تجمع الأحزاب الجنوبية والحزب القومي السوداني من الحكومة آنذاك . كما قمنا في 21 سبتمبر 1991م بتسليم رسالة للرئيس النيجيري إبراهيم بابنجيدا رئيس منظمة الوحدة الأفريقية ، الذي كان يقوم بزيارة للقاهرة في ذلك الوقت ، وطالبنا بالسلام والديمقراطية وبمشاركة كل القوى السياسية في محادثات أبوجا التي كانت قاصرة على الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان الشئ الذي لم يحدث . وقد تسببت تلك الرسالة في حملة عدائية من حكومة الإنقاذ تجاهنا وأطلق فيها وزير الإعلام آنذاك عبدالله محمد أحمد علينا صفة المعارض الأول .
    وفي أوائل عام 1993م قام الرئيس اليوغندي يوري موسيفني برعاية محادثات جرت في كمبالا بين الحكومة والحركة الشعبية ، وحضرها الدكتور جون قرنق والدكتور علي الحاج ، وطلب الرئيس اليوغندي مشاركتي ومشاركة السيد الصادق المهدي أو من ينوب عنه ، لكن الدكتور علي الحاج بعد تشاوره مع الخرطوم رفض المقترح وقال لا نتفاوض مع من لا يحمل البندقية .
    وفي 16 نوفمبر 1994م قمنا بزيارة إلى أسمرا تلبية لدعوة من الرئيس أسياس أفورقي عقدنا خلالها اجتماعاً أوضح فيه الرئيس أسياس أفورقي بأن هذا اللقاء هو تتويج لمرحلة سابقة وبداية لمرحلة جديدة . وتم عقد الاجتماع الرباعي لقيادات المعارضة السودانية بأسمرا في 27 ديسمبر 1994م لوضع الرؤى الخاصة بالقوى السياسية المعارضة لرفعها لدول الايقاد . وقد قدّم الحزب الاتحادي الديمقراطي مذكرة لهذا الاجتماع حول الوحدة والسلام والديمقراطية ، وصدر بها إعلان أسمرا . وفي يونيو 1995م عقد في أسمرا مؤتمر القضايا المصيرية ، الذي شاركت فيه القيادات السياسية والنقابية والعسكرية المنضوية تحت لواء التجمع الوطني الديمقراطي وشخصيات وطنية مستقلة ، حيث تمكّن المؤتمرون من الاتفاق على قضايا الوطن الأساسية .
    وفي يوليو من عام 1997م قمنا بزيارة لدول الايقاد ، وتحدثنا مع الرؤساء خلال تلك الجولة عن أن المشكلة السودانية هي مشكلة السودان كله وليست مشكلة الجنوب فقط ، وطالبنا بمشاركة التجمع الوطني الديمقراطي في محادثات الايقاد ، والتقينا بالرئيس أسياس أفورقي في أسمرا ، ورئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي بأديس أبابا ، والرئيس يوري موسيفني بكمبالا ، وجاء لقاؤنا مع الرئيس أراب موي في نهاية جولتنا عقب اجتماع الايقاد بنيروبي ؛ حيث اتفق معنا أن ما كان يجري هو ضد طبيعة الأشياء .
    التقينا بالرئيس محمد حسني مبارك في 7 مايو 1999م حيث أبدى رغبته في جمع الفرقاء لحل المشكلة السودانية ، وقمنا بطرح مبادرة الرئيس محمد حسني مبارك على قيادات التجمع الوطني الديمقراطي الموجودين آنذاك في القاهرة بما فيهم حزب الأمة ، وتمت الموافقة على قبول دعوة الرئيس مبارك وتأييد مساعيه . بعد ذلك التقينا بالقائد معمر القذافي في طرابلس في نهاية مايو عام 1999م وبحثنا معه تفعيل الجهود الليبية لحل مشكلة السودان . وتلقينا دعوة من القيادة الليبية لعقد اجتماع لهيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي في طرابلس ، وذلك أثناء اجتماع هيئة القيادة بأسمرا في يونيو 1999م . وتم ذلك الاجتماع حيث صدر على إثره إعلان طرابلس في الأول من أغسطس عام 1999م ، وترتب على ذلك توحيد المبادرتين المصرية والليبية التي توقفت لأسباب معلومة .
    وبناءاً على تفويضنا بموجب قرار المؤتمر الثاني للتجمع الوطني الديمقراطي بمدينة مصوع في سبتمبر 2000 م بإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة ، كان المسعى الأرتري الذي أدّى للقائنا مع الرئيس البشير بأسمرا في سبتمبر 2000 م . وفي أول فبراير2003 م وُقـِّعت مذكرة تفاهم بين الحزب الاتحادي الديمقراطي والمؤتمر الوطني في الخرطوم ، طلبنا بعد توقيعها أن يكون الحوار بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي . واتخذت هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي قراراً في 26 أبريل 2003 م بتفويضنا للعمل على إشراك التجمع الوطني الديمقراطي في المفاوضات الجارية في كينيا ، وإذا تعذّر ذلك إيجاد آلية للحوار المباشر بين التجمع الوطني الديمقراطي والحكومة . وقد جرت اتصالات لشهور عديدة كانت محصلتها الاتفاق الإطاري لايجاد حل سياسي شامل للمشكلة السودانية في يوم الخميس 4 ديسمبر 2003 م الذي وقعناه في جدة بين الحكومة والتجمع الوطني الديمقراطي لتحقيق الحل السياسي الشامل ، والذي قامت الحكومة بتجميده كردِّ فعلٍ لموافقة التجمع الوطني الديمقراطي قبول عضوية حركة تحرير السودان ( دارفور ) . وحقيقة الأمر أن قبول عضوية حركة تحرير السودان في التجمع الوطني الديمقراطي إنما هو خطوة جادة نحو تحقيق السلام وليس لتصعيد الصدام ، ومصداقاً لهذا فقد أسهم مبعوثنا إلى أنجمينا في تقريب وجهات النظر في الوصول إلى اتفاق بين الحكومة وحركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة .

    أيها الأخوة :
    لقد دعمنا ما تم التوصل إليه من اتفاقيات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان في إطار مباحثات السلام التي ترعاها منظمة الايقاد ، بدءاً باتفاق مشاكوس الإطاري في يوليو 2002 م مروراً باتفاقية الترتيبات الأمنية وقسمة الثروة التي تم إنجازها في نيفاشا . وقد أعلنا دعمنا لكل ما يتم التوصل إليه من نتائج حتى يتم توقيع الاتفاق النهائي لوقف الحرب وتحقيق السلام . وفي ذات الوقت فإننا لم نألوا جهداً في توضيح أهمية وضرورة مشاركة التجمع الوطني الديمقراطي وكافة القوى السياسية السودانية في مساعي الحل السياسي الشامل ، باعتبار أن المباحثات الثنائية وما يمكن أن تتوصل إليه من اتفاق لابد من إجماع وطني عليه لنفاذه . ولقد كان ذلك من أبرز أهداف مباحثاتنا مع رؤساء الايقاد الذين التقيناهم في جولتنا الأخيرة خلال شهر مارس 2004 م بدءاً بدولة يوغندا ثم كينيا ثم أرتريا . حيث التقينا في نيفاشا بالنائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان لتأكيد حرصنا على السلام ودعمنا للجهود المبذولة لتحقيقه .

    أيها الأخوة :
    لقد تحمّل الحزب الاتحادي الديمقراطي مسئولية رئاسة التجمع الوطني الديمقراطي بتكليف من كافة القوى السياسية السودانية المنضوية تحت لواء التجمع ، ثقةٌ منها في قيادة حزبكم ، وتقديراً لما ظل يبذله في سبيل القضية السودانية . وهي مهمةٌ اضطلعنا بها وما زلنا نؤدي واجباتها بمسئولية وأمانة وشرف . ولقد كان الخط السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي في إطار التزامه بميثاق التجمع الوطني الديمقراطي ومقررات مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا 1995م ، وكافة القرارات اللاحقة للتجمع الوطني الديمقراطي ، منسجماً مع مبادئ الحزب المتمثلة في الالتزام بالتعددية السياسية والثقافية في بلادنا ، وبالديمقراطية منهجاً للحكم ، وبالسلام والوحدة الوطنية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة لخير شعبنا ورفاهيته . وبالرغم مما اقتضته دواعي معارضة نظام الانقاذ ، إلا أننا نؤمن بأن الحرب والاقتتال لن يفضيا إلى حل لمشكلة السودان . وأنه لا مناص من التفاوض والحوار بهدف التوصل إلى حل سياسي شامل . ومن هنا كان حرصنا على بذل المساعي الحثيثة ، والقيام بجهد دبلوماسي مكثف ومتصل ، وإجراء الاتصالات واللقاءات مع كافة الأطراف في الدول العربية والأفريقية الشقيقة والدول الصديقة على مستوى العالم ، ومخاطبة الجهات التي تهمها قضية السودان من خلال المنابر الإقليمية والدولية على مر السنوات الماضية . ولقد كنا في كل اتصالاتنا تلك نُنبّـه إلى ما أحدثته الحرب في بلادنا من خسائر بشرية فادحة ومن دمار وخراب ، وإلى أن السلام أصبح ضرورة حياة ووجود .
    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي في إطار التزامه مع كافة القوى السياسية في التجمع الوطني الديمقراطي ، كان حريصاً على توسيع مبادرة الايقاد لتدعو الأطراف السياسية ذات العلاقة للمشاركة في أعمالها بعد أن تقرر قبول إعلان المبادئ ، بالرغم من العراقيل التي اعترضت تلك المساعي . كما كان حزبكم حريصاً على الترحيب بالمبادرة المصرية الليبية المشتركة بوصفها الإطار الأوسع والأشمل لحل القضية السودانية . وأود هنا أن أذكر بالشكر والعرفان ، وأنوه إلى الدور الذي ظلت تقوم به قيادة كل من دولتي المبادرة المشتركة جمهورية مصر العربية والجماهيرية الليبية . كما لا يفوتني أن أنوه بدور دول الجوار الجغرافي التي ظلت تآزر شعب السودان وتدعم قضيته العادلة ، وأخص بالذكر دولة أرتريا الشقيقة وفخامة الرئيس أسياس أفورقي وحكومته والشعب الأرتري الشقيق فقد قاموا بجهود بارزة ومتميزة من أجل قضية السودان .

    إننا ومن هذا المنبر نوجّه باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي دعوة صادقة وخاصة لحكومة السودان ولكافة القوى السياسية السودانية ، للتحلي بروح المسـئولية الوطنية ، ولبذل كل الجهود لإنجاح مساعي الحل السياسي الشامل ، واعتماد أساليب الحوار والتفاوض لحل المشكلات التي تعاني منها أقاليم السودان خاصة إقليم دارفور ، مؤكدين أن حل النزاع في دارفور لن يتأتّى إلا في إطار حل يخاطب جذور المشكلة ، كما ندعوهم للاتجاه بقوة نحو تحقيق السلام العادل وإقامة الحكم الديمقراطي الرشيد والتقسيم العادل للسلطة والثروات في كافة أقاليم السودان من خلال مشاركته حقيقة وواسعة لكافة القوى السياسية ، والعمل الجاد لاستغلال موارد بلادنا الزاخرة لإعادة الإعمار والتنمية لما فيه خير شعبنا ورفاهيته .

    أيها الأخوة :
    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي ملتزمٌ بوحدة الســودان أرضاً وشـعباً كخيار مفضّل ، شريطة أن تكون وحدة طوعية تقوم على الأسس التي أقرها التجمع الوطني الديمقراطي في مؤتمر القضايا المصيرية ، وفي مواثيقه ومقرراته اللاحقة . ولابد من العمل خلال الفترة الانتقالية لإعادة جسور الثقة بين أهلنا في الشمال والجنوب وبين قياداتنا ومؤسساتنا السياسية ، وبذل الجهود السياسية المكثفة التي تدعم وتحقق خيار الوحدة الطوعية ، وتجعله خياراً جاذباً حتى لا تُعرَّض بلادنا بمخاطر التمزق والانقسام .
    إن الديمقراطية هي ركيزة حزبنا وهدفه وغايته ، ويضئ تاريخ الحزب الاتحادي الديمقراطي بسجلٍ وطني مشرِّف فيما يتعلق بقضايا الديمقراطية والحرية ، تشهد على ذلك فترات الحكم الديمقراطي الثلاث ، كما تشهد عليه فترات الحكم العسكري الثلاث التي إزدانت سجلاتها وصفحات تاريخها بنضال الحزب الشرس وكفاحه المستمر لاستعادة الديمقراطية والحرية لبلادنا العزيزة . إن نضال الشعب السوداني في سبيل حريته وديمقراطيته بقيادة الحزب الاتحادي الديمقراطي لم ينبع من فراغ ، بل هو ثمرة جهد عبقري خلاّق يأخذ بأحقية شرعية كاملة من ميراث نضالي تليد ، ومن إسهام وطني يتميز بالرسوخ والعراقة . وقد قدمت الحركة الاتحادية أرتالاً من الشهداء المناضلين الأوفياء الذين ناضلوا ونافحوا في سبيل قيم الديمقراطية والحرية . وقد قال الرئيس الشهيد إسماعيل الأزهري قولته المشهودة يوم الاحتفال بتغيير اسم شارع الحرية في الخرطوم بقرار مجلس بلدي الخرطوم برئاسة الدكتور عبدالمنعم وصفي في ذلك الوقت ؛ إلى اسم مولانا السيد علي الميرغني قائلاً : إن تسمية شارع الحرية باسم مولانا السيد علي الميرغني نابعٌ من أن مولانا السيد علي الميرغني هو أبو الحرية . وبوفاة الرئيس الشهيد الأزهري تسلمنا قيادة حزب الحركة الاتحادية الوطنية بالتضامن مع خيرة الرجال ، وسعينا جميعاً ولممنا الشمل الاتحادي والوطني من أجل تحقيق الثوابت والمرتكزات المتمثلة في الديمقراطية والحريات العامة والسلام والوحدة ، ونادينا وعملنا على تحقيق العدالة الاجتماعية القائمة على ركائز سياسية تستوعب التطور الاجتماعي ، وتنشُد التنمية من خلال المشاركة الشعبية الواسعة .

    أيها الأخوة :
    ينعقـد هذا المؤتمر لمـرجعية الحزب الاتحادي الديمقراطي في منعطف تاريخي هـام ، تواجه في بلادنا تحديات عظمى ، وتترتب فيه علينا جميعاً مسئوليات وطنية ضخمة لابد أن يضطلع بها حزبنا . ويجئ انعقاد هذا المؤتمر في أعقاب جهود مكثفة ومستمرة بذلناها مع قيادات الحزب داخل وخارج السودان ، الذين وجدنا منهم كل تفهُّم وتعاون حتى تكللت جهودنا بالتوفيق . فلهم جميعاً الشكر على ما بذلوه من جهود مثمرة . ولقد سبق أن عقدنا العزم وعاهدنا جماهير حزبنا لعقد هذا المؤتمر ، وها نحن نصدقهم الوعد بعقده ، وقد بشرناهم رغم الظروف الاستثنائية في مناسبات عديدة ، بأن الحزب يعُدَّ العـدة لعقد مؤتمر يجمع مرجعية الحزب الفاعلة داخل وخـارج السـودان ، لنضع سـوياً معالم الطريق للحزب الاتحادي الديمقراطي لمرحلة قادمة مليئة بالتحـولات والتطـورات زاخرة بالتحديات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وذلك إدراكاً منا للمسئولية الوطنية ، ولدرء المخاطر عن بلادنا وضمان سلامة الوطن واستقراره ووحدته ، وتجــاوباً مع رغبات الجماهير التي تعلّق آمالها العريضة على هذا الكيان الاتحادي العظيم ، ومبادئه الراسخة المتمثلة في التمسك بالديمقراطية والوحدة والسلام والتنمية الشاملة . الأمر الذي يدعونا جميعاً للتوحد لنبذ أسباب الفرقة والشتات والسمو فوق المصالح والخلافات الشخصية ، والاتحاد والتمسك بالمبادئ في ظل تنظيم ديمقراطي قوي ومؤسس وفاعل ، لا يلتفت إلى أقاويل المعرضين والمنفلتين ولا يأبه لأفعال المتخاذلين والمخذّلين .

    أيها الأخوة :
    إن من أبرز أهداف مؤتمركم التاريخي هذا تتمثل فيما يلي :
    أولاً : استشراف مهام المرحلة المقبلة ، وبحث السبل لتفعيل الإسهام الايجابي لجماهير الحزب قاطبة في تدعيم البناء الديمقراطي للحزب ، وإقرار الهيكل التنظيمي المرحلي للحزب ومن ثم مواصلة المسيرة في البناء التنظيمي ، وتأطير هياكل الحزب في الداخل والخارج وتوحيدها بما يواكب مستجدات الساحة السياسية الراهنة .
    ثانياً : إجازة مشروع دستور وبرنامج الحزب والسياسة العامة للاستراتيجيات والخطط وبرامج العمل في كافة المجالات للمرحلة القادمة ولحين قيام المؤتمر العام بالداخل .
    ثالثاً : بلورة الاستراتيجية العامة للحزب إزاء قضايا الوطن السياسية في ظل ما حلَّ به من دمار وخراب ، وإزاء علاقات الحزب المتطورة مع الفصائل والقوى السياسية السودانية ، وإزاء مسئوليات الحزب تجاه العلاقات الخارجية خصوصاً مع دول الجوار التي لم تدَّخر وسعاً في دعم قضايا الشعب السوداني .
    إن الحزب الاتحادي الديمقراطي يسعى من خلال هذا المؤتمر وبجهد عضويته الفاعلة وكوادره داخل البلاد وخارجها بمنهج علمي متجدد ومواكب لمتطلبات العصر ، لوضع الأسس الراسخة والأطر اللازمة لتوجهاته ورؤاه لمستقبل السودان ، ولتحمل المسئولية مع كافة القوى السياسية السودانية تجاه قضايا الشعب السوداني . ورغم الأولويات الاستثنائية للعمل السياسي خلال المرحلة السابقة وما استدعته من إجراءات على مستوى تنظيمات الحزب ونشاطاته ، والظروف التي غيبت الحريات بكافة صورها . فقد تواصلت الجهود وسوف تتواصل بمشيئة الله عبر مؤتمركم هذا وما سيعقبه من حلقات ومنتديات وورش عمل بما يؤدي إلى بلورة الاستراتيجيات والبرامج والخطط التي تتطلبها المرحلة القادمة . كما ستتواصل الجهود بمشيئة الله لعقد المؤتمر العام للحزب بالداخل في أقرب وقت بعد الفراغ من إعادة تنظيم الحزب في الأقاليم ، وكما تعلمون حال وقوع انقلاب نظام الانقاذ دون عقد ذلك المؤتمر ، بعد أن أكملنا عقد العديد من المؤتمرات الإقليمية في العهد الديمقراطي .

    أيها الأخوة :
    إن التنظيم يمثل أحد أهم ركائز العمل الحزبي الجاد المسئول ، وإن كانت ظروف رحلة النضال في مواجهة الأنظمة الشمولية أجبرت الحزب الاتحادي الديمقراطي على ابتداع وسائل وآليات تنظيمية تضمن سلامة وسرية العمل السياسي ، وتؤكد على المرونة والسلاسة في الاتصال والتواصل بين قيادة الحزب خارج السودان وداخله ، وجماهير الحزب في مناطق السـودان المختلفة ، وخارج السودان في المهاجر والمنافي المختلفة ، فقد آن الأوان لابتداع رؤية تنظيمية تكافئ المستجدات وتهيئ الحزب للانطلاق حاضراً ومستقبلاً . واســتباقاً للمهام الجسيمة التي سيتحملها الحـزب في المرحلة القادمة ، فإنه يعمل على تطوير بنائه التنظيمي وتأطير هياكله داخل السودان وخارجه بما يواكب ويوائم مسيرة الحزب التاريخية وسجله النضالي ومواقفه الوطنية ومنهاجه الفكري وأطروحاته السياسية . وبما يؤكد على تفعيل الإسهام الموجب لجماهير الحزب قاطبة في تدعيم مؤسسية الحزب والمشاركة الفاعلة في البناء الديمقراطي للحزب من القواعد إلى قمة البناء الديمقراطي لأجهزة الحزب القيادية .
    إن النضال التاريخي للحزب من أجل استعادة الديمقراطية والحريات يستوجب نضالاً لا يقل أهمية على صعيد تنظيم الحزب وبنائه ديمقراطياً . إن فاعلية أي استراتيجية سياسية يعتمد بصورة أساسية على وجود تنظيمات هيكلية قادرة وفاعلة وخلاّقه . ومن هذا المنطلق يسعى هذا المؤتمر لبلورة رؤية علمية واقعية تؤدي إلى بناء حزب قومي وطني قادر على استلهام الإرث الاتحادي في التنظيم ، وعلى مواكبة المستجدات والتطورات داخلياً وخارجياً . كما أن فاعلية التنظيم تعتمد على أربعة ركائز أساسية هي : الالتزام والتوجه ، والمقدرة والفاعلية ، والوعي والإدراك ، والتضحية والتجرد .

    إن هذا المؤتمر يسعى في درب الوحدة التنظيمية إلى التأكيد على أهمية قيام تنظيم حزبي قادر على استيعاب كل أبناء وبنات السودان بمختلف أعرافهم ودياناتهم وثقافاتهم وميولهم فالاتحادي الديمقراطي في تقديرنا ( وطنٌ في حزب ) . إن تاريخ السودان يشهد على أن انفتاح الحزب على كل أهل السودان وقدرته على توفير فضاء تنظيمي يتسم بالحوار الديمقراطي وقبول الآخر ؛ كانت ركائز مجده ومسببات جماهيريته . إن الرؤية التنظيمية التي يسعى هذا المؤتمر لتحقيقها يجب أن تؤمن على أن هذا الحزب هو حزبٌ تجمّعت فيه كل سجايا وسمات أهل السودان وخصائصهم المتفردة .


    أيها الأخوة :
    إن حزبنا يستقبل مرحلة جديدة من العمل الوطني تتطلب تضافر الجهود وحشد الطاقات للإسهام الفاعل في مسيرة العمل السياسي لتحقيق الأهداف الوطنية العليا . ولهذا فإننا نهيب بجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي الوفية وقياداته المخلصة في كل أقاليم السودان إلى الاستعداد لإعادة تنظيم الحزب وبناء مؤسساته على كافة المستويات ، وإلى اختيار القيادات من بين الملتزمين بمبادئ الحزب ، والراغبين في أداء مهامهم وواجباتهم بروح المسئولية ، وإلى تفعيل النشاط والتبشير بمبادئ الحزب وأهدافه وبرامجه وسط قطاعات الشعب السوداني . وسوف يكون من أهم واجبات المرحلة القادمة عقد المؤتمرات القاعدية وانتخاب القيادات وتصعيدها لتولي مراكز المسئولية في أجهزة الحزب ومؤسساته على مستوى أقاليم السودان المختلفة وعلى المستوى القومي . ولابد لنا من خلال هذا المؤتمر لمرجعية الحزب أن نشيد بطلائع المستقبل شباب الحزب الاتحادي الديمقراطي في أقالـيم السـودان المختلفة وفي الجامعات والمعاهد والمنظمات والروابط وغيرها من المواقع ، للدور البطولي الذي اضطلعوا به في مسيرة العمل الوطني . ونقطع الوعد لهم باسمكم جميعاً لإفساح المجال لهم دون أي قيود في تنظيمات الحزب وأجهزته . وندعوهم للعمل المبدع الخلاق والمشاركة الواعية في كافة برامج الحزب ونشاطاته . كما لا يفوتنا أن نشيد بالدور البارز الذي ظلت تلعبه المرأة السودانية في مراحل النضال الوطني المختلفة ، والمسئوليات الكبيرة التي تحملت تبعاتها على وجه الخصوص في ظروف بلادنا الحالية . إن الحزب الاتحادي الديمقراطي يدعم كل ما حققته المرأة السودانية من مكاسب ويسـعى إلى تمكينها من تحقيق المزيد ، ويدعوها للمشاركة الفاعلة في جهوده لتحقيق الأهداف الوطنية العليا .
    كذلك لابد لنا من أن نذكر بالتقدير والإجلال دور زعماء الطوائف الدينية من المسلمين والمسيحيين ورجال الطرق الصوفية والعلماء وزعماء العشائر والقبائل ، على ما تحلوا به من رجاحة العقل والحكمة الثاقبة ، وبلادنا تتعرض في السنوات الأخيرة للعديد من المخاطر والمحن . فقد بذلوا جهداً مقدراً وقاموا بمحاولات عديدة لاحتواء الفتن ومعالجة الأزمات وإصلاح ذات البين ، وواصلوا إرشاد الناس في مجالسهم ومساجدهم ودور عبادتهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم . فلهم جميعاً التحية والشكر والتقدير .
    كما نوجه دعوة صادقة ومخلصة إلى جماهير شعبنا من الرجال والنساء ، ولأبنائه وبناته من المثقفين وأساتذة الجامعات والمعلمين والمهنيين بمختلف فئاتهم ، ولرجال الأعمال والموظفين والعمال والزراع والطلاب وغيرهم من الفئات ، لدعم ومؤازرة ما نبذله من جهود لتحقيق الحل السياسي الشامل ووقف الحرب وتحقيق السلام والديمقراطية في بلادنا . كما نثمن جهود الصحفيين والإعلاميين وأصحاب القلم والرأي وما يبذلونه رغم الظروف والملاحقات ، وندعوهم للتحلي بالمزيد من الشجاعة والموضوعية والتجرد في تناول قضايا الوطن والتعبير بلسان صادق عن تطلعات شعبنا وطموحاته في تحقيق الحرية والديمقراطية والسلام .

    أيها الأخوة :
    لقد قطعنا بعقد هذا المؤتمر عهداُ لا رجعة فيه لتحقيق الوحدة الاتحادية ، وتجاوزنا به مرحلة المحاولات اليائسة لشق الصفوف وإحداث البلبلة وزعزعة الثقة في مواقف الحزب الاتحادي الديمقراطي وخطه السياسي العام . ونحن ننطلق بإذن الله تعالى إلى مرحلة حاسمة تقتضي وعياً كاملاً بتحدياتها وإدراكاً عميقاً لمتطلباتها . مرحلة يتعين علينا أن نتحمل مسئولياتها بعزم وحسم ، ونعمل على إنجاز مهامها بإخلاص وصدق وتجرد . إن موقفنا من قضايا الوطن واضحة ومعلنة ، وخياراتنا لتحقـيق أهدافنا الوطني العليا معلومة للجميع ، وسنعمل بروح لا تعرف اليأس ولا الاستسلام ، ونفوس لا تقبل الخضوع أو المساومة في قضايا الوطن . سنمضي أيها الأخوة بتوفيق الله وعونه ، وبدعم جماهير حزبنا وشعبنا نحو أهدافنا وغاياتنا ، ولن يكون بيننا مكان لمتخاذل أو مندس أو متردد أو ضعيف غافل أو مساوم على مبادئ الحزب وأهدافه . إن آمال جماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي وطموحاته معلقة على مؤتمركم هذا ، وعلى ما تتوصلون إليه من توصيات وقرارات .

    أشـكركم جميعاً على تكبدكم مشاق الحضور والمشاركة في فعاليات هذا المؤتمر ، والشكر موصول للأخوة ضيوف المؤتمر الذين شرفونا بحضور الجلسة الافتتاحية فلهم منا جزيل الشـكر والتقـدير . وأتمنى لكـم التوفيق فيما أنتم مقبلون عليه من مهام وواجبات ، وأثق كثيراً في أنكم ستنجزونها على الوجه الأتم الأكمل ، وستكونون عند حسن ظن جماهير حزبنا وشعبنا ، وفقكم الله وسدد على طريق الحق والخير خطاكم .

    قال تعالى ( وقُل اعمَلُوا فَسَيَرى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمِنُون ) صدق الله العظيم .

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

                  

العنوان الكاتب Date
خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموقراطي Raja05-06-04, 03:48 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق ودقاسم05-06-04, 04:25 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-06-04, 05:21 PM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق سجيمان05-06-04, 08:36 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Yasir Elsharif05-06-04, 05:32 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق ود محجوب05-06-04, 10:07 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق siddieg derar05-07-04, 10:42 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-08-04, 01:51 AM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Abdel Aati05-08-04, 02:04 AM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-08-04, 02:26 AM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Abdel Aati05-10-04, 11:59 PM
  هذا هو الغرض الأساسي elhilayla05-08-04, 12:53 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-08-04, 01:31 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-08-04, 01:44 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Ahlalawad05-08-04, 01:46 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق AttaAli05-08-04, 04:09 PM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق ود محجوب05-08-04, 10:50 PM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق محمد حسن العمدة05-09-04, 11:29 AM
          Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-10-04, 03:17 PM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-10-04, 02:33 PM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Abdel Aati05-11-04, 08:56 PM
          ليقرأ الناس ما تكتبه لنفسها elhilayla05-12-04, 06:00 AM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-10-04, 03:07 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-10-04, 02:08 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق حمزاوي05-10-04, 02:25 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق بلدى يا حبوب05-10-04, 03:03 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-10-04, 03:21 PM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق صديق الموج05-10-04, 05:01 PM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق محمد حسن العمدة05-10-04, 07:42 PM
          Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق إسماعيل وراق05-10-04, 11:38 PM
            Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق AttaAli05-11-04, 02:12 AM
              Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Rawia05-11-04, 02:47 AM
                Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-12-04, 06:41 PM
            Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-12-04, 06:33 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-11-04, 12:48 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق بلدى يا حبوب05-11-04, 02:44 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-12-04, 06:51 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق ودقاسم05-11-04, 10:47 PM
    هذا حال الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب elhilayla05-12-04, 05:49 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Hani Abuelgasim05-12-04, 00:58 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Hani Abuelgasim05-12-04, 01:00 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Hani Abuelgasim05-12-04, 01:06 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Hani Abuelgasim05-12-04, 01:07 AM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Hani Abuelgasim05-12-04, 01:11 AM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-12-04, 07:08 PM
  Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Raja05-12-04, 02:26 PM
    Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق محمد حسن العمدة05-12-04, 07:19 PM
      Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق ود محجوب05-12-04, 11:25 PM
        Re: خطاب السيد محمد عثمان الميرغني في مؤتمر المرجعية للحزب الإتحادي الديموق Abdel Aati05-13-04, 00:03 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de