قد شجانى مصابه محمود مارق قيل، وهو عندى شـهـيد وطنيّ مجــــــاهد وأديــب منشئٌ، فى بيـانه تجـويد وخطـيـبٌ مـؤثر ولــديـه سرعـة الـرّد والذكاء الفريـد وجرئ، وشخـصـــه جـذّاب ولدى الجــد، فالشــجـاع النجيد ذاق سجن المستعمرين قديماً ومضت فى الكفاح منه العقـود سيق للقتل وهـو شيخ أخو ست وسبعين أو عليها يزيد لم يراعوا فيه القوانين ظلما فهو قـتلٌ عــمدٌ وجَرمٌ أكيـد قد سمعنا يوم الخميس من المذياع أن شنقه غدا مشهـود لم نصدق ما قد سمعناه، قلنا سوف يأتى عفوٌ وهذا وعيد وإذا بالقرار قـيـل لـنـا نـُفـذ جــلّ المــهـيــمـن المعبود مـا قضــاه يكـن وما لإمرىء عنه مفـرٌّ ووقـته معــــــدود وإلـيه نعـنو هو المالك الملك ويقـضـى سـبحـانه ما يريد كان حكم الإعدام تنفيذه سرا فـهـذا الإشـهـار شئ جديد ليت إذ أجمعوا على الإثم أخفوه كما اغـتـال خـمـسـةً عـبـود أى شىء جناه حتى يرى الإعـدام فيه هو الجـزاء الوحيد لم يجرد سيفا وأصدر منشوراً وهـذا أســلوبه المعـهود وهو نهج من النضال حضاريٌّ بأمــثـاله السُّراة تسـود ولقد رام أن يجـدد مـحـمـود فـقـد صـار جـرمــه التجديد والذى قد قال فقد قيل من قـبل وفـى الـكـتـب مـثـلـه موجود ولقد يعلمـون أن قضايا الدين فـيـهـا الخـلاف وهـو تليد زعمـوا أنــه تزندق وارتد وقـالـوا هـو العدو اللّدود وكأنّا فى عصر محكمة التفتيش هـذا هـو الضــلال البـعــيد قـتـلـته الأفـكار فى بـلـد الجهل الذى سيطرت عليه الــقـيود واثقا كان فى الخصومة بالفكر لـو الفـكــر وحده المنشــود سـبـق النـاس فـى السياسة رأيا حين فيها تفكيرهم مـحـدود وقد احتج وحده حين لم يُلفَ عن البرلمـان صوتٌ يذود ذلكم أوّل انقــلاب بلوناه وللشـر مُــبدىء ومعيد ما سهرنا نحمى مقاعد شورانا فأودى بالبرلمان الجنـود نحن قوم نعيش فى العالم الثالث وهـو المعـذب المنكــود فـَتَنَتْنَا حـضــارة الغرب، لا الرفض إنتفعنا به ولا التقليــد وأحتوتنا عماية من صــراع دائـم للقوى به تـبـديـد صاح هل نحن مسلمون؟ أرى الإسـلام فينـا كأنه مفقــود وكأن صار مظهـر الدين لا المَـخْـبَر فينا فاعلم هو المقصـود فـشــت الآن برجوازية فى الدين من قبل عُلّقتها اليهــود وتفان على الحطام كأن الدين أركــانه الشـداد النقود قد أباها المسيح عند الفريسيين إذ قـلبـهم بــها جلمــود عـلــنــا عـلّـقوه يشنق للجمهور ذاك الـمــفــكــر الصنديــد أخرجــوه لحتفــه ويــداه خـلــفـه هو مـوثـق مشدود جعلـوه يرقى به الَّدرج الصاعد نحـو الهــلاك خـطــو وئــيد كشفوا وجهــه ليُعرف أن هـذا هــو الشخــص عينــه محمود قرىء الحكم ثم صاح به القاضى ألا مثــلـه اقتلـوه أبيــدوا كـبـّر الحاضــرون للحـدّ مـثل العيــد إذ جمعـهــم له محشود وأراهم من ثغره بسمة الساخر والحـبـل فوقـه مـمــدود وعلى وجهــه صفــاء وإشراق أمـام الردى وديــع جـليد وإذا بالقضـاء حـُمَّ وهــذا جسمـه طـاح فى الهواء يميد ثم جــاء الطـبيب يعلن بعد الجـس أن مات ما لحىٍّ خلــود ثم طارت طـيـارة تحمــل الجثة لم يـُدرَ أىَّ فـجٍ تريــد قـيـل لــن يقبــروه إذ فارق الملّة هـولٌ يشيب منه الوليـد يــا لــهــا وصمة على جبهة القطر ســتـبــقى وعارها لا يبيـد قتلوا الفكـر يوم مقتلـه فالفكــر فيـه مــيـت البـلاد الفقيد أحضروا صحبه لكى يشهــدوا الإعــدام فيـه وتائبين يعودوا ذبحـوه أمـام أعينـهم ذبحـا وقالــوا درس لكم فاستفيـدوا أعــلــنـت قتله الإذاعة من بعـد أمـتـنــاه ذلك النمــرود أذعــن الناس خاضعـى أرؤس الـذّلـة كـلٌّ فـؤاده مفئـود أذعـنــوا خاضـعـيــن للجــور والقهـر وكــلٌّ لسانــه معقود بـقــى الخـوف وحده وتوارت قـيم أمسٍ قد رعتها الجدود ذهـب الفـضـل والتـسـامـح والعـفـو وجاء الإعــدام والتشــريد فيــم هـذا الطـغـيان ما هذه الأحــقاد ما هـذه القلوب السود ما الـذى جــدّ ما الذى جلب القسوة من أين ذا العتـم الشـديد قد أســأنا إلى الشـريعة والإسلام مـا هـكـذا تقـام الحدود مـا كـذا سنة النبـى ولا الوحـى الـذى أنـزل الحـكيـم الحـميد سنة المصطفى هى اللّيـن، هـذى غلظة بــل فــظاظة بل جمود إن عـنــدى حـرية الرأى أمـر يـقـتضيـه الإيـمـان والتوحيد لا أحـب التطـرّف المفـرط، الرفـق سبيـل الإســلام لا التشــديد إننـا نحن مالكيون سنيون حــب النبـى فينـا وطيد وسـطـور الآيــات قالت عليكم أنفسـاً لا يضـرّكم من يحيـد وتلـونـا فيهـن آيــة (لا إكراه فـى الـدين) بئس عنها الصدود جـعـلـوه ضـحـيـة لـم يكـن منه شـروع فى الحـرب أو تهـديد رب إنـا إليــك نجــأر بالشـكـوى أغـث يا لطيف أنت الودود حـكمـتـنـا وقـلـدت أمرنا صعلوك قـوم فـغـرّه التـقـلــيـد طـبـقـات مـن الزعانـف فى الضوء تـَوَارَى وفى الظـلام تـَـرود دأبـها المـيـن والخـيـانة والغدر وليسـت غير الفسـاد تجـيـد يصـدر الأمـر كى يوقـعـه جـلـدٌ ثخــين عنـها وحس بليـد ويـدٌ كـزّة ووجـه بلا مـاء حيـاء وخـبث نفـس عـتـيـد لـيـس يبغـى إلا البـقــاء ولا يحـفـل والـشــعب جائع مكدود ينقــض اليــوم كـلّ ما قالـه أمس وفــيـه غــدا بنقـضٍ يعـود فانـزع المـلك منـه، رب لك الملك وذو العـرش أنت أنت الـمـجــيد وأذقــه كأسـا بـهـا قد سـقى قـومـاً ولا ينــج الفاسق الرعديد وهــلاكا له كـمـا هلكـت عــاد وبُـعـداً كمـا أبيــرت ثمود وعـسـى الله أن يشـاء لنا النصــر وللـظـالم العــذاب الشديد ولأحــزابـه اللئـام فـكـبـّوا فى مضيـق طريقهـم مسدود تـتـلـقـاهـم جـهـنـم يصلـون بها ســآء وردها الــمــورود لا تخيـب دعاءنا ربّ وانصرنا وأنت المولى ونحـن العـبـيـد وصــلاة عــلـى الـنـبـى وتسليم به نـبـلــغ المـنـى ونزيـد وعلـى الآل والـصحابــة سادتى وتــغــشـاك رحمـة محمود
فرغ من نظمها يوم 2 مارس 1985
01-18-2006, 01:14 PM
Omer Abdalla Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
قـتلوك باسـم محـمد وقـتلتهم يافيلسـوف العصر باسم محمد قتلوك في ظلم الحسين ومن يمت بثباتـه فـي رأيه يسـتشـهد وقـتلتهم وهـم يزيـد ورهـطه قتلى يسـاورهم عذاب المعتدي
وأعـدت ذكـرى كـربلاء بكوبر وبنو أمية أوغـروا صـدر الغد حملوك فوق ذرى السحاب مخافة أم ذاك شأنك في العـلو المصعد ونزلـت ليس الـىالتراب وانما في حضن موج الواهـب المتجدد
يامـاشـيا ثبت الجـنان كأنمـا نوديت من ذي الوعد لا المتوعد يامـن عـرفت الله معرفة النهي وشـققت صـفو تهجـد وتعبد أقسـمت يامحمـود أنك ملحـد بقـرار مخـتل العقـيدة ملحـد
جـلادك اسـتأنى فلمـا جـئته مسـتبسـلا في هـيكل متشـدد روعـته فتلاحـقـت أنفاسـه كالواجـف المتخـوف المـتردد قاضيك ما وعظـته سنك فانتهى لخسـيسـة من فكـره المـتبلد
ولقـد عجـبت لقـاتل لمـا يزل يهـوى الطريق به يروح ويقتدي ان القصـاص دم يسيل على دم ويد تقطـع في المقـابل مـن يد ان تقـتلوه فذاك عـدل شـريعة عن صـادق في وحيه عن أحمد
جاروا على الاسلام باسم شريعة من وضـع ذي قرنين مأجور اليد هـم سخـروه لغاية مشـبوهة وهـل الهـدى اكراه من لم يهتد الا بهـديهم المـريب وسطـوة وثب القضـاة بهـا غـلاظ الأكبد
لا (يجبه؟) الاسـلام الا مشـركا ولأنت أنبـل مـؤمن ومـوحـد أبدا هـو الاسـلام دين مـحبة وسـماحـة وتراحــم وتـودد ياللرجـال مـن البعـيد مقربا أسـفا ويالك مـن قـريب مبعد
الأسد تثبت في اللقاء ضـراوة أما الهـروب فغـاية المستأسـد ولقد ثبت وجاء يوم هـروبهم وتهـددوا في المأمـن المتهـدد
نواصل ..
01-18-2006, 01:29 PM
Kostawi Kostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39841
شكرا عزيزي كوستاوي على المرور والتحية للراحل المقيم مصطفى سيد أحمد الذي ارتبطت ذكرى رحيله بذكرى استشهاد الأستاذ محمود..
نواصل الآن .. هذي بلادك يا عزيز
شعر عصام عبد الرحمن
علم أحبتك الثبات علي الصراط المستقيم علمهمُ كيف الحياة تكون في الليل البهيم لله بالله العظيم علمهمو سر العزيز هذي بلادك يا عزيز
يعلو علي هام الطغاة المترفين المتخمين أسداّ تجنبه البغاة مدججين السوط ليس لشعبنا شعب الأباة الطيبين من أشعلوا سرج المرؤة و الشهامة و الكرم
و السجن ليس لفتية غر الجباه محجلين يمشون من عز حفاة يطعمون الجائعين يحييون من دعوي عراة في الدجي يترنمون يتجبرون علي الجبابرة العتاة الغاشمين يتدافعون لدي الفزع يتراجعون لدي الطمع
هذي بلادك يا عزيز تهفو إليك و أنت تحلم في السري أحلامها تصبو إليك و أنت تنشر في المدي أعلامها ترنو إليك فقم بأمر الله كاللمح المبين فالصبح موعدهم أتي و النور فياض هتون فأصدع بأمرك قائماّ لا تهد كيد الخائنين
كتبت في سجن كوبر - 19 مارس 1984
01-18-2006, 02:45 PM
Omer Abdalla Omer Abdalla
تاريخ التسجيل: 01-03-2003
مجموع المشاركات: 3083
النشيد الأول للشاعر منير صالح عبدالقادر – عليه رحمة الله
أحسبت هاتيك المشانق تقوى على طمس الحقائق أحسبت أن الحبل يجتاح الخليقــــة والخـلائق محمود يرفع للســماء وأنت فوق الأرض لاصـق وتظل في أعماق نفسـك ذلك اللــص المنافــق
هـذي النياشــين التي تزهو بها ، ولها تعــانق أتري تزيدك في عـيون الناس من لـص وسـارق من ضيّع القيم الكريمـة غـير زنديـق وعـائـق
محمـــود كان حقيقة جـلّت فأذهـلت الخـلائق أنت المشير وقد أشـرت بما أشـرت وأنت حــانق أتقـول باسـم الدين قد نفذت حكمــك يا منافـق
ان الشــريعة لاتسـود ولاتكــون بلا علائــق محمود قد عشـق الحبال وطالما عشـق المشــانق محمـود ليس يغـيب بل يأتي ليحــتل الشــواهق ويعــيش فـي التاريخ وهاجا يلــوح بكل شـارق
أتحاكم الفـكر المحـلّق وهو مثل الفجـــر دافـق أيغيب محمــود ويحيا الجاهل المغرور هذا غير لائق من هـؤلاء؟ أهـؤلاء قضـاة محكمــة المنافـق هم يحكمون بمـا تشـير فهـم همـو مـثل البيـارق
ان البنـادق والمشـانق والمشـــانق والبنــادق لن ترهـب الشعب الذي خرجـت قوافــله تسـابق لتدكّ صرحك ، أي نعـم فالشـعب للطـغيان سـاحق محمــود ليس بكـاذب وكذاك أنت فلســت صـادق
ماجــادلوه وانمـــا حكمــوا عليه بالســوابق لو غاب محمــود فما غــابت مبادئه النواطــق وغدا سـتعرف يانميري كيف تنتقــم الشـــواهق ان الترابي لو جهــلت فانه وغــــد وفاســق
محمــود يحتضن الحبال وطالما عشــق المشـانق
01-18-2006, 03:01 PM
عمر ادريس محمد عمر ادريس محمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2005
مجموع المشاركات: 6775
عزيزي الفاضل عمر إدريس تحية عطرة شكرا على مرورك البهي وحقا فإن "أجمل القصائد فى حضرته لم تقال بعد" .. سأواصل انزال ماوردني من قصائد وأطمع في أن يسهم الآخرون في هذا الخيط .. عمر السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني قصيدة للشاعر عالم عباس (إلى روح الشهيد محمود محمد طه)
الجوهرة كدأبك ما تنفك أجلى وأضوء وغيرك في الأوحال يخبو ويصدأُ و شأوك عال لا ترام سماؤه وما أدركوا إلا الذي منه تبدأُ
الثمرة والشجر إذا يسقى من ماء آسنْ ماذا يطرح غير الثمر الآسنْ ؟
الفعل وفي الدار شجعان الأقاويل جمة ولكن شجعان الفعال قليل فإن قلت قولا لا تموت وراءه ليحيا ، فلا معنى لما ستقول
المشهد حين جاءوا بك للموت ابتسمت ، ضوء الوجه النبيل أزهر الشيب حواليه بياضا ناصعا ثم استدار والشلوخ الغائرات الحزن أغفت فازدهى فيها الوقار وبريق في عيون ، هي لولا جنة الإيمان نار
المساومة غداة أن رفضت زيفهم باعوك قبل أن يبايعوك ويوم أن نبذت بيعة النفاق هرولوا يصارعوا ليصرعوك فهاهم وأنت لم تمت ، ترى ما الحجة التي بها أتوا يقارعوك ؟
الغرس إن أردت الحق أن يورق فاسقه دمك، وزنه بالفعال ، لا المقال تستطيب طعم الموت في فمك .
الخلاص كلمة لابد أن تقال ، في بركة الركود هذه لا غير هزة عنيفة تخلخل الجبال تحرر الأثقال ، في كومة الركام هذه لابدّ من زلزال لابدّ من زلزال .
المبارزة تنهزم الأفكار ، نعم لكن بالأفكار يحتكّ المنطق بالمنطق ، والحجة بالحجة ، والبرهان الساطع بالبرهان نتجادل حتى ينثلم الرأي الأوهى في وجه الرأي الأقوى نختلف كما يختلف الناس، ولكن يا للخزي ، ويا للعار إن أفلسنا حتى ضقنا ذرعا بالرأي الآخر.
المشهد الثاني كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة "كوبر" يدرك أن الخطوات المتزنات اللائى سرت بهن وئيدا، تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماما مع ما كنت تقول . كان الحبل الملتفّ على رقبتك الشامخة الرأس ، هو الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على عنق الوطن المقتول . ليس بعيدا كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت ووجوههم متفحمة خجلا وصغارا
وثباتك مثل الخنجر بين أضالعهم ،
فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقا ، وتحرر ربقة هذا الوطن الرائع من نير الذل . أنت الأغلى ، والأعلى ، والأنبل كنا ندرك أنك تفدي الوطن الأجمل فلتكن القربان إذن حتى يتطهر وجه الأرض ، وينخسئ البهتان .
الطود ثباتك طود والعروش هباء وإن هي إلا خسّة وغباء وصوتك بعث في الملايين كلها وإن خنقتها الفتنة النكباء وقد ديس وجه الشعب في كل محفل ألم يبق في الشعب الأبيّ إباء
فبراير1985
02-04-2006, 11:59 AM
Haydar Badawi Sadig Haydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8255
افتتحت احتفالات هذا العام بالذكري السنوية لاستشهاد الأستاذ بتدشين "مركز الأستاذ محمود محمد طه للتجديد الإسلامي." وذلك في الساعة الثانية عشرة ليلاً، مع إطلالة اليوم الجديد، 18 يناير بتوقيت شرق الولايات المتحدة الأمريكية. وتم ذلك بإذاعة بيان التدشين بصوت الأستاذة أسماء محمود، رئيسة مجلس إدارة المركز، ومديرته. وقد حضر جلسة الافتتاح الكوكبية، بواسطة الشبكة الدولية، جمهوريون وغير جمهوريين من أرجاء مختلفة من العالم. وتم بث البيان في الصالون الصوتي الشبكي للجمهوريين وفي الموقع المخصص للمركز : alustadhcenter.org
وفي يوم الجمعة 20يناير عقدت ندوة نظمها الدكتور الباقر العفيف في معهد الولايات المتحدة للسلام. وهذا المعهد مرموق للغاية، وممول من الكونقرس الأمريكي. ويعمل المعهد كبيت خبرة يعين الحكومة الأمريكية وصناع القرار على رسم استراتجات وخطط على ضوئها تسهم الولايات المتحدة في صنع وترسيخ السلام في العالم. شارك في الندوة د. إيرنست جونسون، متحدثاً عن الطرح الديني للأستاذ، وعن ضرورة أن يبدا السلام من داخل الفرد كما تحدث عن كيف أن الفكرة الجمهورية أجابت على أسئلته هو شخصياً كشخص أمريكي نشأ في الغرب، وعاش كل تناقضاته. وتحدث عن منهج الجمهوريين في العبادة والتفكر وإعانة ذلك المنهمج للفرد في توحيد بنيته الذاتية وترسيخ السلام والأمن داخلها، وإنعكاس ذلك على المجتمع. ثم تحدث د.استيف هواراد عن المجتمع الجمهوري، كمجتمع واعد. وتناول في حديثه دور الجمهوريين في كسر القيود التي أقعدت المجتمعات العربية والإسلامية عن النهوض وعن مواكبة العصر. وفي ذلك تناول عدة جوانب تميز بها المجتمع الجمهوري. من هذه الجوانب تحرير المرأة، والتآزر والتعناون اللامحدود داخل المجتمع، واختراق الريف، وعيش الجمهوريين ببساطة تماثل حالة الفقراء. كما تناول جهد الجمهوريين في الإصلاح الاجتماعي. وتحدث عن وفود الجمهوريين للأرياف ودورها في ترييف جمهوريي المدن ودور المدينة في تمدين الريفيين منهم، حيث وزعوا فيها الكتب وعقدوا فيها الحوار أثناء حملات الكتاب والأركان، وغيرها من الأنشطة. ثم تحدث د.النور محمد حمد عن طرح الأستاذ محمود المتفرد عن مشكلة الشرق الأوسط. وقد أبان النور بعرض بصري خلاب باستخدام الحاسوب، بنصوص ملونة، ومكبرة، مقتبسة بدقة عن تميز طرح الأستاذ محمود. وقد أوفى النور كتابي "مشكلة الشرق الأوسط" و"التحدي الذي يواجه العرب" شرحاً معمقاً مما كان له الأثر البالغ على الحضور. وقد استحوذت مساهمة النور على جل الاهتمام في اليوم الأول، وعلى جل التعليقات، لأن معظم من كانوا في الحضور من أميز الباحثين والإداريين في معهد السلام لم يكونوا قد عرفوا الأستاذ من قبل، خل عنك أن يعرفوا عن أفكاره. وقد كان لمساهمة النور أبعاد كثيرة جعلت الحضور من الباحثين والإداريين المتميزين يقولون للأخ الباقر أنهم يجب أن يهتموا أكثر بفكر الأستاذ محمود وأن يعقدوا المزيد من المناشط بشأن هذا المفكر المتفرد. وذلك بسبب أن أفكاره تجيب على الكثير من حاجة العالم الإسلامي والعالم بأسره لهذا النوع من الفكر. وقد تميز الطرح في هذه الندوة بأنه بدأ بتناول الفرد في الفكر الجمهورية والطرح اللاهوتي لها في حديث د.إيرنست جونسون، ثم دلف إلى المجتمع الجمهوري المحلي كوحدة أكبر في حديث د.استيف هوارد، ثم دلف للمجتمع الدولي عند تناول مشكلة الشرق الأوسط بكل أبعادها الإقليمية والدولية. فكأنما كان السلسل هكذا: الفرد، المجتمع المحلي، والمجتمع الدولي! من التعليقات التي أمدني بها الباقر بعد انتهاء الندوة قوله بأن المعهد لم يشهد حضوراً بهذه الكثافة لاي ندوة عقدها منذ إنشائه. ومنها أيضاً بأن القاعة لم تشهد مثل عدد الكاميرات التي كانت تجول في القاعة لتوثق الحدث. وكان حملة الكاميرات هم د.إسماعيل علم، هادف حيدر بدوي، سعيد هارون، عبده الحاج، وآخرين من غير الجمهوريين. ومن التعليقات الأخرى أن نوعية المشاركين في الندوة والحضور أتاحت للاستفادة من الوقت بصورة ليس لها ضريب في سابق تجارب المعهد. فقد كانت كل ثانية من الجلسة محشودة بالمعاني والأمثلة والنصوص، مما جعل من الصعوبة أن يتجول فكر الحاضرين بمشاغل خارج القاعة.
يبقى أن أقول عن اليوم الأول في معهد السلام بأن فاعلية الباقر، وحضوره المتميز، وسعة وعمق تفكيره، وحلاوة سيرته بين زملائه في المعهد، هي التي هيأت لهذا النجاح الباهر. وكذلك يجب أن أقول بأن كلمة الباقر الافتتاحية عن حياة وفكر الأستاذ محمود كانت متفردة للغاية. وقد كان لها الأثر البالغ في التوطئة لنجاح الطرح من بقية الإخوان وترقية روحه. وقد علقت للأخ الباقر فور انتهاء الندوة بأن كلمته لم تزد فيها كلمة أو تنقص، كما لم تزد فيها نقطة أو فاصلة أو تنقص.
التحية من هنا للأخ الباقر، وعلى تهيئته الخلاقة لنجاح اليوم الأول من مؤتمر الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين. وقراءتي لهذا النجاح تقول لي بأن الباقر قد جاء للمعهد على قدر من ربه ليفتح لنا أفقاً جديداً في أهم عواصم العالم. والباقر، لمن لا يعرفونه -كما أزعم أني أعرفه- من أكثر المثابرين على العمل الدؤوب في أي عمل يوكل له. وهو يعمل في بحوثه كزميل مرموق في المعهد وفق زمالته لساعات طويلة، تشمل ساعات في عطلة نهاية الأسبوع. وربما لاحظ زملاؤه هذا الجد، وهذه المثابرة، فعرفوا أنه يختلف عن البقية اختلافاً يكاد يكون نوعياً. فنال ما نال من الاحترام، ونال موافتهم الفورية على عقد الندوة في دار المعهد. وهذا أمر لا يتيسر بسهولة في أي مؤسسة مماثلة لجماعة مثلنا لم يعرف لها شأن في مراكز القرار في العالم.
أما أنشطة اليوم التالي 21يناير، في جامعة جورجتاون، فقد افتتحت بالإنشاد العرفاني، حيث أنشدت قصيدة "أحمدك اللهم كثيراً،" التي أثارت إعجاب الحضور واستحسانهم لدرجة أنهم شاركوا في تريددها مع المنشد ومع الجمهوريين. وقد لاحظت بأن محامياً يهودياً ، من أصدقاء الجمهوريين، من ضمن الحضور، كان يردد معنا الانشاد مثلما يردده الجمهوريون. وقد سألني لاحقاً عن معاني القصيدة و حدثني عن شبهها بالترانيم في اليهودية. وقد طربت لذلك كثيراً، إذ أنه ليس من المألوف أن يطرب يهودي لأي نشاط إسلامي.
بعد ذلك انعقدت الندوة بجامعة جورجتاون. وق حضرها عدد كبير من السودانيين، وعدد من الأمريكيين. قدم للندوة وأدارها الأستاذ بشير بكار. وتحدث فيها د.عبد الله النعيم ود.استيف هوارد وشخصي، حيدر يدوي. وقد افترعت الحديث بتناول "الفكرة والحركة الجمهورية في عالم ما بعد 11سبتمبر." وتناول حديثي الأفكار الأساسية وتجسيد الأستاذ محمود لها. ثم دلف لتناول البعد الاستراتيجي الدولي لأفكار الجمهوريين في حل أزمة العالم الإسلامي بتطوير التشريع ونسخ الجهاد، وانعكاس ذلك على الوضع الدولي الراهن. واستخدمت الحاسوب لتدعيم أرائي بصورة بصرية خلابة أثارت إعجاب الحاضرين، وتعليقاتهم أثناء، وبعد، الندوة. ثم تحدث د.استيف عن الفكرة والحركة الجمهورية باعتبارهما منتجاً أفريقياً من الطراز الأول. وذهب يحكي عن تجارب ذاتية له مع الأستاذ ومع الجمهوريي لتدعيم طرحه. وتحدث في ختام الندوة د.عبد الله النعيم متناولاً "العلمانية من منظور إسلامي." وقد ركز حديثه على أنه ليس هناك أي إمكانية لطرح ديني تتبناه الدولة، أي دولة. وتناول في ذلك أمر الحدود، قائلاً بأنه ليس هناك إمكانية أن تصبح الحدود نصاً قانونياً لأن تطبيقها يعني خضوع غير المسلمين لقانون إسلامي، وهذا يتناقض مع روح الدستور. وقد ركز حديثه على أنه لم تكن هناك دولة حكمت بالشريعة الإسلامية على مر التاريخ الإسلامي، ولن تقم دولة إسلامية في المستقبل. وظل يؤكد بأن الدولة لابد أن تكون علمانية حتى يتهيأ للملسمين ولغير المسلمين من كافة الأديان التمتع بالحريات التي توفرها علمانية الدولة. بمعنى آخر، يقول د.عبد الله، أن تمتع المسلم أو المسيحي، أو اليهودي بالحرية في ظل الحريات التي توفرها الدولة العلمانية هو السبيل الوحيد للازدها ر الديني لهؤلاء ولأفكارهم ومعتقداتهم. أثارت الندوة الكثير من التعليقات والأسئلة. أرجو أن يفيد يثري الآخرون، الذين حضروا الاحتفالات، هذا الخيط بالمزيد من الانطباعات.
02-04-2006, 01:32 PM
Sahar Abdelrahman Sahar Abdelrahman
تاريخ التسجيل: 08-04-2003
مجموع المشاركات: 517
الأخ الكريم عمرعبدالله...لك سلامى وإحترامى... أتابع بنهم كبير وإهتمام بالغ كل ما تنقله بخصوص الأستاذ محمود...وأراقب الجهد الذى تبذله حتى توضح لى وللأخرين الكثير من مفاهيم الفكره الجمهوريه...أحب الشخص الذى يناقش الأشياء بهدوء ليصل إلى المعرفه والفهم ثم اليقين...كما أحزن كثيرا على الذين يجادولون من أجل لا شىء!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة