|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: Modic)
|
الأستاذ الصديق يوسف الموصلي
كلماتك المضيئة في حقي وسام من فنان وهب فنه لوطنه الذي يعشقه وشعبه الذي يبادله نفس العشق...
التأريخ سيضعك في مصاف عظماء الفنانين العالميين كما يضعك الآن في قمة خارطة الغناء والموسيقى السودانية!
شكرا على الأطلالة ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هذه القصيدة مهداة لكل محب للوطن بعيون العشاق وعشق الصوفية.. أخذت بتلابيبي فكرة ان ازور الوطن برفقة مولاي الوطن.
وسبحت ببحر عروض الشعر المتمرد ووجدت نفسي أعيش توحدا كاملا بين الأحساس الكامل بالأنتماء وعجز الحروف اللائقة بحق وطني!
عندما تكتب عن وطنك تنتابك رعشة الحروف والكلمات! جلست وقلبى معلق به وجسدي مهجري فأخلصت النية وجلست أغني للسودان كله كما غنى قبلي الشاعر الفحل ابو آمنة حامد "بنحب من بلدنا ما برة البلد"
فتوضأوا بماء الوطن ثم إخلصوا النية وأقرأوا بصوت جهير!
دامت المحبة لكل عاشق للسودان!
(1)
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
(2) حين أتاك الليلُ بناحيةِ العتْمور، زَحَف النيلُ وسار الجمعُ وسِرْنا نحوك تسبِقُنا الخُطُواتْ. وليلٌ يُخْفى أسراراً تحت خدودِ النجماتْ! كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيداً و شهيداً تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندك يا مولاي لو ألقاكَ وحيداً تَقتُلُني الكلمات!
ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أمدرمانْ!
ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقاً كالسَّهمِ النوبيِّ قُبالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقا وتِهَارِقَا يدعوك الليلةَ من أجل نبيذٍ نوبيٍّ بالقصرِ الملكيِّ الكائِنِ بين طلولِ العصرِ، وفوقَ قِبابِ الأزمانْ وبليلك هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي تِلك الحَسْناءُ المَلأى بالأسرار ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ كان يوزِّعُ حِكمته مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخر يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِياً ويُغَنِّى للفجر الحالِمِ بالَطَمْبُورْ
(3) ما ضَرَّكَ يا مولاي إذا ما أقْبَلَ شَرْقٌ نحوك بالدُّفِّ وبيسراه السيف ويمناه سواكن يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ، مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عُثْمانَ
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
(4) ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ، سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ
ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ، أو كُنَّا بالحَضْرَةِ مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ، وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العارِفَ بالبُلدانْ، ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً عند جلالِكْ ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ، ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ، لأنَّك يا مولاي ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ
(5) هل جاءك بعضُ حديثي عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً وقف نحيلاً في محرابك يشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُورَ الوِجْدَانْ وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ يحكِي دوماً سِيرَتَهُ فَيُبكِّي الغُرَبَاءَ ولا نَبْكي يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!
من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ، يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ، يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا، تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِدَّ القَهْرْ، الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ.
(6) ما ضَرَّكَ يا مولايْ لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ الأَبَنوسَ ورائحةِ الأناناسْ إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نخلاتك ياحلفا للغابات ورا تركاكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ .
ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لَوَهَبْتَ قطيعَ الثيران مُهُوراَ للفاتنة السمراءْ وكَسَوْتَ الغابَةَ باللؤْلُؤْ ونفيسَ المُرْجَان!
(7) يا وطني الشامِخَ مِثْلَ جبين الشَمْسْ، لمحرابك آتي كالدرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ، أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ وأردِّدُ في سِرِّي ما قال الحَلَّاجْ: "ما في هذي الجبة غَيْرُ الله" أفْنِي ذاتي في ذاتك، في ذات الله حتى يتوحّدُ عِشْقي في ذاتِك ثمَّ أقول : رأيتُ نبيَّ اللهْ، ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ! خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ ثم لَبِسْتُ حرير العرفان.
شلالات نياجارا/ نيويورك 17 نوفمبر 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ، أو كُنَّا بالحَضْرَةِ مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ، وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العارِفَ بالبُلدانْ، ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً عند جلالِكْ ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ، ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ، لأنَّك يا مولاي ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ
thank you very much
eid saeed and happy new year
mustafa
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
هذه القصيدة الوطن هذه الكلمات الشجن هذه الأبيات التي جرت كما النيل أمامنا
فالقصيد الجيد هو الذي يقرؤه كل قاري من زاوية مختلفة و لكن المعنى يبقى في قالب متحد متماسك..
Quote: ما ضَرَّكَ يا مولايْ لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ الأَبَنوسَ ورائحةِ الأناناسْ إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نخلاتك ياحلفا للغابات ورا تركاكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ |
و يا لهفي يا حلفا يا لهفي عليك و لهفي على من لم يرى نخلاتك و لم تكتحل عيناه بشوارعها و أزقتها .. عنقش دغيم مستشفى ( حسن بصل ) المحطة المجراب بوهين
و لكن العزاء يبقى في هؤلاء السمر يجوبون أركان الوطن .. معطونين برائحة السعفات و نكهة الباباى و البفرة و التيلبون من عهد ( الصديق ) في القولد و حتى ( منقو )
***
زمراوي .. أعطني الناي و غني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: ابو جهينة)
|
Quote: هذه القصيدة الوطن هذه الكلمات الشجن هذه الأبيات التي جرت كما النيل أمامنا
فالقصيد الجيد هو الذي يقرؤه كل قاري من زاوية مختلفة و لكن المعنى يبقى في قالب متحد متماسك..
Quote: ما ضَرَّكَ يا مولايْ لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ الأَبَنوسَ ورائحةِ الأناناسْ إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نخلاتك ياحلفا للغابات ورا تركاكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ
و يا لهفي يا حلفا يا لهفي عليك و لهفي على من لم يرى نخلاتك و لم تكتحل عيناه بشوارعها و أزقتها .. عنقش دغيم مستشفى ( حسن بصل ) المحطة المجراب بوهين
و لكن العزاء يبقى في هؤلاء السمر يجوبون أركان الوطن .. معطونين برائحة السعفات و نكهة الباباى و البفرة و التيلبون من عهد ( الصديق ) في القولد و حتى ( منقو )
***
زمراوي .. أعطني الناي و غني لا فض فوك يا أستاذي! ربما نضيف حلفا للقصيدة في مقبل الأيام....
تخريمة: كنت بالأمس مع قريبك الأستاذ والصديق محمد وردي وقد تسلم نسخة من القصيدة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: هذه القصيدة مهداة لكل محب للوطن بعيون العشاق وعشق الصوفية.. أخذت بتلابيبي فكرة ان ازور الوطن برفقة مولاي الوطن.
وسبحت ببحر عروض الشعر المتمرد ووجدت نفسي أعيش توحدا كاملا بين الأحساس الكامل بالأنتماء وعجز الحروف اللائقة بحق وطني!
عندما تكتب عن وطنك تنتابك رعشة الحروف والكلمات! جلست وقلبى معلق به وجسدي مهجري فأخلصت النية وجلست أغني للسودان كله كما غنى قبلي الشاعر الفحل ابو آمنة حامد "بنحب من بلدنا ما برة البلد"
فتوضأوا بماء الوطن ثم إخلصوا النية وأقرأوا بصوت جهير!
دامت المحبة لكل عاشق للسودان!
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: AbuAla)
|
محمد المكي أبراهيم
منذ انتفاضة ابريل وطوال سنوات الديمقراطية الثالثة سيطرت على الوجدان النوبي حالة من المرح السعيد مقترنا ذلك بصعود سياسي واقتصادي للمنتمين الى الاثنية النوبية ومصحوبا بوجود بشري متزايد في الخرطوم وخاصة في منطقة الكلاكلات.فظهر النادي النوبي كمركز اجتماعي مرموق وتألق الأستاذ محمد توفيق كسياسي مرموق والفنان محمد وردي كرمز نوبي كبير وانتشر ادب الاستاذ جمال محمد احمد وحلقت في الأجواء روح الفكاهة النوبية التي لا تستنكف عن مداعبة الذات بخفة وذوق.
ولا اعتقد ان ذلك كان فقط انعكاسا للفرح العام الذي عم السودان والسودانيين بزوال الدكتاتورية النميرية وانبثاق فجر الديمقراطية وانما فرحا نوبيا خاصا له اسبابه النوبية الخاصة وربما كان على راس دواعي ذلك الفرح احساس النوبيين السودانيين انهم غدوا شركاء حقيقيين في الوطن ونالوا قسطا من نصيبهم المفروض وبشكل خاص في العاصمة بينما ظلت مواطنهم الاصلية والمستحدثة -حلفا وخشم القربة- تعيش ظلما تاريخيا كان ولايزال.
ولكن مجيئ حكم الانقاذ كان نذيرا بانتهاء تلك الحقبة السعيدة من حياة المجتمع النوبي فقد جاءت السلطة الجديدة مصحوبة بجيش من كلاب الطمع الراسمالي الطفيلي ومثل جيش من جراد وضعوا ايديهم على كل شيئ غير عابئين بحقوق الملاك الأصليين فقد نزعوا المصانع والمزارع من اصحابها ولجأوا الى اخس الأساليب لانتزاع التوكيلات التجارية والاراضي الصناعية من اصحابها ولاشك انهم خلال ذلك اعتدوا على حقوق تعود الى نوبيين وبالاضافة لذلك تضرر النوبيون من ممارسات الانقاذيين في طرد الكفاءات من الخدمة المدنية وتعيين منسوبيهم غير المؤهلين ليحتلوا مناصب لايليقون لها ولا تليق بهم..سفراء وقضاة ومهندسون وفنيون من ذوي الأصول النوبية فقدوا مناصبهم في عصر الانقاذ بصورة غير متناسبة مع عددية النوبيين ونسبتهم الى مجموع السكان وذلك اولا لكثرة المتعلمين وأرباب الكفاءات بينهم وثانيا لميولهم التقدمية المعروفة التي أحفظت عليهم عناصر اليمين والظلاميين من كل نوع .
تعامل الانقاذيون مع النوبة كمنطقة ميئوس من ولائها لهم فاهملوها اهمالا شنيعا وفي اطار صفقتهم مع مصر باعوا النتوء النوبي وكل قراه وسلموه لمصر مقابل تأييدها غير الموثوق به. ودون إطالة في هذه التفاصيل نسرع الى القول بأن ر وحا جديدا من الحزن العميق سيطر على الروح النوبي اتخذ بعضه مظهرا اثنيا وبعضه ظل على مجراه التاريخي متشحا بأردية المعارضة الخشنة ذات الاستعداد العالي للقتال.
يمثل هذه التيارات شاعران نوبيان سنقرأ هنا قصيدة حديثة لكل منهما .والشاعران هما عبد الاله زمراوي شاعر و قاض سابق ونور الدين عبد المنان شاعر و كاتب ساخر وسفير سابق.كتب الأول قصيدة بعنوان "الملحمة" ونشرها أواخر العام الحالي فاحدثت ضجة في الأوساط الأدبية نظرا لعمقها واتساع منظورها البانورامي.اما السفير عبد المنان فيطالعنا "بالمناحة الكوشية" التي نشرها بتاريخ 17 ديسمبر من نهايات عان 2006وهو يوم الذكرى السابعة عشرة للاعدام الايجازي الظالم للمأسوف على شبابه مجدي محجوب محمد احمد ابن أخ الاستاذ جمال محمد احمد السفير ووزيرالخارجية واول رئيس لاتحاد الكتاب السودانيين .
قصيدة عبد المنان قصيدة قوية مليئة بالألم الغاضب والحنق وفيها من بلاغة الغضب ما يرتفع بها الى ذرى تعبيرية عالية .ويوفق شاعرها الى ايجاد تسمية اثنية لألمه الكوشي وهو المحرك الأول للقصيدة في ابياتها الافتتاحية:
قتلوك يا ولداه..ياحباه كما ان نفس الاحساس الكارثي يتخلل كل نسيجها العام: قم ايها الكوشي من قلب الرماد قم زلزل الارض الرحيبة انها حبلى بزاد وتماسكي يا أم مجدي كلنا مجدي وحبك في ازدياد هزي جريد النخل نأتي فوق صافنة الجياد بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدي في بلادي.
ولكن احزان الشاعر لاتنغلق على اثنية القتيل فداخل حزنه الخاص تنمو وتتورد احزان بقية أنحاء السودان في تلاحم عضوي أخاذ
يا ايها الوطن الذي فوق الثريا والمدار يا ايها الوطن المدجج بالهوى والانبهار ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار في عهد التتار. وبلغة اكثر وضوحا يعرب عن هيامه الكبير بالوطن اجمعه: لو جنة الخلد اليمن لا يعدل السودان وطن روض حوى من كل فن النيل والروض الأغن أنا آه من حب الوطن قد هدني..هد البدن. تلك مقاطع نبيلة عابقة بالمعاني الخليلية التي تكرس السودان -الوطن او كما قال الشاعر سيد احمد الحردلو جناح الفراش الذي يهم بالتحليق
وتلك ملاحظة بديعة للشبه بين الخارطة السودانية واجنحة الفراشات. وليس كثيرا على هذا الشاعر ان يملأ قلبه بحب التراب السوداني الموحد بتنوعه وجماله ولكن كلماته ترتدي اهمية خاصة في عصر الكفر والبهتان هذا حيث التفريط والانسلاخ هما ديدن الحكم وحيث يقف منظروه يبدون استعدادهم لتمزيق الوطن والاستغناء عن بعض مكوناته ليرتاحوا من عبئها على اكتافهم.
لابد ان يسر المرء لهذا إذ يعني ان صعود المشاعر الجهوية والاثنية لدى النوبيين كجزئية سودانية لم يمنعهم من التوحد في الكل الذي يضم اليه كل جزئياتنا وخصوصياتنا ويصهرنا جميعا في سياق الثقافة السودانية المشتركة .
ويمكن القول بشكل عام ان القصيدة تبدأ من لحظة ذاتية محددة هي اعدام الفتى الكوشي لتصل الى ذروة تتحد فيها كل الاحزان السودانية وباتحادها يقوى الأمل في الخلاص.
يمضي الشاعر زمراوي في ملحمته على سكة مختلفة تشبه كثيرا عمل الصلاة.ويمثل كل مقطع من القصيدة مزمورا أو ركعة مفردة لها موضوعها المحقق سواء كان قضية او جهة من جهات الوطن وبعد اكتمال الركعات يختم الشاعر صلاته الخاشعة بالمزمور السابع الذي يقول فيه:
يا وطني الشامخ مثل جبين الشمس الى محرابك آتي كالدرويش أؤذن مثل بلال أفني ذاتي في ذاتك في ذات الله حتى يتوحد عشقي في ذاتك.
بعض تلك الركعات المفردة تتحدث عن ملكال وعن دارفور وبطبيعة الحال عن المنطقة النوبية وتراثها العبقري:
كالسهم النوبي قبالة كرمة كنت تشع ضياء تومض برقا وتهارقا يدعوك الليلة من اجل نبيذ نوبي بالقصر الملكي الكائن بين طلول العصر وفوق قباب الازمان
هنا يلتقي الشاعران في هيامهما بل وفخرهما بنوبيا وحضارتها الباهرة وانطلاقا من ذلك يدغمان نوبيا في السودان الكبير.
ان ذلك ما نريده بالضبط لبلادنا:أن تكون موئلا لأقوام متنوعين يفخرون بتراثهم ويقدمونه لينضم الى القصعة السودانية الكبيرة التي نتحلق حولها كلنا ونأكل معا كل ما هو طيب سائغ شهي دون قهر او اكراه.
لقد حاولت مرارا ان اشرح هذه الفكرة وقلت مرارا انني ضد القهر الثقافي ولا ارى ما يمنع من ازدهار اللغة النوبية وكتابتها والكتابة بها فذلك اضافة كبرى للحصيلة الحضارية السودانية تزيد وترفع من قدر البلاد.وذكرت التجربة الأمريكية المعروفة باسم بوتقة الذوبان melting pot وما انطوت عليه من القسوة والقهر. فقد كانت العائلات الامريكية حديثة الهجرة تمنع اطفالها من التحدث بلغاتها الأم حتى يتفرغوا لاجادة الانجليزية باللكنة الأمريكية .
صحيح انه لم يكن وراء ذلك القهر سلطة ادارية ولكن كانت وراءه سلطة مجتمعية - سلطة ثقافية قاهرة رفعت ما يسمى الواسب WASP فوق الجميع واضطرت الأمريكيين الألمان والايطاليين والسويديين الى اخفاء ذواتهم الثقافية والاندغام في تيار الممارسات المسماة امريكية. لقد تمت صياغة امريكا عن طريق ذلك القهر والآن وقد تحقق لهم ذلك شرعوا يتحدثون عن الحرية والاختيار وعن صحن السلاطة بديلا لبوتقة الانصهار.وحين صدقنا ذلك وطالبنا باعتماد الاسبانية والايبونيك كلغات امريكية هزأوا بالدعوة والداعين اليها ومؤخرا قام عضو كونجرس متطرف مطالبا بأن يقوم اول مسلم ينضم لتلك المؤسسة باداء القسم فوق الانجيل.
في بلادنا نريد صيغة متقدمة وانسانية لقضية التلاقح الاجتماعي والثقافي.
نريد لكل القوميات ان تنمو وتزدهر بحرية كاملة وفي اطار الاحترام ولكن شريطة البقاء داخل جناح الفراش الهفهاف.بكلمة اخرى نريد ان تاتي كل جهوية او اثنية بجواهرها المصقولة ليجتمع من ذلك عقد نضيد . نريد ذلك ولا نقبل بدلا عنه طبقا من حجارة و حصى .ولذلك اقول مرحبا بهذين الصوتين من اصوات الحضارة النوبية وهي في كل الاحوال اغلى واجمل وأعرق جوهرة في عقد الثقافة السودانية النضيد.ونرى من مصلحة الثقافة السودانية والسودان نفسه ان يجري تقديم الحضارة النوبية في أجمل حللها وابهاها محاطة بتغني الشعراء وكل انواع التمجيد لكونها مستحقة لذلك ولكونها تزين جيد سوداننا وهي في حال الصقل الباهر والتنضيد الجميل.
اهلا بمولانا عبد الاله زمراوي واهلا بالسفير المناضل نورالدين منان وشكرا لهما عن تشييدهما ضريح اجزاننا في زمن الحزن الواحد غير القابل للنصرف ،غير القابل للاندثار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لَوَهَبْتَ قطيعَ الثيران مُهُوراَ للفاتنة السمراءْ وكَسَوْتَ الغابَةَ باللؤْلُؤْ ونفيسَ المُرْجَان! |
مهر الوطن مثل هذا القصيد
سنواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: AbuAla)
|
Quote: يا وطني الشامِخَ مِثْلَ جبين الشَمْسْ، لمحرابك آتي كالدرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ، أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ وأردِّدُ في سِرِّي ما قال الحَلَّاجْ: "ما في هذي الجبة غَيْرُ الله" أفْنِي ذاتي في ذاتك، في ذات الله حتى يتوحّدُ عِشْقي في ذاتِك ثمَّ أقول : رأيتُ نبيَّ اللهْ، ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ! خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ ثم لَبِسْتُ حرير العرفان. |
إيهي يا مولاى إيهي ... وطن مثل جبين الشمس .. محجوبة عن أعيننا .. يراها الغير .. و نراها من بين غمامات حماقتنا التي أعيتْ حكمائنا و شيوخنا .. كلنا دراويش يا مولاى يمر بنا سابلة العالم .. و عندما يعرفون أن من مروا بهم هم ملح الأرض .. نكون قد ذبنا في تربة أخرى و ماءِ آخر أجاج .. بلال ؟ بلال ؟ جدنا الأكبر ؟ صوته الساكن حدقات القمر ؟ إن كان في جبة الحلاج كل هذا الزخم الإيماني .. فنحن نتجرعه مع قهوتنا و نشربه هنيئاً من النيل و الحفائر و نستنشقه مع الدعاش و كتاحات الصيف و الشتاء و يلفح وجوهنا مع سموم المواسم .. يعطر سماواتنا نحيب الحضرة و أنين الطار و النوبة و دخان المباخر العزة فينا و العرفان يلف أجسادنا النحيلة
لك المجد يا وطني
***
زمراوي
شكرا على أن نفخت في وجداننا هذا الكم الهائل من أوكسيجين الإنتماء المؤكسد بحلو الكلام و قوة المعنى .. سلمت يمينك يا رجل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الأستاذ أبو جهبنة...
قرأت مداخلتك الأخيرة وتمنبت أن أجاري لغتك الرفيعة وموهبتك الرائعة and your amazing command of the Arabic Language!
وقد جمعت ما كتبته عن هذه القصيدة وحفظتها في خزانتي الحديدية لأحفظها كوسام رفيع من أديب أرفع...
لك كل تقدير ومحبة وربنا يرعاك بعينه التي لا تنام!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: صابرين الصباغ)
|
Quote: الشاعر الرقيق وفارس الحرف والانيق
لله در حروفك كأني بها كواعب أتراباً تتمشى في ممرات الروح سحراً ودلالاً وفتونا حروفك تمسك بزمام القلوب دمت مبدعا |
الأديبة الأريبة الأستاذة صابرين..
شكرا على كلماتك الفخيمة بحقي وتشرفنا كثيرا بمرورك الزاهي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
تحياتى عبدالاله
Quote: كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ! |
وكان القادم درويش صوفى يحمل فى قلبه سورة ياسين ويشرب من فيض الرحمن كل حين تسلم يارب انت من كل شر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: هل جاءك بعضُ حديثي عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً وقف نحيلاً في محرابك يشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُورَ الوِجْدَانْ وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ يحكِي دوماً سِيرَتَهُ فَيُبكِّي الغُرَبَاءَ ولا نَبْكي يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!
من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ، يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ، يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا، تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِدَّ القَهْرْ، الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ |
المناسبة: الكشف عن أسماء المتهمين بارتكاب جرائم حرب بدارفور!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أحلام الصوفية
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
كالوردة، قلب حبيبك ينمو... يذبل... حين تموت الأشياء الضاحكة المنسية!
تالله القلب النازف مثل عيون الشمس يخفق حينا للطير يمازح دوما أشجار العتمور المسجية!
صحراء قلب حبيبك حين يمد الغيث جناحيه، تورق أشجاري تثمر أشعاري عنبا صيفية!
ويعيش القلب الآن اسير الجدب... ذليل الطرف... يطارد أوهاما وظنونا مخفية!
والعمر الشبق العامر بالضجة: ذبل العمر سرابا ذاب الأمل غريبا منسيا!
والقلب الجاثم في صدر حبيبي لا يعرفني لا يدرك أحلام الصوفية!
الشارقة 27 فبراير 1990
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
اليوم عرسك يا عصفورة الجبل
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
لنشرع الأبواب والنوافذ القديمة بخطوة... بهمسة... نراقص الأحباب نطرد العناكب السقيمة بقوة وثورة نداعب السفوح ننقش القباب بالحجارة العظيمة
فاليوم عرسك يا حجر... اليوم عرسك يا عصفورة الجبل!
لنبدأ السباق للسفر نصوغ من حوافر الخيول حدوة تزين الحجر تضارع السماء قامة تماثل النجوم والقمر فاليوم عرسك يا حجر... اليوم عرسك يا عصفورة الجبل!
الذكرى الثانية لأنتفاضة الحجر بفلسطين المحتلة
أبوظبي ديسمبر 1989
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
خذوا فكري!
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
في ذات ليلة.. أتى الريح غرفتي تمطى قليلا ونال مني هدوئي وراحتي! فزين لعقلي أن يقول القصيد وأفرغ ما في جعبتي فكفي ينوء.. وهمسي يبوح.. فأجثو على ركبتي..! فيلقاني الهدوء المعرجن ملقحا أصارع غايتي وتسقط رايتي!!
من يأخذ بؤرة عقلي، يغرسها نخلا وكروما؟ من يسحقها ويضاجع رغبتها المكلومة؟ بالأمس همست لشيطاني.. يصطك فؤادي ينساني من يأخذ بؤرة عقلي يسحقها لأظل بشبحي يرعاني!!
أيهذا الشبح الأخرس دعني أجتث الرغبة بلساني فهراء شعري وهيامي في غيبة فكري الأنساني.. بالأمس همست لشيطاني يصطك فؤادي ينساني!!
________________________________________ آخر تعديل بواسطة عبدالاله زمراوي ، 16-02-2007 الساعة 06:54 AM.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
صوت قدومك مثل حفيف الريح*
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
قادم أنت ألينا عبر أزمنة، تتوضأ بماء البخور ويجلى صداها بلون الحنظل البري! وعيون شرفاتنا تتهادى اليك تفتح نهديها وتموج لقدومك الميمون ترقص على حافة الموت البطىء!
وأنت قادم ألينا، تبدو كظلال الرؤى البنفسجية كالتمرة المعتقة البلدية! ومنذ أزمنة غابرة، تبدو لناظرينا كفارس بدوي يعتلي، فرسة مسرجة بدوية!
وصوت قدومك مثل حفيف الريح! وآه من شرفات مدينتنا العتيقة حين تمد أذرعها اليك تبدو شحيحة تبدو كأاشجار العتمور أوراقها تنمو وتنمو وتسقط متهالكة!
كأغنيات الطفولة، يبدو قدومك فنملأ عيون جداولنا منك بالصباح الجميل وتغني الصبايا لك أغنيات الرحيل!
والأناشيد ترتل بأريج خطى القادم الينا عبر أزمنة، تتوضأ بماء البخور ويجلى صداها بلون الحنظل البري!
ودمدني سبتمبر 1988
في نهاية صيف 1988، قدم ألينا الأستاذ محمد وردي لقضاء بعض الوقت بالأستراحة المخصصة للقضاة بمدينة ودمدني . فعقدت العزم ان أحييه بسلامة وصوله شعرا، فولدت هذه القصيدة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
عيناك غيمتان بالدجى!
[email protected]
كنت وما زلت مغرما بالشاعر العظيم "بدر شاكر السياب" فقلت لنفسي ذات يوم قبل عشرون عاما ان أقترب قليلا من رائعته الخالدة "عيناك غابتا نخيل ساعة السحر"!
عيناك... غيمتان بالدجى أراهما تعربدان في دواخلي كما الخريف والمطر! صغيرتي تداعبينني كما النجوم والقمر! في ليلة طويلة.. طويلة العمر!
حبيبتي أحببتك رغم مخاطر السفر والرمل في قريتنا يكتم حبنا كما الشجر! ولكنني حبيبتي أصيح ثائرا: أحبك... أحبك ... أحبك... فتملأ الآفاق بالصدى والنواح والسهر!
أتعلمين قريتي الوديعة؟ وعمي هناك ينسج الخطر وطفلة بجنبها تئن تحت وطأة العدم وأمها تصيح قائلة: احذري كل الحذر!
حبيبتي أحس في دواخلي كأنك القدر مسطر لعمري الشقي وعمرك الأغر!
صغيرتي: هل تعلمين حبنا أنتشر؟ أطفالنا وزرعنا وضرعنا ريحنا، تأريخنا الملىء بالعبر؟ يجاهرون بينهم في هدأة القمر: فلاحة صبية تصيح قائلة: ما أجمل القمر. ما أعظم القمر.. تبارك الآله خالق القمر!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
لأي نساء العالم أعلف خيلي وأسافر!
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
***************************************************
لأي نساء العالم أعلف خيلي وأسافر..؟ لأي نساء العالم أحمل قوسي.. وتر الموت... كالطير أهاجر..؟ أتعلق بالسحب الملأى بالأنواء أخاطر..؟!
صدقني يا محبوبي أن العشق جنون سافر.. "شبق" غجري خاسر.. والعاشق مثل القوس يسافر.. في القشة يتعلق.. يتجرد في شخص الساحر.. يتأرجح معشوقك يا محبوبي ما بين القدرة والقادر..!
تسألني...؟؟ عن أي نساء العالم تسألني فأجيبك ياجبل الأحزان..؟ عن عين المحبوبة تسألني: هل للمحبوبة عين أم عينان؟ قلب أم قلبان؟ شفة أم شفتان..؟ أم تسألني يا جبل الأحزان: عن سوق السلطان... دعني يا محبوبي.. اني أخشى بطش السلطان!
ما ضرك يا محبوبي "اني ميت".. ان الموت ضمير الحي: ان الموت ختام العشق: ان الموتى كالطود الشامخ يسترقون السمع كماالآنسان!
وحكيم الموتى يقضي ما بين العشاق والشاهد والقبر يجيبان عليه... بأن ختامي يا محبوبي: وجد وهيام! يتقطع قلبي صدفني ما بين اللهفة والوجدان!
صدقني يا محبوبي: اني هذي الليلة "أتسكع" أترنم حزنا أتقطع بالرهبة ماخوذ كلي للخالق أتضرع صدقني: اني أتوهج هذي الليلة شيخا.. درويشا.. في غاري أتشفع!
أيصق للظلمة والجسد المسجي و اهش أنيني الموجع صدقني يا محبوبي: اني أضعف من تختار حبيبا.. أقسى من تعشق.....!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
مقطعين لحبيبي
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
المقطع الأول
أخون حبيبي... لا لن أخون! يهون حبيبي... لا لن يهون! أحب حبيبي... أحب العيون! بغير حبيبي... لا...لن أكون!
المقطع الثاني
لا تلمني يا حبيبي لا تقم حربا علي فأنا قد صمت دهري لم أذق طعما نديا وهجرت الحب حتى يأذن القلب الأبيا فلم النجوى حبيبي ولم الشكوى الحمية؟ حبك المكتوم أضحى يقذف النار اللظية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
قائد الجنود والفيالق الحزينة!
شعر:عبدالإله زمراوي [email protected]
...وذات ليلة مددت بالبصر... من شرفة مطلة على المدينة! مدينتي.. صامتة وديعة... يلفها الظلام والسكينة!
ويا لهول ما رأيت في مدينتي. رأيت قائد الجنود والفيالق الحزينة يساق من أرجله. والقوم صائحون...! أكاد لا أمد بالبصر من هول ما رأيت والقوم صائحون...! بالعقل بالجنون سائرون.. في الغي والنبيذ والشواء سادرون.. وخطوهم موقع منغم مضرج مسرج (كلها بالتشديد)
ترم ترم تررم تررم ترم ترم تررم تررم
كمثلهم غدوت في مدينتي أصافح الظلام والمجون.. كمثلهم يا أخوتي غدوت كالجنون!
وقائد الجنود والفيالق الحزينة يمد راحتيه.. ويبصق الشهود والمكان في كتفيه! وكلنا على هواه.. نشتاق للثمن.. ويبطىء الزمن ونحن قادمون!
أليك يا متاجر اللآلىء الثمينة.. أليك يا شوارع المدينة الحزينة.. أليك سائرون... وخطونا موقع منغم مضرج مسرج (كلها بالتشديد)
ترم ترم تررم تررم ترم ترم ترم تررم
وحين صاح قائد الجنود في المدينة: تصافح الشهود.. والأطفال والجنود بغتة.. وسار جمعهم يسير في مواكب حزينة!
كمثلهم غدوت سائرا سجينا! وجثتي.... تتبعني.. وحيثما أنخت راحتي.. أشاهد الظلام والجنود والغنيمة!! وكلنا يسارع الخطى.. ونحن سائرون، عيوننا تجوس في الفضاء مدبرة!
وحين دار قائد الجنود دورتين تغير المكان والزمان.. تصافح الحنود والشيطان! وحينذاك أدرك الجميع هول ما رأيت. تسارعت أقدامهم تسابق الرياح للسفينة.. لنأخذ الثمن.. ويبطىء الزمن.. يسوده الوهن والخوف والضغينة!!
وحين مد قائد الجنود راحتيه: ليبصق الشهود والأطفال في كتفيه، فررت مسرعا وجثتي تتبعني.. تتبعني كذلك السهول والبقاع، والهوام والدواب، والخيل المسومة السمينة!
لكنني .... لكنني لا أعرف المدينة تغيرت معالم الطريق والمدينة! أدركت ها هنا.. بأنني من أمة حزينة لأنني خسرت كل شىء...!! فقدت جثتي وضاعت الغنيمة ...وضاعت الغنيمة....!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا حبة لؤلؤة في زمن العشق الحجري!
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
يا شعرا ينسدل بعنف غجري يا حبة لؤلؤة في زمن العشق الحجري!
يا من تنسابين رويدا في شعري صفحاتي، صدر كتابي.. صولاتي، جولاتي.. وعمري القسري!
يا قيثارة ليلي! عشقتك أوطانا وبلادا ثائرة، يهيم بنوها وجدا وصفاء!
سأعود اليك معللتي كالطيف أزورك في الأحلام كالجمر أعشعش في الأعماق كالنيل الخالد يرتاد الآفاق!
عشقي وحنيني أحلام ثكلى في معمعة الأحزان الأبدية
وبرغم الآمال المقبورة، وشعاع الآفاق المجهولة سأظل أردد أشعاري أتوشح باقة صفحاتي وسألهب صهوة جولاتي وستذكر يوما صولاتي يا قاتلتي، يا ريحان حياتي!
الرباط يونيو 1982
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عزالدين محمد عثمان)
|
حول ملحمة زمراوي الجديدة
دراسة بنيوية
بقلم سيف الدين عيسى مختار
توضأ في شلالات نياجرا، فأوحى له خريرها أن يخلص النية ويصيخ بأذنيه ويحدق بعينيه عله يرى أمواج النيل تنداح ما بين كرمة وجزيرة بدين، لكن المياه تشكلت أمامه شاشة بلورية عملاقة يخرج منها طهراقا وبيده نبيذ نوبي، وعثمان دقنة متكئا على الدفوفة وعلى سيفه بقايا من كرري، وحكماء النوبة يوقعون اتفاقية سلام مع المسلمين (البقط) ، والشيخ زمرواي منهمكا مع حاشية الجزيري في الفقه المالكي، والدرويش في حلقات الذكر ينادي (شيخ منور ولدك على ، ويا شيخ زمراوي الولي) والنوبي لقمان يخير ما بين النبوة والحكمة فيختار الحكمة، حتى اذا استغرقت الدهشة مولانا القاضي عبد الاله زمراوي وأخذت منه اللباب، خلع سترة القاضي وسار أمام الجميع في موكب احتفالي عبر ملحمته الجديدة للوطن:
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
عبد الاله زمراوي ، الطالب المتفوق أكاديميا، حين جاء الى مدينة فاس في نهاية السبعينات، كان خجولا وودودا جدا، يعشق الكلمة الجميلة لكنه يخاف اظهار ما ينظم الى الناس0 وحين أدرك أن كيل الشعر قد طفح أطلق لسجيته العنان، ثم انطلق ماردا يحطم كل القيود، ينظم الشعر ويخاف من لظى الكلمات، يصرح اذ هو يرمز ، ويرمز اذ يصرح، فاذا الوطن هو المعشوق والعشيقة معا، واذا هو القاتل والضحية في آن واحد، واذا هو زمراوي المحامي يحسن عرض القضية ، واذا هو القاضي يحكم فيها، فماذا تبقى للنقاد أن يقولوا::
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
في ملحمة زمراوي صدى أغنيات قديمة تخيم على جرس الملحمة من أولها الى آخرها، وبقايا أمنبيات دفينة وذكريات بعيدة وأحلام كما المسافة ما بين كرمة وسواكن، أو كما الأيام بين الولادة واعتاب الرجولة، تمتد عبر المسافة ما بين تازا ومكناسة الزيتون، أو الدفوفة التى قهرت الزمان لتبقى فوق قباب الأزمان، ثم ها هو زمراوي يستخدم مفردات ظلت ترتسم طقوسا عصية المنال في ذاكرته التي اختزنتها كمفردات لغوية دون أن يكون لها أية أصداء في الممارسة الحياتية (النبذ، العشق الصوفي، الشبق)
ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ، سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ
صور شتى للوطن تدفع بها الملحمة دفعا، أهم ما فيها أنها تتجاوز حدود الزمان فيختلط فيها الحاضر بالماضي والمستقبل في وحدة شعورية مستمدة من نفس قلقة متأرجحة ما بين الواقع والمتخيل، الثابت والمتحول، الحقيقة والخرافة.التاريخ والجغرافية في بسطة من القول وسعة من الخيال الجامح، ذلك لأن عشقه للوطن كان صادقا . وكأني بالشاعر الكبير مصطفى سند يشير اليه في قوله (ديوان مصطفى سند شفرة البحر الأخير، ص 29)
تتوهج النيران في صدري لهب وأنا أسافر من دماك الى دمي للموت والعشق نافذتان من جوع ومن حمى ومن ورد التعب ماذا أقول أشاكس الكلمات لا أدري فلا خيل لدي ولا ذهب وطني على رمل اتساع بصيرتي فرس وحفنة ذكريات وطني كتاب من صدى عينيك يولد في المسافة بين صوتك واحتراق الأغنيات وطني بقية كبرياء ان صادرتني النار من صوتي نقشت على حبيبات المطر لوحي القديم وأنني شيخ تألق في الدم المسفوك بين مطالع العام الجديد وبين أيام الغضب
عبد الاله زمراوي راح يعطّر قوافيه من حريق الصندل، ومن نقشة حناء على أنامل حسناوات مليط، أو من ايحاءات قصيدة العباسي (حياك مليط) ، من الذكريات المسكوبة عموديا على عتاقة نوبية مدرارة، تطل بسخاء من شاهق الدفوفة الراسخة على قباب الزمان ، ذكريات تتقاطع أفقيا مع مستويات الدهشة الموغلة في أطلس المليون ميل في تلك المساحة ما بين سواكن والجنينية، فهل تلعثمت التفعيلة في أوزانه، أم انهارت قوافيه وقد عاد وسمه جليا في مدارات الخيال الذي ظل يتجول في تخوم الكلمات المترعة بالأسى ، النابضة أبدا بالتفاؤل العريض، الكلمات التي قال عنها (لو ألقاك وحيدا تقتلني الكلمات)، عبد الاله زمراوي طيب الى حد الدروشة، ينطبق عليه تماما قول الشاعر سيد أحمد الحاردلو: (ديوان الحاردلو بكائية على بحر القلزم ص 51)
كان حييا ونبيلا جدا وبسيطا وودودا جدا ومحبا جدا ذات مساء حدق في الدنيا ونظر فاذا الدنيا من أدناها تأتيه واذا الدنيا من أقصاها تدنيه وتناغيه فرأى فيما ينظر عجبا واشتعلت عيناه من الدهشة وتداعى وانجذب
فمن مرارات يحسها في حلقه، من نار تتأجج في صدره، للفوضى وارصفة الشوارع، لصدى مدينة فاس يلملم زمراوي شتات قاموسه الشعري ويغني للوطن على هواه، ويدخل في مدارات القصيدة/ النضال، يطلق في سماء الوطن صاعقة أغنياته، أو أغنيات صاعقته، لكن الأصوات والصور التي تتردد في ملحمته مترعة بالتفاؤل والأمل، نابضة بالحيوية والدفء،
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا الى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، انها ملحمة تدعو الى التفاؤل ، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وايقاع داخلى ينتظمها من أولها الى آخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو اطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو الى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت اندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد)
بالاربل الواسوق ايدي أمشط رؤايا أسرحك بعرق شقايا أريحك فوق انت سمحة أسمحك برهق لقايا أريحك
أدهشني فيك المحتوى أجهشني كيف خاويتي بين برد الصحارى وبين هجير الاستواء وكيفن أريجك كالرؤى فاح ينتقل عكس الهوا يا بت عشان ريقة وطن تنفك كم باتت قوى ما ضاعت الأحلام سدى وآمالنا ما شالها الهواى لا بد يجمعنا الزمن ما هو اللى فرقنا واذن لا بد وان طال الزمن ترحل صهاديب المحن ينبض على القلبين مكن يطيب خلانا الامكن تضحك عتاميرو البكن يخضر حشاها الانشوى ودى للرعية يعشبن تلد السعية يجي اللبن لى جملة أطفال الوطن صفر قمح .. دندح دخن بدع صمغ.. فقع قطن ودن سفن .. جابن سفن لا صرمة لا بيتة قوى ليل التجاريح وانطوى حسّن قرى .. ورقصن مدن أبنوس ونخلة سوا سوا لا بندقية تقوم سوى تحرس ضهرنا من الفتن أنا وانت لا خوف لا حزن يملانا تاني ولا جوى مهما المحل مهما المطر ظلم الرياح حمّى الخطر تتمقّى فيك وتنبحك بتحتحت أغصانك جراح لكين محال أن تطرحك انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى ام درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق ، والخير الذي سيتدفق باذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا0
ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أمدرمانْ!
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
صوفي راح يدندن بسم الله باسم الشعب!
أنبعث الخوف يدندن في الأعماق أنبلج الحزن يعربد في الآفاق السر الأعظم لاح على البعد سراب تحترق شقاف القلب يذوب الصمام يغيب الوعي الأنساني!
فلول الود المنهزمة، كالطيف تدغدغ في الأحلام دروب الأمل المنعرجة، ذابت، غابت، نامت في الأوهام!
أيتام، أنتم أيتام؟ ....وكلاب الحي الشرسة بالطرقات، لبسوا خوذات، جلبوا الأحقاد؟
أيتام، أنتم أيتام؟ أفران النازية عادت وسياط الفاشية سادت نقيق الضفدعة المنسية، يشق الليل، يدق على الأجفان! يرك مهترئة. نيران مشتعلة. قامت أعمدة الخرصان. تتحدى الأيمان.. وتثور على الأوطان!
ويلات الجوع تعشعش بالطرقات! تنسج ويلا أبديا، ما بين البركة والنيران. أقربان أبنائي أنتم قربان؟
صوفي راح يدندن: بسم الله، وبأسم الشعب! راح الصبية يلتحفون الجوع على الطرقات! مؤتمر تمهيدي.. مؤتمر قومي.. لا.. سنحل المؤتمر الوطني وآه، سننسى العهد الرجعي!
جلست أمي تسأل: تعاودني، تلدغني، تسأل: أقربان أبنائي أنتم قربان؟
الصمت الأبدي يجلجل الرهبة آتية هاك المنجل! أغرس في قلب النخلة أجمل أو في قعر النخلة أعظم تسقيها (النخلة) بالذعر الأكبر ترويها (النخلة) بشارة يوم أكبر جيوش النمل تئن تصيح: تبا نيرون السودان. تبا نيرون السودان.. تبا للحبر الأشتر!
الخرطوم فبراير 2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا عبدالخالق أصفعهم بنعالك أعداء الشعب!
(1) ونقود اليوم سراة الليل بضحكة أقدار الخيل وظلمة أنجمنا الوردية فالخيل مسومة عندي تتجشأ "سفر التكوين" والنوق تسافر، تتجمل، في حضرة أشواك الصحراء النوبية!
(2) وأنا مأخوذ كلي مستبق، شبق مشدود للأنجم والغزوات الثورية ناجيت ملوك الصحراء مليا وناجيت سيوف المهدية!
وأنا مغمور بنجوم الصحراء الأبدية، راح القلب يقبل جبهة ثوري كان يسمى "عبدالخالق"!
عبدالخالق مذ صار أميرا للثوريين ما فتىء يردد تعويذة حب للشعب ممزوجا برؤى العشاق الوردية وينسج من حبل الردة والأشواق أشعارا وملاحم ثورية!
"ادبني" حزبي "علمني" شعبي كيف أسافر في قلب التأريخ كيف أحط رحالي في قلب المريخ كالسيل الجارف أحطم كل النكسات أحطمها بسيوفي القزحية!
(3) الوعي الصارم فوق جبينك يا عبدالخالق! يا مرعب مشنقة الظلم الغجرية يا عبدالخالق! يا مشمش نسمات الوجد الصوفية يا عبدالخالق! خبئني بالله عليك خبئني ما بين دفاترك الثورية!
(4) فأنا أعدو منذ ولدت، ولدتني أمي برمال الصحراء الذهبية أعوي كيهود التأريخ أفتش عن هيكل دني وطن مسروق مني مدفون في غسق عيوني مخبوء في مدن الجان المخفية !
ولا أجد سجالا طبقيا ما بين الأيام، وخرقة سيفي صهوة خيلي، ووضوئي واللغة الدافئة الوردية!
(5) عاهدتك يا عبدالخالق منذ رأيتك بدرا تتوهج في فلكي في سدر الأيام تسير حفيا وتجمل وجه التأريخ الداعر بالروح الأممية أن أرفع زندي، أن أحمل سيفي قدام الثوريين وضد فلول الرجعية وجوعي المألوف تتأجج فيه صهوات خيول المهدية!
(6) وأنا يا عبدالخالق مأخوذ كلي مستبق، شبق، مشدود دعوتك ودعوت ملوك الصحراء و رأيت الثورة تمشي في البيداء وفوق قباب البلدات المتسية! ورأيت "عليا" رأيت نياشين العزة تخطو نحوي مثل لآلىء وردية!
وبقلب التل هناك شاهدت الماظ يردد في حلق الثوار جليا أشعارا فوق المدفع ثورية لا يعبأ لزخات رصاص تخرج من خلف بساتين الورد الطينية!
(7) ورأى قلبى في تلك اللحظة "مهدي الله" يتجمل بالراتب قبيل صلاة الفجر في وجه الأعداء ويهيم غراما بالأشياء والثورة ضد الظلم العاهر و ضد فساد التركية!
والرايات تزين من ليل الخرطوم المنسية، رأيت المهدي في تلك الحضرة يستسقي الله فيسقيه الله سحابا وتمطر مدن الله رماحا في حلق الأستعمار الغاشم وفوق جبين الباشا الطاشم المثخن بجراحات حراب المهدية!
(8) يا عبدالخالق يا روح النخل الحالم بالليل القمري المكتمل شعاعا ورديا كنت أمازح مثلك هذي الليلة روح الثوار في ليلة وجد صوفية!
ورأيت الله بقلبي يقبل "محمودا" بنقاء العارف بالأسرار المخفية والقمر الساطع مثل جفوني يلدغني يلقي دوما باللوم على الزنزانات الشرقية!
(9) رأيتك في تلك الليلة مثل عيون التأريخ الجاحظ وفانوس العشاق وليل التقابة والأشواق فبكى قلبي طربا ورقص العمرالعامر فرحا على ضوء فراشات نارية!
ورأيتك في تلك الحضرة تحمل لوحا من خشب الأبنوس وبيدك اليسرى تحمل مشكاة الأبطال بكرري الثورية! وللفلاحين زرعت الحنطة بالنشوة من نطفة مطرالليل بأرض السودان المروية!
(10) خيلك قدامي تعدو، مثل "براق" نبي الله! وتصعد كالشفق الوردي نحو سماء الأعشاب، المسكونة في جسد المحبوبة ورؤى الأحلام الليلية!
يا عبدالخالق علمنا كيف تكون "الثورة" ضد "الحظوة" علمنا كيف تصير القبضة "كالسطوة" في وجه زناة التأريخ رماحا وسهاما نوبية!
(11) أني أشهد قدام الله وقدام رفاقي بأن حروفي من عسجد لا تنبض الا للثوار ورفاق المشنقة الوردية!
أني أستحلفتك يا عبدالخالق أن تدعو كل ظنوني الغجري وجنوني المطلق تأخذني لحقول النعناع المسجية!
فحين وقفت وحيدا قدام طغاة العصر تشدو أشعار الطبقية أرتد البصر الي رمش عيوني ومذاك تعلق قلبي بالأفكار النيرة الثورية!
(12) و أمام طغاة العصر رأيت الوجه الباسم في جبهة "محمود" القدسية! مثلك كان يبشر بالثورة ويدعو للثورة بالوحدانية! مثلك كان لطيفا وحييا مثلك كان ملاكا ربانيا!
وبروح تبصر في الزمن الغيهب صار "المحمود" يحلق مثل "الحلاج" وكان الحجاج الوطني المخصي يحث قضاة السوء و يوقوق عبر المذياع نشيد الردة من بين ثنايا المشنقة الدينية!
وصعدت في يوم مشهود روح الثوري المتخم بالوجد وبالجبة، "وما في هذي الجبة" نحو الملكوت الرباني ما فرط في الدعوة يوما ما فرط هذا الشيخ الثوري الضالع بالأسرار بالثورة ضد الأفكار الأموية!
(13) يا عبدالخالق أصفعهم بنعالك أعداء الشعب أصفعهم لا تعبأ أصفعهم بنعالك أولاد قراد الخيل وأعداء الحرية!
وأذكرني دوما عند الثوريين فالثورة تأخذ مني أيامي وشهوري القمرية!
شلالات نياجارا أبريل 2007-04-25
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
في غد ألقاك
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
في غد ألقاك ام بعد غد يا له عهدا طويل الأمد!
عندما صافحتني يوم النوى خلسة أحسست قلبي في يدي!
أخنق الزفرة في الصدر جوى وأوارى في نعيم سرمدي!
يا حبيبي والهوى يعصف بي تهت في مسراي هلا أهتدي؟
يا حبيبي باح طرفي وفمي لم يزل كاتما سر الحلم
كلما هدهدته في خاطري ألهب القلب بسر مبهم!
يا حبيبي أتئد ان الهوى لذة تشوى بخمر الألم
قوة تبعث في النار الندى ووجودا عارما من عدم!
فاس-المغرب يوليو 1979
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الجفون
جمال عينيك بالألهام يغريني وبالمحبة والأشواق يسليني
لكي أطبر مع الأطيار أسألها عن طائر بجميل اللحن يرويني
لأعزف الشعر ألحانا مشعشعة تشجي أحبة أشعاري وتشجيني
والشعر في الأفق يا حسناء مسكنه وشعري الحلو من عينيك يأتيني
لا تحرمي الناس من شمس ومن قمر- يشع نورهما في القلب والعين
والناس لولا سواد السحر يأسرهم لم يقطفوا الورد من فل ونسرين
لكنني ولهيب الحب يحرقني أستعذب النار ان كانت لتحييني!
الرباط يوليو 1981
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
كان عرسها مصادفة!
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
جدتي وكلبها يعاقران نشوة الفضيلة! حين كانت جدتي تغالب الدموع تنزوي تسابق التأريخ ترتوي بخمرة الحقيقة، ..كان عرسها مصادفة بجذع نخلة عتيقة مهفهفة!
وحينذاك بارك الآله جدتي وعرسها وصحن دارها ونامت القبيلة ونام حارس القبيلة!
فأرتوت من نيلنا وأقسمت بمريم العذراء والصليب قائلة: "مريمقو مريومقو مريمقو مريومقو"*
فأنثنى الصليب واجفا من جدتي وكلبها وأرعد السحاب والسماء أبرقت وأرتوى الغدير بالمطر!
أواه جدتي أتقسمين بالصليب والمسيح والمطر؟ اتمسحين عار ربعنا ام سيوفنا المنكسة؟
أواه جدتي أتعلمين ما بنا؟ أطفالنا.. لحافهم مضرجة عيونهم في الدمع والدموع ساجدة!
أواه جدتي والقوم سائرون ونحن سائرون مثلهم! سنسرع الخطى كمثلهم نغالب الأسى في ثورة لا تعرف السكينة!
فنخلط التراب بالحصى ونلعق الحصى ونلعق الضغينة! أواه جدتي ما أقبح الضغينة! أواه جدتي ما أقبح الضغينة!!
"مريمقو مريومقو مريمقو مريومقو"* مريمقو هي "مريم العذراء" وهي عبارات كانت تقال عندما يولد طفل في القرى النوبية والجدير بالذكر ان النسوة حتى وقت قريب كن يرسمن الصليب في أربعينية الطفل!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
أحلام الصوفية
شعر: عبدالأله زمراوي [email protected]
كالوردة قلب حبيبك ينمو يذبل حين تموت الأشياء الضاحكة المنسية!
تالله الحزن الجاثم في قلب حبيبي يخفق حينا للطير يمازح دوما أشجار العتمور المسجية!
صحراء قلب حبيبك حين يمد الغيث جناحيه تورق أشجاري تثمر أشعاري عنبا صيفية!
ويعيش الآن أسير الجدب ذليل الطرف يطارد أوهاما وظنونا مخفيا
والعمر الشبق العامر بالضجة ذبل العمر سرابا ذاب الأمل غريبا منسيا!
والقلب الجاثم في صدر حبيبي لا يعرف قلبي لا يدرك أحلام الصوفية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
صديق الزمان الجميل / زمراوي نتابع ملاحمك ..ونذكر أن الزول الرهيف الجميل مختار البكري كتب عن شعركم وشخصكم الرائع في مقال جميل سينشر في بوست فاس خلال اليام القليلة المقبلة بعنوان : عبدالإله زمراوي ..مرحبا بك شاعرا ..وصوتا جميلا فترقبه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
يا وطني الشامِخَ مِثْلَ جبين الشَمْسْ، لمحرابك آتي كالدرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ، أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ وأردِّدُ في سِرِّي ما قال الحَلَّاجْ: "ما في هذي الجبة غَيْرُ الله" أفْنِي ذاتي في ذاتك، في ذات الله حتى يتوحّدُ عِشْقي في ذاتِك ثمَّ أقول : رأيتُ نبيَّ اللهْ، ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ! خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ ثم لَبِسْتُ حرير العرفان.
_____________________________________ العزيز زمراوي ... يا سلام عليك يا سلام
ده شغل "سونامي" عديل كده !!! وحمي الله البلاد والعباد ....
عزيزي مع قصائدك الجميلة ها نحن من البعد نرقص بلا ساق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ملحمة للوطن: قصيدة جديدة! (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: انا دخلت اسلم على ابن عمى
الاستاذ/عبد الاله زمراوى
اذيك وكيف الاهل حين عودتك للوطن والبلد بلغ كل اهلى فى كرمه اعطر التحايا
ولكم منى مودتى وتقديرى
اخوك/ محمد ادريس عثمان زمراوى(ابوفاطمة اشكان) |
| |
|
|
|
|
|
|
| |