كمال عبداللطيف .. كرار التهامي .. كرم الله محمد .. لكم الله جميعاً!!!
اولاً: ينبغي أن ندرك أن أي عمل طوعي مدني في بلدان المهجر يتم عبر أفراد أو جماعات هم حاملي وثائق سفر رسمية أصدرتها الدولة( الوطن) وإن حدث أي عمل مخل من أي مواطن لدولة ما فالدولة المضيفة تخاطب سفارة المواطن المقيم بحسب أنها الجهة الرسمية المسئولة عن مواطنيها لأن وصول المغترب إلى البلد المضيف تم بموجب وثائق تصدرها حكومته أياً كان المواطن ( ضدها أو معها). فلا يمكن لأي جماعة أن تعتقد أنها تعمل خارج أو دون علم أودون تسجيل نفسها لدى سفارتها حتى لا يعرض نفسه للمساءلة وسفارة بلاده للحرج الديبلوماسي.
ثانياً: كمال عبداللطيف كمسئول حكومي زار الرياض مرات عديدة وكان وما زال يلتقي ويجتمع ببني وطنه المقيمين بالسعودية في لقاءآت تنويرية وأنا شخصياً شهدت وحضرت له كذا لقاء ولم أشعر في أي من هذه اللقاءآته بتدخل مباشرة لإستمالة طرف على آخر بل كان يدعو لوحدة صف هذه الجمعيات التي أبداً ما تتناحر وتتشرذم وتتفتت في مجموعات إما فئوية أو جهوية أو ذات إنتماءآت حزبية لا تقبل بالآخر وهي في هكذا حال تطلب دعم الدولة وأيضاً مع هكذا تشرذم ينتفي معها العمل الجماعي الخيري الخدمي أو المهني لأنها تصبح ستاراً لعمل حزبي متشرذم معيبا . إن تعاطي السياسة مكانه الأحزاب وليس الجمعيات الخدمية الطوعية وأنها لظاهرة صحية أن تكون الجمعيات الخدمة الخيرية أو المهنية أو الرياضية مكاناً لتلاقح كل أطياف الفكر والإنتماءآت بحسب أنهم على إختلاف مشاربهم الفكرية وأطيافهم الحزبية نذروا أنفسهم للعمل في أغراض طوعية داخل الجمعيات . في تقديري الشخصي أن كمال عبداللطيف رجل المهمات الصعبة رضينا أم أبينا وأنا أذكر أنني في أحد اللقاءآت إحتدم النقاش بيني وبينه ا في أمرٍ عام فما كان من الرجل إلا أبدى كل الهدوء والتعقل والروية وشرح وجهة نظره حيث قال لي دعنا نتفق على مبدأ الإقناع والإقتناع أولاً وبإعتقادي هذه أولى أبجديات إدارة الحوار وادبياته فهكذا تفكير يجب أن يحترم وأن لا نصل إلى إطلاق صفات أبسط ما يقال عنها أنها لا تليق ونحن جميعاً نربأ بأنفسنا من هكذا تصرف.
ثالثاً: أن أسهل وسيلة لدى من لا حجة مقنعة له هي تخوين الآخر وأن نلصق به من الإتهامات الجزافية ما لا يصدقه عقل عاقل، وأعتقد أنه لعقدين من الزمان عاش بيننا د. كرار التهامي وكلنا يعلم جيداً معدن الرجل ومدى تجرده في العمل العام الطوعي سواء الرياضي أو الثقافي وكذلك مدى إحترام الآخرين له حتى هؤلاء الذين يختلفون معه لأي سبب يشهدون بعفة لسانه وطهارة يده ونقاء سريرته.. وفجأة ولمجرد أنه اختير أميناً للجهاز أصبح عنصر أمن بقدرة قادر؟ من منا يشكك في كفاءة كرار التهامي وخبرته واحتكاكه بالمغتربين وتفهمه لمشكلاتهم ؟!! .. يا أحبتي ما هكذا تورد الإبل يا ايها الأفاضل!!
رابعاً : د. كرم الله محمد عبدالرحمن هذا الرجل الخلوق الدمث ، الأكاديمي والمعلوماتي .. الرجل المجامل في السراء والضراء ونعلم جيداً أنه رمز من رموز العمل العام في المهجر فجأة يصبح أيضاً عنصر أمن؟!.. هل في إختيار كرم الله مكسباً للمغتربين كونه عاصرهم في مهاجرهم ويدرك مشكلاتهم ومعاناتهم أم خسارة لهم؟! .. لماذا لا نحتكم للمنطق والعقل حينما نتحدث عن المفاضلات والبقاء للأصلح وإختيار الرجل المناسب للمهام من خلال الخبرات في العمل الطوعي العام وأن نبتعد عن شخصنة الأمور.، أو تصفية حسابات فالتنافس في العمل العام يجب أن لا يؤدي إلى الإعتقاد أن أي عمل طوعي لا بد بالضرورة أن ينطلق من إنتماءآت حزبية.
خامساً: هل يليق أن نطلق على أناس نحترمهم وكانوا حتى بالأمس القريب بين ظهرانينا دخل البعض ممن يهاجمونهم بيوتهم وأيضاً هم دخلوا بيوته من هاجمهم وبينهم من الأواصر الإجتماعية ما بينهم والتواصل في السراء والضراء ما لا يبرر هكذا هجوم .. بل وقدإلتقى بعضهم البعض في مجال العمل العام الطوعي بمختلف مناشطه والحق يقال كان كرار من الشخصيات التي تجمع ولا تفرق وكذا كرم الله أما كمال عبداللطيف فكان عزوفه يرجع لما رأى من شدة التشرذم وكان يود أن يكون الناس على قلب رجل واحد فهل من أجل هذا يُلام؟! .. لكم الله كمال ؛ كرار وكرم الله .. هل يليق أن نطلق عليهم الثلاثي أو ثالوث الأمن ؟! الأمر متروك للقاريء ليحكم ممن يعرف هؤلاء الرجال عن قرب .!!
سادساً: يؤسفني أن أقول أننا حينما نختلف لا نراعي حسن إدارة الخلاف والحوار وأدبياته.. لماذا ؟!! ليست لديّ إجابة!! .. لماذا نفجر ولا نراعي قيم الإختلاف التي جبل عليها أهل السودان حتى أصبحت ثقافة يتصف بهاأهل السودان جميعاً وهي بأن الاختلاف لا يفسد للود قضية وأنهم لا يشخصنون الإختلاف ولا يفجرون ولا مكان للشحناء والبغضاء والعداء بينهم!! .. ماذا جرى وماذا دهانا؟ .. هل إنعدمت القيم والثوابت الأخلاقية؟!
ليس هذا دفاع عن كمال عبداللطيف أو كرار التهامي أو كرم الله وهم جميعهم أخوة أفاضل كرام مثل أخوتنا الذين كتبوا بما لا يُرضينا ولا يرضي الذوق العام للمتلقين ولكن لأن معظمنا احتكّ بهؤلاء النفر وتعامل معهم عن قرب ونحن أدرى بأخلاقياتهم وسيرهم ولا مجال لمثالبٍ تروى عنهم .. علينا أن نعيد قراءة فكرنا وقيمنا واخلاقياتنا الأصيلة ونتشبث بثوابتنا الإجتماعية حتى حينما يكون هناك داعٍ لإختلاف .. اللهم ألهم نفسي رشدها وكل من نحب ..اللهم بلغت اللهم فاشهد.!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست