|
Re: فودكا وبطاطس ومساء احمر .. ( حكاية سوفيتيه ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
فودكا وبطاطس ومساء احمر .. ( حكاية سوفيتيه ) --------------------------------------------------- *حكاية من زمن لم يكن مطلقاً... وبالتاكيد لن يكون ( إفتراضي ) فقط
_ ب _
الخرطوم المتبقي من نفس الصيف اليوم الثاني مع صديقه القديم في قهوه قديمة بالخرطوم بالسوق العربي الذي أصبح أسمه سوق ( البلاشفه ) الاشتراكيون في مقهي أسمه (العصافير الحمراء .......تماما تماما حمراء) الاسم طويل شوية بس دي قهوة المثقفاتية الشيوعين ... تماما تماما ( مثقفين ) ...
- ياخي الجابك شنو ؟؟؟ - أى زول برجع بلدو ... - وينه بلدك دي شفته منها حاجة من ما جيت !!! - الحقيقة في تغيرات ... صور ماليه الشوارع ورؤس في كل مكان وشوية بؤس بس ما شديد - ده كل الاحظتوا يا دكتور - ياخي أنا لسه لي يوم في البلد لو ما عجبني الحال حاسافر تاني - دي نكته بايخة ... بالمناسبة جوازك معاك ؟؟؟ - لا الرفيق في لجنه الاستقبال شالو مني عشان يبدلوا بالجواز الجديد بتاع جمهورية السودان الاشتراكية . - عارف الجواز ده ما بياخدو إلا قادة الحزب وكبار الموظفين البستدعي عملهم سفر - معقولة والناس العاديين بسافرو بلا جوازات - قصدك ما بسافروا خالص ........ ياخوي مرحب بيك في مزرعة البطاطس
***
بعد شهر من وصوله كان قد أستلم الشقة التعاونية وعربية روسية سيئة الصنع ( موسكوفتش ) وفي ذلك الصباح قرر أن يراجع الاخ الرفيق المسئول عن تعينه .........
وذهب لمقابلته في مكتبه وكالعادة كان صاحبه المسئول جالس على مكتبه وخلفه صورة للرفيق السكرتير.... وهو جالس بمزاج على يستمع لاحد مقطوعات جيكوفسكي ... و يدخن تلك السيجارات القصيرة الثقيلة دون فلتر التي حلت محل البرنجي الامبريالى بالسودان الاشتراكي ..... ويبدو الرجل مستمتع بمباهج الحياة الاشتراكية كموظف مدني وعضو مهم بالحزب
وصل الدكتور متأخر بعض الشي عن الموعد وبعدما لطعته الرفيقة السكرتيرة ذلت البلوزة الحمراء نصف ساعة قبل السمّاح له بالدخول ...
- مالقيتو لى غير العربية التعبانه دي أتعطلت كم مرة وانا في الطريق - أقعد يارفيق بطل تزمر وأحمد ربك أننا أكرمناك بعربية أصلا في ناس بتقدم ليها وتنتظره خمسة سته سنين - ياخي ليه .... ما شائف عربات يابانية والمانيا لافه وماليه الشوارع ؟؟؟ - يازول عارف ديل منو قادة الحزب وضيوفهم من الاستشاريين والخبراء السوفيت - وباقي الناس !!!!!!!! - المسكوفتش.. واللادا ...والنيفا مالهم عيبهم لى !!! على أى حال عندنا نظام مواصلات عامه مميز وأغلب الناس عشان يحافظوا على لياقتهم الحزب صارف ليهم عجلات رالى ... - طيب عملته لى شنو في موضوع الشغل ... - حظك كعب الرفيق ( فلادمير ) لسه في اجازة ما جاء من روسيا - والاخ ده يطلع شنو !!! - ده المستشار الخاص بالمشروع عارف البطاطس عندنا أهم محصول.... - وده المحيرني مش كنا بنزرع قطن !!! - ياخي أكيد عارف البطاطس أكل الرؤس الاساسي ... بنصدروا ليهم - إنشاء الله بدفعوا كويس ؟؟؟ - لا ما فيها دفع بنقائضوا منهم باحتياجاتنا المدنية والعسكرية وبس ... - على كل الرفيقه ( أولغا ) حتجي بعد كم يوم ودي مستشارت المستشار وحتنظر في أمر تعينك - خير أنتظر منك أخبار كويسة .... - ما تنسي تحاول تخلى كل كرفتتاك حمر ... ده بدي عنك أنطباع كويس عند الرفاق - ولايهمك حنلتزم بالحاجات البتدي الانطباعات الكويسة بس خلونا نبتدي نشتغل - ياخي حاول تلقي اى شي تملاء بي وقتك قبل أستلام الوظيفة - مفكر اسافر لحدي ما الوظيفة تجهز ... - فكرة وأهو عندك السودان حدادي مدادي سافر زي ما عاوز - لا قصدي لندن ......... - دي حكاية معقده يطول شرحها وحاليا صعبة على أى حال شوف فكرة تانية غير السفر ومعليش انا مشغول شوية اشوفك وقت تاني يادكتور وأبقي طمئنا على أخبارك
خرج من عند الرفيق صاحبه وكان رؤسي ضخم تبدوا على محياه علامات الصرامه ينتظرالإذن بالدخول بمكتب السكرتاريا حياه مبتسما ورد تحيته متجهما ...... مع طلب صغير حينما رأه يهم باشعال سيجارة - *ياختشو سيجريتا . - ياخي جدا أتفضل ولع ياحليل زمن البرنجي من سيجار الزمن ده البلا فلتر .
ردت الرفيقة السكرتيره بانفعال وكلها حماس للزمن ده ضد أى زمن فات أو جائي ... - في روسيا بشربوها كده عندك إعتراض . - لا أبدا ... مجرد هّزار
*وخلف مكتبها صورة الزعيم سكرتير اللجنة المركزية للحزب مفقوع من الضحك -------------------------------------------- ( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: فودكا وبطاطس ومساء احمر .. ( حكاية سوفيتيه ) (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
فودكا وبطاطس ومساء احمر .. ( حكاية سوفيتيه ) --------------------------------------------------- *حكاية من زمن لم يكن مطلقاً... وبالتاكيد لن يكون ( إفتراضي ) فقط
_ د _
مضت أشهر اكثر مما تحصي بنفس الحال ...
وإن بداء شي فشي يعتاد أن يتعايش مع مفاجئته القاسية زوجته سعاد قد ( غسل مخها) تماما.... وأصبحت ملتزمه بمبادي الحزب وبدأت مكتبت المنزل وغرفة أستقباله تمتليْ بالكتب الحمراء ... وتصبح سعادوف أكثر حّدة في طباعها يوم بعد يوم تنتقده في كل شي ولا يعجبها شي ......
لذلك أنصرف كلياً باهتمامه( للبطاطس ) ... ومحاولة إيجاد فرصة للسفر .......
ومن حين لحين يشتبك مع سعادوف التي تمطره باللعنات الاشتراكية ياانتهازي... يابرجوازي... يا عدو الشعب ... يا عدو نفسو والعصافير من اقل غلطه يرتكبها وتراها مخالفة للمبادي الاشتراكية الحقة ... حتى لو اخبرها ببعض الافكار الخاصة عن شي معيين تنفعل ... وتهب كالعاصفة ( أفكار ... اّمال الزعيم الملهم ده دوروا في الحياة شنو مش عشان يفكر لينا وقت أمثالك عوزين يفكروا ؟؟؟ أكيد افكار هدامه وانتهازية .... ما أسمعك تاني تجيب سيرة التفكير على لسانك .... أنضبط ياعدو الشعب .... وعدو نفسو وعدو العصافير ... والزواحف )
لذلك أصبح يتجنب حتى النقاش العادي معها وفي باله أن يجد فرصة ( للهرب) والشتات بعيدا عن تلك البلاد عل وعسي يجد الفرصة في .... مؤتمر , زيارة خارجية , مبارة كرة قدم أصبح رغم الوضع الحزبي المميز الذي وصله سريعاً لا يطيق البقاء … أصبح يحس بالاعياء من اللادا وسعادوف والبطاطس والحزب وصورة الزعيم وذلك الشاعر الذي كل ماذهب لمقابلة صاحبه احمد محمد في قهوة العصافير الحمراء ... تماما تماما حمراء وجده يقراء لهم في قصيدة ( طارة عصفورة من غصن الشجرة ) ثم طارت أخري !!! حلقت عاليا ..... ثم طارت أخري !!! حلقت عاليا .....
_ يقراء ويقراء لحدي ما يخلص عصافير( الجنينة كلها )
والناس تصفق عيب المثقفاتي ما يكون أستنبط المعني المجازي المنبعج من زوايا سطور القصيدة النضالية ... في انعتاق العصافير وطيرانها ..... - ياسلام ده كلو في طيرت العصافير ديل !!!!!! -أيوه ( عصافير ) أشتراكية نضالية ........ ما أى عصافير اعتاد الحياة بتلك المحددات العمل , البطاطس , اللادا , سعادوف , الحزب , القصائد النضالية والزعيم الملهم
حتى انه يري هذه الاشياء في ( منامه )
إن نام أصلا ...
***
لذلك انتهز فرصة زيارته لمحمود محمود رئيس لجنة الزراعة بالحزب والزول الرسل ليهوا الدعوة للحضور للسودانوطلب منو أن يتم أرساله في رحلة عاجلة لحاجته أن يحضر بعض المتعلقات البحثية فضحك الرجل ولسان حاله يقول (على هامان ...... يافرعون )
-ممكن بس ماحتسافر انت نرسل أى واحد من الادارة عندك !!! -بس يالرفيق أنا محتاج أسافر بنفسي -ياخي الحزب خاتيك في دورك في السفريات الخارجية بس تنتظر شوية -تمانية تسعة على حسب دورك ... شيل الصبر يارفيق -خير تمانية تسعة شهور قول سنة مافي مشكلة -لا قصدي ثمانية تسعة يمكن عشرة حداشر سنة -طيب كورة السودان وغانا خلاص حامش اشوف مباراة الاياب هناك -أساسا غانا وأفقت تلعب المباريتين هنا الرفيق وزير الرياضة بلغني بنفسو ... شوفهم زي ما عوز -والله ما عارف الحكاية ما فيها حتى سفر يارفيق ... ما قلت لي ... ماكانت وعودك الزمان -عارف في كم دكتور بطاطس سوداني رسلنا لى برقيات في أنحاء العالم ؟؟؟ -رسلتوا لغيري ؟؟؟ -أأأأأأأأووووووووو كتار ممكن 123 ماجستير ودكتوراه وبروفات , بطاطس من السودانيين بره ... -وردهم كان شنو !!!!!!!! -في الاتجاهلوا البرقيات وفي الردهم كان ( بالله ... تلقوها عند القافل ) ( كان ليك )( ( sorry أنت --الوحيد الوافق ؟؟ -صدق ده حظي أنا الكده ... -ما لو حظك ما هو أنت أخر تمام مدير ادارة وكادر وسيط بكره تكبر وتبقي كادر قيادى أها عوز شنو تاني ؟؟؟ -أبدا سلامتك كنت بدردش معاك ما أكتر
فصمت محبط وهو يراقب صورة الرفيق سكرتير اللجنة المركزية بجدار البهو وهو يكاد يستلقي على قفاه من الضحك **
كان الاعياء يقتله والرفيقة سكرتيرة مكتبه تقدم له البوسته والاوراق التي تحتاج لتوقيع منه ...... وكانت واقفه امامه حينما سألها عن الموظف (عثمانوف ) فقد طال غيابوا من العمل ..... لو عارفة حاجة عنو
-أرجوك تاني ما تجيب سيرتوا طلع من العناصر المنحرفة المندسة وسط الحزب -كيف يعني ماكان زول ملتزم في الحزب والشغل مالوا ؟؟؟ -جاء تقرير من لجنة الحي الساكن في أنو بقي يتردد على المسجد بنتظام ويقعد كمان ويسمع دروس -يعني شنو !!!!!!!! -يعني طلع إسلامي انتهازي .... قامت الشرطه السرية باعتقالوا ... -طيب ما تقفلوا المساجد دي مخلينها ليه ؟؟؟؟؟؟؟ -لاصتياد العناصر الهدامه .... من المجتمع كنت قائلاك فاهم !!!! -طبعا .... طبعا...... بس كنت بشوف فهم انت شنو ؟؟؟؟؟؟ -أها ولقيتو كيف !!!!! -شنو ؟ -فهمي -لقيتو كده
وخرجت وأسند رأسه على طاولة المكتب وأغمض عيناه من الاجهاد وهو لا يدري انه بالايام الهادئات التي تسبق العاصفة
* وخلفه صورة الرفيق سكرتير اللجنة المركزية جالس مسترخي ورجليه فوق الطاولة يدخن سيجار ---------------------------------------------- ( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
|