|
|
 أكول والحركة..الطلاق البائن!!
|
أكول والحركة..الطلاق (البائن)؟!
معتز الرشيد
الحيرة والدهشة والغضب هي السمات التي غلبت على أغلب أعضاء الحركة الشبعية من الخطوة التي أقدم عليها القيادي المؤسس لللحركة الشعبية ووزير الخارجية السابق دكتور لام أكول أجاوين والذي أقدم على اعلان تدشين حزب مواز للحركة الشعبية سماه البعض بالانشقاق وسماه اعضاء الحركة بالابن العاق هو الحركة الشعبية لتحرير السودان (التغير الديمقراطي) وبدا دكتور لام أمس الاول أكثر هدوءاً وثقة في تنظيمه الجديد وربما يكون حسن تدشينه وثقته يرجع لبعض الاشارت التي ارسلها من خلال المؤتمر الصحفي الذي اعلن من خلاله انطلاق تنظيمه الجديد.
وعلى الرغم من تخوف البعض على مصير دكتور لام اثر اقدامه على هذه الخطوة الا ان جميع المراقبين يجمعون على حسن ترتيب وتصرف اكول والذي اعيته كل السبل والحيل والطرق للتوضيح لقيادة الحركة أنه ابن بار بالحركة وأنه لا ينفذ اجندة الوطني كما يدعي عليه اعداؤه داخل الحركة وأنه حين ما كان وزيراً للخارجية ينفذ اجندة شراكة بين حزبين وسياسة السودان أجمع وليس سياسة خارجية للوطني ، واعيته محاولات النصح المتكررة التي كان يقوم بها لقيادة الحركة ، وعلى الرغم من أن رئيس الحركة الشعبية النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق أول سلفاكير ميارديت كان يعرف جيداً من هو لام أكول وما يقوم به وما قام به من عمل للحركة منذ تأسيسها الا أن بطانة السوء كما يقول عليها مراقبو الحركة هي التي حالت بين لام وبين أن يتبوأ موقعه الذي من المفترض أن يكون به ، وعلى الرغم من محاولات قيادات الحركة ان تقلل من الحزب الوليد بأنه من فكر المؤتمر الوطني وان جماهير الحركة اكثر وعياً من ان تقبل مثل هذا الحزب الا ان برود وثقة اكول هي التي ردت عليهم واكد لهم انه أتى لانقاذ الحركة الشعبية من الانهيار تحت القيادة الحالية. وقطع اكول بان قواعده كبيرة وان عضوية حزبه بها مفاجات ستعلن في حينها ربما لخوفه عليهم وربما أن وقع المفاجئة لاحقاً سيخلق له القوة التي يريدها.
مكرهٌ أخاك..
يُجمع عدد كبير من المقربين لدكتور لام أكول على أنه الشخص الذي لا يقدم على أي خطوة دونما دراسة من كافة الاوجه سواء للنجاح أو الفشل ويؤكدون على مقدرته التامة على تشكيل تؤليفة ممتازة من جميع نقاط الضعف التي توجد من حوله ويشيرون الى أن دكتور لام اقدم على هذه الخطوة وهو مكره عليها ربما لما لاقاه داخل الحركة من محاولة اقصاء له ونكران لما قام به من مجهود ونضال تجاه حركته التي ساهم في انشائها واعطائها قوتها ، وعلى الرغم من اختلافه مع الراحل دكتور جون قرنق دي مبيور هو ورفيقه دكتور رياك مشار في عام 1991 فيما يسمى بانقلاب الناصر نتيجة بعض الخلافات التنظيمية والتباعد والاتهامات الا ان هذه الاتهامات سواء من جون قرنق أو من لام أكول ومشار لم تصل لمرحلة القتل المعنوي للشخصية التي يحاول القيام بها بعض القيادات حالياً بالحركة تجاه أكول وربما لسبب في ذلك أن أكول من الذكاء بحيث انه يعرف كل شئ وهذا ما يقلقهم ويجعلهم يسعون بشتى السبل للقضاء عليه فلم يكتفوا بابعاده من وزارة الخارجية وحدها بل سعوا ونجحوا حتى في اقصائه من المكتب السياسي للحركة وسعوا في الشهور الماضية لتصويره بصورة المتآمر على الحركة والذي يسعى لتفتيتها ، ورغم ذلك ظل يمارس عادته في الصبر والظن الحسن بانه سيأتي يوم وسيعرف الجميع حقيقته وصدق نواياه تجاه الحركة ، الا ان الصبر نفسه كما يقول مقربوه قد نفد منه وضاق به بالشئ الذي يحتم عليه الخروج وعلى الرغم من المحاولات المتكررة التي ساقها المؤتمر الوطني لحظيرته الا أن دكتور لام كما يقول لمقربيه إنه (ضاق لدعة الدابي) فاضطر هو والعديدون من المهمشين حقيقة في صفوف الحركة نفسها لتكوين حزب جديد له نفس اطروحات سابقة.
يحاول الأمين العام للحركة باقان أموم أن يقلل من أثر الحزب الجديد على مسيرة الحركة فقال لمرايا اف ام انه (ولد ميت) وانها محاولة خبيثة لخلق بلبلة وسط عضوية الحركة وانه تزوير لاسم الحركة وانتاج بضاعة مزورة لتسويقها ، وعلى الرغم من محاولات اموم تصوير الامر بانه لم يهز الحركة الشعبية اطلاقاً الا ان واقع الحال اثبت عكس ذلك فالاحوال داخل الحركة بالجنوب تمور بالصراعات القبلية وبالنقص الحاد في الامن ، اما في الشمال فحدث ولا حرج فبدارفور تواصلت الانشقاقات داخلها وبالشرق الالاف خرجوا عن الحركة ، وفي الشمال يبدو أن فكرة الاصلاح نبعت من هناك ، فهناك تكون تيار كامل داخل صفوفها عن الاصلاح داخل الحركة وربما اكول استقى الفكرة الأولى من هناك ، ربما!.
ويبدو أن قوة ما قام به أكول من انقسام (ان صح التعبير) جعل حتى حكماء الحركة يخرجون عن اطوارهم ، فنائب رئيس البرلمان والقيادي بالحركة اتيم قرنق شن هجوماً عنيفاً على اكول واتهمه بان ليس له مبادئ وبانه قد تعود على الخروج وانها المرة السادسة له بذلك ، وقال ان الحركة كالجبل اذا تساقطت منه صخرة فان الجبل لن ينهار.
ويبدو أن طلاق اكول للحركة هذه المرة سيكون طلاقاً نهائياً (بائن) فأكول هذه المرة طلق حركته بالثلاث ولن يعود اليها وهو يعبر عن أسفه لذلك ويقول انه قد فقد الأمل بها ولن يرجع..ولكن ما يحير الكثيرين هي ثقة اكول الزائدة ، ويبدو أن الايام القادمة ستكون بالكثير والكثير ونخشى ونتخوف على اكول من مصير زعيمه السابق دكتور جون؟!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فدوى الشريف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست