|
نانو تكنلوجى
|
كلمة نانو مشتقة من اللغة اليونانية وتعني عالم الاقزام الخرافي المتناهي في الصغر ومصطلح نانو تكنولوجي أو تقنية النانو معناها التقنيات التي تصنع علي مقياس النانو متر, وهي أصغر وحدة قياس مترية وتعادل واحدا من ألف مليون من المتر أي واحد من مليار من المتر أو واحد من مليون من المليمتر ويمثل ذلك المقياس واحدا علي ثمانين ألفا من قطر شعرة واحدة من شعر الإنسان! ويتضح من ذلك انه مقدار شديد الصغر, حيث يمكن ترتيب حوالي ثماني ذرات بجانب بعضها البعض في نانو متر واحد, ويهتم هذا العلم بتصنيع الآلات والأدوات والمواد الي الدرجة النانوية المتناهية في الصغر وغير القابلة للملاحظة بالعين المجردة, ويمكن مقارنة حجم الجسم النانوي بالنسبة للأجسام الصغيرة المرئية بالعين المجردة مثل النسبة بين حجم كرة القدم وحجم الكرة الأرضية, وتستخدم تقنية النانو الخصائص الفيزيائية المعروفة للذرات والجزيئات لصناعة أجهزة ومعدات جديدة ذات سمات غير عادية فمن خلال استخدام هذه التقنية يصبح بالامكان إعادة بناء جزيئات أية مادة وتشكيلها حسب مانريد, فأي مادة في الكون تتكون من ذرات وجزيئات فإذا صار بإمكاننا إعادة تشكيل هذه الذرات والجزيئات فإن هذا يعني أن بامكاننا صناعة مانريده, وسنضرب مثلا للتقريب, فذرات الكربون هي المكون الاساسي للماس( الألماظ) حيث يتكون الألماس من سلسلة هندسية معينة من ذرات الكربون التي تتراص في شكل محدد, كذلك فإن الفحم يتكون من ذرات الكربون أيضا التي تتراص جزيئاته بطريقة هندسية أخري معينة وباستخدام تقنية النانو تكنولوجي فاننا نستطيع إعادة تشكيل ذرات الكربون الموجودة في الفحم علي الطريقة الهندسية التي تتراص بها ذرات الألماس وهكذا يتحول الفحم الي ألماس ويتحول المثل الشعبي يمسك التراب يصبح ذهبا الي يمسك الفحم يصبح ألماظا ومن خلال تكنولوجيا النانو أيضا سوف يصنع الإنسان الآلي القادم وهو عبارة عن كائن متناه في الصغر يتكون من الكربون والسيليكون وهذا الكائن الآلي الصغير قادر علي صنع الاعاجيب أكثر مما كان يفعله جاليفر في بلاد العمالقة, فمثلا يمكن ارسال هذه الكائنات النانوية داخل الجسم البشري للقضاء علي خلايا السرطان وإصلاح الخلايا التالفة ووقف عمليات الهدم والتقدم في العمر, وهذه الآلات الصغيرة الفائقة الذكاء قادرة علي انتاج ذاتها وفق ظاهرة التصغير كما يمكن ان تتحلل ذاتيا بعد انقضاء مهمتها داخل الجسم.
وترجع أول افكار النانو تكنولوجي إلي عالم الرياضيات الأمريكي فون نييمان الحائز علي جائزة نوبل عام1959 وفي عام1986 وضع عالم الرياضيات الأمريكي اريك دريكسلر المؤسس الفعلي لهذا العلم كتابا اسمه محركات التكوين بسط فيه الافكار الاساسية لعمل النانو تكنولوجي خاصة ان العلماء قد اكتشفوا ان بعض المركبات عندما تصنع باحجام نانونية متناهية في الصغر فانها تكتسب خواص فريدة لاتتوافر لها عندما تكون في الحجم العادي, فعلي الرغم من تطابق التكوين الكيميائي في الحالتين الا ان المادة النانونية المتناهية في الصغر تكتسب صفات وخواص كهربائية وضوئية ومغناطيسية استثنائية نتيجة للترتيب الجديد الذي اتخذته الذرات, فالبورسلين مثلا يعتبر مادة مهمة ولكنها هشة وسبب هشاشتها أن الفراغ بين جزيئاتها والمكون من الرمل كبير نسبيا مما يقلل من تماسكها فيمكن اخذ البورسلين الموجود في الصحون المكسورة مثلا وتفكيكه الي مكوناته الذرية الاصغر ثم إعادة ترتيب هذه المكونات بصورة متماسكة جدا لكي ننتج بورسلين أقوي من الحديد يمكن استعماله في البناء أو في صناعة سيارات خفيفة الوزن لاتحتاج الي كثير من الوقود, ومثال آخر من خلال معرفتنا ان البترول يتشارك في تركيبه مع الكثير من المواد العضوية, يمكننا ان نصنع او نركب البترول من أي نفايات أو مخلفات عضوية بعد تفكيكها إلي مكوناتها الذرية ثم إعادة تجميعها لتصنع بترولا! وبناء علي هذا الفهم تمكن صناعة التيتانيوم المعدن الاشد صلابة علي الأرض الذي تصنع منه مركبات الفضاء من أي خردة معدنية وملابس عادية واقية من الرصاص من النفايات والمخلفات وغيرها من التطبيقات التي تعد بمثابة انقلاب جذري في العلاقة بين الصناعة والمواد الاولية بل ومجمل نظام التبادل الاقتصادي العالمي.
(...)
|
|
|
|
|
|
|
|
|