|
نجِير أخخخضر (..................) ..
|
.. .. .. ..
الغموض وراء المدعو (جادين) ! ..
السُرة ياأختي انتي جادين الشفناهو في عِرس بت الطاهر داك .. الزول ده انا كان ما بخاف الكضب بقول شوفتو .. ااااي والله التقول شوفتو ..
يابت تشوفي العمى انتي مشُحوطة ولا شنو ؟ الراجل قالو جاااي قرييييب من ليبيا ! وكان قاعد فيها خمسة سنين ! تكوني شوفتيهو وين ؟ قومي .. قومي عليك الله جِيبي لي عِدة القهوة النهار روووح ..
وقامت فاطمة منصاعة لجلب عِدة القهوة بجسمها فقط ، بينما عقلها وجُل مكينات تفكيرها وزكرياتها تقطَر زيتاً ، لتجد ولو ومضة تهديها الى اين التقت بذلك الوجه وجه ـ جادين ـ أين؟ أين؟ والذي متأكده منه انه لا شبيه ولا يتخيل لها، فهي متيقنة انها التقت ذلك الشخص وليس سواه ، وتلك العينين ..
وبتلك القناعة جنَدة تفكيرها (العنيد بالوراثة) .. لمعرفة اين التقت ذلك الـ جادين ..
ونواصل ..
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
Quote: والله يا محمد جهجهتني انا و جهجهت جادين زاتو تعال تم القصة دي الشمار كتلني |
صحبي خضر وفنانيَ المفضل (وفي الأولى شك .. بس التانية قطع شك {تُرو} ) ..
ياأخي انت يقول ليك نجِير اخضضضضر تقول اولادو كم ( مثل مفبرك من أمثلة الحبيبة أمي {عليها السلام في الدارين}) .. .. .. وانا الشمار (كاتِل مصاريِني)! .. بس ربك غالب .. نسوي شنو؟
ــــ انت ماتجي تتمها.. ونسميها الرواية الجُوز يه (وش مِتل حقك ده) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: ibrahim kojan)
|
Quote: راجييييك
ولو صاحبنا الفيهو شك ما تماها ممكن اشارك؟؟ |
ترجااااااك الصحة، والسعادة ، وراحة البال، فاتحة بِيبانا .. يابا قول أمين ..
ياصاحب الحرف الذي استبينه (وأسعالُو) من قِلة في الحروف .. أبراهيم (كُجان) {إن صحة كتابتها} ..
فاطمة .. وجادين .. ظهراء بلا مقدمات ولا إحم ولا دستور لاولاد ماما (عقلي!) المزحُم .. ومُجهد .. ويحمل اسفاره .. وأسفار الغير! (وحامل الدِليفري تبعنا.. ينتظرك حتى تنهي طعامك فيغسل لك يديك ـ مجاناً) و .. اااااه ..
لكنهما تقرفصاء على تفكيري بشكل.. لذيذ.. وممتع .. اثارا فيَ نشوة طااااال الزمان بي إحساسها , .تاني اااه وأرجعاني لعالم يتحرك أمامي .. أحبه.. وألبساني كمامة أُكسجين مُنكهة برائحة زكية .. ايضاً أحُبها .. لأخوص في تفاصيل أعشقها ..
وأحمد وجودك لنجدتي ، وانت خير الناجدين لثقتي في حرفك الذي أُتابعه كـ(مروحة التربيزة) ولم يخزلني ولو لبرهة .. وأثق في انك ستكملها تكملة تجعل من كل الذي كُتب هنا زخات بخاخ .. فانا اثق ..
ولحين ان يفارقني الهام ـ فاطمة وجادين ـ في التكملة .. خليك قريب .. تدنو من لحظة الأستعانة بصديق .. ياجميل ياحرف
وأبقى صادي .. دُعاش حُبي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
إضاءة خافضة لم يتجدَد المدخل ..
السلام عليكم ورحمة الله .. السلام عليكم ورحمة الله ..
إستغفر الله العظيم .. إستغفر الله العظيم .. والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد واله وصحبه أجمعين .. إستغفر الله العظيم ..
وسوست بهم فاطمة داخل راحة كفيها ومسحَت بهم استدارة وجهها ، بعد ان فرِغت من صلاة الظهر .. ورفعت مُأخرتهالتنتصب وقوفاً، بسحبِها للسجادة وطويها، ووضعها خلف حمار الهدوم الضخم الجاثم على الغرفة .. وإستدارت في عجل ، لتبداء في إتباعها اول فتلة لتكمل خيطها في معرفة أين التقت ذلك الـ(جادين) .. وكان الشئ المدهش الذي قفز في دماغ فاطمة ، أن تحاول لقاء هذا الجادين بأي طريقة ، عسى اللقاء ينعش خلايا تلك الخربشات في الزاكرة .. فتخرج من طور الومضات ، الى ما يهديها الى أين التقت بتلك العينين ، عينين ـ جادين ـ
فاطمة بت عمتي .. جادين أخو صاحبنا ورجل أعمال ..
(هكذا عرفَها (عادل) بجادين في العرس) .. فعادل هو بداية النسيج للخيط .. لكن يجب ان تحطاط حزراًً فالسْؤال عن رجل غريب من بنت ، شاز ومرفوض بصرامة في عائلتها ..
فبداءت في ترتيب ملبسها وترتيب افكارها ، للذهاب لمقابلة مع عادل إبن خالها الذي يمتلك وكالة سفر وسياحة ..
وعائِدون بمشية الرحمان ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
Quote: وسوست بهم فاطمة داخل راحة كفيها ومسحَت بهم استدارة وجهها ، بعد ان فرِغت من صلاة الظهر .. ورفعت مُأخرتهالتنتصب وقوفاً، بسحبِها للسجادة وطويها، ووضعها خلف حمار الهدوم الضخم الجاثم على الغرفة .. وإستدارت في عجل ، لتبداء في إتباعها اول فتلة لتكمل خيطها في معرفة أين التقت ذلك الـ(جادين) .. وكان الشئ المدهش الذي قفز في دماغ فاطمة ، أن تحاول لقاء هذا الجادين بأي طريقة ، عسى اللقاء ينعش خلايا تلك الخربشات في الزاكرة .. فتخرج من طور الومضات ، الى ما يهديها الى أين التقت بتلك العينين ، عينين ـ جادين ـ |
هسع يقولو ليك شنو!!
ما تواصل ربنا يهديك ياخ.. فاطمه دي الشايفا في حتة كدا .. وين ياربي .. وين؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
إضاءة ومدخل خارجي ..
ياأخوانا معليش انا مابقدر ادخل الميدان فلو سمحتو أنزلو هنا عشان داير ارجع من هنا .. معليش مافرقت إتمشو شوية .. حِته صغيرة ..
أعلنها صاحب الحافلة .. ليهِم الجميع بالنزول والهمهمات .. وكانت فاطمة اخر النازلين ، لتعبر الشارع المزدحم ، واصوات الباعة المختلفين ، وامزجة الروائح .. يضجان بالمكان .. لتدلف الى برنده .. وتتوقف عند عم أمين ـ صاحب مكتبة المنار ـ
السلام عليكم عم امين
وعليييكم السلاااام ورحمة الله وبركاته .. فاطمة بتي كيفنك؟ .. وكيف ناس البيت؟ ..
بخيييير والله نحمد الله .. وكيف صالحة بتك ماجايين قريب ؟.. هي في قطر موش ؟ ..
والله تمام التمام .. اي هُم في قطر .. والله الجية دي الا شهر هتاشر .. تمنية شهور تاني .. غايتو الله غالب .. اقعدي عليك الله يابتي النجيب ليك حاجة تشربيها ..
لا والله شكراً عم امين مستعجلة جداً .. قُلته بس أمر اسلم عليك ، وأسئلك عن الكُتب جات ولا لسع؟ ..
لا والله يابتي الكتب ماجانتا لي هسع ، لكن متوقع قريييب ده .. قولي يالطيف ..
يالطيف .. يالطيف .. خلاس كويس اخليك عشان عندي مشوار مهم ..
تسلمي يابتي سلمي عليهم
الله يسلمك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
Quote: نجير أخخخخضر فعلاً يا ودالجزولي . |
ياالأخضر غزير الباع .. ابوي ..
خضر حسين (وفي مقولة أخرى العريس) .. إنت يازول المرقَك شنو من بيت الحبِيس
والله ياصاحب نجِير أخخخخخضر .. لمن بخاف عليه يتقطع وأنا أضع حروفه هنا .. حروف بحبل سرتها.. ودفاق مويتها ..
مرورك دائماً مريح .. لا تسعى لِي قطعو .. وخليتك دائماً ضاجي بإحساس جميل جوانا ..
حبي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
إضاءة مخرج داخلي ..
عم امين سلام تاني .. شُفتا الغباء! ومشغولية الراس مخصوص ، جاية عشان السُرة وصتني اجيب ليها معاي مجلات سيدتي ، طبعاً مهوَسَة بيها شديد .. قُمت نسيت ، الليلة كانت ضبْحتِني ..
وعِيناها تمسح المكتبة الضخمة ذات البابين ، لتستقر في مُستقر ـ جادين ـ هناك يقف أمام الأدوات المكتبية ..
ههههههه ياها المشاغيل تنسيك اسمك خلي مجلة سيدتي هههههه ، تلقيها هناك في الرف الفوق اليمين داك .. هههه والله يابتي ضحكتيني .. .. اهلاااااان ..
وينشغل عم أمين بزبون أخر ، وفي الغالب صديق .. بينما تهم فاطمة بألتقاط القفاز ، لتظفر بما قدِمت له ..
وتتجه نحو ـ جادين ـ الذي وقف يتفحص مجموعة من أقلام حِبر الفاخرة ، شكلًا وسِعراً .. (ولم تخُنها محظوظيتها التي لازمتها طِوال سنين عُمرها الأربعة وعِشرون عاماً وأربعةِ شهور ) .. فكان رف المجلات مِجاوراً لرف أقلام الحبر ..
وحين يبتلُوناـ الحبر ـ من جديد سنعود ، بأذن الواحد الأحد ..
فالى مواصلة حتمية ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: Amin Mahmoud Zorba)
|
أمين .. يازوربا وماأدراك ... مــــا ـ مـدى ..
زوربتا ..
صمتك يُحِلُكَ ، لإستراحة قصيرة ، لواحدة ، من شهقات ..
فارس الطَرَب ..
Quote: فرح الحياة هوا الطريق وإحنا اللي نقدر نرسمه والحمل مهما يكون يكون ، ما بينا ممكن نقسمه اللي ابتسم وداس وعدى ع الألم اللي حب نور قمر اللي غنى بشوق وسَهَر .. .. اللي حابب خطوتهُ واللي عاشق سكتهُ لازم يعيش ما ينطفيش ما ينتهيش ، لازم يعيش |
مع ودي المترامي الأطراف ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
وها هي عطلت نهاية الاسبوع تنقضي! ، ولم يحلا ! علّيَ ـ فاطمة وجادين !! .. .. بداءا في خرشات ظهورـ صباحاً بدري ـ وحينما استعديد ... تلاشاء!! ..
وبذلت طوال اليوم مجهود جبار في استدعَهما ، بلاجدوى ، وها هو اليوم تلاشا ايضاً .. وبلا جدوى ..
إني أشتاقهما، بشدة .. واحن لعالمهما ، بشدة ..
عذراً عزيزي المتابع ..
الله غالب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
الله غالب الله حَي
إضاءة داكنة مدخل ضيق ..
وسرعان ماتحول هذا الخَفقان ، الى بؤرة شديدة الضوء في منتصف عقلها ، اظلمت كل محيطها ، إلا من دائرة حلزونية الحركة ، تتراقص امامها .. بذكرى ... ذلك اليوم .. !! .. يوم ذهابها لأول مرة ـ للشرق ـ لمجاملت في زواج عمت ، ( مها) .. قريبتها ، وصديقتها ، وزميلة دراستها {ابان ثلاثة سينيها التى قضها في معهد الطيران ـ برومانياـ التي قَطَعت به الدراسة لظروف خاصة } ..
... وعندما دلف بهم البص الذي يقلهم ، ليقف بمحازة ـ راكوبة من قش ـ منصوبةعلى ساهل ممتد ، يُباع داخلها ... حتى النوم ! ... ـ كانت مياه الشُرب ! .. التي تجرعتها فاطمة ، طِوال ماقطعوه من مسافة ، قد استنفذ صبروها للخروج ..
... وبإنتهاء معصم سائق البص ، من مهمته بإقاف البص .. تماماً .. كان بمعصم ـ فاطمة ـ إبريق وهي تتجه ـ بخَجِلِ أنثى معهود ، وإستعجال من لا يستطيع احد التحكم فيه!! ـ صوب الصريِف بخلف ـ الراكوبة ـ الذي أعدَ لقضاء حاجة النساء !!! ..
وعندما اهابت بالإستعداد لقضاء حاجتها .. لمعت لها عينان متلصصتان {من بين الصَرِف المهترئ} ، لإشباع رؤية (عُرئ) اُنثوي .. تحت اي وضع!!!! ..
.... فاشاعت لهما فاطمة بعينيها المستنكرتان بحدِ.. الدهشة ، والخوف ! ..
وفي محاولةأختفائية لمريض العينين ، والروح ، المتطَفل ... بعد اَن ايقن جيداً ، اَن لا محالة من هذا الجسد .. المحمي رباني ، ولو بغفلة!! .. واثناء المحاولة ، شَبكَت شوكة سميكة ، في لياقة قميصة المتسخ! جعلت وجه العريض {في مُجابَدة إنعتاقية} يرتضم ، بأشعة الشمس ـ التي اَبت قبل تسليم ورديَتها للمغيب ـ ان تعلم ـ فاطمة ـ و بلا ضوضاء ولا خُطب .. اَن هناك جنود لله ، غير البشر !! ..
فبان لها بوضوح .. وجهه الملئ بالأوساخ والحِرمان !!! ..
كما يُبان لها الان امامها بوجهة الضخم ، المتطفل على اشعة الشمس ، المنسدلى بهدء الغيلولة ، من منور مكتبة .. عم اَمين ..
وهو المدعو جادين !!!!!!!!! ..
هو! !! هو ! !
اواصل .. ولااااااا !!!
ــــ ويـا القارين .. وبتنبهوا التانينِ للقراية ـ وعندكم امكانية (حرِف) هنا !.. اجعونا ولو .... بهمسة ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
إضاءة فاجَة ومدخل اضيق من ماسَبق ..
وانتصب هو ـ جادين! ـ من انحناته على رف الأقلام ، ليعيد لأشعة الشمس المنسدلىَ ، مغازلتها ، للمربع الفضي ، المنقوش عليه اية الكُرسي المتدلي ، من السِلسِلة الفِضية على رقبة ـ فاطمة ـ ... التي اخذت خطوطَيِنِ الى الخلف ، في استعدد ، لمصافحة وداع لهذا المدعو ـ جادين! ـ التي التَقَتُه صُدفةَ !! هنا! لينقلب تفكيرها رأساً علىَ عَقْب ، ... و اصبح ، يضج بالحيرة!! ورائحة غموض ! جَثمت على انفاسها، بعد ان بانت واضحة لها الان !! .. اتية !! ، من هذا المدعو ـ الجادين! ـ ..
ومدَت يدها ، الباردة ، ومثقولة بأعصاب مشدودة بغير وَزنَة!! .. ومدَ هو يده ، الخشنة ، ومثقولة بعضلات و عِروقِ البارزة ! ..
وفي وداع فاتر ! ، تخللته ، تمتمات كثُر فيها اسم الله ، وإبتسامات كورود المَقَابِر! .. إفترقاء ! جادين ـ بعد ان اخذ قلمين حِبر ، من الاقلام { يصل سِعر الواحد ، لإكفاء إشغال مَنقَد ، لوجبةِ اسرة !! } ، وترك مابعثرته اياديه في التفَحُص ، ... على حَالهِ!! ، ليتوجه الى مُخَصَص الدفع!! ....
وفاطمة ـ بعد ما أخذته من حِيرة !، وتشتت ! ، وأسئلة؟؟ مُوقَدَة بنارِ حطب ، في كل انحاء تفكيرها !!! .. لتأخذ باب المكتبة الثاني مخرج لها! .. وبدون ان تلقي اي نظرة على مجلات سيدتي !! ، التي كانت تَحَمِل بيدَهاَ اليُسرى على رَفِها !! ..
وإن دعى الرحمن { تَرَانَا} راجعين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجِير أخخخضر (..................) .. (Re: محمد الجزولي)
|
إضاءة ساطعة مدخل متعرِج ..
وحين ما إختلط ضجيج الشارع .. بأصوات باعتهِ ، المتجول منهم والثابت .. وزفير ابواق مَركِباته ... مع هواجس الدهشة المُشَوشَة بأسئلة حائرة هوجاء ، جَعلت من ـ فاطمة ـ كما الذي قُذِفَ به في هيجان مُحيط .. يوم نَوه من نَوات الله الغاضبة .. واَثقَلوه بتقيلِ حديد ! .. فأدلفَت بنفسِها على اول كافتيريا مرطبات صادفتها ، وكانت ظامئ الى تهديت اعصابها ، وترتيب افكارها ، اكثر من ظمئِها الى رويان عطش سائل .. وطلبت عصير ليمون ، بروح الموز .. وأخذت لها جانب بعيد يكفيها شر المتطفلين ، وجَوّدَة السلام !! .. ، وشرعة في استنشاق وزفير .. ورشفة الليمون بروح الموز ، واستنشاق .. وزفير .. ورشفة من الليمون بروح الموز ..
وبهذا التمرين ، الذي تعلمته وتشربته ـ فاطمة ـ من والدها الذي غادرها الى دار الخلود الأبدي ، وهي في الثاني عَشر من عُمرها ... إستطاعت اَن تعيد الى نفسها الهدوء التام ، وإسترخَت اعصابها لتباشر مهامها في تجميع أفكارها ، التي حزمتها في بُقجَةِ واحدة في .... من هو هذا الجادين ؟!!! من هو ؟!!! .. والتي متيقينة منه ، وراسخ فيها بأيمان لا مجال الى مجرد هُينة من الشك فيه .. اَن الوجه الذي اطَل بتطفل! عليها من بين صريف الخلاء{ في ذاك الزمن} بحرمانه ، ومتعلقات الأتربة وزيوت العربات ودهونها ترسم خيوطها عليه !! .. وهذا ! ... الذي التقتهُ في ليلة الزواج ، ... وإلتقته صُدفة هنا ، وغادرها منذ بُرهة .. بملبسه الأنيق ، وعطره النافز ـ المدعو جادين ـ هما شخص واحد !!! .. ولا جدال في ذلك !! ...
إذن !! ..
كيف ! يستقيم ان نفس الشخص ، في عراء خالي ومنظر يعلن عن وظيفة صاحبة! ـ ليس سوى مساعد في احد اللواري او الباصات التي كانت تحيط بالراكوبة الإستراحة!! ، وهذا الذي يُدعَى جادين! ـ بكل هذه الأناقة والثراء !! كيف يستقيم ؟!! مساعد لوري او كما نحو مظهرة ! .. ومنظر حالي يشِيع بالاناقة والثراء ! كيف ؟!! كيف ؟!! وعَصف من جديد هُتاف السؤال !!!! ... إلا ان افاغها منه إستاذان جرسون الكافتيريا بأخذ الكوب الليمون الفارغ ... فقفز لها ياسر شقيق صاحبتها ـ أروى ـ ضابط المباحث برتبة الرائد ، وأشاعت لها فكرة ! ... ان تذهب لياسر وتشرِكهُ في هذا الغموض !! عساه يساعدها او يهديها لتفكيكه .. وهو المشهود له بالكفاءة ، وذكاء الفطرة ، وتبرزه في عمله ، وغير ذلك لعلاقتها الطيبة به وبأسرته ، وياسر يحترم فاطمة جداً ، ودائماً مايشيد بكفاءاتها الزهنية والدراسية ، وعمق تفكيرها في الأمور .... فغادرت الكافتيريا.. عازمة! ..
وبما ان الوقت شارف على انتهاء الدوام العملي اليومي ، فلن تلحق تجدهُ في مكتبه بالداخلية .. فتوجهت مستقيماً صوب منزله .. .... وهناك .. بين حرارة إستقبال الشوق ، وتبادل الأخبار ، ورشفان الشاي المنكه بالنعناع والقِرفة .. جلست تنتظر ياسر ـ الذي سوف يتأخر قليل من عادته للذهب بعد الدوام لمجاملة عزاء عند احد اصدقاءه .. وطالت الجلسة وطال الونس ، والضحك ، والتخاسيم للطيبات ففاطمة مميزة لَديهم ، ويحبونها .. ومع إنسدال الليل لستائره السوداء ، هَمّت فاطمة بالمغادرة بعد ان فَتَر توقعها بقدوم ـ ياسر ـ لن يطول .. إلا ان جاءها الرد الحاسم من حَرم ـ والدة اَروى وياسر ....
ـ وحاَة ابوي مابتمشي بليل ده براك .. تقعدي لامن يجي ياسر ولا واحد في الوليدات يوصلك .... مابخليك بليل ده تمشي براك .. اقعدي المسلسل العربي قَرب .... احضريهو ولمَن يخلص بكونو جو ... يرجعوك ... هو انتي في بيت غريب انتي في بيت أهلك ....
ـ حاااااضِر ياخالهَ ... قالتها فاطمة ورجعت مستلقية على جنبتها عكس أرجل ماترقد اَروى ، بعد ان خطفت منها كِيس التسالي !! ـ ثقيلةَ !! زمجرة بها اَروى ، وسط ضحك الحاجة حَرم ـ وحركات فاطمة المُغيظة ..
واطلت المذيعة الجميلة لتُعلن عن بدء المسلسل العربي ..
. .
ونواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|