|
المبالغة والتشويه للتبرير
|
الحق لا يحتاج الا الي شفافية دون اضافات لا داع لها .. المبالغة والتشويه لتبر ير فعل او قرار ما ياخذ الكثير من مصداقية القرار ومن المتحدث ...اتخاذ الحاكم او من تولي امر البلاد والعباد عنوة او طوعا لقرار ما يجب ان ينظر اليه في حجمه الحقيقي دون مغالاة او تبرير لا لزوم له ...الحق ابلج ومن يتخذ قرارا فهو مسئول امام شعبه والله سبحانه وتعالي عنه اولا واخيرا ...
امس مساء وبمناسبة رحيل المرحوم المشير جعفر النميري كان لقناة الشروق لقاء مع وزير العدل سبدرات بصفته الحالية وصفته كمحام لنظام مايو في المحاكم التي تلت الانتفاضة ولقد عدد سيدرات محاسن ذلك العهد وفق رؤيته وفهمه وله فيما يقول مايريد فلو كانت محاسن ذلك العهد تفوق مساوئه لما انتفض الشعب ... عموما اثار سبدرات علي امر قفل البارات وبيوت الدعاية وبالغ في وصفه حين قال :
"بار بين بار وماخور بين ماخور ...الخ"
لم تكن العاصمة كذلك ياسبدرات وكانت البارات معدودة والمواخير كذلك .. اعطاء الامر صورة وشكل غير الذي كان مبالغة لتبرير قرارات مايو لا يعطي تلك القرارات "حسنة او سيئة كانت" حجما اكبر من حجمها ولا يزيد في مصداقيتها انما يعطي صورة غير حقيقية للعاصمة ومدن السودان وسكانها حينها ... بعد ما يقارب اربع عقود منذ ذلك الزمان والقرار كبرت اجيال كثيرة لم تري العاصمة وغيرها من مدن السودان قبل ذلك القرار وحين تاتي انت "وزير العدل" وتبالغ في وصف حالة تلك المدن بما ذكرت فانك تظلم اجيالا باعطائهم جرعة غير حقيقية من تاريخ بلادهم من خلال معلومة مبالغة ومغلوطة .... كانت توجد بارات نعم ومواخير نعم ولكن محدودة وليس كما بينت انت وكانت هنالك كذلك حلقات للذكر والعبادة والجلسات الاجتماعية الاسرية وحفلات للغناء والطرب وندوات ثقافية واسابيع افلام وسينما وليالي شعرية وندوات سياسية (قبل ان تمنعها مايو ) وهي التي كانت الغالبة
ياخي الحق لا يحتاج الي تبرير ومبالغة ...
|
|
|
|
|
|