(دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان-بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 10:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2009, 04:44 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان-بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان

    الاخوة الاعزاء من اراد نسخة من الدراسة الرجاء ارسال البريد الالكتروني على العنوان التالي:

    [email protected]





    أزمة الهوية في شمال السودان 1
    متاهة قوم سود...ذوو ثقافة بيضاء

    ما وددت أن أكون غير ذلك الرجل الذي يرقد تحت جلدي
    والذي لابد أن أعرفه 2


    بقلم د. الباقر العفيف
    ترجمة الخاتم عدلان
    خلفية الدراسة :


    تشتعل في السودان حرب هي الأطول عمرًا في أفريقيا، وربما في العالم كله. استمرت هذه
    الحرب ثلاثين عامًا، قتل فيها ما يقارب ال 1.9 مليونًا من البشر وشرد 5 ملايين آخرين. وقد قتل
    منذ أن استولت هذه الحكومة على الحكم عام 1989 م، بسبب الحرب وا&#65247;&#65252;&#65184;اعة الناتجة عنها، عدد
    أكبر مما قتل في الحروب البوسنية والرواندية والصومالية مجتمعة 3. وفي محاولا&#65175;&#65260;م لفهم جذور الحرب،
    اتبع المؤرخون والمحللون السياسيون السودانيون، منهجين. الجيل الأول من هؤلاء ركز بصورة
    أساسية علي القوى الاستعمارية، ومخططا&#65175;&#65260;ا المحسوبة لفصل الجنوب عن الشمال ببذر بذور الكراهية
    في الجنوب. و لكن وبعد أكثر من أربعة عقود من الحكم الوطني ما تزال الحرب قائمة، ليس هذا
    فحسب، بل تفاقمت, واتخذت سيماؤها الدينية الكامنة, شكلها الواضح والمكتمل. وقد دفع هذا
    الواقع أجيا ً لا جديدة من السودانيين للتفكير في الأمر بصورة مختلفة. وهنا برز المنهج الثاني، لينقل
    مركز الاهتمام من العدو "الخارجي" إلى العدو "الداخلي" عندما يحاول الوصول إلى جذور الحرب،
    باعتبارها نزاعًا بين الهويتين الرئيسيتين في البلاد: الشمال والجنوب. وهناك الآن اتفاق واسع بين
    السودانيين، شماليين وجنوبيين علي حد سواء، أن بلادهم تعاني أزمة الهوية الوطنية. وأصبحت الحرب
    بالنسبة لهم وبصورة جوهرية، حربًا للرؤى، كما عبر عن ذلك تعبيرًا بليغًا، فرانسيس دينق ،
    الشخصية السودانية الجنوبية البارزة 4. وقد سعى الشمال الذي يشعر بأنه عربي ومسلم، إلى تعريف
    البلاد كلها على هذا الأساس. وهو لم يكتف فقط بمقاومة كل محاولات القطاع غير العربي لتوصيف
    السودان باعتباره جزءً من أفريقيا السوداء 5؛ بل بذل جهدًا خارقًا لاستيعاب الجنوب من خلال
    سياسات التعريب والأسلمة، وسعى إلى تحويل الهوية الجنوبية إلى انعكاس مشوه للذات الشمالية.
    ولكن الجنوب، الذي نظر إلى المشروع كنوع من الاستنساخ الثقافي، قاوم هذه الاتجاهات دون
    هوادة.
    2
    ولكن هذه الدراسة تذهب خطوة أبعد، وتبحث، على مستوي اعمق، عن جذور هذه
    الحرب.أ&#65255;&#65260;ا تسلط الأضواء على التراع داخل الهوية الشمالية التي تقود إلى التراع الأكبر بين الهويتين
    الجنوبية والشمالية.وتحاول الكشف عن العلاقة بين الانشطارات التي سببتها النخبة الشمالية الحاكمة
    علي مستوى البلاد، وتصدعات النفس الشمالية ذا&#65175;&#65260;ا، وتحديد ما إذا كانت الأولى، هي في نفس
    الوقت ، عرضًا للثانية وعلامة عليها. وهكذا فإن هذه الدراسة تحاول إنجاز تحول أخر، بنقل الانتباه
    من الازدواجية الخارجية التي تميز الانقسام الشمالي/ الجنوبي، إلى الازدواجية الداخلية التي تعاني منها
    الذات الشمالية.
    تعريف الهوية:
    يعرف قاموس وبستر الجديد، للغة الإنجليزية، الهوية باعتبارها "تماثل الخصائص الجينية الأساسية
    في عدة أمثلة أو حالات أو تماثل كل ما يحدد الواقع الموضوعي للشيء المعين: تماثل الذات، الواحدية،
    تماثل تلك الأشياء التي لا يمكن التمييز بين آحادها إلا بخصائص عرضية أو ثانوية. الإدراك الناتج عن
    التجربة المشتركة، هو أحد حالات هذا التماثل. أو وحدة الشخصية واستمرارها: وحدة وشمولية
    . الحياة أو الشخصية أو حالة التوحد مع شئ موصوف، مزعوم أو مؤكد أو حيازة شخصية مدعاة" 6
    إذا شئنا تحديد هوية الشخص، فربما نحتاج لمعرفة اسمه أو اسمها، لونه، خلفيته الاثنية أو الثقافية،
    والموقع الذي يحتله وسط الجماعة. هناك، إذن ، وجهان للهوية، أحدهما أصلي، بدائي، ومعطى،
    والأخر مصنوع ومختار . فالهوية في نفس الوقت ذاتية وموضوعية، شخصية واجتماعية، ومن هنا
    طبيعتها، المتفلتة ، العصية على التحديد. ويملك الأفراد تشكيلة واسعة من الهويات الممكنة. إذ يمكن
    أن تكون لهم هويات عرقية أو اثنية، قومية أو دينية، أو حتى هويات خاصة بالمدن التي يقيمون
    فيها 7. ويرتبط الحديث حول الهويات الشخصية، ارتباطا وثيقًا، بمجال الخطاب الجينوي. ومع إن
    الخصائص البيولوجية هي خصائص موضوعية، إلا أن الهويات الفردية تعني شيئًا أكثر من ذلك. فهي
    . تشتمل على دلالة ذاتية لوجود مستمر وذاكرة منسجمة ومترابطة منطقيًا 8
    الدلالة الذاتية للهوية هي الإحساس بالوحدانية والاستمرارية الشخصية 9، الإحساس بالانتماء
    إلي منظومة راسخة من القيم التي تكون الاتجاه العقلي والأخلاقي للمرء، وتعطى الأفراد خصائصهم
    المتفردة. إ&#65255;&#65260;ا تمكن الفرد من تحقيق حياة ممتلئة وكثيفة. في مثل هذه اللحظات يمكن أن يقال أن
    الشخص حقق ذاته أو ذا&#65175;&#65260;ا. وصار "متصالحًا مع جسده أو جسدها". وعلى وئام مع بيئته أو بيئتها
    ومع نظامه أو نظامها الرمزي. ولكن الذي يقوم هذه الدلالة الذاتية، هو الخصائص الموضوعية، والتي
    يمكن التعرف عليها من قبل الآخرين.
    3
    الهوية دينامية أيضًا ومستجيبة للظروف المتغيرة. وهي قابلة للتحول مع التقنيات والنظم الثقافية
    والسياسية المتغيرة. 10 وهي استراتيجية. فالناس يتبنون هويات معينة لأسباب استراتيجية مثل
    "التمكين" وقبل كل هذه العوامل وبعدها، هناك الإرث التاريخي لأجدادنا الذي "يحط بثقله في تحديد
    من نحن وماذا يمكن أن نكون. 11 الهوية إذن إدعاء للعضوية يستند إلى كل أنواع النمطيات مثل
    العرق، الجنس ، النوع، الطبقة ، الطائفة، الدين، الثقافة ... الخ. 12 إ&#65255;&#65260;ا الطريقة التي يعرّف &#65169;&#65260;ا الناس
    . أنفسهم، ويعرفهم &#65169;&#65260;ا الآخرون، على أساس من الأنماط السابقة 13
    Identification-: تعريف التماهي
    قاموس العلوم الاجتماعية يعرف التماهي باعتباره "الميل للتقليد،و/ أو عملية تقليد سلوك شئ
    ما. وربما يدل كذلك على عملية التمازج العاطفي، أو حالة هذا التمازج الناجزة، مع هذا الشيء
    ذاته." 14 وقد استخدم س. فرويد، هذا المصطلح في علم النفس، لأول مرة عام 1899 . إذ قال أن
    "التماهي هو التعبير المبكر عن الرابطة العاطفية مع شخص أخر". يتماهي الفرد مع شخص أخر
    "كمثال للذات " بوصفه شخصًا يريد أن يكونه، أكثر مما يريد أن يمتلكه. وهذا ما يجعله مهمًا في
    سلوك ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات. وهو يفسر حاجة الفرد ومقدرته علي الارتباط، وقوة الروابط العاطفية, المشار
    إليها، كخصائص جوهرية للبشر. وهو يذكر في نفس الوقت" الأصل الطفو لي لعملية التماهي،
    ويفترض أن هذا الأصل الطفولي هو الذي يفسر بقاءها على مستوي اللاوعي، وقو&#65175;&#65260;ا كعامل
    تحفيزي، وتظاهرا&#65175;&#65260;ا اللاعقلانية والنكوصية في بعض الأحيان. ولكن التماهي بالنسبة إليه ليس مجرد
    . محاكاة، بل هو بالأحرى تمثل يستند إلى سلسلة سببية متشا&#65169;&#65260;ة 15
    ن. سانفورد يعارض مقولات فرويد ويقول أن التماهي، علي عكس ما يقول فرويد ، هو
    عملية واعية، وأن المحاكاة هي اللا واعية، ويعرف ج. ب سيوارد، التماهي بأنه "استعداد عام لمحاكاة
    سلوك أحد النماذج". 16 ويتحدث فرويد عن ثلاثة مستويات للتماهي. وتقول فرضيته أن التماهي
    يتخذ أو ً لا شكل الارتباط العاطفي بشيء ما. ثم يصبح بدي ً لا عن الرابطة الجنسية، وكأنما يتخذ شكل
    امتصاص أو تشرب أو تمثل الشيء في الذات. ثم يؤدي في النهاية إلى بروز إحساس جديد بخاصية
    مشتركة مع شخص أخر، 17 أو مجموعة أخري. ويميز شيلر بين نوعين من أنواع التماهي، هما
    الايديوباثي أي الذاتي؛ والهتروباثي، أي الغيري. يحدث التماهي الايديوباثي من خلال "اضمحلال
    الذات الأخرى وامتصاصها من قبل الذات المتماهية"، بينما في التماهي الهتروباثي "تتضاءل الذات
    المتماهية أمام هيمنة وجيشان النموذج". 18
    4
    تكوين الذات:
    المفهوم الكلاسيكي يقول أن الذوات الاجتماعية تمثل معطيات أصلية، أو بدئية، موروثة مثل
    الخصائص البيولوجية. ولكن هذا المفهوم يخلي الساحة الآن لمفهوم أخر هو أن الهويات تتكون وتصنع
    اختياريًا، 19 وهي في حالة مستمرة من التكوين. 20 ولكن اختيارات الناس لهويا&#65175;&#65260;م محكومة ومحدودة
    بالعوامل المعطاة مثل ملامحهم، أسرهم ، جماعا&#65175;&#65260;م، تواريخهم، ثقافا&#65175;&#65260;م...الخ, تكوين الشخصية ،
    بالنسبة لاريكسون ، عملية يستطيع الفرد من خلالها :
    "أن يحكم على نفسه على ضوء الطريقة التي يعتقد أن الآخرين يحكمون عليه
    من خلالها، مقارنين اياه بأنفسهم، وينمط حيوي بالنسبة لهم، ولكنه في نفس
    الوقت يحكم على الطريقة التي يتصورنه &#65169;&#65260;ا على ضوء تصوره هو لذاته
    بالقياس إليهم،وبالقياس إلى الأنماط التي أصبحت هامة بالنسبة إليه." 21
    "يقول خبراء علم النفس الاجتماعي، إن تماهي الفرد مع أية مجموعة، مث ً لا، الطبقة الاجتماعية،
    أو الجماعة العرقية أو الاثنية،هو في الغالب الأكثر شمو ً لا من كل العمليات النفسية المرتبطة مباشرة
    بالسلوك الاجتماعي .التماهي مع ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة المهيمنة مث ً لا يحدث عندما "يستبطن (الفرد) منظومة
    الأدوار الخاصة با&#65247;&#65252;&#65184;موعة، ويعتبر نفسه أحد أفرادها". 22 وهذا يحدث من خلال التمثل الثقافي. ويعبر
    ديفيد ليتين عن ذلك بقوله:
    "التمثل الثقافي شبيه باعتناق الدين، وكما توضح أدبيات التحولات الدينية
    بصورة قاطعة، فإن ما يعتبر مسلكًا برغماتيًا بالنسبة لهذا الجيل، يعتبره الجيل
    الذي يليه أمرًا طبيعيًا. ولذلك فإن الأطفال الذين ينشئون في ظل الجماعات
    الدينية، سيلجأون، مدفوعين بضغوط السلطات الدينية، إلى توبيخ آبائهم
    على ما يعتبرونه مسلكهم المنافق". 23
    وهذا الرأي يشابه مفهوم دي فواه عن الهويات المصنوعة" كهويات منحرفة". فهي تدل
    بالنسبة إليه "على نفعية بلغت مبلغ الشطط" وتمثل علامة على "الاختلال الداخلي"، 24 الذي يحدث
    في شروط اجتماعية محدده تمارس تأثيرًا هائ ً لا على الإدراك الذاتي للهوية الشخصية. 25 فرغم طبيعتها
    المصنوعة، فإن "مكونات الفرد تستطيع إدراج الفرد في سياقها بل حتى استعماره". 26
    في ثنايا تكوين الهويات الاجتماعية، هناك دائمًا مجموعة داخلية، تمثل الهوية الاجتماعية المبتغاة،
    ومجموعة هامشية، تحتاج إلى الموازنة حتى تتماهى مع النموذج. وفي مثل هذه الحالات، فإن الأولى
    تمثل اللب، وتحتل مركز الصدارة من تلك الهوية الاجتماعية، بينما تمثل الثانية الدائرة الخارجية وتحتل
    الهامش. الأولى مستحوذة على الامتيازات، والثانية تبحث عن ذلك. الأولى تملك صلاحيات إضفاء
    الشرعية على الثانية أو حرما&#65255;&#65260;ا منها. ويلجأ شارلس تيلور إلى استخدام مصطلحي "التعرّف،
    5
    والغيرية". ويقول أن هويات البشر "تتكون جزئيًا بالتعرف أو غيابه، أي بالانتباه إلى غيرية
    الآخرين". 27
    وعلى سبيل المثال، بينما تمثل الطبقات الوسطي والعليا البيضاء، مركز الهوية الأمريكية، فإن
    السود واليابانيين ...الخ الأمريكيين يمثلون تخوم هذه الهوية. ويحتكر المركز الحق في الاعتراف أو
    عدمه، &#65169;&#65260;ذه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات. ويمكن للتوتر بين المركز والتخوم أو الهوامش أن يظل مكتومًا، أو فاع ً لا علي
    مستويات أدنى في الأوقات العادية والسلمية. وتبدو عباءة الهوية وكأنما هي قادرة على نشر أجنحتها
    ومد ظلالها على كل ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات التي تكون الأمة. ولكن المركز يلجأ في لحظات التوتر إلي استغلال
    صلاحيات الاعتراف أو إساءة استخدامها. ويمكن حينها أن يسحب المظلة عن أية مجموعة هامشية
    إذا رأى أن الضرورة تستدعى ذلك. وقد حدث هذا بالفعل في الحرب العالمية الثانية، حينما تم
    احتجاز اليابانيين الأمريكيين في معسكرات الاعتقال، لأن ولاءهم لأمريكا صار موضع شك من قبل
    مركز الهوية الأمريكية، ويمكن الاستدلال على الأسلوب الانتقائي للمركز في استخدام صلاحيات
    الاعتراف وسحب الاعتراف، بأن الأمريكيين الألمان لم يتم اعتقالهم بذات الدرجة، بالرغم من أن
    ألمانيا كانت هي القوة الرئيسية في دول المحور الأوربية. ولذلك قرر المركز أن يسحب الاعتراف عن
    الأمريكيين اليابانيين أثناء الحرب، وإعادته إليهم بعدها. ويمكن أن تقول نفس الشي عن بريطانيا،
    حيث تمثل الهوية الإنجليزية مركز الهوية البريطانية. فمن الملاحظ أن مصطلح "إنجليزي" يستخدم كثيرًا
    من قبل ا&#65247;&#65252;&#65184;تمع الإعلامي عندما يكون المقصود "بريطاني"، وهو ما يسبب الضيق للوطنيين
    باسكوتلاندة وويلز.
    وتلاحظ الجماعات السوداء البريطانية أيضًا أن وسائل الإعلام البريطانية المركزية تطلق على
    الرياضيين الأفرو كاريبيين صفة "بريطانيين" عندما يكسبون الميداليات لبريطانيا، وصفة "كاريبيين"
    عندما يخسرون. هذه الأمثلة توضح التوترات بين المركز والهامش داخل كل هوية، كما تشير إلى
    ديناميات وعمليات الاعتراف وسحب الاعتراف التي تشتغل بين المركز والهامش.

    ----
    يتبع

    الاخوة الاعزاء سأنشر لكم الدراسة تباعاً.

    (عدل بواسطة khalid abuahmed on 06-15-2009, 05:14 PM)

                  

06-15-2009, 04:53 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان-بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان (Re: khalid abuahmed)

    تغيير الهوية:

    مستندًا على نموذج ابتدعه توماس شيللنج، يحاول ليتين تفسير تحولات الهوية عن طريق
    "منظومات" السلوك وما يترتب عليها من "ميول". وتحدث منظومات السلوك عندما يكون سلوك
    الناس أو أفعالهم مستندة إلى، ومدفوعة بتوقعا&#65175;&#65260;م لما يمكن أن يفعله الآخرون. وعندما تفكر أعداد
    كبيرة من الناس في ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة، أن أعضاءها الآخرين سيفكرون بطريقة معينة، وسيتصرفون وفق ذلك
    التفكير، فإن ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة"تميل" أو "تنتقل" فجأة من نظامها المعتاد قبل نمط السلوك الجديد، إلى نظام آخر
    جديد. ولتوضيح كيفية "ميل" ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات واستوائها يورد ليتين المثال التالي:" خذ حالة اثنين من
    6
    الأفرو –أمريكيين يشتريان مترلين بضاحية "بيضاء" مستقرة. فجأة تفكر العائلات البيضاء، وقد
    اندفعت كل منها بالخوف من أن تكون آخر أسرة بيضاء بالضاحية، في بيع منازلها. ولكن الأفرو
    أمريكيين هم وحدهم الراغبون في الشراء. وبسرعة خاطفة "تتحول" أو "تميل" الضاحية من بيضاء إلى
    أفرو- أمريكية". 28
    تتحول الهوية بنفس الطريقة، أي تستوي وتنتظم في سياق متخيل. 29 ويعطينا ديفيد ليتين، في
    دراسته الميدانية للجالية الروسية بأستونيا، بعد ا&#65255;&#65260;يار الاتحاد السوفيتي وتقلص حدوده، مثا ً لا واضحًاعلى تحول الهوية. وقد قام بشرح الجهود التي بذلها الأفراد الروس، وقد وجدوا أنفسهم غرباء وسط مجتمعات كانوا يهيمنون عليها في يوم من الأيام، للتأقلم مع الواقع الجديد. وقد اجتهد الروس
    باستونيا للحصول على الجنسية الأستونية. فبدأوا يدرسون اللغة الأستونية التي لم يشعروا بضرورة
    دراستها قبل ا&#65255;&#65260;يار الاتحاد، إذ كان الأستونيون هم ا&#65247;&#65252;&#65184;برون على دراسة اللغة الروسية. ويستنتج ليتين أن رغبة هؤلاء الناس في الحفاظ على سلامة عائلا&#65175;&#65260;م، وفي تفادي الإبعاد، أعطتهم حافزًا لتحويل
    الهوية.
    وهذا بدوره يضع الأساس لصنع هوية أستونية لأحفادهم، وهذا يعني إ&#65255;&#65260;م كمجموعة،
    يتحركون نحو "انقلاب" هويتهم. 30

    تعيش ا&#65247;&#65252;&#65184;تمعات عادة في توازن. وفي هذه الحالات تشعر الجماعات أن العالم ثابت ثباتًا مطلقًا.
    حينها تكون الهويات بمأمن من الشكوك، ولا تكون هناك حوافز للتغيير، ويشترك الجميع في تصور
    ضمني لمن يكونون. وتضطلع النخب الثقافية والسياسية، لكل مجموعة، بإصباغ المعني على هذا
    التوازن، بإنتاج المعتقدات، والمحاذير، والمبادئ، 31 والأساطير والنظم الرمزية. في هذه المرحلة يمكن وصف ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة بأ&#65255;&#65260;ا حققت ذا&#65175;&#65260;ا، أي إ&#65255;&#65260;ا تعيش في انسجام مع بيئتها، وتري العالم بأم عينها. ولكن الحوادث والاضطرابات يمكن أن تزلزل التوازن، وتشيع عدم الاستقرار وسط الجماعة، وتقود إلى
    أزمة هوية، وتدفع بعض الناس إلى استكشاف هويات جديدة. في هذه الحالة غالبًا ما تنقسم النخبة
    الثقافية والسياسية إلى أولئك الذين يحاولون الدفاع عن الوضع القائم، وأولئك الذين يحاولون خلق
    منظومة جديدة، تحقق توازنًا جديدًا. 32

    أبعاد الهوية
    ليس بمقدور أية نظرية منفردة، من النظريات التي تم تلخيصها فيما سبق، أن تفسر تعقيدات
    الهوية السودانية الشمالية، ولذلك تنشأ الضرورة لصياغة تركيبة منها جميعًا لتحقيق هذه الغاية.
    واستنادًا إلى ما سبق، يمكن للمرء أن يضع اليد علي ثلاثة عوامل، تستطيع إذا ما تفاعلت مع بعضها
    البعض، أن تفسر كل هوية اجتماعية. العامل الأول هو تصور ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة لنفسها. العامل الثاني هو
    تصور الآخرين للمجموعة. العامل الثالث هو الاعتراف أو عدمه من قبل مركز الهوية &#65169;&#65260;ذه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة.
    7
    إذا تفاعلت هذه العوامل الثلاثة بصورة منسجمة، أي إذا كان تعريف الناس لأنفسهم مقبو ً لا وواقعيًا،
    وكان تعريف الآخرين لهم منسجمًا مع الرؤية الذاتية للجماعة، وإذا كان مركز تلك الهوية يمحضها
    اعترافه، حينها يقال أن تلك ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة تعيش في توازن. وهنا تتقدم النخبة الثقافية والسياسية لإعطاء
    هذا التوازن معناه، مزودة إياه بمنظومة من المعتقدات، والقيود، والمبادئ، 33 الأساطير والنظام الرمزي.

    ويحاول النظام الرمزي إشاعة الانسجام في كل العالم المحيط &#65169;&#65260;ذه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة أو بمعني آخر، يحاول جعل
    العالم كله يبدو وكأنما ينبثق من الذات الجماعية للمجموعة، أو كأنما هو بعد واحد من أبعاد
    هويتهم. في هذه المرحلة يمكن وصف ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة بأ&#65255;&#65260;ا صارت ذا&#65175;&#65260;ا، وأ&#65255;&#65260;ا ترى العالم بعيو&#65255;&#65260;ا أصالًة. أحد
    الأمثلة على الكيفية التي يشتغل &#65169;&#65260;ا النظام الرمزي، هو الكيفية التي أعادت &#65169;&#65260;ا الثقافات الغربية رسم
    صورة المسيح لجعله شبيهًا بالانجلو –ساكسون. وقد حدث هذا رغم حقيقة أنه يهودي، ولم يكن له
    بأي حال من الأحوال شعر أشقر ولا عيون زرقاء. ومع ذلك كانت إعادة التركيب والصياغة هذه
    ضرورية من أجل تحقيق الانسجام في هوية البيض، لأن الناس يدركون العالم بصورة افضل، عندما
    يعبدون إلهًا يشبههم، وليس إلهًا غريبًا عنهم.
    ومن الجانب الآخر، إذا تفاعلت العوامل الثلاثة بصورة متناقضة، إي إذا كانت تصورات الناس
    لأنفسهم لا تنسجم مع الطريقة التي يعرفهم &#65169;&#65260;ا الآخرون؛ أو، وهذا أخطر الأمور؛ إذا كانت القوى
    المالكة لصلاحيات إضفاء الشرعية، لم تقبل تعريف الجماعة لنفسها، فإن هذه الجماعة توصف بأ&#65255;&#65260;ا
    تعيش تناقضًا، وعدم انسجام. في هذه الحالة لا ينبثق النظام الرمزي من الذات الجماعية للجماعة، بل
    يكون مستعارًا في العادة من مركز الهوية التي &#65175;&#65260;فو إليها تلك الجماعة، وترغب أن "تكو&#65255;&#65260;ا".
    هذه الشروط تعد المسرح لبروز تناقضات الهوية، ولزحف عدم الاستقرار إلى خلايا ا&#65247;&#65252;&#65184;تمع،
    ولتفاقم أزمة الهوية حتى تسد عليه الأفق.

    أزمة الهوية:-
    يمكن لأزمة الهوية أن تحدث علي المستويين، الشخصي والاجتماعي. على المستوي الشخصي،
    تنشأ الأزمة عندما تحين لحظة إحداث التوافق بين التماهيات الطفولية وبين تعريف جديد وعاجل
    للذات، وأدوار مختارة لا يمكن النكوص عنها. 34 يضاف إلى ذلك أن الهوية الشخصية تقوم علي جهد
    يستمر كل الحياة، كما يقول اريكسون، والفشل في تحقيقها يسبب أزمة ربما تكون لها نتائج مدمرة
    على الأفراد. 35 أما على المستوى الاجتماعي، فتنشأ الأزمة عندما يفشل الناس، وهم يصنعون
    هويا&#65175;&#65260;م، في العثور على نموذج يناسبهم تمامًا، أو عندما "لا يحبون الهوية التي اختاروها أو اجبروا على
    تبنيها"، ولأن الهويات الاجتماعية يتم تكوينها عادة "من التشكيلة المتاحة من التصنيفات الاجتماعية،
    فإن ظهور الخلعاء يكون حتميًا". 36 كذلك يمكن أن تحدث الأزمة عندما يسود الغموض نظرة الناس
    8
    إلى هويتهم، أو يفتقرون إلى هوية واضحة. 37 وفى حالة أخرى يمكن أن تنشأ أزمة الهوية عندما يكون
    هناك تناقض بين هوية الشخص ونظرة الآخرين إلى الهوية ذا&#65175;&#65260;ا. وأخيرًا يمكن أن توجد أزمة الهوية إذا
    كان مركز الهوية، أي الجهة التي تملك صلاحيات إصباغ الشرعية، لا تعترف بادعاءات الهامش.
    عوامل الأزمة في شمال السودان:
    من ضمن العوامل التي تسبب أزمة الهوية في أية جماعة، يمكن وضع اليد علي ثلاثة عوامل،
    تنطبق على السوداني الشمالي. أو ً لا هناك تناقض بين تصور الشماليين لذوا&#65175;&#65260;م، وتصورا ت الآخرين
    لهم. فالشماليون يفكرون في أنفسهم كعرب، ولكن العرب الآخرين لهم رأي أخر، فتجربة
    الشماليين في العالم العربي، وخاصة في الخليج، أثبتت لهم بما لا يدع مجا ً لا للشك، أن العرب لا
    يعتبرو&#65255;&#65260;م عربًا حقًا، بل يعتبرو&#65255;&#65260;م عبيدًا. وقد تعرض كل شمالي تقريبًا للتجربة المريرة بمخاطبته كعبد.

    يمثل عرب الشرق الأوسط، وخاصة عرب الجزيرة العربية، والهلال الخصيب، لباب الهوية العربية التي
    &#65175;&#65260;فو أفئدة الشماليين إليها، وتطمح للانتماء إليها. فهؤلاء "العرب الأصلاء الأقحاح" يحتلون مركز
    هذه الهوية، ويتمتعون بصلاحيات إضفاء الشرعية أو سحبها من ادعاءات الهامش. ويمثل الشماليون،
    من الجانب الأخر، الدائرة الخارجية من الهوية العربية، ويحتلون الهامش ويتطلعون إلى إدنائهم للمركز،
    كعلامة من علامات الاعتراف. سحب الاعتراف عن أية مجموعة من قبل الأخريات، وخاصة إذا
    كانت تلكم الأخريات يمثلن مركز الهوية، يمكن أن يلحق أثرًا مؤذيًا &#65169;&#65260;ذه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة. 38 وكما قال
    شارلس تيلور: "يمكن أن يلحق بالشخص أو ا&#65247;&#65252;&#65184;موعة من الناس، أذى حقيقي، وتشويه حقيقي، إذا
    عكس لهم ا&#65247;&#65252;&#65184;تمع الذي حولهم، صورة عن أنفسهم، تنطوي على الحصر والحط من الكرامة
    والاحتقار. 39 وقد كان المركز أبعد ما يكون عن الاعتراف بالشماليين عندما سماهم "عبيدًا"، وأبقاهم
    بالتالي، إذا استخدمنا مصطلح تيلور، "على مستوى أدنى من الوجود". 40
    العامل الثاني في أزمة الهوية بشمال السودان، يتعلق "بالغموض" حول الهوية. وقد وقف
    الشماليون وجهًا لوجه أمام هذه الظاهرة، خاصة في أوروبا وأمريكا، حيث يصنف الناس حسب
    انتماءا&#65175;&#65260;م الاثنية والاجتماعية. ففي عام 1990 ، عقدت مجموعة من الشماليين اجتماعًا بمدينة
    بيرمنجهام لمناقشة كيفية تعبئة استمارة ا&#65247;&#65252;&#65184;لس، وخاصة السؤال حول الانتماء الاثني. فقد شعروا أن
    أيًا من التصنيفات الموجودة ومن بينها "ابيض، أفرو- كاريبي، أسيوي، أفريقي أسود، وآخرون "لا
    تلائمهم. الذي كان واضحًا بالنسبة لهم إ&#65255;&#65260;م ينتمون إلى "آخرون" ولكن الذي لم يكن واضحًا هو
    هل يحددون أصلهم "كسودانيين، أو كسودانيين عربًا، أو فقط كعرب؟". وعندما أثار أحدهم
    السؤال : لماذا لا نؤشر على فئة "أفريقي- أسود" ؟ كانت الإجابة المباشرة هي: "ولكننا لسنا سودًا"
    وعندما ثار سؤال أخر لماذا لا نضيف "سوداني وكفى؟ كان الجواب هو: "سوداني" تشمل الشماليين
    9
    والجنوبيين، ولذلك لا تعطي تصنيفًا دقيقًا لوصفنا". 41 ولوحظت ظاهرة الغموض حول الهوية كذلك
    في الشعور بالإحباط والخيبة الذي يشعر به الشماليون، عندما يكتشفون لأول مرة، أ&#65255;&#65260;م يعتبرون
    سودًا في أوروبا وأمريكا. وتلاحظ كذلك في مسلكهم تجاه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات السوداء هناك. إطلاق كلمة
    اسود على الفرد الشمالي، المتوسط، كانت تجربة تنطوي على الصدمة. ولكن الجنوبيين يرو&#65255;&#65260;ا مناسبة
    للمزاح، فيقولون لأصدقائهم الشماليين: "الحمد لله، هنا أصبحنا كلنا سودًا" أو "الحمد لله، هنا
    أصبحنا كلنا عبيدًا". مسلك الشماليين تجاه ا&#65247;&#65252;&#65184;موعات السوداء &#65169;&#65260;ذه البلدان، شبيه لمسلكهم إزاء
    الجنوبيين. وغالبًا يطلقون عليهم كلمة "عبد" وقد أشار واحد ممن استطلعت أراءهم، إلى الافرو –
    كاريبيين كجنوبيين. 42
    العامل الثالث من عوامل الأزمة يتعلق،" بخلعاء" الهوية، أو أولئك الذين لا يجدون موضعًا
    ملائمًا داخلها. فالشماليون يعيشون في عالم منشطر، فمع إ&#65255;&#65260;م يؤمنون ا&#65255;&#65260;م ينحدرون من "أب عربي"
    و" أم أفريقية" فإ&#65255;&#65260;م يحسون بالانتماء إلى الأب الذي لا يظهر كثيرًا في ملامحهم، ويحتقرون الأم،
    الظاهرة ظهورًا واضحًا في تلك الملامح. هناك انشطار داخلي في الذات الشمالية بين الصورة
    والتصور؛ بين الجسد والعقل، بين لون البشرة والثقافة، و بكلمة واحدة بين " الأم والأب". فالثقافة
    العربية تجعل اللون الأبيض هو الأساس والمقياس، وتحتقر اللون الأسود. وعندما يستخدم الشماليون
    النظام الدلالي للغة العربية والنظام القيمي والرمزي للثقافة العربية، فأ&#65255;&#65260;م لا يجدون أنفسهم، بل يجدون
    دلالات وقيمًا تشير إلى المركز. فالذات الشمالية كذات غائبة عن هذا النظام، ولا &#59425;ترى إلا
    كموضوع، من خلال عيون المركز، ومن هنا جاء " الخلعاء".
                  

06-15-2009, 05:09 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان-بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان (Re: khalid abuahmed)

    الاخوة الاعزاء من اراد نسخة من الدراسة الرجاء ارسال البريد الالكتروني على العنوان التالي:
    [B][email protected]


    تابع

    آثار الهوية الهامشية على النفسية الشمالية:-
    لا شك إن هذا الموقع الدون، كانت له آثاره على نفسية الفرد الشمالي، فعندما أفاق هذا
    الفرد، على إن الخصائص المعيارية، المثالية، لهذه الهوية، هي البشرة البيضاء، والشعر الناعم المرسل،
    والأنف الاقني المستقيم، وجد أنه يفتقر إلى بعض هذه الخصائص والصفات، واستشعر الحاجة
    للحصول عليها أو التعويض عنها، فصار مفهومًا أن اللون كلما مال إلى البياض، كلما صار الشخص
    أقرب إلي المركز، وكلما صار ادعاؤه بالانتماء العربي أكثر مشروعية. وعندما تتعثر الاستجابة لشرط
    اللون، كما هو بالنسبة لأغلب الشماليين، يحاول الفرد أن يجد ملاذًا أو مخرجًا في الشَعَر، للبرهان على
    أصله العربي؛ فكلما كان الشَعَر ناعمًا، كلما كان الشخص أقرب إلى المركز. 43 وعندما يفشل المرء
    في امتحان الشَعَر هو الأخر، يحاول أن يجد ملاذه الأخير في شكل الأنف، وكلما كانت قريبة من
    المعايير العربية للأنف، كلما كان ذلك أفضل، إذ إ&#65255;&#65260;ا، على الأقل ستكون شاهدًا على أصل غير
    زنجي.
    10
    إحساس باللون مصحوب بالحرج:-
    عندما يجد الفرد نفسه مفتقرًا إلى ما يعتبره القسمات المعيارية، فإنه عادة ما يحاول التعويض
    عنها أو إكمالها. ولأن الزواج يعطي الأفراد فرصًا للتعويض والإكمال، فإن الفرد الشمالي المتوسط،
    يتطلع ويبحث عن الارتباط بآخر يكون قريبًا من المثال في اللون والقسمات. 44 فمثل هذا الاتحاد
    يعطي الفرد، رج ً لا أو امرأة، فرصة للتعويض عن سواده (أو سوادها)، كما يعطيهما فرصة لتخليص
    أطفالهما منه. وفي دراستها الممتازة لقرية شمالية أطلقت عليها الاسم الوهمي "حفريات" توصلت
    جانيس بودي، إلى مدى حدة وعي القرويين باللون. فقد عرفت منهم أن هناك تراتبية لونية، حسب
    الأفضلية "تتدرج من الأصفر، أي الفاتح، وتمر بدرجات أكثر دكنة تسمى "الأحمر"، "الأخضر"،
    و"الأزرق" ثم تستطرد فتقول أن كلمة "أسود" تستخدم دائمًا للجنوبيين والأفارقة". 45
    و مع إن هذا المقتطف من "بودي" يبرهن على أفضلية الألوان الفاتحة وسط الشماليين، إلا أن
    ترجمتها الحرفية للاصطلاحات اللونية الشمالية، مثل أصفر، أسمر، أخضر، وأزرق، ربما تسبب بعض
    التشويش، إذا لم تشرح. ومن أجل شرحها، سأعيد صياغة عبارات "بودي" على النحو التالي: اللون
    الأول من حيث الأفضلية هو الأصفر ، وهذا هو معناه الحرفي، ولكنه يستخدم مع الأحمر للإشارة إلى
    البياض. اللون الثاني من حيث الأفضلية هو" لأسمر" وهذا يعني حرفيًا الميل إلى الحمرة، ولكنه يستخدم
    لوصف تشكيلة لونية تتراوح من الفاتح إلى الأسمر الغامض. وهذه التشكيلة تشمل في العادة
    تقسيمات مثل "الذهبي"، "القمحي"، و"الخمري". اللون الثالث هو "الأخضر"، ويستخدم كبديل
    مهذب عن كلمة "اسود" عندما يستخدم في وصف الشمالي الداكن اللون. 46 وأخيرا،ً وآخرًا
    "الأزرق" ولكنه يستخدم بالتبادل مع "الأسود" أي لون "العبيد".
    إن الشمالي المتوسط ينظر إلي اللون الأسود كمشكلة تستوجب الحل. ومع أن الإناث يتعاملن
    معها مباشرة باستخدام الأصباغ، إلا أن الرجال يتعاملون معها بطريقة غير مباشرة أي الارتباط بأنثي
    فاتحة اللون. 47 ولكن وبصرف النظر عن الشعور بالرضى الذي يوفره هذا الإجراء التعويضي
    والاستكمالي للفرد، إلا أنه يظل باقيًا. ما يزال قدر كبير من القلق يفرزه الشعور الملازم للفرد بأنه
    يحمل معه أينما ذهب ذلك اللون الخطأ. ومن أجل مقاومة هذا القلق يجب توظيف ميكانزمات دفاعية
    ملائمة. وهنا يصبح اللون الأسمر هو المعيار، ويعطي اللون الأسود اسمًا أخر. ولتفادي وصف الذات
    بأ&#65255;&#65260;ا "سوداء"، ابتدع الوعي الجماعي الشمالي لفظة " أخضر" والتي كانت تستخدم أص ً لا في وصف
    اللون الداكن للأرض. وبناء على ذلك، بينما يكون الشمالي الداكن اللون "أخضرًا"، فإن الجنوبي
    الداكن اللون بنفس القدر يسمي "أسودًا".
    وفي نقاشه لمفهوم اللون لدى الشمالي، يكتب فرانسيس دينق ما يلي:
    11
    "يركز الكبرياء اللوني الشمالي على اللون الأسمر الفاتح للبشرة، ويعتبره المثال
    والمعيار بالنسبة للشمال، وبالتالي للسودان. إذا صار اللون "فاتحًا" أكثر من
    اللازم بالنسبة للسوداني، فإنه يصبح مهددًا باعتباره"خواجا" أو "أوروبي"، أو
    عربي من الشرق الأوسط، أو، وهذا أسوأ الاحتمالات، اعتباره "حلبيًا"،
    وهو اللفظ المستخدم لفئة الغجر، المعتبرة الأدنى قدرًا من جميع الفئات ذات
    البشرة البيضاء. الوجه الأخر من العملة، هو بالطبع، النظر إلى الجنس الأسود
    كجنس أدنى، وهي حالة تلطفت العناية الرحيمة بإنقاذ المرء من براثنه. ومن
    هنا فإن العنصرية السودانية الشمالية، والشوفينية الثقافية، تترل لعنتها في نفس
    الوقت بشديدي السواد وشديدي البياض. 48
    ومع أن ملاحظة دينق صحيحة بصورة عامة، إلا أ&#65255;&#65260;ا تحتاج إلى كثير من الضبط. فأنا أعتقد إن
    "أحمر" أي "أبيض" هو المعيار اللوني النهائي للشمالي المتوسط، فهو يعتبر اللون المثالي للمجموعة
    الداخلية، أي مركز الهوية العربية. في حين لا يكون اللون الأسمر معيارًا إلا على مستوي أدني، وإلا
    كآلية دفاعية، مجبرة على تبنيه كواقع لا مهرب منه. وعلى عكس الأبيض، فإن الأسمر ليس جيدًا
    لمزاياه الخاصة، بل فقط كبديل للأبيض الغائب. ومع أن الأغاني الشعبية غالبًا ما تتغنى بالنظرات
    الساحرة للحبيب الأسمر "أسمر يا ساحر المنظر" ، إلا أن النظام الدلالي المهيمن للثقافة العربية
    الإسلامية، يجعل اللون الأبيض هو المعيار والمثال، كما سنوضح أدناه. ولو كان الشماليون قد
    استطاعوا تطوير نظام دلالي شامل ومنسجم، يجعل الأسمر معيارًا، لاستطاعوا حل الجزء الأكبر من
    أزمة هويتهم.
    ومع أن الشماليين يستقبحون اللون الفاتح جدا (أي الأحمر)، واللون الموغل في السواد، إلا
    أ&#65255;&#65260;ما لا يستقبحان بنفس الدرجة. فالوصمة الاجتماعية اللاحقة باللون "الأسود" ترجع إلى إنه لون
    "العبيد". أما وصمة اللون "الأحمر" فتتعلق بكونه لون ا َ لحَلب أو الغجر، فا َ لحَلب، الذين ينظر إليهم
    كفئة منحلة أخلاقيًا ومنحطة سلوكيًا، يعتبرون فئة "منبوذة اجتماعيًا". 49 الصيغ الثقافية التي تزدري
    اللون الأسود شائعة بصورة مزعجة، وعميقة الجذور في الثقافة والأدب العربيين، عكس تلك التي
    تزدري اللون الأحمر، والتي هي شحيحة ولم تظهر إلا مؤخرًا مع الغزو التركي للسودان. وقد جاءت
    هذه المقولات الثقافية الأخيرة نتيجة للبشاعات التي ألحقها الترك بالمواطنين، والتي جعلت الشماليين
    ينظرون إلى الأتراك كصور مجسمة للفساد، والشراهة والجبن. وجاءت الثورة المهدية ضد الأتراك،
    وانتصارها الساحق عليهم، لتكثف وتعمق من احتقارهم في عيون الشماليين. وهذه هي الفترة التي
    ظهرت فيها عبارة "الحمرة الأباها المهدي" ولذلك فإن اللعنة التي حلت باللون الأحمر، آخذين
    بالاعتبار هذه الحدود وهذا السياق، لم تكن مطلقة. والواقع أن الأحمر يعتبر بصورة جوهرية، سواء
    12
    بالنسبة للثقافة العربية أو الثقافة السودانية المحلية، تجسيدًا للجمال. ففي"قاموس اللهجة العامية في السودان" قال عون الشريف قاسم ما يلي حول اللون الأبيض:
    "إ&#65255;&#65260;م (أي العرب) يسمون الفرد ذا اللون الأبيض "أحمر". فعائشة زوجة
    النبي كانت تسمى "الحميراء" (وهي تصغير أحمر) لأن لو&#65255;&#65260;ا كان أبيضًا.
    وكان العرب يسمون الفرس والروم أيضًا ح&#59425;مرًا (جمع أحمر)، لأن ألوا&#65255;&#65260;م
    بيضاء. ويقصدون اللون الأبيض حينما يقولون "الحسن أحمر". 50
    وتوضح جانيس بودي كيف كانت نساء قرية "حفريات" ذوات وعي باللون. فبالنسبة لهن
    "اللون الأبيض نظيف، جميل وعلامة على قداسة كامنة" وقد أخبر&#65255;&#65260;ا مرارًا وتكرارًا أ&#65255;&#65260;ا كامرأة
    بيضاء، تملك فرصًا أفضل منهن بمراحل، لدخول الجنة، إذا اعتنقت الإسلام. وأضفن أن فرصها أفضل
    من جميع السودانيين في دخول الجنة. وكانت الأسباب التي ذكر&#65255;&#65260;ا هي: "وذلك لأن النبي محمدًا
    أبيض، وكل البيض من البشر أعلى شأنًا لأ&#65255;&#65260;م ينتمون إلى قبيلته البيضاء". 51
    يضاف إلى ذلك ، أن احتقار الأحمر (أي الأبيض) يبقى فقط علي مستوى التنظير، ولا ينعكس
    في المسلك الاجتماعي للسوداني الشمالي. فعلى سبيل المثال أبدى الشماليون استعدادًا للتزاوج مع
    البيض، سواء كانوا أوروبيين أو عربًا، ولكنهم عبروا عن تثاقل وصد في التزاوج مع السود، سواء
    كانوا جنوبيين أو أفارقة عمومًا. 52 وبصورة أكثر تحديدًا، بينما لا يجد الشماليون حرجًا في تزويج
    بنا&#65175;&#65260;م للفئة الأولى، إلا ا&#65255;&#65260;م لا يتصورون مجرد تصور تزويجهن من الفئة الثانية. 53
    الوعي المحرج بالهامشية:
    يمكننا أن نلاحظ مظهرًا أخر من مظاهر تأثير الهوية الهامشية على النفسية الشمالية في المسلك
    السياسي للطبقة الحاكمة الشمالية. فأول القرارات التي اتخذ&#65175;&#65260;ا الطبقة الحاكمة الشمالية بعد الاستقلال هو الانضمام للجامعة العربية.

    ويخبرنا محمد أحمد محجوب: "سارعنا بالانضمام إلى الجامعة العربية مباشرة بعد إعلان
    الاستقلال". 54 ولأ&#65255;&#65260;ا كانت واعية بموقعها علي هامش العالم العربي، رضيت هذه الحكومة بدور
    متواضع، ولم تتخذ موقفًا منحازًا في الصراعات العربية الداخلية، سواء مع الراديكاليين أو
    المحافظين. 55 ومثله مثل أي كيان هامشي، يكاد السودان أن &#59425;ينسى تمامًا في أوقات الهدوء والانسجام.
    ويعلمنا التاريخ انه فقط في أوقات الاضطرابات المصاحبة للحروب والانتفاضات، والتي &#65175;&#65260;ز بعنف
    وتمزق النسيج الاجتماعي، يمكن للنساء والعبيد، كفئات مهمشة، أن ينعموا باعتراف المركز. وعلى
    ذات النسق، فقط عندما كان العرب في قمة الشعور بالمهانة والإحباط، نتيجة للهزيمة الساحقة التي
    ألحقتها &#65169;&#65260;م إسرائيل عام 1967 ، تذكروا السودان، وأدنوه من المركز، وسمحوا له أن يلعب دورًا
    13
    حيويًا داخل الجامعة العربية. فحياد السودان، أو قل دور المتفرج الذي كان يلعبه، هو الذي أهله
    لاستضافة مؤتمر القمة العربية عام 1967 . ويخبرنا المحجوب: "كانت الخرطوم هي الموقع الوحيد
    المقبول سياسيًا لعقد المؤتمر، بالنسبة للمحافظين والمتطرفين من القادة العرب". 56 ولكن ما لم يخبرنا به هو أن الهامش صار مكانًا ملائمًا بالنسبة للمركز ليلعق جراحه في جنباته.

    منهج حمل المتاع:

    المظهر الأخر لتأثير الهوية الهامشية هو ما يمكن أن نسميه منهج" حمل المتاع". فالهوية الهامشية
    ترنو دائمًا إلى المركز كمصدر للإلهام الثقافي، والديني والسياسي، وكمجال للسياحة الفكرية. إ&#65255;&#65260;ا
    ميالة لاستعارة المنتجات الفكرية للمركز، وليس متوقعًا منها أن تنتج أو &#59425;تعير. يقول شون
    أوفاهي:"السودان النهري الشمالي تفاعل دومًا مع مصر، أو تطلع عبر البحر الأحمر إلى الجزيرة
    العربية"، 57 فالرابطة الثقافية بين الشماليين والعالم العربي، كانت على وجه العموم طريقًا ذا اتجاه واحد، تنتقل فيه المنتجات الثقافية، من خارج الحدود الشمالية، عكس مجرى النيل، أو من الشرق عبرالبحر الأحمر. ومن المثير للدهشة أن كل حزب في العالم العربي، تقريبًا، له فرع في شمال السودان، فهناك حزب البعث العربي الاشتراكي، بجناحيه السوري والعراقي، وهناك الحزب الناصري،
    ومؤتمرات القذافي الشعبية، والحركة الوهابية السعودية، وحركة الأخوان المسلمين المصرية. كل هذه
    الحركات والأحزاب لها فروعها في السودان. وكانت ثورة 1924 ، والحركات الاتحادية مؤخرًا، في
    الأربعينيات، والتي عملت كلها تحت الرعاية المصرية، &#65175;&#65260;دف إلى تحقيق الوحدة السياسية مع مصر. 58
    وبالنسبة للمركز، ليس الهامش سوى خواء ثقافي وسياسي، إن لم يكن سلة للنفايات، ينبغي ملؤها.
    وهذا هو السبب الذي يجعل مختلف فئات المركز تتسابق لملئه.

    التواؤم مع المركز:

    علامة أخرى على تأثير الهوية الهامشية، على نفسية الفرد الشمالي، تتمثل فيما يمكن أن
    اسميه:"الميل للتواؤم". فمن الملاحظ أن أغلبية الشماليين الذين يعملون في أقطار عربية مختلفة يتبنون
    لهجات البلدان التي يجدون أنفسهم فيها. وحتى عندما يعودون إلى السودان، يكون الاحتمال كبيرًا،
    أن تصبح هذه اللهجات، أو على الأقل بعض كلما&#65175;&#65260;ا وعبارا&#65175;&#65260;ا، جزء من الذخيرة ا للغوية للشخص
    المعين. ومن الملاحظ أيضًا أن القلة من العرب الذين يجيئون إلى السودان لا يغيرون لهجا&#65175;&#65260;م حتى إذا
    مكثوا وسط السودانيين لعدة سنوات. بل إن الشماليين الذين يختلطون &#65169;&#65260;ؤلاء العرب، في السودان،
    غالبًا ما يعدلون لغتهم ولهجتهم حتى تتوافق مع لسان العرب الذين يعيشون وسطهم. 59
    14
                  

06-15-2009, 05:39 PM

عبدالوهاب همت
<aعبدالوهاب همت
تاريخ التسجيل: 12-27-2002
مجموع المشاركات: 851

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان-بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان (Re: khalid abuahmed)

    الاخ خالد
    سلام
    حسب علمي أن هذه الدراسه طبعت في كتيب يباع حاليا في مركز الخاتم عدلان, وأظنه سيكون من الافيد اذا طلبت مجموعه من الكتب من المركز او من د. الباقر مباشرة. خاصة وان هناك دراسه اخرى ملحقه في الكتيب وبذا تكون قد كسبت ثوابين بيع الكتاب والمرور على الدراستين.
                  

06-15-2009, 06:10 PM

khalid abuahmed
<akhalid abuahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (دراسة) أزمة الهوية في شمال السودان- بقلم د. الباقر العفيف/ترجمة الخاتم عدلان (Re: عبدالوهاب همت)

    العزيز همت

    تحياتي وتقديري..

    أشكرك جدا على الفكرة.. والحقيقة انا الآن منكب في قراءة الدراسة القيمة والنادرة والتي اعتبرها أول صرخة في وادي صمت الحديث عن الهيوة بهذه الصراحة والوضوح والإلمام بالموضوع.

    سأفعل إن شاء الله..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de