الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا \\ المفكر السعودي البليهي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2009, 11:39 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا \\ المفكر السعودي البليهي

    الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا























    أكد المفكر السعودي إبراهيم البليهي ان العرب والمسلمين مطالبون بإعادة صياغة ثقافتهم وطرق تفكيرهم، «إذا أرادوا الخروج من حالة الإخفاقات العامة والمستمرة التي يعيشون فيها»، مشيرا إلى انه مضى أكثر من قرنين منذ اصطدام العرب بالحضارة الحديثة، ولكنهم مع ذلك فشلوا في محاولات التحديث، وذلك بسبب الحواجز القوية التي تحول بينهم وبين دخول العصر وفي مقدمتها «الثقافة القديمة» التي يكرر البليهي أكثر من مرة أنها بحاجة إلى إعادة بناء من جديد وبشكل عاجل.
    وحمل إبراهيم البليهي في حوار موسع مع «القبس» في منزله بالرياض نظام التعليم العام والعالي في الوطن العربي مسؤولية التخلف الذي وصلت إليه الأمة العربية، وقال ان العملية التعليمية تسير بالعرب في الاتجاه المعاكس للتنمية إذ انها تبرمج العقل العربي على الرفض العنيد الساذج لأفكار العصر وتدفعه إلى محاربة مقومات التنمية والنهوض، محذرا من ان مواصلة التعليم العربي لأسلوبه الحالي «ستبقينا متخلفين كما نحن».
    أوضح البليهي الذي اختير منذ عامين كعضو في مجلس الشورى السعودي، ان تجربته الإدارية الطويلة أتاحت له الحصول على إجابات قاطعة حول أسئلة كانت مقلقة بالنسبة إليه، مثل لماذا تخلف العرب والمسلمون؟ وقال انه اكتشف ان العرب هم اقل الناس انضباطا واقلهم إنتاجا وأبعدهم عن الإتقان وتترسخ فيهم ثقافة الهجاء والابتهاج بسقوط «القمم». وأضاف: «هم يفرحون بالا يبقى احد في منأى عن تلويث السمعة».
    • من يستعرض كتاباتك يجدها تتناول موضوعات شديدة التنوع، فما هو الإطار الجامع أو الهدف المحوري لهذا التنوع؟
    ــ كل كتاباتي تستهدف الإقناع بضرورة إعادة بناء الثقافة العربية إن هذا هو الإطار الجامع لما أكتب، إنني شديد الاقتناع بأن العرب لن يخرجوا من خندق التخلف، ولن يفلتوا من قبضته إلا إذا أعادوا بناء ثقافتهم بناء جديداً يستخدم مكوَّنات حية ونامية تتناسب مع جيشان العصر، وتحتفظ بالمقومات الأصيلة للأمة وتستفيد من التغيرات النوعية التي طرأت على الحضارة الإنسانية، فما أكتبه هو دعوة لحوحة لإعادة التكوين الثقافي.
    • إذاً أنت تعتبر أن التكوين الثقافي الحالي هو العائق الأكبر للتنمية، وأنه الحصن المنيع للتخلف.. فعلى أي أساس بنيت هذا الحكم الكبير القاطع؟!
    ــ إن الفشل العربي في هذا العصر على كل المستويات يؤكد ضرورة إعادة بناء الثقافة العربية، فقد مضى على العرب أكثر من قرنين منذ اصطدامهم بالحضارة الحديثة، ومنذ ذلك التاريخ وهم يحاولون التحديث دون أن يحققوا أي قدر من النجاح، بينما الشعوب في الشرق والغرب تتواثب نحو القمة إن العرب قد عمموا التعليم وأنشأوا الجامعات وأقاموا مدناً للعلوم والتقنيات، وأوجدوا وزارات للبحث العلمي، لكن كل هذه الجهود لم تؤد إلى تحديث العقل العربي ولا إلى تطوير المجتمعات العربية! بل إن ظواهر التخلف تتفاقم فلم نقف عند شناعات العجز التنموي بل انحدرنا نحو الأكثر سوءاً فاندلاع الإرهاب والاختناقات التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي في كل المجالات تقيم ألف شاهد على أننا نتراجع وننحدر باتجاه معاكس لحركة التحديث العالمية، أليس مخجلاً أن لا تتمكن كل الشعوب العربية أن تحقق ما حققته سنغافورة؟! وهنا أستدرك وأشيد بتجربة دبي! وهذا يؤكد وجود حواجز قوية تحول بيننا وبين دخول العصر وتمنعنا
    العسير.. محال
    • ألا ترى انك حين تطالب بإعادة بناء الثقافة العربية، فإنما تطلب عسيراً أو محالاً.. ألا توجد حلول غير ذلك؟
    ــ ليس من حل إلا إعادة تكوين ثقافتنا إن الإخفاقات العربية المتواصلة في هذا العصر تؤكد أنه لا يوجد سوى حل واحد وهو إعادة بناء الثقافة العربية فهذه الإخفاقات العامة والمستمرة تؤكد أن العائق جوهري، وأن الخلل بنيوي في طريقة التفكير ومنظومة القيم وأنماط السلوك، إن المزدهرين قد أوجدوا مقومات الازدهار من العلوم والأفكار والنظم والمناهج والتقنيات ونحن لم نستطع حتى أن نستخدم منجزاتـهم استخداماً سليماً فنحن عاجزون حتى عن التقليد خارج نمطنا السائد؟ فما الذي جعلنا بكل هذا الكلال والعطالة، إن هذا السؤال المحوري هو الذي أوصلني إلى الاقتناع بأن البُعْد الثقافي هو الذي عَزَلنا ومازال يعزلنا عن جيشان الأفكار الحديثة وأضواء العلوم الكاشفة وأبقانا خارج مسيرة التاريخ المعاصر، وجعلنا عالة على أرضنا نبيع مخزونـها من البترول خاماً ونتباهى بعظمتنا ونتطفل على منجزات ومنتجات الآخرين فنحن نستهلك ولا ننتج ومع ذلك نتعامل بعقلية العائل المستكبر، فنحن رغم كل هذا الجدب المعرفي والكلال العملي منتفشون ونتوهم الكمال لأنفسنا، والكفاية لثقافتنا والاستغناء عن أفكار وعلوم الآخرين لذلك فنحن من الناحية الثقافية مازلنا مأخوذين بثقافة المشافهة، أما الأشياء الجميلة في حياتنا مثل السيارات الفخمة والعمارات الشاهقة والمساكن الأنيقة والأجهزة المتطورة والرفاه الطارئ فهي من إنتاج اليابان وأوروبا وأميركا واستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وكوريا فالفضل لله ثم للأرض التي احتفظت لنا بـهذا المخزون المدهش البترول، الذي جعلته مخترعات الآخرين بـهذه الأهمية، ولولا ذلك لبقي في أرضه لا قيمة له.!
    فشل التعليم
    • أنت تكرر في كتاباتك وأحاديثك نقد التعليم في العالم العربي نقداً شديداً وتعتبره أشد المشروعات العربية فَشلاً وتطالب بإحداث نقلة نوعية في محتوى التعليم وأسلوبه فهل أنت تعيد فشل التعليم إلى الحواجز الثقافية؟
    ــ نعم ان التعليم يكرس الثقافة السائدة ويبرمج الدارسين على ما يتنافى مع متطلبات التنمية إن كل جيل عربي يُمضي من حياته ربع قرن في التعليم، هذا إذا اكتفى بالمرحلة الجامعية ومع هذا الإهدار الهائل في الأعمار والأموال والجهود، فإن نتائج التعليم مازالت هزيلة بل ربما أنـها تسير مع العرب في الاتجاه المعاكس للتنمية أي أنـها تبرمج العقل العربي على الرفض العنيد الساذج لأفكار العصر وتدفعه إلى محاربة مقومات التنمية. إن العلم ليس معلومات، وإنما هو رؤية واعية إنه أسلوب متحرك في التفكير والتحليل والتعليل فالمعلومات يمكن الحصول عليها بسهولة من آلاف المصادر، وقد فشل التعليم في العالم العربي، لأنه يتعامل مع العلم بوصفه معلومات ومسائل وحقائق ثابتة وهذه الرؤية تكرس الثبات وتغرس الاستسلام وتحجب إمكانات التغيير الهائلة. إن العلم تصحيح لأخطاء النُّظُم المعرفية السابقة له، وهو تقويض للأوهام، وهو رؤية فاحصة وناقدة وانطلاقٌ في الكشف والإبداع والتحرر.
    • صدر كتابك «بنية التخلف» منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً وقد صرَّحت مراراً بأنك تعمل على إنجاز مشروع فكري شامل، أعلنت عن عناوين أجزائه، لكنك تأخَّرت كثيراً في إصدارها ويسأل الكثيرون عن أسباب هذا التأخير، ومتى يجدها القراء منشورة؟
    ــ إن الرغبة في التحقُّق من صحة التشخيص قد استوجبت مني توسيع مجالات النظر والتعمق في الفحص وتقليب الرؤى، فالخلل فظيع وعميق ومتعدد الروافد فلا بد من التعرف بوضوح على السبب الأساسي، وكذلك على الأسباب الرافدة التي تغذي الخلل وتضمن له القوة والاستمرار والصمود.
    إن إصدار الكتب ليس هدفاً في ذاته لأحرص على الاستعجال وإنما هو من أجل الإسهام في خلق رؤية للخروج من مأزق التخلف، لذلك لم أهتم بسرعة الإصدار، فالذي يهمني هو التحقق بالقدر المستطاع، مما توصلت إليه لتكون الرؤية المقدمة إسهاماً أطمئن إليه.
    أسباب التخلف
    • إذا أردنا تكثيف الرؤية المفصَّلة وتقريبها للقارئ العربي، فهل يمكن أن تحدد لنا أقوى أسباب التخلف؟
    ــ ينهض التخلف على قاعدتين ويتحرك بقدمين: القدم الأولى هي الانغلاق الثقافي والقدم الأخرى هي الاستبداد السياسي، إنـهما عاملان رئيسيان متداخلان يتبادلان التأثُّر والتأثير بشكل عضوي، فالثقافة إذا هي لم تلتحم مع الاستبداد السياسي يمكن أن تنفتح وتتغذى من روافد الفكر والعلم فتـزدهر لكن هيمنة السياسة على الثقافة هي التي تبقيها منغلقة، فالسياسي هو الذي يدفع الثقافة للانغلاق وإلى المزيد منه لتبقى عوناً له على البقاء والهيمنة فهو لا يستطيع الاستمرار على الاستبداد إذا انفتحت الثقافة إنه يعتمد عليها في تبرير وجوده وفي مشروعية استمراره وفي أهلية قراراته وفي وجاهة ما يتخذه من أعمال وإجراءات وما يقرره من نُظُم وتعليمات.
    • يتضح من هذا التحليل أن العامل السياسي هو العامل الأساسي الأول في استمرار التخلف، لأنه هو الذي يستفيد من الانغلاق الثقافي وهو الذي يدفع الثقافة إلى هذا الإنغلاق والاستمرار عليه والمزيد منه؟
    ــ إن الثقافة هي وسيلة الهيمنة وهي أداة الترويض إن الشعوب في الثقافات المغلقة يُشْبهون ركاب القطارات. إن قائد القطار هو الذي يتحكم في الركاب فهو الذي يحدد زمان ومكان الانطلاق والوقوف والسرعة والإبطاء والإتجاه لكن هذا القائد لا يتصرف من تلقاء نفسه، وإنما يتصرف وفق تعليمات عليا لا يستطيع الخروج عليها ولا الإخلال بـها ولا الحيدة عنها، فالثقافات هي قطارات المجتمعات وقادة الثقافات هم قادة القطارات لكن القطارات وقادتـها تتحكَّم بـهم السياسة.
    • ألا يؤكد هذا أن العامل السياسي وليس العامل الثقافي هو العقبة الكبرى التي تحول دون الانعتاق من أسر التخلف؟
    ــ إن تجارب الشعوب المزدهرة تؤكد أن الازدهار مرهون بالإنفتاح الثقافي، فالإنسان لا يستكمل إنسانيته ويسيطر على ذاته، ويمتلك قدراته وينمي مواهبه ويُطلق خياله وتنفتح أمامه الخيارات والبدائل إلا إذا كان غير مقيد أما التقييد الثقافي، فإنه يديم العطالة التلقائية وتكون النتيجة الحتمية هي استمرار التخلف ولأن السياسة في ظل الثقافات المغلقة في كل زمان ومكان تريد الاستقرار وتحافظ على البقاء، فإنـها تحرص قدر الإمكان على أن تعرقل الانفتاح لتضمن استمرار الخضوع والطاعة العمياء، فتكون النتيجة دوام التخلف في كل المجالات حتى لو كانت السياسة حريصة على تحقيق الازدهار الإقتصادي لأن الإنسان المقيَّد يبقى كليلاً في الفكر والفعل، فالعقل لا يكون منتجاً إلا إذا كان غير مقَّيد لكن إذا تحقق الانفتاح رغماً عن السياسة كما حصل في بلدان كثيرة فإن الازدهار يتحقق مهما كان الموقف السياسي فيضطر السياسيون إلى التلاؤم مع التطور الثقافي وما يتمخض عنه، لذلك يجب التركيز أولاً في التنمية على البُعْد الثقافي وتكثيف الجهود لإصلاح الثقافة، فإذا صلحت ونمت فسوف تنمو كل القطاعات الفكرية والأخلاقية والعلمية والتعليمية والإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية وغيرها. إن الثقافة هي عقل الأمة فإذا أشرق العقل أشرقت الحياة وازدهر المجتمع، أما إذا بقي العقل أعمى فسوف تبقى الحياة عمياء ويظل المجتمع متخلفاً.
    علاقة ملتبسة
    • كيف إذن نحدَّد العلاقة بين الثقافة والسياسة؟
    ــ إن العلاقة بين الثقافة والسياسة هي علاقة ملتبسة فالثقافة هي التي تصوغ العقول، وتحدَّد القيم وتصنع الاهتمامات وتشكل العواطف، إنـها قوالب التفكير والوجدان والسلوك، فالثقافة هي الكل أما السياسة فليست سوى قطاع واحد من هذا الكل لكنه قطاعٌ فاعل وقوي وشديد الفاعلية في الثقافات المغلقة، إن الثقافات أقدم من كل الدول ولكن السياسيين استخدموها منذ آلاف السنين، فروَّضت لهم الأمم، فالسياسيون دون عون القيادات الثقافية لا يستطيعون السيطرة على الشعوب ولا ممارسة السلطة بفاعلية فالأنظمة السياسية في المجتمعات غير الديمقراطية هي التي تصوغ الثقافة وتستخدمها لتطويع المجتمعات والتحكم بالناس، فإذا تحررت الثقافة من تدخل السياسة صارت قادرة على التفاعل مع معطيات العصر فتتغذى من الثقافات المزدهرة وتزدهر.
    لكن هذا لايمنع من التأكيد على حقيقة أن الانغلاق الثقافي هو الأسبق في الوجود فالعمى الثقافي والتعصب بأنواعه ومستوياته والاندفاع العاطفي وهيجان الجماهير العمياء وكل آفات الانغلاق الثقافي موجودة قبل وجود الدول، فالعرب مثلاً في الجاهلية كانوا يعيشون انغلاقاً ثقافياً شديداً رغم أنـهم كانوا دون دولة، فالقبيلة تستبد بأفرادها وتنغلق عن غيرها وتتمايز عن القبائل الأخرى، وهذا يؤكد أن التخلف الثقافي هو الأصل وأن الاستبداد السياسي هو ناتجٌ من نواتج الانغلاق الثقافي، ولكن هذا لا ينفي أن السياسيين منذ عصور التاريخ السحيقة استخدموا الثقافة لإعطاء المشروعية لأي فعل يقترفونه والتبرير لأي قرار يتخذونه، فخلال تاريخ حضارات الشرق ظلت الثقافة تابعة للسياسة ومنفعلة بـها ومستجيبة لها ومتذبذبة معها، أما في حضارة الغرب، باستثناء فترة القرون الوسطى، فإنه منذ الحضارة الإغريقية انقلبت العلاقة فصارت السياسة تابعة للثقافة ومن هنا نشأ هذا التباين النوعي بين الشرق والغرب.
    • هل ترى أن المثقفين العرب لم يقوموا بواجبهم تجاه مجتمعاتـهم؟
    ــ إن المثقفين في المجتمعات المفتوحة هم قادة الفكر فالمجتمعات المزدهرة تعترف لهم بـهذا الدور القيادي وتستجيب لأفكارهم وقد أتاح لهم هذا الاعتراف أن ينهضوا بدورهم القيادي بكل اقتدار فصار لهم تأثير كبير على مسيرة الحياة، أما المجتمعات المغلقة فلا تعترف للمثقفين إلا بدور التابع بل بالمكان الهامشي أو المنبوذ أو الممدان فكيف يقود المجتمع من ينبذه المجتمع؟! إن المثقفين لا يملكون سوى الأفكار والحقائق وهم يؤمنون بمبدأ الإقناع لكن المجتمعات العربية اعتادت أن تنقاد بالإخضاع وليس بالإقناع والأسوأ من ذلك أنـها ترتاب بالمثقفين وتشكك في أهدافهم وتخاف من أفكارهم فهي تستجيب للواعظ أو المحرض العاطفي لكنها لا تستجيب للمفكرين لأنـهم يخاطبون الناس بالعقل وبمنطق العلم ويعتمدون على حيثيات موضوعية لا يفهمها أغلب الناس وتتناقض مع الكثير من مفردات السائد فيرفضها الناس لأنـهم مبرمَجون على المألوف لذلك فإن المثقفين لا يلامون حين يبقى تأثيرهم هامشيا فالعيب في الثقافة التي برمجت الناس على الرفض المطلق لأي فكر طارئ والمسؤولية على السياسات في العالم العربي التي كرست هذه البرمجة، وضيقت مساحات الحرية آماداً طويلة مما حصر جهد المثقفين بمخاطبة أنفسهم وقد ينتهون إلى نتائج أشد سوءاً حين يضطرون بأن يتخلوا عن قناعاتـهم ويندمجون في الأوضاع القائمة طلبا للسلامة أو بحثا عن لقمة العيش، فيشاركون في الترويج لمفاهيم الثقافة السائدة، فالمثقف العربي لا حول له ولا قوة ولا يملك سوى فكره وقلمه إن بضاعته هي الأفكار لكنها بضاعة في العالم العربي كاسدة وخاسرة.





    http://www.kwtanweer.com/articles/readarticle.php?articleID=1848

    (عدل بواسطة Sabri Elshareef on 06-08-2009, 11:44 PM)

                  

06-08-2009, 11:48 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا \\ المفكر السعودي البليهي (Re: Sabri Elshareef)

    أكد المفكر السعودي إبراهيم البليهي ان العرب والمسلمين مطالبون بإعادة صياغة ثقافتهم وطرق تفكيرهم، «إذا أرادوا الخروج من حالة الإخفاقات العامة والمستمرة التي يعيشون فيها»، مشيرا إلى انه مضى أكثر من قرنين منذ اصطدام العرب بالحضارة الحديثة، ولكنهم مع ذلك فشلوا في محاولات التحديث، وذلك بسبب الحواجز القوية التي تحول بينهم وبين دخول العصر وفي مقدمتها «الثقافة القديمة» التي يكرر البليهي أكثر من مرة أنها بحاجة إلى إعادة بناء من جديد وبشكل عاجل.
                  

06-09-2009, 01:29 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا \\ المفكر السعودي البليهي (Re: Sabri Elshareef)

    • ألا ترى انك حين تطالب بإعادة بناء الثقافة العربية، فإنما تطلب عسيراً أو محالاً.. ألا توجد حلول غير ذلك؟
    ــ ليس من حل إلا إعادة تكوين ثقافتنا إن الإخفاقات العربية المتواصلة في هذا العصر تؤكد أنه لا يوجد سوى حل واحد وهو إعادة بناء الثقافة العربية فهذه الإخفاقات العامة والمستمرة تؤكد أن العائق جوهري، وأن الخلل بنيوي في طريقة التفكير ومنظومة القيم وأنماط السلوك، إن المزدهرين قد أوجدوا مقومات الازدهار من العلوم والأفكار والنظم والمناهج والتقنيات ونحن لم نستطع حتى أن نستخدم منجزاتـهم استخداماً سليماً فنحن عاجزون حتى عن التقليد خارج نمطنا السائد؟ فما الذي جعلنا بكل هذا الكلال والعطالة، إن هذا السؤال المحوري هو الذي أوصلني إلى الاقتناع بأن البُعْد الثقافي هو الذي عَزَلنا ومازال يعزلنا عن جيشان الأفكار الحديثة وأضواء العلوم الكاشفة وأبقانا خارج مسيرة التاريخ المعاصر، وجعلنا عالة على أرضنا نبيع مخزونـها من البترول خاماً ونتباهى بعظمتنا ونتطفل على منجزات ومنتجات الآخرين فنحن نستهلك ولا ننتج ومع ذلك نتعامل بعقلية العائل المستكبر، فنحن رغم كل هذا الجدب المعرفي والكلال العملي منتفشون ونتوهم الكمال لأنفسنا، والكفاية لثقافتنا والاستغناء عن أفكار وعلوم الآخرين لذلك فنحن من الناحية الثقافية مازلنا مأخوذين بثقافة المشافهة، أما الأشياء الجميلة في حياتنا مثل السيارات الفخمة والعمارات الشاهقة والمساكن الأنيقة والأجهزة المتطورة والرفاه الطارئ فهي من إنتاج اليابان وأوروبا وأميركا واستراليا ونيوزيلندا وسنغافورة وكوريا فالفضل لله ثم للأرض التي احتفظت لنا بـهذا المخزون المدهش البترول، الذي جعلته مخترعات الآخرين بـهذه الأهمية، ولولا ذلك لبقي في أرضه لا قيمة له.!
                  

06-09-2009, 07:38 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانغلاق الثقافي والاستبداد السياسي.. سببا تخلفنا \\ المفكر السعودي البليهي (Re: Sabri Elshareef)

    فوق فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de