|
و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!!
|
و تفعلها د. أتقياء (توينا) قرناص للمرة الألف!!!!
في العام 1994 تحصلت السيدة البولندية يانينا أوخويسكا على لقب سيدة أوروبا الاولى تقديرا لها على مجهوداتها في تسيير قافلة للمساعدات الانسانية في الشيشان، السيدة اخويسكا التي كانت تبلغ الـ 39 سنة من العمر آنذاك مصابة بشلل الاطفال منذ نعومة اظفارها، المرض الذي اصاب عضلات ساقيها بضمور دائم و جعلها تعتمد على عكازين بصورة دائمة في حركتها. الانجاز الذي حققته في العام 1994 كان مميزا نسبة لان بولندا لم تكن بها منظمات مجتمع مدني قوية في حينها كما ان السيدة أوخويسكا اصرت على تجهيز و مرافقة القافلة المتحركة بالشاحنات بنفسها برا من بولندا إلى الشيشان على الرغم من اعاقتها ووعورة الطريق و اشتعال الحرب في تلك المناطق. و لا زلت اذكر الى اليوم كلماتها التي ذكرتها في حوارها مع مذيع تلفزيوني عن دوافعها لهذا العمل الشاق، حيث قالت " اذا رأيت أن هناك خللا ما في هذه الدنيا فأنه من مسئوليتك الاخلاقية تجاه الانسانية أن تقوم بتصحيح ذلك لأنه من العبث أن تظن أن هناك من سيقوم بذلك بدلا منك، ماذا لو كنت أنت الوحيد الذي لاحظ ذلك الخلل...".
التاريخ السبت 5 ديسمبر 1998 المكان منزل د. اتقياء (توينا) قرناص الكائن بمدينة لايدن في هولندا، الزمان الساعة السادسة مساء، سبب الدعوة جلسة تعارف للاطباء السودانيين في هولندا، هذه هي الدعوة التي وصلتني من طيب الذكر د. عصمت فرج الله و التي وجهت لكل زملاء المهنة ممن قادتهم ظروف السودان القاسية آنذاك لهذه البلاد، دلفت الى ذلك المنزل الذي يعبق بكرم الضيافة و اصالة الترحاب لاقابل عدد من الاخوة جمعت بيننا بعدها اصر مودة و صداقة دامت سنينا عديدة و الى وقتنا هذا اذكر منهم د. الصاوي يوسف د. عبد الله خليفة، د. نزار جادالله، و بالطبع كان بصحبتي دفعتي و صديق عمري الاخ الفاضل محمد عبد الرحمن بنده. ذلك اللقاء كان نواة للجمعية الطبية السودانية بهولندا و التي أصبحت لاحقا الجمعية العلمية السودانية و صارت وعاءا اكبر ضم كل من تلقى تأهيلا عاليا في هذه البلاد.
الاخت توينا كانت الدينمو المحرك لمثل هذه اللقاءات تحركها كوامن ايجابية و احساس ضخم بالمسئولية تجاه الآخرين و ابعاد الاذى عن سبلهم و تذليل الصعاب امامهم، اذ إستشعرت و منذ حضورها الى هولندا تعقيدات الاجراءات اللازمة لتعديل الشهادات الطبية الجامعية في هذا البلد و ضرورة اجادة اللغة و الدخول مبكرا إلى مقاعد الدراسة الجامعية مرة أخرى حتى يتمكن الطبيب السوداني بعد 5 سنوات من الكد و الدراسة من الحصول على شهادة بكالوريوس هولندي تؤهله لممارسة المهنة في هذه المسيرة المعقدة لتعديل الشهادات، و تلك من نقم الانقاذ على الاطباء السودانيين في المهاجر القسرية، فاذا لم تكن الاهداف واضحة فإنه من اليسير أن تضيع عليك سنة أو سنتين في كورسات لا تغني و لا تسمن من جوع. بينما كان الكثيرين يتخبطون بين الجهل باللغة و غموض الاجراءات لا زالت الاخت توينا و بعد نيلها درجة التخصص في طب النساء و التوليد نبراسا نقتدي به جميعا في مسيرتنا تلك و نموذجا مشرفا للإنسان السوداني في المهجر نتطلع اليه كلما ادلهمت علينا الآفاق و تكاثرت علينا الخطوب.
اسسنا الجمعية العلمية السودانية بهولندا يحدونا أمل ان نجمع شمل المتعلمين السودانيين في هذا البلد، و قد نجحنا في جوانب و فشلنا في اخرى، لكننا استطعنا أن ننشيء منظمة معترف بها لها اصدارة مستقرة لعدة سنوات و استفدنا من تداول تجاربنا مع بعضنا البعض حيث سهل ذلك على الكثيرين المضي قدما في طريق سلكه مكتشفون أوائل اثروا على انفسهم ان لا نضيع في نفس المتاهات التي عبروها. كانت من أهداف المنظمة البعيدة المدى آنذاك تفعيل مساعدات طبية و انسانية للسودان، و لمثابرة كثيرين اذكر على سبيل المثال لا الحصر الاخ عيسى يوسف عبد المنان، و د. عبد الله خليفة، د. عصمت فرج الله د. عثمان أمين و بالطبع د. توينا قرناص بقت جذوة المنظمة مشتعلة على الرغم من هجرة العديد من افرادها الى بلدان أخرى و الى السودان بعد أن تحسنت اوضاعه نسبيا.
في نهايات العام 2004 قررنا أن نحاول و بالتنسيق مع من نثق به من ناشطي المجتمع المدني في السودان أن نرسل اجهزة طبية جادت بها مستشفيات هولندية لمؤسسات صحية في السودان و قد نجحنا في أن نرسل اجهزة إلى مستشفى حلفا و الابيض و الدلنج، و قد كانت فكرتنا الاساسية في ذلك المشروع أن تصل تلك المعدات و الاجهزة إلى أيدي اشخاص نثق في نزاهتهم و التزامهم حتى تصل الى المواطن السوداني، ايضا حرصنا أن ترسل لجهات مختلفة من السودان حتى نعكس التضامن مع اقاليم السودان المختلفة، و على الرغم من مجهوداتنا تلك إلا انه و لقصر نظر شخص اؤتمن على ايصال بعض الاجهزة إلى مستشفى الابيض و أخرى إلى الدلنج آثر ان تبقى كلها في مستشفى الدلنج الريفي على الرغم من أن مستشفى الابيض هو مستشفى الدلنج الاقليمي و كانت ستكون أكثر فائدة لسكان تلك المناطق انفسهم لو انها فعلت في مستشفاهم الاقليمي لتوافر الخبرات هناك. أذكر هذه التفصيلة لان الدكتورة توينا من ساندها في هذا المشروع لم تكتف فقط بانجاح ارسال هذه الاجهزة إلى السودان بل و لقد سافرت مع زوجها اثناء اجازتها القصيرة في السودان إلى الابيض و الدلنج المدن التي لم تراها من قبل حتى تتابع بنفسها اصلاح ذلك الخلل و و توضيح الامر للمسئوليين عن هذا التقصير.
إلا ان المشروع الاهم و الذي تبذل فيه الاخت توينا الكثير من وقتها الثمين خصما على اسرتها و عملها هو مشروع مركز المايقوما للاطفال مجهولي الابوين، حيث دأبت و منذ العام 2004 و معها آخرون على تجميع الاجهزة الطبية و تسهيل ارسالها إلى المركز، كما تقوم باستمرار بقراءة الاوضاع هناك و المساهمة في معرفة النقص الاهم و الحاسم لانقاذ حياة الاطفال هناك، فعلى سبيل المثال و بعدما ارسلنا شحنة من الادوات للمركز في نهاية 2007 اتصلت بي من السودان تلفونيا كي اقوم بإرسال فراشات وريدية صغيرة جدا نسبة لان الكثير من اطفال المركز يولدون قبل اكمالهم للشهر الـ 9 مما يجعل اوردتهم صغيرة لا تقوى على تحمل الفراشات الوريدية العادية في السودان، و يقيني ان الشحنات الثلاثة البسيطة التي تلت من تلك الفراشات قد ساهمت حقا في انقاذ حيوات عدد من اولئك الاطفال.
و لأن الطيبون للطيبات فقد جمعت الاقدار الاخت توينا بزوج يشاركها نفس الهموم الانسانية و رجل سباق الى عمل الخير و هو الاخ د. عثمان امين ففي منتصف نوفمبر 2008 ذهبت معهما إلى منظمة طبية خيرية بمدينة ابلدورن التي تبعد حوالي 150 كيلومترا عن مدينتنا لايدن كي نقف على آخر شحنة من الادوات المخصصة لمركز المايقوما نسبة لمواصلة مشروع مساعدة المركز و ذهابهما للعمل التطوعي فيه ما بين ديسمبر 2008 و ابريل 2009، و قد تضمنت الشحنة مضخات اوتوماتيكية للتغذية عبر الانف و عدد من ادوات شفط الحلق للاطفال حديثي الولادة و ترمومترات حرارة و اجهزة قياس ضغط صغيرة خاصة بالاطفال و سماعات طبية... الخ من الاجهزة و بينما كنت اتابع الحوار بيننا و بين افراد المنظمة من قدامى الاخصائيين الهولنديين الذين يعملون تطوعيا في تلك المنظمة طافت بعقلي خاطرة و هي ما الذي يدفع هذه السيدة و هي حامل في الشهر السابع و زوجها الى ترك إبنتيهما في الحضانة و السفر منذ الصباح الباكر لعدة ساعات كي يتأكدوا من سلامة و صحة الادوات الطبية المزمع ارسالها و التي يدفعون من جيوبهم مع آخرين تكاليف ترحيلها و عناء ايصالها الى اماكنها في السودان، إنها الانسانية في اروع صورها تتجلى في هذه النفوس الكبار التي تتعب في مرادها الاجسام كما تجلت في نفس السيدة يانينا أوخويسكا في صدر هذا المقال، لقد شعرت حينها بفرح حقيقي انني صديق لهؤلاء الناس و احساس صادق بالفخر لأنني انتمي إلى شعب ينجب مثل هذا النسل.
أكتب هذه الكلمات اعلاه حتى أعكس لابناء بلادي أن حواءهم لساها بخير و أن هناك آلاف الجنود المجهولين ممن يعملون بصمت و نكران ذات كي تصبح دنيانا مكانا افضل للعيش فيه، و لا يفوتني هنا أن اشكر الصديق مالك آدم ادريس فهو من بين هؤلاء الجنود المجهولين، الرجل الذي سهل تبرعه السخي لمنظمتنا اجراءات الترحيل، اكتب ايضا لأن الاخت توينا تمر بمرحلة صحية قاسية نسبة لاصابتها بكسر في فقرات الرقبة إبان عملها مؤخرا في السودان في مارس الماضي، الامر الذي اكتشف فجاءة لمعاناتها من آلام مبرحة، و هي بصدد إجراء عملية جراحية معقدة الاسبوع القادم، اكتب كي اعبر عن امتناني الشخصي و شعورا مني بالعرفان لكل ما تقوم به من اعمال جليلة ، متمنيا أن ندعمها جميعا معنويا سواء بارسال ايميلات على بريدها الالكتروني أو كروت مساندة عبر عنوانها البريدي، فلمثلها و أمثالها من أبناء السودان البررة أبتكرت الأوسمة و النياشيين، و يقيني أن ما يكفيها فقط هو المردود المعنوي و التقدير لما تقوم به من تضحيات.
[email protected]
A.DH. Gornas
Poelgeeststraat 19
2316 XK Leiden
The Netherlands
بقلم أمجد إبراهيم سلمان
17 مايو 2009
[email protected]
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-17-09, 02:23 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | mohamed elshiekh | 05-17-09, 06:15 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد عثمان محمد طه | 05-17-09, 06:44 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Emad Abdulla | 05-17-09, 07:30 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Alsawi | 05-17-09, 07:29 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-17-09, 11:55 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Adil Osman | 05-17-09, 10:14 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | خدر | 05-17-09, 10:23 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | HAIDER ALZAIN | 05-17-09, 10:35 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد عثمان محمد طه | 05-17-09, 12:33 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | اسعد الريفى | 05-17-09, 12:26 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Hadeer Alzain | 05-17-09, 05:23 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | ALGARADABI | 05-17-09, 05:51 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Alsawi | 05-17-09, 05:32 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Alsawi | 05-17-09, 05:32 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد عثمان محمد طه | 05-17-09, 10:37 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد على طه الملك | 05-17-09, 11:02 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-18-09, 00:26 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Isa | 05-18-09, 07:31 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | تماضر الخنساء حمزه | 05-18-09, 07:39 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Hadeer Alzain | 05-18-09, 04:44 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-18-09, 05:44 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Solafa Alagib | 05-18-09, 08:43 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | معتز جعفر الحسن | 05-19-09, 11:42 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-19-09, 11:44 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | خدر | 05-19-09, 11:47 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-19-09, 11:52 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Isa | 05-19-09, 12:13 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-19-09, 01:00 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد عثمان محمد طه | 05-19-09, 04:18 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-19-09, 05:32 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-20-09, 07:24 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | رانيا قاسم | 05-20-09, 11:30 AM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Hadeer Alzain | 05-20-09, 12:57 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | naeem ali | 05-20-09, 01:06 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | ibrahim kojan | 05-20-09, 04:56 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | Amjad ibrahim | 05-21-09, 04:30 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | محمد عثمان محمد طه | 05-21-09, 05:49 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | ASHRAF TAHA | 05-21-09, 07:03 PM |
Re: و تفعلها د. أتقياء (توينا) داوود للمرة الألف !!! | ضياء الدين ميرغني | 05-21-09, 08:28 PM |
|
|
|