|
|
 ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!...
|
..
في البدء:
-1-
- ألو..
- ضحكت كعادتي، وأنا اقول لا شعوري السلام عليكم..
- عبدالغني حي حي، اتصل هسي بأسماء،
هذه مكالمة، جرت بيني وبين عبدالحميد الشبلي في تمام الساعة 5.59 عصرا، بالتمام والكمال..
ولم؟
كأني تحدثت من البرزخ، معه..
هذه المكالمة، أثبتت بأني هنا..
هنا، في هذه الحياة، ولم أسافر بعد.. لأمي، وأبي، ويسوع، وبوذا، واليسع، والمعصوم العظيم، والمسيح المخلص!!..
في الحياة الآخرى..
-2-
ياعجبى...
أبسيط هو..
أهكذا هو،
بسيط بسيط، بل بطل البساطة، مع انه اكبر لغز..
ظلت أسماء محمود، والنور، وشبلي، ومامون ومعتصم، سرب عزيز، يدعون لي بمحبة، وحزن أصيل، وهم في تفكرهم لدفني، كبذرة، في رحم أمي العظيمة، الكريمة الأرض، بعد أن صحح الموت مفهوم الحياة عني، لديهم، ولي عنهم، وعنها، أي الحياة، ما اغربك، ما ابسطك، ما اعجبك، أيتها الهشاشة، والغلالة، والسراب، وتبدين، مع هذا كانك اصيلة، ولكن ملاك الموت، بريشته الجميلة، يطمس سرابك، ويرسم أصالته، وقد يكون فيك؟ بلى فيك، ولم لا.. الحياة غريبة، عجيبة!!...
ما ابسطك أيها اللغز الجميل (الموت)!!..
حتما، أكثرهم سعدا، أمي حين تراني أسعى لها..
مات عبدالغني "أأنا"، في خلد اسماء، وخالد والشبلي، ..
آية الموت، محتني، من كون لكون.. كما تمحو موجه أختها، كما تمحو هبه نسيم كوم رمل، يالي من رمل ولى، إلى هناك، عوالم البصيرة..
ملاك الموت أخذني لهناك، وانا لم ازل هنا، ياليت شعري ما الصحيح..
يالها من تجربة مررت بها، أأنا ميت؟؟؟؟
كم تذكرت الموت، وتصورته، ولكن بالامس اختلف تذوقه، وتمثله..
تصورت نفسي ممددا، على سرير الاستسلام الحتمي، حيث الأيدي الحقيقة، هي التي تتحرك، وليس الظل.. وليس ظلي..
يالهشاشة الحياة، مهما تحصنا، مهما نسينا جوهر الموت، ففي خلدهم قد مت، هل بمقدورك ان تتصور أنك ميت.. أحس بأني اوشكت تصورها، كم زائلة هذه الحياة، مهما تقنعت بالأمل، والرغبة، ووفرت القوت، وخلقت دواء لكل داء..
صوت المعاول، وهي تخفي كائن هو "أنا"، تدفنه في باطن الأم، باطن الأرض، كبذرة لشجرة ما، تنهض برعما في حقول آخرى، ..
ستهش أمي للقائي، فرحة بموتي، بعودتي من عالم الحزن، عالم الدنيا..
وأب.. "هذا انت أذن، كم تشبه طفولتك...
أتصلت بالشبلي، لا يصدق، كم كذبة هذه الحياة، أحسو بموتي، وأحسست بإحساسسهم، خربانة ام بناية قش، سيدي الموت يقطف ما يشاء، وهو يلبس طاقية الاختباء العجيبة..
أأختارني؟
لم؟
لا يسأل عما يفعل.. لو كنت في طريقك لأهل، سيأخذك
لو كنت بين جرعة وأخرى، سيأخذك
لو..
لو..
هو ذكي، هو ملاك، هو جميل، بل أحس، بأنه يقتل بجماله، بسحره، كما قطعن النسوة ايديهن بجمال يوسف.
من الصعب أن اصف لكم ليل امس، وربي..
ولكني رأيت الاشياء كلها بصورة مغايرة..
بصورة راحلة..
كأن قناع كشف لي عن ألاعيب الحياة، كم انت كذبة، وسراب بقيعة.. أنا ميت ففيما اخاف منك، هههههه، رمال متحركة أنت، ولم تبدين بوجه الثبات والسرمدية، ، يادوب ظهرتي، أنا ميت ايتها الحياة، لم أعد هنا، معك، ولم تتزخرفين، ولم توحين للجميع بطول العمر، وبالأمل، ما قصدك، أم تحبين الانسان، والأخرة تحبه، ضرتان، أم وجهان لعملة واحدة؟؟؟
في وميض ما، أحسست بأني ميت، ولم لا؟ ومن يعرف الموت، حدقت في السماء، في الارض، قد أكون ميتا فعلا، كما نحلم، ونصحو من الحلم؟ كيف أعرف أني ما ميت.. كيف؟؟
صوت المعاول وهي تدفن كياني، بل كيان كان لي.. أي تعرية وزيف يشكفها الموت عن وجه الحياة.. ما أهونك، هكذا تمضي، أهون مما نتصور، وأسرع مما نتصور، مثل الميلاد..
الموت والميلاد، صنوان,..
في الميلاد لاحول ولاقوة من حيث الزمان، من حيث المكان،
من حيث الشكل
من حيث الام
من حيث الاب
والوضع.. كل يجري بدون علمك، أو اختيارك..
إذن الموت لم يأتي بجديد؟ كلها حتميات، مثل الجاذبية، مثل الميلاد، مثل الغرائز، مثل الجوع، مثل حلاوة الموز في الفم.. فلم؟
إحساس غريب اعتراني..
فكرت في الموت كثيرا، كثيرا، ولكن ليس بهذا القرب، كأنه تجربة شخصية، كأني مت..
كنت في قهوة حين وصلني الموت، موتي..
كنت اشرب في شاي، ..
كنت جالس خارج القهوة، في كرسي قبالة الخليج..
هناك سبع، أو عشر دقائق، لا أدري ما جرى فيها، ولكن من الصعب تصورها.. المهم مرت.. وحالي فوق الوصف..
دخلت القهوة، صورتي في الزجاج، وانا انزل الدرج، من الأصل؟ أنت أم أنا؟ تشابه الخلق علي، حقيقة في تلك اللحظة، الشك تجسد، ولم يعد مجرد خواطر تطوف بالذهن، تلك اللحظات التي تشك في وجدك أصلا، وبأن الحياة سراب بقيعه، تحسبها حياة، تحسبها وقائع واحداث،.. كأنك حلم، يتلاشئ مع الصحو، كخيط بخور تبدد.. وها انا استيقظ بيد الموت، بكفه وهي تربت على رأسي، أصحو، أصحو من حلم انك عبدالغني، ومن حلم انك في الدنيا، ومن حلم انك..
هل تصدقوا..
قد أكون ميتا فعلا
ومن يعرف الموت؟
كيف أعرف أني ليس ميتا؟
محبتي، للجميع، ولكن هناك سبع دقائق، مرت بي، حين سمعت موتي، لا توصف، على الإطلاق، ومرت بذهني كل الشخوص التي عرفتها.. بوضوح كشمس في كبد السماء، كلهم، من رأيته خطف في محطة، من شاهدته من باب بص شعي في طرق بلادي..
كلهم أجميعن، وأحببتهم، كلهم، أجمعين..
-3-
بكى ابوشيبة بحرقة، تذكرت النعجة الضائعة، حين تعود، تكون مهمة، وتساوي بقية المائة...
-4-
قيمة الموت في في تعرية الحياة، أو تخصيبها، ونفخ الروح في كيان الثوان، التي تشكلها..
-5-
الرحيل من هنا، هين، هين جدا جدا، بل أسهل مما نتصور..
هذا ما احسسته به بالأمس..
وعميق محبتي..
مساء الاحد، وصباح الاثنين
4/5/2009م
...
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | عبدالغني كرم الله | 05-04-09, 06:30 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | حيدر حسن ميرغني | 05-04-09, 06:41 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | محمد عبدالرحمن | 05-04-09, 07:27 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | أبوبكر أبوالقاسم | 05-04-09, 07:39 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة | 05-04-09, 07:44 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | أبو ساندرا | 05-04-09, 08:02 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | Mohamed Abdelgaleel | 05-04-09, 08:31 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | هويدا شرف الدين | 05-04-09, 09:39 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | Yassir Bainwi | 05-04-09, 09:46 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | emad altaib | 05-04-09, 10:07 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | هند محمد | 05-04-09, 10:10 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | khatab | 05-04-09, 11:45 AM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | الرفاعي عبدالعاطي حجر | 05-04-09, 12:11 PM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | سلمى الشيخ سلامة | 05-04-09, 12:28 PM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | بدر الدين الأمير | 05-04-09, 03:34 PM |
| Re: ألو.. عبدالغني ..حي، حي، اتصل هسي بأسماء !!... | Ishraga Mustafa | 05-04-09, 10:36 PM |
|
| |
عبدالغني كرم الله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست