|
|
 الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير
|
ـــــ
لست أدري ..
ولا أريد أن أدري لونه السياسي ,
فقط يكفيني أنه من وطني السودان.
إستأنست بإرائه ,وأستفدت من أفكاره ,
وتسللت كتاباته إلي عقلي ,
ففيها ما يتسع النور
ويحويها الجمال ,
ودافئة كالحب ,
ودعوة لخير الإنسانية .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير (Re: emad altaib)
|
ـــــ
(1)
أعتــرف بضــحالة ثقــافتي البصــرية ، و لا أدري بفلسفة اللــون .. و تكنيكات اٍستخدام اللون و علاقات الضـوء و الخطوط .. و تلك في اٍعتقادي ، مجموعة أدوات ، الإلمام بها يســاهم كثيرا في نقد اللوحة و تذوقها ..
و لكني ، أدخل من مدخل اخر ، ذلك أن اللوحة ، ببســاطة شــديدة ، هي رســالة على محمولات اللون و الضــوء والخطوط وغيرها من المحمولات التشـكيلية ..و مثل هذه الرســالة تتوجه نحو متلق ما ..قد يكون متخصص ، و قد يكون غير متخصص.. و قد وضــعت نفســي في الخانة الأخيرة و تواصــلت مع لوحة حجــاب I للصــديقة ايمان شــقاق..
أ ســـتعير أيضا ، بعض من مفردات أصــدقائنا ، طــلاب كلية الفنون الجميلة ، على أيامنا ، و اٍستــخدامهم لمفردة الشــوف ، وهي أكثر حميمية من المفردات الأخري .. مثل النظر و غيرها ..
و الشــوف شـــوفان : الأول ، شــوف المنجــز ، المتحــول الي ألوان و أحــزان و طموحات و غموض .. يقول و لا يقول .. أو ربما وضــوح يقول و لا يقول .. و هــو الشــوف الذي يتصــدي للعادي اليومي و جماله ، بغرض التنبيه الى حالة وجــوده المغاير .. و في كل الأحــوال ن مثل هذا الشــوف هــو رســالة ..
و الثاني ، اٍنفعــال ، و تواصــل معطوف على الشــوف الأول ، يتلمس ما يريد أن يقوله الشــوف الأول ، و يســائله و يحاوره .. ثم يكــون نواة للتواصــل .. و في كل الأحــوال ، مثل هذا الشــوف الثاني هـو عبارة عن تلقي..
(2)
حينما يتأمل الشــايف ( المتلقي) لوحــة حجــاب I ، يتحسس بعض المسلمات الإجتماعية .. و أولها ، قد يظنها ( اللوحة) دعوة صــريحة لتجاوز أشــياء و قيم ســائدة في مجتمعنا الســوداني ، مرتبطة بفكرة الزي السـوداني ، فلسفته ، معانيه ، و وظيــفته .. و قــد يشــكل ذلك مدخل لمناقشــة مفاهيم مجاورة لمفهوم الزي .. كفكرة العفاف مثــلا ..
و لكن في وجهــة نظــري هــذا مدخــل خاطئ .. و لو حاولنا محاورة اللوحة و التواصل معها على ضــوء ذلك ، يكون ظلم و تجني على اللوحــة ..
مــدخل اخر ، يمكن أن يتأمل شـــايف ( متلق) اخر اللوحة ، و يخلص الى أن لوحة حجــاب I هي دعــوة لعرض الجـســـد ، جســد الأنثى تحــديدا .. و لذلك قدرته على اٍثارة اٍنفعالات عديدة في مخيلة أي رجل ، بصــورة عامة ، والرجل الســوداني ، بصــورة خاصــة .. و بالتالي يخلق لحظة تواصــل تستشف حضــورها على خلفية بنية الوعي التناسلي التي قال بها مفكرنا الشــيخ محمد الشــيخ ..
و في اٍعتقادي ، هذا أيضــا مدخل خاطئ ..
اٍذن ، تأمل لوحــة حجــاب I من منظور مفهومي العفاف و الجســد ، قد يكون فيه شـئ من التضليل..
فاٍذا كان الحجاب سُـــترة ، فلماذا لا يكون القهر الإنســاني ، كحالة عُــــري عارمة و تضــاد للحرية و الإختيار، هو من أكبر العورات الواجب ســترها؟
و أيضــا ، ســيكون الجســد ، جســد الأنثى ، لعــنة حينما تكون عين الشــوف همها المظهر و نتواءات الســطح، و لا تمتلك قدرة التوغل نحو الأعمق ..أو نحو بئر التســاؤلات الحارقة ..
(3)
الرجـل ، تحـديدا الرجل الســوداني ، أكثر الكائنات اٍبداعا لفكرة الســجون .. و الســجون ، مادية و معنوية ، آفة همها أن تقرض حـريّة ضــحاياها بصــورة ســرمديّة ..
من هــذا الإنعطاف ، تكون لوحة حجــاب I ، هي عبارة عن موقف اٍنســاني ، و تســجيل لجيوش الغليان و الأســئلة الحــائرة التي همها أن تحــوق و لو قليلا .. و هي أيضــا صــوت اٍرتخت أوتاره و نبراته من شــدة الهتاف المكتــوم " أُريد حـريّة " ..
(4)
أقــول أن كل اٍنســان داخل ما يلبس عاري .. و لكن بالرغم من ذلك يمارس رقابة على الذات و يســتحضر كل أدوات الضــبط و يمارســها ، تقــيّدا بمنظومة قــيم ، قد تكون داخلية و قد تكون خارجية ..
و في نفس الوقت ، لن يســتطيع أحد أن يقول ، يكتب ، أو يرســم المرأة .. اٍلا المرأة نفســها ..ذلك أن مثل هاتيك الأفعال هي مواقف من الكون و الحياة و الفكر .. وصــدق الموقف لا يتأتى اٍلا ممن عايشه حزن وفرح و أمل..
ذاكرة المرأة الســودانية ، مليئة بالأحاسيس و الصــور المتضــاربة ، خصـوصا فيما يتعلق بحــريّة الإختيار ، كأبسط خصيصة من خصــائص الإنسان.. فهي كائن مُغــيّب في كافة مناحي الحياة ، الخاص منها و العام .. و حضــورها يشــكل حالات من الفــزع .. فهي لن تســتطيع أن تقول و تعـبّر عن نفسها بوضــوح ، لأن صــوتها عــورة.. و اٍرتفاعه قد يشكل سبب من أسباب محــوها عن الوجود.. دعك من التفكير في قضــايا مصيرية تخص وجودها ككائن اٍجتماعي ..
و تلك الذاكرة ، ايضا ، تحتقن بكثير من بؤر القيــح الإجتماعي .. ختان ، تقييد حـريّة ، فرض الزواج ، عدم الإعتراف بقدرتها على المشــاركة في الحياة العامة ، الدمغ بعدم القدرة على التمييز ( نقاص العقل) بين الخيارات الفاصلة ، حتى لو كانت شــخصيّة جــدا .. فهي مجبورة ، و تحيا في دائرة قهر واســعة جدا ، تحرسها منظومات القيم الإجتماعية و الدينية و الأخــلاقية ، و التي تســكّل أرضــيات لـزجة ، المشــي فيها قد يؤدي الي الســقوط أو التعثر ..
و انانية مثل هاتيك المنظومات ، تكمن في كونها لا تسمح بتأمــل لوحــة أو خطــاب ، و بالتالي تقييمه ، اٍلا في ضــوء معاييرها ..
و من هذا الإتجاه ، تكون لوحة حجــاب I صــوت مغاير ، يتســاءل عن لماذا كانت الأشــياء هكذا؟ لماذا لا أختار ما يخصــني بنفسي؟ و اٍن اٍخترتُ ، لماذا أُســائل و أُحاور في اٍطار لم يكن لي حــق المشــاركة في صــناعته و اٍرتضــائه ؟
(5)
الرفــض ، موقف تجاه واقع ســلبي و قاهر .. يثير الحنق ..و الرغبة المســتمرة في الصــراخ..
مثل ذاك الحال ، يــولّد أحاسيس متشــابكة .. و تكثييف اللون الأزرق و فضــاء الظلمة الواســعة ، هي الخيارات الموجودة للمرأة الســودانية ، لكي تحــدّق فيها .. و تحـــدّق الى أن تتلاشــى .. و هي معاناة كثيفة..
الزولة ، في لوحــة حجــاب I ، اٍختارت أن تدير للواقع ظهرها ، و في ذلك اٍحتجــاجية عالية جـدا ..
و لا تكون مثل تلك الإســتدارة بمعنى لا أكترث ، الذي هو موقف ســلبي تجاه الأشــياء .. و لكن اٍدارة الظهر هنا ، تكون صــرخة و توجــه نحــو فضــاء ما .. و هي رســالة واضــحة ، كأنها تقول .. هل أنا فقط جســد؟ هل أنا فقط ذاكرة مشــوهة ، تدمن قهرها الســرمدي؟ أم هل أنا اٍنســانة ( روح و جسد و ذاكرة و حلم)؟ من يفهمني ؟ .. و متــى ســيفهمني ؟
فهي صـــرخة من أجل تقرير المصــير اٍجتــماعيا و ســياسيا ..
(6)
الحجــاب أنواع .. منها غطــاء الرأس .. و منها ما هــو أخطــر .. و هو حجــاب القبح الإجتماعي ، الذي يصــر على اٍعتبار المــرأة فضــاء اٍجتماعي عريض لممارسة الهيمنة عليها و الفحــولة و الإقصــاء..
و لـكـــن ..!!
ثــمة ضــوء في اخــر النفق .. و صــوت بــدأ يتحسس مــلامحه ، اٍســتعدادا لكرنفالات المطالبة و المســاءلة.. و كل ذلك في سبيل تأسيس واقع ضــد التمييز .. ضــد الهيمنة ..و ضــد الوصــاية .. و في نفس الوقت يســـمح بالحريّة و الإختيار .. و اٍحترام الآخــر/ المرأة ..
(7)
أخيرا .. النت .. خلق فضــاءا جميلا للتواصــل .. و قــــرّب المســافات ، بحسب قول احد الأصــدقاء في ســودانيز أونلاين .. أســوة بالســكة حــديد التي حــدثنا عنها دكتور عبد اللــه على اٍبراهيم ..
وجــود اللــوحة في مــواقع عديدة ، منها ســودانيات دوت نت و غاليري التشكيلين / التشــكيليات الســودانين/ الســودانيات ، ســـاعدني على الإســـتمتاع بأعمال كثيرة .. و محاورتها .. و محاولة اٍستكشــاف قولها الضمني و الصــريح ..
فالنت .. و اللـــه نعمـــة..
تحســـرتُ على المعارض التي فاتتني بسبب الجغرافية / المكان
(*)
شـــكرا اٍيمــان شـــقاق ..
محمد النور كــبّر -
18-22 تشـــرين أول - 2004
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير (Re: emad altaib)
|
الأخ عماد الطيب
التحية لك علي مدنا بهذا الرافد
الاستاذ محمد كبر قلم وفكر جميل يمتعنا لحد الدهشة
هذا المقال من اجمل ما قرأت مؤخراً
خاصة
| Quote: الحجــاب أنواع .. منها غطــاء الرأس .. و منها ما هــو أخطــر .. و هو حجــاب القبح الإجتماعي ، الذي يصــر على اٍعتبار المــرأة فضــاء اٍجتماعي عريض لممارسة الهيمنة عليها و الفحــولة و الإقصــاء.. |
تحياتي لكم
حيدر الزين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير (Re: Kabar)
|
Adil
Kamal
Hiader
Emad
Thanks
frist of all, please accept my appology for using this kind of keyboard.Not easy to access arabic keyboard around here.
Well , we all looking for is just to spreed goodness and beauty, if not as facts,just let it to be dream and good dream.
I will be out of sudanese discussion boards for a while, when I come back we will continue the discussion.
love to all of you
kabar
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير (Re: Kabar)
|
ـــــ
صديقي كبر ,,, شكراً لك
لم أتوقف عن القرآة لك , ولكن هذا النص الذي كتبته أمتعني كثيراً , ومثل ما قلت القبح الإجتماعي لديه حجاب , فقد قرآة لك كثير من المعالجات والإصلاحات وهذا هو دليل الحب للإنسان السوداني , فالشكوي للأوضاع المجتمع لا يصلحها الصمت والسكوت (ودمدمة عيوبها) وهي تحتاج إلي ضمير المجتمع بكامله لينهض وإيستيقظ من ثباته ويعبر عنها, فيها بكل الصور , فالمسؤولية جماعية تضامنية .
فإن كان الحجاب حشمة وإحترام للجسد الأنثوي ولكنه لم يكن دليل الطاهرة أبداً فالطاهرة النقية هي إظهار عيوب المجتمع والإيمان بالمسؤولية يكتمل بعلاجها , فيجب علينا أن نعترف أن المجتمع السوداني به (أمراض إجتماعية) كثيرة ولربما تكون لها اسباب سياسية إقتصادية , فظاهرة العنف كمثال تفشت فيه بصوره مخيفة,( والتعذيب) وإستغلال للإنسان بطريقة ممنهجة ومشاكل الشباب (بالكوم) ولا أحد ينبه لهم ولها وهم أمل أمة فالمخدرات تجري في شريان المجتمع , والجريمة العصرية , والامراض النفسية من إكتئاب وقلق وإنفصام في الشخصية وغيرها
.
(عدل بواسطة emad altaib on 04-27-2009, 07:19 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصديق والأُستاذ Kabar حبابك ... وكتر خير (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
Quote: انتـميتك لحـظة كافرة
(1)
شـفتك غيـمة تركض فوق الجبال البنفسج..كانت الريح تحكي الشجن الأسيف..وصراخ الفيافي مـد السمع "اني أري عصـافيرا ونوارسا تركض نحو الشمس"..رصفتك في ذاكرة النجوم ، مـلامح طفلة تقاوم خوف الزحام في مدن الغبار..
اشـتهيتك ، ومليت كفي بخصل فرعك .وجن الحزن فيني.مشيت..كشفت للشـمس عـورة قلبـي..واتساقط هيجان النبـض..اشـتهيتك ، ناديـتك فـوق سكوت الـمدن الغريبة... نثيث الـمطر ، فجر جواي مـواسم الشـوق..و كنت بركض فـي الشـوارع..انتـميتك لحـظة كافرة ، رافضـة لتعاريج الـكلام.. وكـل الأشياء القديـمة.. ناديتك من وهـمي بيك.. النجم حاضر حكاك..والجـبل شهق بالغموض..وسـكن في جـوفو صـهيل الندا..عرفتك حاجة تتغلغل جواي.. شـربتك فيـض أسرار دفـوقه..وصـرخت بيك ، سكنت في حـدق الـدهشة..و شفتك غيمة تركض فوق الجبال البنفسج..
(2)
فـي يوم تاني..قلت ليك امـرقي من دمـي..الصوت كان ممزق..دواير الأثير بكت..واتفتت .. تعبت منك وانتي بتركضي في جـواي.. واخر اللحظة اللعينة لسه ما ابتدا..تقاسـيمك.. جـوه في وهج الذاكرة..طفلة تلعب في فيافي الذات.. و أمارسك دهشة في نص الأطفال..ويـموت مـني الكـلام وكتين القاك في يوم تاني..
(3)
حاجة غريبة ، عينيـك والـمطر..دايما بيدخلوني في حالات تانيـه..نسجتك زفة خواطر وصوت الـمطر ، طبل يدق جوه في نبضي..و ما بين بينك وبين ..تركبني غيوم الـجن..و أجري معاك في الشوارع الـمبلولة.. الشوارع البتـمارس الاغتسال بتفاصـيل مرعبة..وألقاك وسط اللـيل بشـارة..عينيك والـمطر..وكلمة تاهت في تلافيف الذاكرة..
(4)
مـا عاوز اتذكرك ، قلت ليـك
الشارع الصغير .شال تباريح الهـمسة ومشى..الفراشة تعبتنـي بالعناد..وانتـي حاضرة في كل النبض..قلت ليك ما اعاوز اتذكرك.. جريتي مـني.. جريتي نحو الأفق البنفسج ..و صنـقرتي في جوف الرؤى..الـمطر عذبني فيك.. و الآفـاق بترسمك..حتى الكلام ..كان بيرسمك..والنبض كان بيرسمك..وعيوني واقفات بترسمك..
صوتي مـرق مشروخ..قلت ليك ما عاوز اتذكرك
لـكنك قاسية ، قاسية انتي حاضرة في كل النبض..ضـميتك وقريتك..ابتهال حبي الخشوع..
طـــــوبـى
لنـاس تـكاتل عشـان تـانيـين
وطــــــوبـى
لـناس تـسافر فـي دم ناس تانـيين
كــبر ـ الدلـنج حزيران1993 |
وهذا نص أدبي فني في غاية الروعة والجمال , ويحتاج إلي تفكيك طلاسمه السحرية , حتي يسهل فهمها بتلك دقتها , فهي تذكري في فكرتها العامة بقصيدة ( بناديها للشاعر عمر الطيب الدوش رحمه الله ).
| |
|
|
|
|
|
|
| |
emad altaib
HAIDER ALZAIN
Abdel Aati
كمال عباس
Kabar
عمر عبد الله فضل المولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست