|
خطر الجهوية والقبلية على السودان والاحزاب السياسية .
|
ما من داء اشد فتكا وتدميرا لقيم الحق والحرية من داء اثارة النعرات الجهوية والقبلية !! هذه النعرات التي ابتليت بها الانسانية في عصورها الجاهلية فاقعدتها وشلت فاعليتها وجعلتها تتخبط كالانعام او اضل سبيلا. فجاءت الاديان السماوية منفرة من هذه المفاهيم التي تعطي الانسان قيمته عبر قبيلته ونسبه فقط ومبشرة بقيم الانسانية السليمة من عدالة ومساواة وحرية وان الناس وضيعهم وشريفهم في ذات الله سواء يتفاضلون بالتقوى .
لقد ارهقت الجهوية كاهل الشعب السوداني واحزابه واوهنته ونفرت الكثيرين من الاحزاب وكثير من المثقفين ارقت مضاجعهم وامرضتهم انتشار هذه المفاهيم وتغولها على الاحزاب . اذا استمرت النعرات الجهوية والقبلية بهذا النهج العقيم والفكر السقيم فانها سوف تورد السودان والاحزاب موارد الهلاك والضياع.
اننا ناسف اشد الاسف ان نرى الجهوية والقبلية تتمدد وتستشري في جسد الاحزاب كاستشراء النار في الهشيم وتنخر في عظم الاحزاب كالسوس.
الى متى الصمت ونحن نرى احزابنا تحترق رويدا رويدا بنار الجهوية والقبلية؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان اثارة النعرات الجهوية والقبلية بمعانيها الضيقة والقبيحة تعيدنا الي العصور الجاهلية المظلمة (غض الطرف انك من نمير لا كعب بلغت ولا كلابا ) أي درك سحيق هذا الذي نحن فيه ؟ أي عبث وفوضى تلك التي نعيش فيها ؟ أي سماء ملبدة بغيوم الجهوية الجاهلية المتخلفة تلك التي تظللنا؟ أي ارض مزروعة بشوك الجهوية تلك التي تدمي اقدامنا ؟!
ان الدعوة الى الجهوية والقبلية على حساب القيم النبيلة دعوة تنفر منها النفس الانسانية لانها تفوح بروائح كريهة تزكم الانوف لانها روائح نتنة تعفن الاجواء ولاتخرج الا من قلوب مفعمة بالحقد والغل مشبعة بالكبر والصلف وحب الذات والتسلط والاستعلاء.
لافرق عندي بين الجهوية والشمولية فهما وجهان لعملة واحدة هي نبذ الاخرين وكبت حرياتهم وخرس السنتهم واجبارهم على الاتباع والانقياد بالغلبة الجهوية دون أي احترام لحرية الانسان في ابداء رايه او التطلع بقدراته الى الامام لانها هدم وتحطيم للابداع في مختلف ضروبه واشكاله.
ان الجهوية حجرة عثرة في طريق الاصلاح والتقدم والازدهار والنماء والحرية وهي وصمة عار تلطخ جبين الديمقراطية والعدالة في الاحزاب وتشوه جمالها ورونقها .
الواجب علينا ايها الاخوة والاخوات محاربة الجهوية اخت الشمولية حربا منظمة ومدروسة من اجل اقتلاع معانيها الهدامة من جذورها ولن يتاتي ذلك الا بالعمل الجاد والسعي الدؤوب والحثيث ليل نهار لقطع دابر المعاني الهدامة التي تاتي تحت غطاء القبلية و الجهوية , هذا اذا اردنا لاحزابنا الانطلاق الى الامام بلا معوقات ومتاريس تقف في طريقها .
ويجب ان لا ننسى ان الانقاذ هي السبب المباشر والكبير في اثارة النعرات القبلية والجهوية وهي التي ارجعت الشعب السوداني الى الوراء من اجل الاحتماء بالقبيلة والجهة بعد ان فككت نسيجه الاجتماعي وعاثت في الارض فسادا واستبدادا .
يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|