|
|
 Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع (Re: Asskouri)
|
تكشف قضية المتأثرين والتي ظللت اتابعها لقرابة العقدين من الزمان ( 1992 -2009) في تفاصيلها جوهر العقليه النخبويه التي ظلت تسطير علي زمام الامور في السودان منذ الاستقلال. فمشروعات التنميه في البلاد تفصّل وتقام وتوضع اسبقياتها حسب احتياجات المركز دون ادني اعتبار لاحتياجات المواطنيين في المنطقه المحدده. فكل ما يحتاجه المركز يعتبر اولويه قصوي تضرب لها اكباد الطائرات بحثا عن المال من كل زوايا الدنيا، ويعتبر مجديا اقتصاديا حتي بدون دراسه. والتخمين فقط ، بجانب ( الحليفه والطلاق) كافيه جدا لاعتبار المشروع ذا جدوي اقتصاديه... فكون ان المشروع سيحل مشكله في المركز كاف جدا لاعتباره مجد بصرف النظر عنما تتحمله الاطراف من تكليف تشمل فيما تشمل تشرد انسانها واخراجه حتي من دورة الانتاج .
غير ان هذه النظره العقيمه التي تقوم علي نهب موارد الاقاليم ( يشمل ذلك انسانها) تتناقض مع ابسط مقومات التنميه... وباختصار تقوم الفرضيه الحاليه علي اعتبار ان تقوية المركز علي حساب الاطراف من شأنه دعم المركز وتقويتة ومن ثم تقوية الدوله ومؤسساتها ليصبح المركز هو القاطره التي تسحب بقية المناطق... وقد مضت الحكومات المختلفه منذ 1956 في اعتماد هذا المنهج دون توقف للنظر في نتائجه الكارثيه. لذلك ليس مستغربا ان يتدافع سكان الاطراف نحو المركز بموجات عاتيه من الهجره الداخليه حتي اصبحت الخرطوم اقرب لـ ( حلة البليله) منها الي عاصمه حضاريه يستمتع سكانها بحايه عصريه بها قدر متوازن من الخدمات الاساسيه الحديثه. وليس مستغربا ايضا ان يتقلص تعداد السكان ( مثلا) في المنطقه شمال الجيلي حتي حلفا الي اقل من مليوني شخص فقط ( تعادل مساحة الولايتين نهر النيل والشماليه مساحة رومانيا او الكمرون وهذين الدولتين يفوق سكان كل منهما ال 25 مليون نسمه)
في بلد كالسودان تمتد اراضيه من حدود مصر الجنوبيه الي ادغال يوغندا، كان من المفترض ان يقوم التفكير التنموي علي استراتيجيه تقوم علي مبداء تقوية الاطراف لتقوية المركز وليس العكس. فالاطراف القويه سنتتج بالضروره مركزا قويا. وبالنظر لما يجري في السودان من خلط وتشويه لعملية التنميه التي قادت الي تأزم الحياه في المركز واستحالتها في الاطراف، لم اجد مبررا لما يجري من فوضي تنمويه سوي الهاجس السياسي الذي تغذيه اوهام تفكك الدوله في حالة تقوية الاطراف. ينطلق هذا الهاجس السياسي من مفهوم شائع وسط النخبه يقوم علي ان السلطه والثروه مكانها المركز... فالثراء لايمكن تحقيقه بغير التواجد في المركز والسلطه لا يمكن بلوغها ( بانقلاب او بانتخاب) إلا بالتواجد في المركز. وقد قال لي احد اصدقائي ساخرا من زحمة الخرطوم ( غايتو تاني ما في انقلاب في السودان.. ! وعندما سالته لماذا.. قال: والله ركشات ساي ما يقدر يصل الاذاعه...)!
نعم، يتساءل النائبان عن عدم وصول الكهرباء للمركز... ولم يسألوا ما هو نصيب سكان الولايات من ما تم من نهب واستغلال لمورادهم وتشريد للمنتجين دون توفير بديل يعيدهم لدورة الانتاج... وبمعني اخر لو ان كهرباء السد وصلت الخرطوم ودخلت الشبكه لما تقدم هؤلاء النواب باي سؤال لوزير الطاقه. فالسؤال في حقيقته يكشف المفهوم السائد لدي النخبه بان السودان هو المركز ( العاصمه) اما دون ذلك فاليذهب للجحيم.
ولا تقتصر علاقة المركز بالهامش علي السودان، بل لا تقتصر علي العلاقات داخل اقاليم الدوله الواحده، بل تمتد لتشمل المحيط الاقليمي بين مجموعة دول. فمثلا شهد العقدين الاخيرين تحول دوله مثل البرازيل من دوله ناميه يحكمها رئيس يدعي الاشتراكيه الي دوله لها علاقات استعماريه مع الدول الاصغر حولها كما يحدث مع دولة بيرقواي في موضوع توزيع عائدات كهرباء سد مائي يتشرد بسببه البيرجوايون وينعم البرازيليون بالكهرباء مقابل سعر زهيد وتباع الكهرباء التي ينتجها السد باسعر غاليه في بيرقواي اضعاف تلك التي تباع بها داخل البرازيل بالرغم من ان السد يقع داخل البيرقواي ومثل ذلك أيضا استغلال الشركات البرازيليه للاراضي في البيرو وبوليفيا علي حساب المجموعات المحليه الامر الذي ادي الي توترات اجتماعيه متكرره استدعت في مرات عديده تدخل الجيش البرازيلي لحماية الاستثمارات البرازيليه داخل تلك الدول في انتهاك صارخ لسيادتها. وبالرغم من اقتناع حكومة البرازيل بعدم عدالة توزيع المهرباء او سؤ استغلال الاراضي من قبل الشركات البرازيليه إلا انها وقفت عاجزه امام ضغوط شركاتها. لكل ذلك لم استغرب تدافع اهل الحكم نحو البرازيل للاستفاده من تجربة شركاتها في استغلال موارد الفقراء وطردهم من اراضيهم وحرمانهم من مواردهم. وواضح ان تشابه نمط التفكير في استغلال الموارد وتطابقه هو ماقاد الساسه السوادانيين الي قطع البحار والمحيطات للاستفاده من تجربة الشركات البرازيليه في نهب الموارد واستغلالها.
يتبع....
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-24-09, 12:26 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-24-09, 01:19 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-25-09, 06:42 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | الفاتح شلبي | 04-25-09, 08:12 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | حسن بركية | 04-25-09, 11:29 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | welyab | 04-25-09, 12:40 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | عبد الوهاب المحسى | 04-25-09, 02:08 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-26-09, 05:16 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-25-09, 08:06 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-25-09, 02:20 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | جعفر محي الدين | 04-26-09, 07:23 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | عبد الواحد أبراهيم | 04-26-09, 03:18 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-27-09, 06:27 AM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-26-09, 08:58 PM |
| Re: المركز والهامش .... مثال نـــاصع | Asskouri | 04-27-09, 08:50 PM |
|
| |
Asskouri
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست