وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 10:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2009, 04:57 PM

محمد صلاح

تاريخ التسجيل: 12-07-2004
مجموع المشاركات: 1276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام (Re: محمد صلاح)

    الفصل الرابع
    بناء الحزب

    أ- جذور الستالتنية في الفكر والممارسة :
    ب- معالم التجديد
    ج- الشعار المناسب لبناء الحزب

    أ- جذور الستالينية في الفكر والممارسة
    إحدى مرجعياتنا الهامة لمعالجة قضايا بناء الحزب ، هي المناقشة العامة لتجديد الحزب . وقد سادت خلال هذه المناقشة النظرة الانتقادية الموضوعية لتجربة الحزب منذ تأسيسه ، والإرادة الحزبية الغالبة على ارتياد طريق التجديد بخطى راسخة وواثقة ، استناداً إلى رصيد الحزب الثوري. وجرت تغطية هذه المناقشة في أعداد مجلة الشيوعي ونشرة قضايا سودانية ، كما تم إصدارها خلال العام الماضي (2006) في كتيبات خمسة .
    وتشير حصيلة هذه المناقشة العامة ، ضمن ما تشير إليه ،إلى أن الستالينية منهج في التفكير والممارسة يتسم بالجمود وبتجاوز خصائص الواقع الموضوعي المحدد والملموس ومصادرة الديمقراطية واستبعاد الرأي الآخر . وقد افرز هذا المنهج المتلازمة والدالة الثنائيتين للنمط السوفيتي على مستوى كل أطراف الحركة الشيوعية في العالم: الجمود والركون لحتميات قدرية لا يستقيم أمرها على ضوء المنهج الماركسي، والتطبيق القابض لمبدأ المركزية الديمقراطية . وتجلى هذا من جهة ، في اختزال الماركسية في برشامات ووصفات مذهبية جامدة صالحة لكل زمان ومكان، وفي حرق المراحل وتخطي القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي . وفي التعامل مع الافتراضات النظرية والإمكانيات كواقع دون توفر الشروط والمقومات لذلك . كما تجلى من الجهة الأخرى ، كضربة لإزب للتبرير والإعتساف ، في القبضة المركزية الخانقة التي تقف سداً منيعاً أمام الرأي الآخر والنقد وتصحيح المسار ، ويدعم هذه القبضة أيضاً، بمركزيتها وشموليتها، الفهم الخاطئ لمقولة دكتاتورية البروليتاريا ، والانحدار بمقولتي الحزب الطليعي وطليعية الطبقة العاملة لمصاف الحتميات القدرية .
    وجراء ذلك ينفتح الباب واسعاً للغرور والتعالي ، ولفرض الوصاية على حركة الجماهير ، وللممارسات التي تتجاوز استقلال الهيئات الحزبية وفروع الحزب ، ولاحتكار المواقع القيادية ، وللبلاغات الكيدية ، ولحصر النقد في القواعد دون القيادات ، والنظر باستخفاف ، بل ويتأفف ولا مبالاة للعمل الإصلاحي بوصفه عملاً غير ثوري من منطلق أن الحزب الذي لا يستهدف السلطة صفر على الشمال وما إلى ذلك.
    وبطبيعة الحال ، قاد الجمود والانغلاق والمركزة الصارمة ، لإضعاف قدرات كل أطراف الحركة الشيوعية العالمية على البناء الحزبي والجماهيري.
    واستناداً إلى ذلك طرحت الوجهة العامة للحوار الداخلي ، أن الديمقراطية الداخلية في الحزب ، هي شرط أساسي لنموه وفعالية نشاطه بين الجماهير ، كما أنها تفتح الباب لأن يجد كل عضو حزب نفسه في الحزب تماماً. فاعلاً ومؤثراُ ونشطاً، ومنمياً لقدراته السياسية والفكرية والتنظيمية ، وعلى هذا النحو تتضاعف وتتعزز استقلالية وقدرات فروع وتنظيمات الحزب ، كما يتم تجاوز الاعتقاد الخاطئ بأن الكلمة النهائية التي تطوى بعدها الصحف وتجف الأقلام . وأن القول الفصل الذي لا قول بعده ، يأتيها جميعاً من فوق ، من خارجها ، من الهيئات الأعلى عن طريق التلقين والحفظ أو ( من اليد للفم) ، ونقول اعتقاد خاطئ لأن الموروث الستاليني قد طمس ضمن ما طمسه ، مبادي تنظيم الحزب التي تشير فعلاً إلى استقلال فرع الحزب الذي هو سيد قراره في إطار الضوابط اللائحية ، وهو ممثل الحزب بين جماهير مجاله ، وإلى أن مفهوم الكادر والقيادة في الحزب يمتد من اللجنة المركزية وحتى مكاتب الفروع . وبطبيعة الحال تحتاج هذه المفاهيم للصراع المتواصل من أجل تحديدها ودخولها عميقاً بين حياة الحزب الداخلية.
    ومعروف أن مؤسسي الاشتراكية العلمية لم يطرحا في جبهة التنظيم الحزبي سوى الضرورة الموضوعية للحزب كاتحاد اختياري لرفاق بالفكر . تسوده مبادئ الديمقراطية والقيادة الجماعية والنقد و النقد الذاتي . كما نبها إلى أن قوة ومتانة الحزب تكمن في مرونة تنظيمه ، وابتعاده عن الضوابط القاسية شديدة الصرامة التي تشجع صنمية السلطة والمركزية القابضة في تكوينه.
    ورغم تمكن حزبنا من اختراق حصار الجمود في أكثر من مجال ، إلا أن آثار ومظاهر وتجليات الستالينية ظلت قائمة بهذا القدر او ذلك في الحزب منذ تأسيسه. وعلى سبيل المثال نذكر بعض المصطلحات ذات الجذور والدلالات الستالينية التي وردت في أدبيات حزبنا : الديمقراطية الثورية ، الديمقراطية الموجهة ، الديمقراطية الجديدة ، وكذلك ما ورد من ميل وجنوح للعمل المسلح وارتياد طريق الثورة الصينية .
    وفي مضمار التنظيم الحزبي ، تعكس اللائحة الثانية المعدلة للحركة السودانية للتحرر الوطني بجلاء آثار الستالينية على الأحزاب الشيوعية دون وضع هامش أو اعتبار لخصوصية الواقع في أي بلد . فقد أشارت بعض بنود تلك اللائحة ، التي صدرت في النصف الثاني من أربعينات القرن الماضي( 1948) إلى : أن الأسس النظرية للحزب هي الماركسية اللينينية ، والأهداف العامة هي : توحيد الطبقة العاملة السودانية والشعب السوداني ضد الاستعمار وإقامة ديمقراطية شعبية تتدرج إلى الاشتراكية فالشيوعية ، وأن قيادة الحزب ، وهي المركز الذي يقود الحزب ، ارتبط تاريخها وامتزج دمها بحب الحزب والإخلاص لقضيته وتخلصت إلى أبعد الحدود من الرواسب الطبقية وأصبحت ذات آيدلوجية بروليتارية ، وأن الأيديولوجية في الحزب تتمثل في هذه القيادة .
    ورغم التوصيف الواضح والمحدد للديمقراطية التي تستند إليها المركزية ، إلا أن تلك اللائحة نصت على أن التنظيم يقوم على أساس المركزية ، وتضمنت واجبات العضو دراسة نظرية ماركس وانجلز ولينين وستالين ، ونشر حب معسكر السلام و على رأسه الاتحاد السوفيتي وقائد البشرية التقدمية الرفيق العظيم ستالين .
    إن كل هذا تجسيد للمنهج الستاليني القاتل لروح التفكير المستقل والذي فرضه ( الكمنفورم) على كل إطراف الحركة الشيوعية العالمية ، فلم ينج حزب من الهيمنة الستالينية ، أما يوغسلافيا التي استبدلت الستالينية بالتيتوية وشقت عصا الطاعة ، فقد واجهت حرباً سياسية واقتصادية أثرت على مجرى تطورها . وما كان لحزبنا في تلك الفترة ، مع حداثة التكوين وشح المعرفة والتجربة وضعف الإمكانات ، أن يكون استثناءاً.
    وعلى الرغم من النصوص التي تحمل جذور الفكر الستاليني ، إلا أن تلك اللائحة وضعت الأسس والمبادئ العامة لتنظيم حزبنا ، ثم انتقل جوهر تلك المبادئ والأسس من لائحة لإخرى، بما في ذلك مشروع الدستور الحالي المقدم للمؤتمر الخامس ، والذي سعينا فيه إلى التخلص مما عفا عليه الزمن والتمسك بقوة بما هو إيجابي في تراث حزبنا وتاريخه .
    وطبيعي أن مؤتمرات الحزب ، وبشكل خاص المؤتمرين الثالث والرابع وكتابات الشهيد عبدالخالق ، قد عالجت العديد من الجوانب النظرية والسياسية والتنظيمية الجامدة ، لقد توصلنا مثلا إلى ان مبادئ التنظيم الحزبي العامة . لا يستقيم أمرها إلا باندغامها في تجربة حزبنا الملموسة في الواقع السوداني . وإلى أن تلك المبادئ ليست نصوصاً صماء . بل تغتني وتتطور مع تطور تجربة الحزب ، ومع ذلك لا نستطيع القول ان حزبنا قد أنعتق نهائياً من آثار الستالينية والمركزية الديمقراطية الستالينية التي قادت لضمور الديمقراطية في الحزب في علاقاته بحركة الجماهير.
    وعلى مستوى بعض التنظيمات الديمقراطية قادت النظرة الشمولية للتغول على الأسس الديمقراطية، الأمر الذي حول هذه التنظيمات إلى وجهين لعملة واحدة هي الحزب الشيوعي .

    ب– معالم التجديد
    معالم التجديد ليست منبتة ، ولا يجمعها جامع مع مفاهيم ودعاوى القطيعة العدمية مع التراث ، وإنما تستند إلى الطروحات الإيجابية عبر تاريخ الحزب في البناء الحزبي والعمل الجماهيري ، وقد حدّ من أثر هذه الطروحات وأضعفها طغيان المركزية وآثار الستالينية ، وبالتالي لم تدخل عميقاً بصورة راسخة بين حياة الحزب الداخلية . كذلك تستند هذه المعالم إلى ما أضافه الحوار الداخلي للتجديد الحزب من أفكار ومقترحات في هذا الخصوص عبر الدراسة الانتقادية لتجربة الحزب في الواقع السوداني .
    وبناءاً على ذلك فان أهم المرتكزات والمعالم لتجديد الحزب هي :
    * كإطار عام، نتوخى في كل أوجه عمل الحزب الداخلي والجماهيري ، إعمال المنهج الماركسي بصورة خلاقة ومستنيرة ومنفتحة على خصوصيات الواقع السوداني وتراثه ، وكذلك على الفكر والتجارب العالمية والإقليمية. وعلى رأس ما يقتضيه هذا التوخي هو إفساح مجال واسع للعمل بين الجماهير بهدف انتزاع حقوقها وتحسين أحوالها المعيشية والخدمية ، فالجماهير التي تنتزع بعض حقوقها اقدر وأصلب في النضال من غيرها على ارتياد طريق التغيير الاجتماعي.
    * إن يقوم التنظيم الحزبي على أسس الديمقراطية والمؤسسية والقيادة الجماعية والتداول في المواقع القيادية .
    * أن تكون اللجنة المركزية للحزب ، قولاً وفعلاً ، نصاً في الدستور وممارسة ، هي القيادة الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب بين المؤتمرين، بما يعني انتظام عقد دوراتها والحيلولة دون تغول سكرتاريتها على صلاحياتها.
    * سيادة مبدأ أن المسئولية الفردية لا تلغي القيادة الجماعية بل تؤكدها وتعززها . فالمسئولية الفردية ليست تفويضاً مطلقاً ،وإنما تستوجب الحضور الفاعل للعقل الجماعي لأعضاء الحزب في الهيئات الحزبية وإثبات حقهم المشروع في المشاركة بالتدخل المستمر للتقويم والتصحيح والانتقاد.
    * انتهاج أسس واضحة وملزمة للتقييم الموضوعي للكادر والأعضاء في الهيئات القيادية والفروع ، بما يحول دون عودة الممارسات الستالينية في هذا الخصوص كالتقييم الفردي والانطباعي والاستلطافي .
    * إحاطة بند تقصي الحقائق بضمانات كافية للحيلولة دون وقوع أية تجاوزات وإجحاف ، وهذا يقتضي إثبات حق العضو المعنى في حضور الاجتماع الذي يتم فيه تقصي الحقائق ، والاستماع لوجهة نظره وكفالة حقه في الدفاع عن نفسه، وأن ينص النظام الداخلي على كيفية استئناف أو مراجعة القرارات التي تتوصل لها لجان تقصي الحقائق.
    * إعلاء شأن مبدأ النقد والنقد الذاتي بإفراد مادة قائمة بذاتها له في الدستور ، تلخص بنودها أهم تجارب الحزب في هذا المضمار . بما يساعد على تجاوز الحساسيات البرجوازية الزائفة حيال ممارسة النقد . كاللف والدوران حول الخطأ دون توضيحه وانتقاده وتحمل المسئولية ومن أجل الوصول لهذا الهدف لابد من أن تتضمن مبادئ تنظيم الحزب التالي:
    - رفض النقد التبريري .
    - اعتماد النقد الثوري الذي يحدد الخطأ بوضوح وينتقده ويحدد البديل الصحيح له .
    إلزام قيادة الحزب ولجان المناطق والمكاتب المركزية بإعطاء اسبقيه لنشر حالات النقد الموجه لها من خارجها والنابعة من داخلها ، بما يساعد على تشجيع و تطوير النظرة الانتقادية في الحزب والتي لا يتطور عمل الحزب بدونها .
    * مواصلة الجهد الفكري لتلخيص أهم معالم تجارب الحزب في مضمار إصلاح الخطأ في العمل الجماهيري وتحسين الخط الجماهيري للحزب.
    * وكذلك مواصلة الجهد الفكري لتلخيص أهم الدروس التي وقفنا عليها في العمل مع المنظمات الديمقراطية وفق برامجها ونظمها . على رأس هذه الدروس المرونة وتعدد المنابر والأشكال ، والالتزام بالأسس الديمقراطية في سائر أوجه العمل. دون هذا تقعد هذه المنظمات عن الإيفاء بمتطلبات تكوينها كتحالفات نضالية توسع من دائرة نفوذ البرنامج الوطني الديمقراطي بين أقسام وقطاعات هامة من الشعب .
    وعبر هذه الوجهة والمعالم والأسس ومبادئ التنظيم ، نمسك بحزم بالأسس الديمقراطية في الحياة الداخلية للحزب ، وفي تعامل الحزب مع حركة الجماهير وتنظيماتها ، ولتجديد الحزب ليواكب العصر .
    • إن على رأس مهام اللجنة المركزية التي سينتخبها المؤتمر الخامس ، مواصلة الجهد الفكري والسياسي والتنظيمي لاجتثاث الموروث الستاليني من جذوره، ومحاربة التخلف والبدائية. دون ذلك يصبح تجديد الحزب كلاماً على ورق ، مهما كانت درجة وضوح وسلامة البرنامج والدستور وكل طروحات المؤتمر . فما ترسب بحكم العادة لعشرات السنين يحتاج علاجه ونفيه جدلياً لجهد قيادي متواصل عبر مدى زمني طويل .

    العلاقة بين الكادر القديم والجديد
    في إطار معالم التجديد هناك قضية ترتبط بالكادر لابد من التصدي لها ، وهي قضية العلاقة بين الكادر القديم والجديد وما نشا من خلافات في التفكير والممارسة بين بعض هذا الكادر .
    والواقع أن هناك ثمة تغيرات هيكلية طرأت في التركيب العضوي للحزب بصفة خاصة خلال سنوات الانقاذ وفاقمت من هذه القضية . إن الاعتقالات والفصل للصالح العام والهجرة واسعة النطاق إلى خارج البلاد والتي شملت عدداً كبيراً من أعضاء الحزب وكوادره واندثار عدد كبير من فروع الحزب في مجالات العمل والسكن وتعثر عملية البناء الحزبي في ظروف العمل السري، قد لعبت الدور الأكبر والأساسي في حدوث هذه التغيرات الهيكلية . وفي المقابل أخذت توصيلات أعضاء الحزب من خريجي الجامعات في التواتر لما يتمتع به الوسط الطلابي من حرية نسبية حتى في ظل الشمولية والقهر والاستبداد في البلاد . ومعروف أن فروع الحزب بين الطلاب عانت من ضعف ، إن لم يكن غياب ، الحياة الحزبية المستقرة من زوايا الإطلاع على الوثائق الحزبية ومناقشتها وتدريب المرشحين الجدد للعضوية وما إلى ذلك، كما قاد تواتر الحراك والمعارك الطلابية لتركيز معظم النشاط عبر تنظيم الجبهة الديمقراطية بوصفها الأداة الأوسع لإدارة الصراع ، وهو ما درجنا على تسميته بذوبان فرع الحزب في تنظيم الجبهة الديمقراطية والذي يقود لا محالة لإضعافهما معاً.
    ومن جهة أخرى هناك عدد كبير من أعضاء وعضوات وكوادر الحزب ارتبط بعمل المنظمات الطوعية المختلفة ، وسجل غياباً عن فروع الحزب. لقد أجبرتهم ظروف كثيرة معلومة لممارسة النشاط وإشباع التطلعات الثورية من خارج تنظيم الحزب .
    وقد شهدت الأعوام الأخيرة استناداً إلى لائحة الحزب ، تصعيد عدد كبير من الكوادر الجديدة لعضوية اللجنة المركزية للحزب ، وكذلك لعضوية لجان المناطق والمدن والمكاتب ( على سبيل المثال تشير نتيجة فحص الكادر حالياً إلى أن 30% من قيادات المناطق – عدا العاصمة – من الكادر الجديد).
    وطبيعي إننا لا نسعى بتاتاً للتقليل من قدرات الكادر الجديد. فلا يختلف اثنان ، في أن هذا الكادر قد صمد وصارع وقدم التضحيات ، ورفع راية الحزب عالياً ضد الشمولية والقهر وسلبيات ثورة التعليم العالي وسياسات التحرير الاقتصادي وإفرازاتها، كما ناضل من اجل استجلاب التضامن مع نضال شعب السودان في ظروف قاسية وصعبة، ولا يزال معظم هذا الكادر صامداً ويقدم التضحيات.
    ولكن تبقي الحقيقة ماثلة وشاخصة ، وفحواها أن هذا الكادر تشكل وتخلق وتكون في ظروف ضعف العمل الحزبي بتقاليده وركائزه المعروفة ، اما تحت ظل ذوبان الفرع في الجبهة الديمقراطية في الجامعات داخل السودان وخارجه ، أو بين يدى العمل في المنظمات الطوعية ، أو بسبب الانقطاع فترة طويلة عن العمل الحزبي المنظم بأثر ضعف العمل في جبهة التوصيلات. واستناداً إلى ذلك فان التغيرات الهيكلية التي طرأت في التركيب العضوي للحزب وبالتالي في تركيب الكادر ، قد قادت بالفعل إلى بعض مظاهر الاهتزاز في أساسيات ومبادئ وتقاليد العمل الحزبي، وإلى إضعاف الترابط والتواصل بين الكادر القديم والجديد.
    فما هو الحل المناسب لتجاوز مظاهر الاهتزاز وضعف التواصل والترابط ؟
    كيف نزوِّد الكادر الجديد ونسلحه بأساسيات ومبادئ وتقاليد عمل الحزب وتجاربه ؟وأيضاً كيف ننعش ذاكرة ووعي الكادر القديم بها؟ وكيف نردم الفجوة الماثلة بين النوعين من الكادر بما يقود إلى التعايش الإيجابي بينهما لمصلحة تجديد الحزب وبنائه ؟ فعبر هذا التعايش تتم عملية نقل دم متبادلة بين النوعين من الكادر ويتم التفاعل والتواصل بينهما .
    وكيف نستبين حقائق وسنن الحياة التي تؤشر بوضوح إلى أن قضية الكادر قضية ديناميكية بين ثناياها التقدم والتراجع ، الجديد والقديم ؟
    إن الموضوع برمته يحتاج للمعالجة ، أي أنه يتطلب نقاشا واسعاً في الحزب ، فتشخيص الموضوع والوعي بإبعاده والإحاطة به من كافة جوانبه هو أقصر الطرق لعلاجه .
    ولعل توسيع مواعين الحوار الداخلي في الحزب ، لتشمل كذلك اجتماعات الكادر الموسعة يشكل خطوة هامة جداً لإزالة الكثير من أوجه ضعف العلاقة والتواصل بين الكادر القديم والجديد ، خاصة وقد ساعدت فترة السرية الطويلة بعد 30 يونيو 1989 في ضعف الصلة المباشرة والمنتظمة بين النوعين من الكادر . وبالتالي أعاقت التعايش الطبيعي بينهما .
    وكذلك يساعد في هذا المضمار ، المضي قدماً في توسيع العمل القيادي، وإصلاح مناهجه وأساليبه، والاهتمام يتدريب الكادر قديمه وجديدة .( حالياً: أكثر من 25%من كادر المناطق – عدا العاصمة – لم يتلق كورسات حزبية ).
    وأيضاً هناك ضرورة ، على سبيل تحسين التركيب الاجتماعي للحزب قواعد وقيادات على ضوء طبيعته وأهدافه، للانتباه لقضية تركيز البناء الحزبي بين العمال وبخاصة الفنيين والعمال المهرة وفقراء المزارعين وطلائع كادحي المناطق المهمشة (26% فقط من قيادات المناطق _ عدا العاصمة – من العمال والفنيين والمزارعين). وقد قاد تجديد وانتخاب قيادات المناطق في المؤتمرات الحزبية خلال العامين الماضيين لبعض التغيير في هذه النسبة.
    وأخيراً هناك ضرورة لوضوح الأسس والمعايير المناسبة لاختيار وتصعيد الكادر من بين النشطاء والمبادرين ، نعتقد أن على رأس هذه الأسس والمعايير ، الارتباط بفرع الحزب وقضاياه ، أي بحياة الحزب الداخلية في قاعدة الحزب ، وهي المؤشر الحقيقي لقدرات الحزب ، وكذلك القدرة على تلخيص التجربة وتحسين مناهج العمل وإعلاء شأن أسس ومبادئ لائحة الحزب وعلى رأسها الانضباط الحزبي والنقد و النقد الذاتي .
    نطرح هذه القضية للمناقشة على سبيل التمهيد لحلها لمصلحة تطور عمل الحزب. إذ أن الجهات المعادية للحزب تسعي حثيثاً لاستثمارها في حربها ضد الحزب ، فقد أصبحت الموضة الرائجة في هذه الحرب حالياً هي الحديث عن انتهاء صلاحية ، أو العمر الافتراضي ، للقدامى جميعاً ، أنهم يهدفون في الواقع لتحطيم القلعة من الداخل ، وهذا هو الهدف الأثير والمفضل دائماً لدوائر الأمن والاستخبارات . وللوصول لهذا الهدف يجترون الحديث عن الديناصورات ، وغياب الديمقراطية والشرعية القيادية في الحزب . وعن جهاز الحزب اليميني الذي تراجع 180 درجة عن تراث الحزب الثوري واعتقل تطور الحزب . ويتم ابتذال مقولة التجديد في قيادة الحزب لتصبح مترادفة تماماً مع مقولة أن يرث الكادر الشيوعي الشاب بصورة فوضوية قيادة الحزب ، بل يجري الحديث هنا بصورة مجردة من أية أبعاد تاريخية، اكتنفت نشوء الحركة السودانية للتحرر الوطني والحركة السياسية السودانية الحديثة عموماً ، عن أن الشهيد عبد الخالق أصبح سكرتيراً للحزب وعمره 25عاماً فقط .
    إن هذه الضغوط الناعمة والماكرة التي تنطلق زوراً وبهتاناً من الحدب على مصلحة الحزب، تصب مزيداً من الزيت على نيران الظواهر السلبية في العلاقة بين كادر الحزب.

    تغيير تركيب المجتمع
    أن من أبرز معالم التجديد التي يجب أن نوليها الاهتمام الكافي ، هي رفع قدرات الحزب على تحقيق ما يمكن تحقيقه من مطالب وشعارات واهداف لحركة الجماهير تحت مظلة الأوضاع القائمة اليوم ، وابتداع أشكال التنظيم المناسبة لهذا الغرض بما يدعم عمل تنظيمات الصراع الطبقي والسياسي والاجتماعي القائمة. ان هذا هو المحك والفيصل بين إطلاق الشعارات السياسية الثورية الكبيرة وبين القدرة على تغيير الواقع المادي في قاع المجتمع عبر النضال اليومي الصبور بين الجماهير . وهذا هو مادرج الأدب الثوري والتجارب الثورية على تسميته عن حق بخط تغيير تركيب المجتمع .
    ومعروف أن هذا المصطلح وارد ضمن أفكار قرامشي ، وطرحه الشهيد عبد الخالق محجوب في كتيب " قضايا ما بعد المؤتمر الرابع " للحزب في 1967 . ولكنه لم يدخل عميقاً بين حياة الحزب ونشاطه الجماهيري.
    ولعل ما طرحه المؤتمر الرابع لحزبنا حول دراسة الواقع ( الدليل) وصياغة الخط التنظيمي على ضوئه في كل منطقة ، يفتح الطريق لتطبيق خط تغيير تركيب المجتمع بصورة منهجية مثابرة . فدراسة التغيرات في قاع المجتمع هي الخطوة الضرورية واللازمة لفتح الطريق لتغييره للأفضل والأحسن .
    وترفد طروحات المؤتمر الرابع أيضاً . الدراسات الهامة التي أنجزتها عدة فروع وتنظيمات للحزب في الفترة الأخيرة . وتقف في مقدمة هذه الدراسات:
    * الدراسات التي قدمها المتحدثون المحليون في عدد من مدن العاصمة والأقاليم عن القضايا والمشاكل المحلية في كل مدينة ومنطقة والمقترحات لحلها ، وذلك خلال الندوات الجماهيرية التي ساهم فيها مركز الحزب .
    * الدراسات التي قدمتها الفروع الحزبية عبر المؤتمرات والندوات ، وعالجت فيها قضايا برنامجية هامة كقضايا المهن الصحية وقضايا التعليم وغيرها.
    * الدراسات التي أعدتها بعض المناطق الزراعية حول استكمال برامج الإصلاح الزراعي فيها .

    القطاع التقليدي يشقيه النباتي والحيواني
    وعلى هذا المنوال تبرز أيضاً أمام فروع الحزب في القطاع التقليدي ، مهام الوصول مع طلائعه لصياغة برامج محلية للإصلاح السياسي والإداري والخدمي في مناطق هذا القطاع، على ضوء البرنامج العام للحزب . ففي هذا القطاع ، وكذلك في امتداداته في حزامات الكرتون والفقر والسكن العشوائي حول العاصمة والمدن الكبرى والتي تربطها آلاف الخيوط مع مناطقها، تكتسب قضية بناء الحزب أهمية خاصة في مسار توسيع النشاط السياسي الجماهيري.
    إن تفاقم المسالة القومية في السودان يرتبط أوثق ارتباط بواقع التخلف والتهميش المزمن للقطاع التقليدي ، فالمسالة القومية في قاعها العميق وفي جوهرها اقتصادية/ اجتماعية / سياسية ، وقد أصبح لها اليوم شأن كبير في مجريات السياسة السودانية بفضل ما قد حدث من نهوض اجتماعي وسياسي بآثار تفاقم الأزمة الوطنية العامة في البلاد في ظل حكم الانقاذ.
    وترتفع الضرورة البالغة اليوم ، لمستقبل تطور العمل الثوري في السودان . لأن تبتدع تنظيمات وفروع الحزب . الأساليب و الأشكال المناسبة للنفاذ إلى جماهير هذا القطاع بصورة مثابرة. وتمتد هذه الضرورة لتنظيمات الحزب في العاصمة وكل المدن الكبرى في البلاد للعمل بين النازحين من هذه المناطق ، والذين يتصدون ، وكذلك تتصدى روابط طلابهم في الجامعات ، لإثارة وطرح قضايا مناطقهم .
    ولدى الحزب حصيلة وافرة من التجارب في هذا المضمار ،فقد انتبه الحزب منذ وقت باكر إلى هذه القضية ، وقاد نضالاً متواصلاً ضد الأفكار والممارسات التي استهدفت حبس الحزب ونشاطه في المدن بين الجماهير الحديثة. وأسهم الحزب مع جماهير شعبنا في شرق السودان في تأسيس مؤتمر البجا منتصف خمسينات القرن الماضي . وفي غرب السودان خاصة بعد ثورة أكتوبر 1964، نظمت الجماهير الروابط والاتحادات الإقليمية التي كانت لحزبنا لقاءات مثمرة مع العديد من قياداتها . وكذلك كانت للحزب اتصالاته وعلاقاته مع تنظيم قوى الريف بعد انتفاضة ابريل/1985 .وفي جنوب الوطن قام تنظيم حزب الجنوب الديمقراطي ، وتأسست بدور رائد اضطلع به حزبنا ، تنظيمات الشباب والسلام إلى جانب نقابات العمال .
    ورغم أن حركة الأقليات القومية المهشمة ، بحكم مطالبها العادلة والمشروعة في الديمقراطية واللامركزية والتنمية ، حركة ديمقراطية ترفد المسار العام لحركة الثورة والتغيير الاجتماعي في السودان ، الإ أن قضية العمل في القطاع التقليدي ، وامتداداته في المدن ، ظلت حبيسة التلقائية وظروف المد والجذر في العمل السياسي . لذلك هناك ضرورة ماسة اليوم ، لدراسة التجربة وما حدث من متغيرات ومستجدات وعلى رأسها الهجرة والنزوح الواسع نحو المدن ، وما أحدثه من تأثير واضح على التركيب السكاني والمؤسسات الاجتماعية والنقابية وأجهزة الدولة المختلفة مدنية وعسكرية. كذلك هناك ضرورة لتنويع أشكال واساليب العمل في كل منطقة، استناداً إلى واقعها وخصائصها الاقتصادية والاجتماعية ، وكما توصل المؤتمر الرابع، فأن لأبناء هذا القطاع من المعلمين والطلاب والجيوب المتناثرة من عمال الخدمات ، دوراً رائداً في عملية بناء الحزب والحركة الديمقراطية فيه . وبأثر اكتشاف واستخراج وتكرير البترول في بعض مناطق هذا القطاع فقد رفدت صفوف هذه الطلائع أيضاً العمالة في هذه الصناعة الجديدة.
    ومن نافلة القول أن الفرز الاجتماعي داخل هذا القطاع وخاصة خلال فترة حكم الإنقاذ يستوجب التركيز في البناء والعمل الجماهيري ، لا علي أبناء المنطقة المعنية بصورة مطلقة ومجّردة ، وإنما على كادحيها بصفة خاصة .

    المناطق الزراعية المروية
    وفي المناطق الزراعية المروية قام إلى جانب اتحاد المزارعين ، تنظيم وحدة المزارعين في منطقة الجزيرة والمناقل . ثم تحول بعد عام 1970 إلى تنظيم المزارعين الديمقراطيين . وحالياً يقود معارك المزارعين في هذا المشروع من أجل مطالبهم العادلة . تنظيم تحالف المزارعين ، وهو تحالف قاعدي واسع يناضل من أجل قانون ديمقراطي لانتخابات اتحاد المزارعين يكفل استرداد الاتحاد من قبضة الموالين للإنقاذ ، ومن أجل إلغاء قانون خصخصة المشروع لعام 2005 الذي رفعت السلطة بموجبه يدها عن تمويل العمليات الزراعية وعن نظام الشراكة في علاقات الإنتاج وغير ذلك من مطالب التحول الديمقراطي والإصلاح الزراعي .
    وفي المناطق الزراعية الأخرى ، في النيلين الأبيض والأزرق وغيرها ، قامت تجمعات المزارعين بهذه الدرجة أو تلك من النجاح لتوحيد المزارعين في معارك انتزاع اتحاداتهم من قبضة السلطة وعملائها وللمطالبة بإصلاح زراعي يكفل علاقات إنتاجية عادلة لمصلحة جماهير المزارعين .
    وعموماً تتأكد اليوم أكثر من ما مضى ، للدفاع عن علاقات إنتاج الشراكة والقطاع العام ، في كل المناطق الزراعية المروية ، ضرورات التحالف في إطار اتحادات المزارعين بين كل فئات المزارعين : اغنياء ومتوسطين وفقراء . مثل هذه التحالفات العريضة تقف كأشكال قاعدية هامة للحلف الوطني الديمقراطي. وبطبيعة الحال يركز الحزب الشيوعي السوداني عمله البنائي داخل هذه التحالفات بين فقراء المزارعين والعمال الزراعيين .
    وفي شمال السودان ، كانت حركة تأسيس اتحادات المزارعين والجمعيات التعاونية و نفير الحصاد ، من الأشكال التي توسلت بها جماهير المزارعين لتحسين أحوالهم المعيشية.
    وفي منطقة حلفا الجديدة كان للحزب دوره في إحياء وتأسيس العمل التعاوني .
    إن ما يواجهنا اليوم في هذه المناطق الزراعية هو استكمال دراسة المستجدات والمتغيرات ، وتطوير برامج الإصلاح الزراعي ، ووضع الهيكل والخط التنظيمي والخرائط الاجتماعية للمزارعين ، لمواصلة عمليات البناء على أسس علمية راسخة ، فالثورة الوطنية الديمقراطية هي في نهاية الأمر ثورة التقدم والإصلاح الزراعي .

    المؤتمر الرابع ووجهة الإصلاح والتجديد
    لعله من المناسب ، في ختام طرحنا لمعالم التجديد ، أن نورد جوهر طروحات المؤتمر الرابع (الماركسية وقضايا الثورة السودانية ) لمعالجة النواقص في عمل الحزب الشيوعي. وتوفير الشروط اللازمة لالتحام الحزب بالحركة الجماهيرية ورفع قدراتها . فلهذا الجوهر ووجهته ، راهنيته التي تواكب وضع الحزب ومهامه حالياً . ويتلخص هذا الجوهر في : ( انظر الماركسية وقضايا الثورة السودانية ص 163- 183)
    * وحدة الحزب على المستوى الأيدولوجي وليس على أساس البرنامج السياسي وحسب ، بوصف هذا شرطاً لرفع قدرات الحزب على طرح قضايا الثورة الاجتماعية .
    * تدريب الكادر لكي يعبر مبدا القيادة الجماعية حقيقة عن توسيع العمل القيادي والمشاركة في رسم سياسة الحزب وطروحاته ، لا عن مستوى التفاوت بين قدرات الكادر .
    * ابتداع الأشكال الملائمة لتنمية قدرات الحزب بين المثقفين الشيوعيين ، وتحديد العلاقات داخل الحزب بحيث يجد كادر المثقفين إمكانيات واسعة للعمل والإنتاج .
    * هزيمة الاتجاهات اليسارية المتطرفة والمنعزلة التي تحصر كل حبال اتصال الحزب بالجماهير في العمل السياسي المباشر وحده.
    * تنقية حياة الحزب الداخلية بسيادة مبادئ التنظيم اللائحية وعلى رأسها مبدأ النقد والنقد الذاتي، والنضال بحزم ضد المحاولات الرامية لبسط منهج البرجوازية الصغيرة في التفكير وفي العمل الحزبي والذي يخّرب حياة الحزب ويضعف من قدراته . وهذا النضال هام جداً في ظروف بلادنا التي تشكل فيها فئات البرجوازية الصغيرة معظم السكان.
    * اعتماد البناء على أساس العلم والتخطيط بدراسة الواقع المحدد والملموس ، وصياغة الخط التنظيمي الملائم على ضوئه . وأدراك أن الحزب الشيوعي لا ينمو في جو عقيم ، بل في جو تنتشر فيه التنظيمات المتنوعة التي تعبر عن الاهتمامات الاجتماعية والثقافية بين الجماهير . فالحزب الشيوعي ، لكي يصبح حزباً جماهيرياً ، لابد أن يحتك بكل الآفاق وان يحس الشعب بوجوده في كافة المستويات .
    وقد صاغ المؤتمر الرابع هذه الوجهة على النحو التالي (ص172-173)....
    نستطيع اليوم أن نقول أن حزبنا . وبعد مجهود سنوات من تقليب الفكر والتجارب ودراسة ظروف بلادنا ، اكتشف فعلاً لا قولاً، القوانين الأساسية التي تتحكم في تطوره إلى قوة جماهيرية كبيرة . وهذه القوانين هي:
    1- يتحول الحزب الشيوعي إلى قوة جماهيرية خلال عملية تشمل التطبيق الخلاق المستقل للماركسية في تنمية خطوطه السياسية والجماهيرية وفي اكتشاف الأشكال الملائمة لتنظيم .
    2- لا ينمو الحزب الشيوعي السوداني إلى قوة جماهيرية بشكل تنظيمي واحد، بل تختلف هذه الأشكال من مديرية لأخرى نسبة للتطور غير المتوازن في البلاد.
    3- لهذا فأن وجود خط تنظيمي واحد ( شكل تنظيمي ) لبناء الحزب خطأ. ولا يتفق مع تجاربنا وظروف بلادنا، يصبح إذن على حزبنا أن ينهض في حركة إصلاح واسعة لحياته الداخلية بحيث يبنى نشاطه على دراسات تفصيلية وملموسة لكل الأقاليم السودانية : تركيبها الاجتماعي والطبقي واقتصادياتها..الخ حتى يعمل الحزب بتنظيماته المختلفة وفق مرشد يحميه من تبديد الجهود ، ويستغل استغلالاً كاملاً طاقات كادرنا وتنظيماتنا بأقصى مستوى من الكفاءة والانجاز.
    4- تحويل الحزب الشيوعي السوداني إلى قوة جماهيرية مؤثرة يتطلب عملية مستمرة وخلاقة لبناء التنظيمات الحديثة المختلفة بين الجماهير وتعريف الجماهير بتلك التنظيمات وارتباطها بها.
    * التصدي للتضليل باسم الدين كسلاح فكري ضد نمو الحركة الثورية و حتمية تأسيس حركة فكرية / سياسية من أجل وضع المقاصد الكلية للدين رافداً لقضايا التقدم والتغيير الاجتماعي لا حرباً عليها .
    * كشف ومواجهة أساليب العنف البدني والقانوني .
    وعموماً بالامكان القول إن المؤتمر الرابع طرح أفكار الخط التنظيمي ودراسة الواقع والبناء على أساس العلم والتخطيط والعمل الاصلاحي في قاع المجتمع وتحسين وترقية الخط الجماهيري للحزب .
    كما أفرد المؤتمر حيزاً مناسباً لمعالجة قضايا حلقة المتفرغين للعمل الحزبي ، والتي لا يستقيم عمل الحزب دونها ولن يتقدم في كل الظروف ، وبصفة خاصة في ظروف العمل السري . وذلك من زوايا الاختيار والتخصص والتدريب وغيرها . ولا تزال الضرورة قائمة لاستكمال وتطوير هذه السياسات على ضوء التجربة المتراكمة في كل جوانبها الفكرية والعملية ، والهدف هو الوصول إلى مناهج ملزمة لتذليل كافة الصعوبات أمام تجديد وتوسيع حلقة المتفرغين ، وتقييم أداء المتفرغين في الهيئات الحزبية التي يعملون معها في فترات دورية ، والاهتمام بأحوالهم المعيشية .وقد أعاقت مجمل ظروف معاكسة تطبيق توجهات المؤتمر الرابع. يرد ضمن هذه الظروف العمل السري طويل الأمد وسعي القوى الطبقية المعادية لتصفية الحزب بمختلف الأشكال.

    ج) الشعار المناسب للبناء الحزبي
    درج الحزب في مؤتمراته التي عقدها وصولاً لحل التناقض بين نفوذه السياسي الواسع وضمور عضويته ، على طرح شعار مناسب لبناء الحزب وتوسيع عضويته ، ذلك إن توسيع العضوية شرط ضروري لتوسيع العمل الثوري وشق الطريق للتغيير الاجتماعي الوطني الديمقراطي في السودان . إن جماهيرية الحزب تتوقف على مدى قدرته في الوصول إلى قراءة صحيحة للواقع السوداني ومتغيراته ومستجداته التي يؤسس الحزب على ضوئها برنامجه ودستوره ويرسم على أساسها سياساته وخطوطه . في المؤتمر الثالث للحزب ( فبراير 1956) طرح الحزب كشعار للبناء :- " اجعلوا من الحزب الشيوعي قوة اجتماعية كبرى".
    وفي المؤتمر الرابع ( أكتوبر 1967).. إلى جانب تحويل الحزب إلى قوة جماهيرية ، تضمن الشعار للبناء بعض التحديد والتفصيل ...الحزب الشيوعي لكي يصبح حزباً جماهيرياً لابد ان يحتك بكل الأفاق وأن يحس الشعب بوجوده في كافة المستويات ( الماركسية وقضايا الثورة السودانية ص 172).
    واستناداً إلى ذلك ، وبصفة خاصة إلى أفكار الخط التنظيمي والبناء على أسس علمية ، وإلى شعار المؤتمر الرابع للبناء، نطرح بصورة أكثر تحديداً كشعار للمؤتمر الخامس :.." أن يكون الحزب متواجداً في كل المواقع المفصلية والمفتاحية على المستوى الوطني ، وأن تشكل خطوطه وطروحاته في كل آفاق الحياة تياراً متقدماً في الصراع السياسي والاجتماعي الدائر في البلاد "

    خاتمة ضرورية
    إن الحزب الشيوعي السوداني يتصدي لتجديد نفسه اعتماداً على عضويته وعلى الديمقراطيين وأصدقائه من أبناء وبنات شعبنا الطيب الأصيل ، المفعمين تضحية ونكران ذات، في سبيل تحرير الإنسان السوداني من الاستغلال والاستلاب والاغتراب والتهميش . وعلى شرف انعقاد المؤتمر الخامس للحزب نحنى هامتنا إجلالاً وإكباراً وتقديراً لكل الذين قدموا التضحيات ليظل الحزب موجوداً وفاعلاً في الساحة السياسية والاجتماعية السودانية ومتمسكاً باستقلاله .
    نرسل التحايا لأبطال تجميع الحزب وإيواء كادره المختفي بعد ردة يوليو 1971 من الشيوعيين والديمقراطيين وأصدقاء الحزب . وللذين صمدوا واستشهدوا في التعذيب بعد انقلاب 30 يونيو 1989 الذي هدف لتصفية الحزب واقتلاعه من جذوره .
    ونرسل النداء الصادق إلى كل زميل وزميلة داخل السودان وخارجه ، أُبعد من الحزب ظلماً أو همش إهمالاً، أن يرفع ظلامته ليستعيد موقعه في الحزب .
    ونحث كافة تنظيمات الحزب وفروعه للسعي لدعوة كل الذين ابتعدوا عن الحزب قي الفترة الماضية ، ولم يتخذوا مواقف عدائية ضد الحزب والشعب ، لاستعادة عضويتهم
                  

العنوان الكاتب Date
وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:45 PM
  Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:47 PM
    Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:49 PM
      Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:51 PM
        Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:52 PM
          Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:54 PM
            Re: وثائق المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني 1- التقرير السياسي العام محمد صلاح04-23-09, 04:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de