|
عفواً لا تلقي العِلكــــــة ( اللبان ) على قارعــة طُرق الخرطوم !!!!!!!
|
تستفزنا الأشياء من حولنا بشكل مستمر ، تدير أذنيكـ عن ما تسمع وعينيكـ عن ما ترى . يزداد الاستفزاز لأشيائكـ بشكل مستمر ، تفكر في الكتابة وسرد ما ينتابكـ من شعور فترى أن الوقت تسيطر عليه السياسة ورائحة الحروب والأحقاد وأن لا وقت للتعليق حول الرياضة أو الأدب . رددتها زميلة الحوش داليا بأن لا صوت يعلو على أوكامبو وتداعيات أفعاله الآن مما أجبرها على عدم الكتابة . ولكني ورغم أنفي وجدتني أقرأ تفاصيل خبر يقول : شاب ألماني رسالة تخرجه تتحدث عن كيفية حفظ الشوارع من بصق اللبان وأن تكلفة إزالة (العلكة ) الواحدة عن الأسفلت تكلف أكثر من 15 دولار وأن المدن الألمانية تخصص أكثر من 900 مليون يورو فقط لإزالة العلكة (اللبان) من الأرصفة والشوارع والأسواق وباحات المدارس . نص الخبر تجده هنــــــــــا : http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=31&iss...icle=511502&feature= عادت بي الذاكرة إلى أشياء حقيقة كانت تحدث في قلب العاصمة الخرطوم وما زالت تحدث ولكن في مواقع أخرى . قشلاق البوليس بالخرطوم جنوب من الأحياء القديمة ، كل قاطنيه من رجال الشرطة (العساكر) وهو معروف للجميع . كنا نأتيه بالقطار من مدينة كسلا في الإجازات الصيفية " إن صحت التسمية " ونمارس مجموعة من الأفعال الشقية أولها مشاغلة عمال نقل فضلات ساكنيه من البراز والتي كانت تجمع يومياً بواسطتهم . هل تصدقون أن سكان ذك الحي كانوا ( يقضون حاجتهم ) على ( جرادل ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تخيل كيف كانت رائحة الشوارع وشكل الحمامات (الأدبخانات) الموجودة في ركن كل منزل من الخارج ، شكل ( الجردل ) ، وانتظارنا للعامل في الأزقة المظلمة لمشاغلته بالكلمة الشهيرة ( أفووووووووووووووووووو) فيقوم بإلقاء شي من ذلكـ ( الجردل )على أقرب صبي حركته بطيئة . حتى الآن ورغم تحسن حالات أماكن (قضاء الحاجة ) المنزلية إلا أن الحفر العادية تسيطر على معظم بيوت الوطن ، وأن السايفون مجرد اسم يدل على الأرستقراطية ونعومة الحياة لمن يستخدمه . حتى السلطان حينما قرر مساعدة الغلابة في شوارع الله المليانة بالبشر المُساهمة في تسهيل عملية (قضاء الحاجة ) اليومي تنادى موظفيه ومقاوليه لهذا الأمر ونُصبت لوحة كبيرة تقول ( مشروع أدبخانات السوق الشعبي - الخرطوم) إلا أن الممارسة بعد ذلك كانت بقيمة مدفوعة لا يقدر عليها من كان دخله يعتمد على بيع المياه للمارة فيفعلها عند أقرب حائط وتنتشر الرائحة المميزة ورسومات مائية على الجدران يميل لونها إلى الاصفرار تقول أن الرسم ورائحته تم (غصباً عن إرادة الفاعل ) . ثم حين تقرأ مثل هذا الخبر لا بد لخيالكـ أن يبدأ بالمقارنة ، لماذا ومن خلال ستين سنة يحدث كل هذا ، ستون سنة بين استقلال قرارانا وحالنا الآن ، وستون سنة بين إنتهاء الحرب العالمية الثانية التي نالت فيها ألمانيا ما نالت من الدمار وحالهم الآن ، لم تحدث كل هذه النقلة ؟؟ ، من حال الدمار ، إلى حال تنوير الناس بعدم إلقاء العلكة على أسفلت الشوارع وعلى جانب شعوبنا الطيبة العُشرة نرسم على جدران أماكننا العامة وشوارعنا رسومات فعلها تبولنا عليها . وعلى ذلك قس إلى أن يأتي يوماً آخر ويصفنا أحد الأغبياء بالشحاتين تارةً والمتسولين تارةً أخرى وندخل في جدل دائري بـ هل كان يقصد ذلك أم لا ؟ وهل تم تأويل كلامه والتخابث بواسطته علينا . ويتواصل (تبولنا) على قارعة الطريق وتأكل الأغنام التي نعتمد عليها في تربية أبنائنا الأكياس الملقاة على قارعة الطريق . . . . . . ويقول الناظر بعين الغد بأنه أسوأ .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عفواً لا تلقي العِلكــــــة ( اللبان ) على قارعــة طُرق الخرطوم !!!!!!! (Re: عمران حسن صالح)
|
Quote: لماذا ومن خلال ستين سنة يحدث كل هذا ، ستون سنة بين استقلال قرارانا وحالنا الآن ، وستون سنة بين إنتهاء الحرب العالمية الثانية التي نالت فيها ألمانيا ما نالت من الدمار وحالهم الآن ، لم تحدث كل هذه النقلة ؟؟ ، من حال الدمار ، إلى حال تنوير الناس بعدم إلقاء العلكة على أسفلت الشوارع وعلى جانب شعوبنا الطيبة العُشرة نرسم على جدران أماكننا العامة وشوارعنا رسومات فعلها تبولنا عليها . |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عفواً لا تلقي العِلكــــــة ( اللبان ) على قارعــة طُرق الخرطوم !!!!!!! (Re: عمران حسن صالح)
|
مؤكد لا يهمنا كثيراً نظافة شوارعنا من العلكات لأن استخدامها على الأقل محصور .. كما أنني مقتنع بأن من يستخدمونها (وغالباً فتياتنا) يعرفون (لزوجتها) وبالتالي فالحرص موجود بدواخلهم بأن لا تقع على ثوب أحد .. والمقارنة أعلاه بين طريقة (قضاء الحاجة) بديار أهلنا وبين غيرنا ليست مقصودة لذاتها .. فحتى (البنى آدم) عندنا ليست لحياته أصلاً علاقة بأقل حاجاته الإنسانية ، هو مشغول أصلاً بماذا يدخل في بطنه (ناهيل عن مخرجاته ) السؤال : لمـــــــــــــــــــــــــــاذا ...؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
|