|
Re: السد العالي افاد السودان اكثر من مصر ! هكذا تحدث دكتور رشدي سعيد .. (Re: الفاتح شلبي)
|
شكرا لكل المتداخلين
وهاهو النص كما وجدته في ايلاف كما امدنا به الاخ ازهري صدقي مشكورا
Quote: رشدي سعيد يفجر قنبلة .. السد العالي أفاد السودان أكثر من مصر!
GMT 0:15:00 2009 الجمعة 10 أبريل الاهرام المصرية
--------------------------------------------------------------------------------
المياه الزائدة تتحول إلي طاقة مدمرة للأرض والكباري
محسن عبدالعزيز
عندما يقول عالم بحجم الدكتور رشدي سعيد إن مصر لا تستطيع الإفادة من زيادة حصتها من مياه النيل فيجب أن نأخذ كلامه علي محمل الجد. فماذا إذا عرفنا منه أن السودان ربحت من بناء السد العالي أكثر مما ربحت مصر؟ بالتأكيد يجب أن نندهش ونسأل.
الدكتور رشدي سعيد يدعو المسئولين إلي تخفيف الكثافة السكانية حول النيل إنقاذا لمستقبل مصر.. كما يطالب ببناء سد عند مضيق جبل طارق لحماية دول حوض البحر المتوسط من الغرق.
بصراحة كان الحوار مع الدكتور رشدي عامرا بالمفاجآت والمعلومات والخيالات.. فهيا بنا نسبح معه.
ذكرت ان استخدام مياه الصحراء في الزراعة تبديد لثروة مصر من هذه المياه.. كيف ذلك؟ لأن مياه الصحراء نادرة ولذلك نحن في حاجة إلي استخدامها أفضل استخدام, وهذا يكون عن طريق الصناعة وليس الزراعة علي أن تتركز الزراعة في وادي النيل. علينا أن نلاحظ أن95% من مياه مصر تأتي من نهر النيل وهي محددة بـ55 مليار متر مكعب وإذا زادت المياه عن هذه النسبة نلقي بها في مفيض توشكي ثم نلقيها في الصحراء. هذه المياه الزائدة ملك مصر لانه في حالة زيادة مياه النيل عن المتوسط تكون الزيادة من نصيب مصر ولذلك تم تصميم مفيض توشكي خلف السد لهذه المياه الزائدة ـ ولكننا اكتشفنا أننا لا نستطيع أن نستخدم هذه المياه الزائدة.
لماذا لأن أي كمية مياه زيادة تدخل مصر تكون خطيرة عليها لانها يمكن ان تنحر الأرض.. لانها عبارة عن مياه صافية, ليس فيها طمي, وهذه المياه يكون فيها طاقة كبيرة. هذه الطاقة إما أن تنحر أسفل النهر وتؤثر علي الكباري أو تأكل جوانب النهر وتقلل الأرض الزراعية. ولذلك فمصر لا تستطيع أن تستفيد إلا من الكمية المحددة في الاتفاقية وهي55 مليار متر.
الحل لأزمة المياه القادمة أين يكمن؟ يجب أن نعيش في حدود هذه النسبة. وعلينا ألا ننسي أن السد العالي حدد صورة مصر ويجب أن نعيش طبقا لهذه الصورة لأن تغييرها أصبح مستحيلا, وأن نستفيد أقصي استفادة من كل قطرة مياه وهناك أفكار كثيرة ومشاريع لترشيد استخدام االمياه.. فمثلا الملاحة تستخدم جزءا كبيرا من المياه في الشتاء ثم نرمي بهذه المياه في البحر من أجل الملاحة.. لكن بقليل من التخطيط والاعتماد علي الملاحين المهرة يمكن أن أضع شمندورات في المياه العميقة وأحدد مجري ملاحيا فلا تشحط المركب, بينما نحن الآن نعلي المياه إلي أقصي درجة كنوع من الأمان مما يكلفنا مياها كثيرة نلقي بها في البحر من أجل الملاحة.. لأن الزراعة تستهلك مياها قليلة جدا بالشتاء.. كما أن الري بالتنقيط إحدي طرق توفير المياه في الزراعة.
ألا يمكن توسيع مساحة مصر الزراعية واستغلال مناطق مشهورة بالمياه الجوفية مثل الوادي الجديد؟ مشروع توشكي كان مفترضا أن يكون في الوادي الجديد, فتوشكي منخفضة, وكان مخططا عمل ترعة من توشكي للوادي الجديد, وجاءت هذه الفكرة عند بناء السد العالي, كان هناك شعور بالرفاهية وأننا سوف نحل كل مشاكلنا لأن السد سوف يوفر لنا مياها كثيرة, اضافة إلي أن فترة الستينيات كانت مطيرة في افريقيا, ولم تكن هناك دولة ـ في افريقيا ـ تحتاج هذه المياه بما يعني أنها لنا اضافة بالطبع إلي الكهرباء.. لكن الذي حدث أننا أخذنا من السد7.5 مليار متر فقط.
لماذا؟ السد عند بنائه كان سيضيف الينا المياه التي نلقيها في البحر المتوسط التي تقدر بـ32 مليار متر مكعب وعند تخزينها سيتبخر منها5.7 جزء وتبقي22 مليارا يتم تقسيمها بيننا وبين السودان وتم عمل اتفاقية, حيث أخذنا7.5 وأعطينا السودان14.5, وكان هذا تعويضا للسودان لأنه في سنة1928 بدأ السودان زراعة القطن وبدأ يأخذ مياها فعملنا لجنة مشتركة وقلنا توزع مياه النيل بحيث تكفي الزراعة في البلدين أخذنا طبقا لهذه الاتفاقية48 مليار متر مكعب والسودان أربعة فقط لأن مساحته الزراعية كانت صغيرة جدا ولذلك عندما تم بناء السد اعطيناهم الجزء الأكبر14.5 وأخذنا نحن7.5 فقط فأصبح نصيبهم18.5 ونحن55.5 مليار متر مكعب.
لكن لماذا لم ينجح مشروع الوادي الجديد كما كان مخططا له؟ الوادي مشروع عمله جمال عبدالناصر عام1959 لأنه كانت لديه فكرة أن المياه الجوفية هناك كثيرة جدا, ولكن الدراسات العلمية أثبتت أن المياه الجوفية قليلة وغير متجددة, وكثير من الآبار, كانت تتفجر بالمياه ثم تقل بسرعة, بما يعني ان المياه الجوفية هناك قليلة, ومن هنا جاءت فكرة توصيل المياه من السد العالي للوادي والتي لم تنفذ بسبب قلة المياه وصعوبة التضاريس.
ألا يوجد أي أمل لزيادة مساحة مصر من الأرض الزراعية؟ الأمل أن نوقف الاعتداءات عليها وأن تحسن الزراعة بالطرق العلمية, فالزراعة أصبحت في العالم الحديث غير مربحة ولذلك فهي مدعومة في كل البلاد بما فيها أمريكا و فرنسا واليابان, فالزراعة لا تكون مربحة إلا عندما تتحول إلي صناعة مثل تحويل القطن إلي نسيج مثلا.
بمناسبة القطن ما الذي حدث للقطن المصري؟ الذي حدث للقطن هو نفس ما حدث للقمح لأننا ننافس فيهما أمريكا. فالقطن الأمريكي محصول مهم للفلاح الأمريكي وجزء من سياسة أمريكا أن تدعم الفلاحين لأن لهم أصواتا انتخابية, ولذلك تم تدمير القطن المصري والقمح المصري لصالح الفلاح الأمريكي وهذا تاريخيا معروف.
قلت إن الري بالتنقيط يوفر المياه.. هل هذه الطريقة تناسب الفلاح المصري؟ هو صعب وغال.
والحل ؟ الكثافة السكانية أدت إلي تآكل المساحة مرة بالسكن ومرة ببناء الطرق والكباري ولذلك لابد من خطة لتقليل الكثافة السكانية في وادي النيل, والا نقوم بعمل زراعة ولا صناعة ولا سياحة وبالتالي لا نتقدم لأن الأرض سيرتفع سعرها جدا, وأي صناعة ستحتاج ملايين الجنيهات لشراء أراض فقط, وبالتالي ستخسر الصناعة. فأفضل شيء أن ننقل عددا من السكان إلي خارج وادي النيل.
كيف يحدث ذلك؟. نقوم بعمل روضات صناعية حول أماكن مصادر الطاقة ويمكن أن يكون هذا هو مشروع مصر القومي لنقل ملايين الناس إلي مدن صناعية بالصحراء علي أن تكون الحياة بهذه المدن أفضل من الحياة في زحام القاهرة. وهذا يحتاج إلي خيال ومسابقات لتخطيط سكن جديد ورخيص.. ويمكن ان نطبق ذلك علي المنطقة بين القاهرة وسيوة فهي منطقة كبيرة ومستوية وبها آبار بترول وآبار غاز ومعتدلة المناخ, وبها طرق ـ فمثلا في كل كام كيلو نقيم منطقة صناعية متكاملة: سكن ومدارس ومستشفيات. علي أن تكون جميع المدن علي خط واحد لإمكانية ربطهما بخط سكك حديد في المستقبل.
هل هذا يأخذنا إلي ممر التنمية الذي تحدث عنه الدكتور فاروق الباز؟. ممر التنمية ليس له فائدة إلا للمقاولين لأنه بالنسبة لهم زلط وطوب وحديد واستيراد.. إنه شيء جيد لهم.. لكن ما يحدث بعد ذلك لا يهم.. علينا بدلا من عمل الممر أو لا أن نعمل التنمية أولا ثم يأتي الممر.
ما الفرق بين الحالتين ؟. فكرة ممر التنمية شارع وخط سكك حديدية, فمثلا لو عملنا خط سكك حديدية من العلمين لحدود السودان. فماذا ستنقل؟ لا شيء! وفكرة ممر التنمية فكرة أمريكية تصلح في أمريكا لأن هناك التنمية تأتي علي الممرات والسكك الحديدية. فالمهاجرون كانوا يسكنون في الشرق وكانوا يقتحمون الغرب بمد السكك الحديدية. وهذا حدث ـ هناك ـ لوجود مصادر ثروة طبيعية كثيرة مياه وزراعة وكهرباء علي طول الممرات.. بينما نحن صحراء ـ فكيف نقنع الناس بالذهاب إلي الصحراء, يجب أن نعمرها أولا بالمصانع والمساكن ثم نمد الطرق اليها.. ومصر يوجد بها طرق أكثر مما يتصور أي واحد وكلها طرق لا يوجد حولها شيء.
التغيرات المناخية هل ستؤدي إلي غرق الدلتا؟ من المؤكد أن هناك ارتفاعا في درجة حرارة الجو وأن جبال الجليد تذوب في القطب الشمالي, وبالتالي سوف تزيد مياه البحر وهذه من العمليات التي لا يمكن ان نكافحها ويجب أن نتواءم معها. وهذا حدث تاريخيا عندما أغرق البحر أجزاء من مصر كما حدث تاريخيا أن ابتعد البحر عن مصر وكبرت مساحتها. حدث ذلك عدة مرات. ففي القرن الـ11 ارتفعت حرارة الجو وأصبحت جرين لاند بلادا يسكنها البشر, كما أن البحر أغرق المنزلة وكانت منطقة عامرة ومركزا للتجارة. وفي عام1850 حدث ما يسمي بعصر الجليد الصغير,100 سنة العالم برد نتج عنه زيادة في الجليد مما أدي إلي صغر مساحة سويسرا, كما انحسر البحر عن مصر فزادت مساحتها. وقام الأتراك ببناء قوابي هذه القوابي تحتاج الآن إلي مركب للوصول إليها.. هذا حدث وقد يحدث.
ما هو الحل لمواجهة ذلك؟ مسألة عمل سور حول البحر مستحيلة وغير منطقية. أما الحل الوحيد فهو عمل سد عند جبل طارق يحمي كل دول المتوسط وهو موضوع يحتاج إلي اتفاقيات ومفاوضات طويلة خاصة أن هناك دولا مرتفعة لن تتأثر بزيادة منسوب المياه مثل فرنسا وإيطاليا. |
.......
| |
|
|
|
|