|
Re: الله حيّ و موجود والوهم حبلاً قصير ما ممدود (Re: emad altaib)
|
ـــــــ فلاسفة اليونان الأولين كافرون (بآلهة اليونان)....أمّا (الإله الحق) فهم يبحثون عنه ,فمنهم من يهتدي إليه , ومنهم من يعجز عقله عن تصوره ,ومنهم من يقوده عجزه إلي الضلال , وسوف نري من خلال آرائهم يوجد فيها ذكاء وإخلاص للبحث ,لكنها تنطوي علي نظرات للكون كثير من السذاجة والحيرة , وأيضا بها ومضات من نور الحق ,في ظلمة حالكة من الإبهام والغموض والتناقض والشك والسفسطة (فطاليس) يبدأ بالعقيدة الكاذبة , التي لازمت عقول كل الفلاسفة ,بل كافة البشر ,فيري أن العالم لم يكن مخلوقاً من (العدم المحض) وإن كل بداية ليست في الحقيقة سوي تغيّر, فيجب إذن إفتراض مادة أولي أزلية نشأت عنها كل الموجودات ,وهذه المادة الأولي هي (الماء)والذي حمله إختيار الماء إنه بحث في الموجودات عن مادة لها قابلية التغير والتشكل فرآي الماء يكون ,مائعاً, فيصبح تارة ثلجاًكثيفاً , وتارة بخاراً لطيفاً ,ثم يرجع ماءً ورآي أن الرطوبة شرطاً في الحياة فأعتقد أن الماء الذي له تلك الخواص هو أصل الموجودات كلها .... ولـــكـــن (إنِكسيمنس ) يري أن الهواءأكثر من الماءمرونة وقابلية التحول لانه يبرد فيصير ماءً ويسخن ويصير بخاراً,ثم يزداد تخللاً فيرجع هواءً,فزعم أنه لوزاد تخلله لصار ناراً, وكوّن شموساً وأقماراً وأن تكثّف صار سحاباً ,ثم ماءًوإن زاد تكثّفه إنقلبه أتربه وأحجاراً ورآي أنه لازم للحياة فأعتبره أصلاً للكائنات ... أما (إنِكسيمندر) الذي تنطوي أفكاره تفكير عميق ,رغم ما يبدو في ظاهرها من سخافة ,فقد قال :أن القبول بالماء والهواءلا يتفق مع صفات الاشياء كلها فللماء صفات يمتاز بها وللهواء صفات يمتاز بها وللموجودات الاخري صفات ,فلا يعقل أن تكون كل الكائنات علي تباين صفاتها ,ناشئة عن أصل يختلف عنها بصفات خاصة به ,ومن هنا أضطر عقله السليم إلي القول بأن أصل الكائنات (مادة لا شكل لها ولا نهاية ولا حدود) ومن هنا يتبين أن هؤلاء الفلاسفة كانو دقيقين في بحثهم و محقّون في بحثهم العقلي الطليق وأنهم كافرون بآلهة اليونان التي لها كل صفات البشر وأخلاقهم ورذائلهم , وبكل بساطة أن عقولهم لم تصدق أن يكون هذا العالَم من صنع وخلق أولئك الآلهة المبْطانين , السكيرين , الكذابين , المحتالين الزناة ,فأخذوا يبحثون عن (الإله الحق) الذي "ليس كمثله شيء" من حيث لا يشعرون ...
|
|
|
|
|
|