|
Re: رحيل المسرحى العراقى الكبير قاسم محمد (Re: محمد سنى دفع الله)
|
وداعا قاسم محمد.. غابت النخلة ...وتفرق الجيران جريدة القبس 2009-04-07 يشيع المثقفون العراقيون صباح هذا اليوم الأربعاء فقيدهم المخرج قاسم محمد انطلاقا من بناية المسرح الوطني . وكان المخرج قد توفي في دولة الأمارت العربية المتحدة عن عمر يناهز الخامسة والسبعين بعد صراع مع مرض عضال لم يمهله طويلا. وكان قاسم محمد غادر العراق واستقر في امارة الشارقة منذ عام 1997 بعد تلقيه عرضا بالعمل في مسرحها الوطني. ويعد قاسم محمد واحدا من ابرز فناني المسرح العراقيين . ولد عام 1934 في احدى محلات بغداد وكان والده حكواتيا فقيرا وقد رفض في البداية دخوله الى معهد الفنون الجميلة لعدم اقتناعه بجدوى الفن في الحياة العملية . لكن قاسم محمد لم ييأس بل سارع الى التقديم للمعهد عام 1955 حيث درس على أيدي كبار الرواد من امثال حقي الشبلي وابراهيم جلال وجاسم العبودي . في اثناء دراسته الأكاديمية مثل قاسم محمد في بعض الأعمال من اخراج جاسم العبودي الذي تبناه شخصيا وراهن على قدراته. لكن ذلك لم يكن الا بداية المطاف ففي عام 1960 انضم قاسم محمد الى فرقة المسرح الفني الحديث في واحدة من اللحظات المفصلية في حياته وحياة الفرقة، بل وفي حياة المسرح العراقي كله اذ مع هذه الفرقة قدم محمد عددا من الأعمال ذات الطابع التجريبي غير المعهود بحيث انها خلخلت بنى المسرح العراقي وهزته من الأعماق . ومن تلك المسرحيات " النخلة والجيران " التي أعدها عن رواية غائب طعمة فرمان و" كان يا ما كان " التي ألفها وأخرجها و" بغداد الأزل بين الجد والهزل " التي ألفها وأخرجها أيضا . في منتصف عقد الستينات سافر قاسم محمد الى موسكو لاكمال دراسته في الفنون المسرحية وتخرج من معهد الدولة هناك عام 1968 ليعود بعدها الى العراق وليسهم في دفع المسرح العراقي الى الأمام مرسخا مدرسته المعروفة القائمة على : استلهام التراث الحي للذاكرة الجماعية ،التركيز على التجريب ، استيحاء الطقوس، وقبل ذلك كله تفجير طاقات الممثل واعداده عبر التمرين ، ثم التمرين ، ثم التمرين . هذه المدرسة في الاخراج العائدة ، في مفصلها الأخير، الى ستانسلافسكي ربما ترسخت في العراق مع قاسم محمد أكثر من غيره. ولئن ساهم مع أبناء جيله في بناء ملامح المسرح العراقي منذ الخمسينيات، الا ان أثره كان طاغيا حتى على زملائه . وتعود قوة الأثر هذه الى أسباب عديدة أولها حدة الوعي التي امتاز بها قاسم محمد ومراهنته على المخيلة وعلى جعل المتلقي مشاركا ايجابيا في العرض عبر تحفيز ذاكرته الجماعية واستحضار رموزها كما جرى ، مثلا ، مع " كان يا ما كان " و" طير السعد " و" رسالة الطير " و" حكاية الأرض والانسان والعطش". من جانب آخر عمل قاسم محمد جاهدا على توسيع دائرة المهتمين بالمسرح واجراء تمازج بين النخب المثقفة التقليدية والشرائح الفقيرة التي شعر قاسم محمد بانتماء حقيقي لها . وكانت مسرحية " النخلة و الجيران " أفضل برهان على اسلوبه الجديد وقد نجحت المسرحية نجاحا منقطع النظير لدرجة انها لا تزال تحتفظ بنفس اهميتها بالنسبة للجميع. نال قاسم محمد عددا من الجوائز والشهادات التقديرية في العديد من الدول منها جائزة أفضل مخرج من مهرجان قرطاج في العام 1987 عن مسرحية "الباب" ليوسف الصائغ ، وجائزة أفضل سينوغرافيا من مهرجان قرطاج 1993، وجائزة تكريم من الملتقى العلمي الأول للمسرح العربي في القاهرة في العام 1994، وكرمه مهرجان قرطاج في العام 1995، ونال جائزتين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية لأفضل فنان عربي . فضلا عن جائزة من مهرجان القاهرة عام 2004 عن مسرحيته " رسالة الطير " . وصدر للمخرج الكثير من الكتب في المسرح بالاضافة الى النصوص المسرحية، آخرها صدر في العام 2008 عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ضمن دراسات السلسلة المسرحية بعنوان " ااشتغالات بصرية شكسبيرية" . وسميت باسمه الدورة الأخيرة لمهرجان مسرح الطفل التي اقيمت في بغداد مؤخراً وذلك تثميناً لدوره في إغناء مسرح الطفل من خلال الأعمال الريادية التي قدمها لهذا المسرح وابرزها مسرحية " طير السعد ". ترجم محمد وأخرج مسرحية " حكاية الرجل الذي صار كلباً " لأزفالدو دراكون، وشارك في عام 1970 مع المخرج سامي عبد الحميد في إخراج مسرحية " الخرابة " ليوسف العاني وترجم مسرحية "حكاية صديقنا بانجيتو غوانزاليس" لأزفالدو دراكون أيضاً، وقد قدمتها الفرقة عام 1971 بإخراج صلاح القصب وأخرج مسرحية "الشريعة " ليوسف العاني وأعد وأخرج مسرحية "بغداد الأزل بين الجد والهزل" التي قدمتها الفرقة في أوائل عام 1974 وأعد مسرحية "الحلم " التي أخرجها خليل شوقي . كما أخرج للفرقة القومية مسرحية "طير السعد" وأعد وأخرج مسرحية "الصبي الخشبي" عن نص للكاتب الايطالي كارلو كالودي والف واخرج مسرحية " كان ياما كان" عام 1978، وفي عام 1981 قدم مسرحية "حكاية العطش والارض والناس" من تأليفه واخراجه، وأخرج مسرحية " العودة " ليوسف الصائغ التي عرضت في أيلول عام 1986، ثم مسرحية " الباب " للكاتب نفسه التي أخرجها عام 1987
|
|
|
|
|
|
|
|
|