تعد ندوة واشنطون واحدة من ضمن سلسله من المحاضرات المكثفه التي قام بها وفد الحركه الشعبيه لتحرير السودان ضمن جدول أعمال يومي يبدأ في الصباح الباكر ويمتد حتي صباح اليوم الثاني ، دون إنقطاع أو ملل. وتتميز الندوه من حيث أنها الأولي جماهريأ ، حيث جمعت قاعتها بفندق دبل تري ، الواقع علي أطراف شمال فرجينيا و المجاور لمدينه واشنطون العاصمه ، ويفصلهما نهر البوتاماك المشهور، كل الوان الطيف السودانيه من حيث السحنه ، الثقافه ، الدين أو الإنتماء الجغرافي ، لكنها كانت كافيه لإستعابهم جميعا دون إستعلأ أو تمييز ، تمامآ مثلما المح اليها بذكاء القائد باقان أموم ، حول إمكانية التعايش السلمي والمتكافي ضمن مظومة السودان الواحد. إبتدر الندوه التي كان حضورها كبيرآ ، الرفيق دينق دينق نيال دينق ، رئيس الحركه الشعبيه بمنطقة واشنطون الكبري، مرحبآ بالحضور والوفد الزائر كما إستعرض سرعيآ مستجدات الساحه السياسيه السودانيه، و التحديات المنتظره ، داعيآ لتوحيد الجهود مع كل القوى الديمقراطيه والداعيه للسلام والوحده. كما جدد الذكري والترحم علي شهداء الحركه الشعبيه والوطن ككل، مختصآ الترحم علي فقيد منطقة فرجينيا المغفور له السيد/ الناجي عوض عبد الماجد . يعتبر ناجي من مؤسسي التجمع الوطني الديمقراطي بالمنطقه ،حيث ظل علي الدوام مستضيفا لإجتماعاته التمهيديه بدار عمله ، وداعمآ علي الدوام لرؤية السودان الجديد لإستيعابها للتنوع السوداني، ودعوتها للوحده المتكافئه . ومن ثم دعي الحضور للوقوف دقيقه حدادآ علي روح الفقيد. قام الرفيق إزيكيل غالكوث ، ممثل الحركه الشعبيه بأميريكا ، ورئيس بعثة حكومة جنوب السودان بواشنطون ، بتقديم الوفد الزائر ، ومستعرضآ أهداف الزياره واللقاءات المتعدده التي أجراها الوفد. من ثم ، قدم المتحدث الأول السيد/ دينق الور، عضو المكتب السياسي للحركه الشعبيه و وزير جارجية السودان.
مقطتفات من حديث القائد/ دينق ألور
تحدث القائد دينق الور ، بهدوئه المعهود والواثق أيضآ ، حديثآ صريحأ وشفافا عن مجمل قضايا الساحه السودانيه المعقده ، واصفآ الحاله السودان بعدم التوفيق ، طيلة العقود الماضيه من تاريخه. حيث قام بإستعراض كافه الجهود المستمره من جانب الجيش الشعبي للوصول للسلام عن طريق التفاوض ، والتي بدأتها الحركه منذ أوآخر حكم الرئيس جفر نميري بعام 1984 مرورآ بحكومة سوار الدهب الإنتقاليه ، والحكومات المختلفه خلال فترة الديمقراطيه 19985-1989 ، وصولا الي حكومته الإنقاذ الوطني، والتي توجت أخيرآ بتوقيع إتفاق السلام الشامل عام 2005. الإتفاقيه السلام الشامل تواجه الآن صعاب كثيره تتمثل في الآتي: 1- وجود أكثر من جيشين بالسودان ويعني القوات المسلحه و الجيش الشعبي و القوات المشتركه، خلافآ للحركات المسلحه والغير نظاميه. 2-مشاكل الحدود والناطق المتداخله، والتي تكتثب أهميتها من إحتمالات تحولها الي حدود دوليه حسب نصوص الإتفاق. 3- تعقيد مشكلة أبيي ، بعد رفض المؤتمر الوطني لتوصيات لجنة الخبراء . ومن ثم الإحداث الداميه بها ، مما أضطر الحركه الي إبتداع حل سلمي آخر يسمي خارطة طريق أبيي ، والذي بموجبه يتحكم الطرفان لقرار محكمه دوليه بلاهاي، والذي ينتظر ان تظهر نتائجه بشهر يوليو المقبل. الجدير بالذكر أن هذ ا التغيير يعتبر الأول من نوعه لإتفاق السلام الشامل. 4-عدم الجديه من قبل المؤتمر الوطني لتطبيق إتفاقيات السلام الشامل، مما ترتب عليه ضياع كثير من الزمن دون إجازة القوانين الازمه لضمان التحول الديمقراطي 5- إشارات سالبه للحركات المسلحه بدارفور جراء عدم حرص الشريك لتطبيق السلام الشامل وإتفاق سلام دارفور، مما ساهم في عدم الجديه لعقد إي إتفاق سلام مع الحكومه، و ظلوا يرددون علي الدوام ، لماذا نعقد إتفاق آخر لا يمكن تطبيقه؟. 6-عدم قبول المؤتمر الوطني لطرح الحركه بالتعاون مع المحكمه الدوليه عبر الوسائل القانونيه،مما يتيح مزيدآ من الزمن لمضاعفة الجهود للوصول الي حلول عادله بدارفور. 7- صدور قرار توقيف الرتيس البشير ومواصلة المواجهات مع المجتمع الدولي بإستبعاد 13 منظمه طوعيه من العمل بدارفور رغم كل هذه العوائق ، مازلنا نتعامل مع شركائنا بالمؤتمر الوطني ، للوصول الي حلول تجنب الوطن شر التمزق والشتات ، وعليه قمنا بإنشاء جمعيه مشتركه لمواجه الأخطار الناجمه جراء قرار توقيف رئيس الدوله. كل هذه الأوضاع أدت الي إرتفاع حالات الغضب وعدم الرضي لدي مواطني جنوب السودان ، فنحن نؤمن ونسعي الي جعل الوحده جاذبه ، وكل الظروف أعلاه لا تساعد في ذلك. بلادنا في مفترق طرق ويتوقع حدوث إي شي.
مقطتفات من حديث القائد باقان اموم:
المتحدث الثاني بالندوه ، القائد بقان اموم الذي يحظي دومآ بترحيب حار ، لسلاسة وصراحة حديثه والذي ابتدره واصفآ الأسباب من الزياره الي واشنطون بأنها تأتي مواصله لرحلته السابقه أبان مؤتمرات الحزبيين الأمركيين ، الجمهوري والديمقراطي. من أجل أرساء علاقات مع الإداره الجديده وتحديدا مقابلة المبعوث الجديد لإدارة أوباما للسودان اللواء طيار سكوت غرتش، د. سوزان رايس ، المبعوثه الدائمه للولايات المتحده الأمريكيه بالامم المتحده، د. آشا روس ، نائب الأمين العام للأمم المتحده بالاضافه للعدد من المسؤوليين بوزارة الدفاع . وأيضآ لإطلاعهم علي الأوضاع المتأزمه بالسودان والتي لخصها بالنفاط التاليه: 1.إرتفاع التسليح بدارفور 2.الأزمه الإنسانيه بدافور نتاج لقرار طرد منظمات العون 3. 21 شهر وسته أيام، فقط هي الفتره المتبقيه للإستفتاء بعام 2011 4.التأخير في أجازة حمله من القوانين المؤهله ، لتحديد مصير الوحده ، مما خلق نوع من الخوف لدي المواطنيين بإمكانية إندلاع الحرب مره أخري. عليه، ومما تقدم نري أننا نعيش أزمه حقيقيه و لابد من تبني برنامج واضح يكون بإمكانه الخروج بالبلاد من هذه الهوه. عليه نطرح مشروع حل سريع وعاجل للأزمه الحاليه ، مستصحبين معه تجاربنا الثره والكبيره في إدارة الحوار والمساومه مما يساهم في للوصول الي إتفاق سريع وعادل. ويمكننا أن نلخصه بالأجنده اللآتيه: 1.الوصول الي إتفاق سلام شامل وعادل بدارفور.
2.تأسيس وتفعيل جمله من الدستاتير لخلق مناخ حر وديمقراطي ، يضمن كفالت الحريات العامه ، ويقود الي إجراء إنتخابات نزيه وحره بناءآ علي ما تقدم ، تدار المرحله اللإنتقاليه الاخيره، والتي بدورها تعبد الطريق الي أجراء أستفتاء حر وديمقراطي ،نعلي فيه قيمة الوحدة الجاذبه وايضأ يتمكن دعاة الإنفصال من الترويج لقيمة الإنفصال بإبراز الجوانب الجاذبه اليه. فقط وقتها يكون لمواطن جنوب السودان الحريه المطلقه في الإختيار ما يراه دون قيد أو شرط.
وأرجو ان أشير الي أن أول مانفستو للجيش الشعبيي، والذي صدر في يوليو 1983، جاء مخاطبآ وداعيآ الي حل شامل مشكلة السودان و ليست مشكلة الجنوب فقط . و عليه ظل الجيش الشعبي يقاتل من أجل توحيد نضال كل المهمشين والديمقراطيين من أجل الوصول الي تحقيق شعار السودان الجديد عن طريق العمل المسلح. ولو قدرلمحاولاتنا المتعدده بدارفور والتي قدمنا فيها شهيد نا يحي بولاد ، النجاح ، لما آلت الأوضاع بدارفو ر الي ما هي عليه الأن. لكننا وصلنا الي إتفاق سلام شامل وهو بالطبع ليس إنتصارآ عسكريآ ، بل إتفاق تراضي ، مما يعني السلام وعدم رفع السلاح لذلك ضللنا نردد وندعو الي عدم الرجوع الي الحرب مره اخري لأنها لن تسهام في تنمية وإسعاد إي مواطن سوداني. فقط السلام والعداله الإجتماعيه هما الكفيلان بإعادته تعريف ا لهويه و الثقافه السودانيه من خلال إ ستيعاب التنوع للمكون السوداني . ونعتبره الطريق الأمثل والأوحد للخروج بالسودان موحدآ من براثن الأزمه الحاليه. من ناحيه أخري نري أن وقف الحرب الدائره سوف يسهم في توفير الصرف الهائل علي الأمن والسلاح، و يتيح الفرصه للإثتثمار والإستفاده من الإمكانيات الغير محدوده لموارد السودان المتعدده. مازال هنالك امل ، الطريق اليه عبر السلام والحريه.
مقطتفات من حديث القائد/ عبد العزيز الحلو: آخر المتحدثين ، كان القائد/ عبد العزيز الحلو، المسؤول السياسي والتنظيمي للحركه الشعبيه و عضو المكتب السياسي، الذي حيا الحضور مؤكدآ عدم الضروره للحديث بعد المتحدثيين ، نسبه لإنطلاقهم من نفس الفكره والمنهج. ومن ثم جدد الدعوه لضرورة توحيد الجهود والتنسيق بين مختلف الأحزاب السياسيه والمنظمات المدنيه من أجل إرساء وتوطيد دعائم العمل المشترك، والذي جربه شعبنا في إكتوبر واللإنتفاضه ، ضاربآ نموزجآ فريدآ لكل شعوب المنطقه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Ibrahim_Elhag
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست