|
قصص من ورق ...
|
.
(1) رقصة الحمامة العذراء
قضت ليلها في أنين لا يعكر صفو الثبات من حولها .. نزيف بتوجع مستمر لا يترك أثره على الفراش .. ولا نقطة واحدة من نقاط الاحتراق المقلق ترى في منامها واقعاً أن من يمتلك نصوصها ومن نصب نفسه رقيباً عليها يأخذها إليه عنوة تحت ضغط الحب "السجم" ومسمى الأمل الكريه.. ذلك المسخ يتشنج حين الاقتراب .. يقرر الدخول
- ألا تطرق الباب سماحاً ؟ • ليس لهذا الحب باب "أصلاً" - لماذا تصغر الحب؟ هذا ليس حباً .. هي نزوة الجسد • الحب نزوة ، إما تنتهي بانتهاء إفرازات الكون العادي أو تلتهب وتتواصل حتى الأبد ، وقد ترتجل إلى منتهاك . - أترى أن هذا لا يمهد لاستهلاك الشعور؟ • ليس مع الدخول شعوراً غير السكر والنسيان المتعمد. - تريدني أن اعزف لك؟ .. أو أغني ؟ • أريدك أن ترقصي على إيقاع أنّاتك تتمايلي حتى يكتمل النصاب.
ضباب حول المشهد .. عتمة دخان تبغ الفكرة .. أصوات طبل تنذر بقدوم الصباح.. تمام العاشرة موعدنا .. قام الألم إلا بضع إبتسامات خبيثة. ذكرى الحبيب مشوهة في إطار القلب تجره نحو حافة الرقص .. وعند تمام انتهاء الوقت.. إنتهى الرقص.
______________________________________________________________________________________
(2) تحت الشجرة
تساقطت أوراقها على رأسي .. تركت بضع آثار بعد النزيف.. الغريب في الأمر أن ألم "الفلقة" لذيذ .. له طعم آخر عن ذاك الأنين اللعين..
"إستعدلت" المخدة تحت رأسي وأنا راقدة على سريري "المخروم" .. عانيت كثيراً من عدم قدرتي على النهوض منه.. فقط لهذا وقع جميل على نفسي.
رجوتها تلك العصافير التي تملأني غيرة وغيظة منها حينما أجدها تقبل بعضها أمامي .. طلبت منها أن لا تفعل ذلك مراراً فهي تذكرني بقبلاتي للهواء عندما يأتيني خيال من أحببت وكثيراً ما استعضت عنه بمرآتي بديلاً .
ذاكرتي تزعجني كعادتها باجترار أحداث الأشياء منذ ولادتي وطفولتي التي ما بقي منها غير "طهوري" .. حتى تاريخ لقائي بهذه الشجرة غريبة الأطوار والصفق..
ترى هل اضطرتها المسافة الزمنية التي تقف عليها أن تقدم جذعها لمن تحب فراشاً؟ هل فكرت في أن من تحب سيجبرها على الاعتراف بأنها كانت مومساً تنجب كل حول عشرات الأطفال ترمي بهم عن الصباح الخريفي تنفضهم كأنها لا تريد أن تتذكر ذلك الوقت الذي كانت فيه مباحة الجسد؟
يبدو أن هذه الآثار بعد النزيف توغلت نحو العقل وكدت أصاب بالجنون .
قررت ألا أرقد تحت الشجرة .. ربما يوماً أتصالح معها وأتسلقها احتضاناً بحنين.
إنتهت ،،،
_______________________________________________________________________________
(3) يوميات "مسلس"
ينهض من نومة عميقة على أصوات حافلات السوق العربي تدوس على رأس الخور المجهز للخريف "كتر خير الحكومة" .؟ يبحث عن قطعته المسقية "بالسلسيون" .. يدخلها في فمه .. يخرجها بسرعة لاعناً وساخطاً.. فهي جافة .. سرقها الهواء منه عمداً عند غفوته.. بالتأكيد لن تظبط مزاجه .. يبللها بلعابه.. ينتبه فجأة أن اللعاب سيحتاج له في أوقات مقيتة من النهار الحار.. يتذكر أنه لم يتبول.. يستعين ببعض من بوله لبلل القطعة ويحتفظ بباقي البول لبقية اليوم.. البول والسلسيون صديقان من بداية "السلطة" "السطلة".. يخرج بعد أن أقفل زرارة بنطاله ولا يهتم بباقي الأشياء .. فالتفريط في الزرارة كالتفريط في عذرية أخته.. يخرج بإحساس من يذهب إلى عمله صباحاً .. هواجس ما يجنيه من مال ليسلس كبيرة.. هموم تخط على رأسه مخطوطة الإحباط.. يدخل دائرة الصباح خلف مبنى السينما الوطنية .. النائمون والنائمات كثر.. الغافلون والغافلات على مرمى البصر.. هل يفكر في الجسد ؟ .. قد يكون وسيلة الارتزاق.. "حسنٌ" نقترب من المكان ببطء .. ترقد بعد عناء "سطلة" ليلية بارتياح .. تكشف من جسدها الكثير .. في سرّه "لماذا لا يقف؟" لنرى من سيكون الباديء في الأمر .. هزها من مؤخرتها .. جلس بقربها:
• مالك داير شنو من السباه ده. - داير سلسة. • إنت ما راجل؟ ما تستغل وتسلس. - راجل بس ما قادر. • تديني سنو ؟ - بديك الدايراهو • ما دايرة همل . - ما إندي ذاتو البهملك • جيب قطأة بتاءك - شكلاً يا زوق
يغيب عن الحياة وعنها .. هذه المرة كان السلسيون غير مطابق للمواصفات .. رجع وهو يحس بشيء يطبق على صدره .. رجع إلى الخور ورقد لعله يرتاح قليلاً ويواصل يومه.. قبل أن يغمض جفنيه للمرة الأخيرة تذكر أنه سيقضي ليلة حمراء .. أحس بأنه يقف .. أغمض جفنيه باطمئنان .. لا يعلم أنه الموت.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-07-09, 01:39 PM |
Re: قصص من ورق ... | shazaly gafar | 04-07-09, 04:52 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-11-09, 01:19 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-11-09, 01:16 PM |
Re: قصص من ورق ... | مدثر محمد ادم | 04-12-09, 11:28 AM |
Re: قصص من ورق ... | أحمد الشايقي | 04-12-09, 11:50 AM |
Re: قصص من ورق ... | ابو جهينة | 04-12-09, 11:53 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-21-09, 01:52 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-21-09, 01:50 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-18-09, 11:30 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-21-09, 01:45 PM |
Re: قصص من ورق ... | ALGARADABI | 04-21-09, 02:13 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-24-09, 09:51 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-24-09, 09:57 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-24-09, 10:08 PM |
Re: قصص من ورق ... | الشفيع عوض شوشتا | 04-24-09, 10:14 PM |
Re: قصص من ورق ... | مدثر محمد ادم | 04-25-09, 06:23 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-27-09, 09:13 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-27-09, 09:10 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 04-27-09, 09:16 AM |
Re: قصص من ورق ... | أحمد الشايقي | 04-27-09, 09:23 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبدالغني كرم الله | 04-27-09, 09:29 AM |
Re: قصص من ورق ... | صباح حسين طه | 04-27-09, 08:06 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 05-06-09, 08:58 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 05-06-09, 08:56 PM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 05-06-09, 08:54 PM |
Re: قصص من ورق ... | مدثر محمد ادم | 05-07-09, 08:21 AM |
Re: قصص من ورق ... | عبير خيرى | 05-07-09, 10:23 AM |
Re: قصص من ورق ... | معتصم مكاوي | 05-07-09, 08:41 AM |
|
|
|