|
Re: الذاكرة الخربة (Re: abubakr)
|
التحيه فى هذا اليوم الذى يصادف السادس من ابريل لجموع الشعب السودانى مفجر الثورات و المعلم الاكبر آنذاك ممثلا فى كل قطاعاته واخص هنا > الحركه الطلابيه وشهدائها العمال وهم يقدمون مدرسه فى النضال و التضحيه من اجل حياة كريمه موظفى الخدمه المدنيه واضرابهم الذى حسم تماما حكم 16 عاما من الضياع القوات النظاميه و انحيازها لرغبة الشارع السودانى
وتحايا خاصه لمجلس قيادة الثوره بقيادة المشير سوار الدهب ولدكتور الجزولى رئيس الوزراء ورفقاء دربه
وذكريات خاصه ونحن نهتف ونغنى
يا شعبا لهبك ثوريتك انت تلقى مرادك و الفى نيتك
و
بلى و انجلى حمد الله الف على السلامه انهدى كتف المفصله
ابدا لحكم الفرد لا تحيا الدمقراطيه كم نفديك يا مستقبلا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذاكرة الخربة (Re: الطيب شيقوق)
|
سلامات أبوبكر ..
دعنى أشارك بهذه النبذة عن أحداث يوم السادس من ابريل الخالدة.. من موقع الشاهد المشارك إعتمادا على الذاكرة وحدها إن لم تكن قد بلغت وهنا.. فنحن كما قلت قوم لا نهتم كثيرا بالتوثيق وقتها كنت مازلت أعمل بمدينة كسلا .. أعلمت بأمن هنالك تظاهرة كبرى سوف تشارك فيها كافة التنظيمات المهنية يوم 6 ابريل .. كان التجمع ينظم ويدير العمل أنذاك من دار إتحاد أساتذة جامعة الخرطوم .. صبيحة الخامس من ابريل تحركت الى الخرطوم عن طريق البص بغية المشاركة في تظاهرة .. خطط لها أن تتحرك من أمام مبنى الهئية القضائية ويشارك فيها القضاة.. لحسن الطالع كان زوج أختى ( موظف ) رحمه الله .. يقيم بمنزل حكومي بالخرطوم غرب .. نزلت معهم وقضيت ليلتي وقد فاضت عزيمتي بأن يكون يوم الغد حاسما في عمر النظام .. رغم أننى حاولت خداع أختي بأني قدمت في مأمورية رسمية .. غير أنها كانت واثقة بأنني ما قدمت الإ للمشاركة في التظاهرات ضد النظام .. قضت ليلتها تحاول إثنائي وأنا أصر عليها بأني ما أتيت الا لقضاء مهمة رسمية .. أخيرا تدخل زوجها بيننا وطمأنها.. حين وعدها بأنه سوف يحملني بعربته للجهة التى أقصدها.. لتجنب هذا الوضع الحرج تحركت بهدوء وغادرت المنزل فجر يوم السادس من ابريل منذ السادسة صباحا .. ذهبت وجلست امام مدخل بوابة محكمة الخرطوم الجزئية .. وكانت وقتها تشغل مباني البرلمان القديم المقابل لمبنى الهيئة القضائية .. لا أعلم إن كانت هي في موقعها ذاك الي الآن ام لا .. بدى الشارع أمامي صامتا لا أرى عليه حركة للمارة راجلين كانوا ام ركوبا .. بعد السابعة حضر أحد عمال المحكمة .. فتح البوابة ودخلت الى الحوش وجلست على إحدى عتبات صالات المحكمة .. بدأت أشعر بنوع من القلق بعد أن لا حظت غياب حركة المرور على الشارع وندرة المارة .. تحركت نحو مبني الهيئة القضائية وجلست على سلم البوابة الغربية.. بدأت عقارب الساعة تتجاوزت الثامنة صباحا ولا أحد .. عدت مرة أخرى للمحكمة الجزئية .. رأيت أحد قضاة الدرجة الثانية ( مولانا عوض ـ من اولاد الديوم ) يدخل لقاعة المحكمة .. كنت أعرفه منذ سنة سابقة قضاها معنا بمدينة كسلا.. دخلت إليه وبعد تبادل التحايا سألنى عن سبب حضورى .. غير أنه استدرك عاجلا وقال ( جايي تشارك في المسيرة ؟).. قلت له نعم ولكن لا أرى أحدا حتى الآن وهذا الأمر يقلقني .. هل ألغيت المسيرة أم تأجل موعدها وأنا لا أعلم ؟ قال لي لا أعتقد أنها تأجلت ولكن في الأمر شيء .. عندها دخل علينا أحد الخفراء وأبلغ أنه سمع مراشات عسكرية من الإذاعة .. زاد النبأ من قلقنا وحيرتنا .. عاد الخفير وأحضر لنا راديو.. جلسنا نستمع ونرقب ونبضاتنا تسارع رموش أعيننا .. في تمام العاشرة .. بدأ المشير سوار الذهب بيانه الأول ناعيا العهد المايوي .. ومبشرا بانحياز القوات المسلحة للشعب.. عندها تقافزنا مهللين نهنئ بعضنا.. وإنفرجت أساريرنا وملأتنا الفرحة والنشوة بهذا الصباح الجديد .. غادرت مبنى الجزئية وما زالت الإذاعة تكرر البيان .. وعدت وجلست مرة أخرى أمام البوابة الغربية للهيئة القضائية .. الشوارع ما زالت فارغة .. في حوالى الساعة الحادية عشرة بدأت أذني تلتقط هدير الشوارع .. ثم في أقل من نصف ساعة أخرى دلفت جموع المتظاهرين قادمين من إتجاه كبري أمدرمان .. يلوحون بأغصان أشجار النيم وحناجرهم بهتافاتها تشق عنان السماء.. لحظات وجموع أخري تزحف قادمة من الإتجاه المقابل .. علمت فيما بعد أن كل هذه الجموع كانت محجوزة خلف كباري بحري والحرية وامدرمان .. انسلخت مجموعة منهم وأتت حيث أقف أمام بوابة الهيئة القضائية .. يهتفوف برأس رئيس القضاء وأحاطوني فشاركتهم الهتاف .. كاد بعضهم أن يستخدم القوة لتحطيم الباب .. عندها أطلَ علينا مولانا ( يوسف ـ قاضى محكمة عليا).. لا أدرى كيف ميزني بين المتظاهرين .. فخاطبني قائلا .. ( كمان دا إنت يا ملك ) ثم وجه خطابة لبقية المتظاهرين .. يا جماعة هنا في ملفات قضايا وحقوق ناس لا زم نحافظ عليها .. نحن هنا معاكم وما بنمثل النظام .. عندها أرتفع هتاف الجمهور مطالبين برأس رئيس القضاء ( فواد الأمين ) وقتذاك .. أجابهم مولنا يوسف قائلا .. رئيس القضاء طلع بالبوابة الخلفية وغادر مما سمع البيان العسكرى .. عندها قلت للمتجهرين يا جماعة أنا المعاكم دا قاضي .. حضرت من كسلا عشان أشارك في مظاهرات اليوم .. وما دام رئيس القضاء هرب خلونا نتحرك لدار أساتذة الجامعة .. بحمد الله أستجاب الجميع وتحركنا شرقا .. عندها رأيت مولانا ( عوض الجيد ) أحد مهندسي قوانين سبتمر .. يحاول بعربته التى يقودها بنفسة العبور وسط المتظاهرين في اتجاه مبنى النائب العام .. نظرت إلية ولبرهة ساورني إحساس طائش بأن أنبه المتظاهرين بمن في العربة .. غير أننى تراجعت بسرعة والتزمت الصمت الى أن تمكن من تجاوز المتظاهرين بسلام .. قبل أن نصل مبنى دار الأساتذة رأيت الأستاذة نفيسة الشيخ وهي من دفعتي .. كانت داخل عربة بوكس ( برنسة ) عليها مكرفون ومعها أخريات يرددن الهتافات .. إنضممت إليهن لفترة أردد معهن ونحن نطوف الشوارع الرئيسه الى ما بعد الظهر .. بعدها عدت للمنزل .. مساء اليوم الثانى إتجهت الى دار أساتذة جامعة الخرطوم.. لمتابعة مناقشات التجمع لترشيح من سيتولون الحقائب الوزارية .. كانت المنافسة لشغل منصب رئيس الوزراء تدور بين الأستاذ مرغنى النصري نقيب المحامين أنذاك .. والدكتور الجزولي نقيب الأطباء.. تحت ألحاح نقابة الأطباء تنازل الأستاذ مرغنى النصري عن الترشيخ .. فخلى المنصب للدكتور الجزولى .. رشح أيضا لمنصب النائب العام كل من الأستاذين عمر عبد العاطي ومصطفى عبد القادر .. تنازل الأستاذ مصطفى وتولى المنصب الأستاذ عمر .. في صبيحة اليوم الثالث او الرابع لا أذكر الآن عدت لكسلا .. وهناك شرعنا في الإعداد لترشيخ مولانا القاضي محمد مرغنى مبروك ليشغل منصب رئيس القضاء .. وكان وقتها هو رئيس الجهاز القضائي بالإقليم الشرقي .. كان دافعنا الأول لترشيحة فضلا عن علمة وخبراته .. موقفة الشجاع والغير مسبوق إبان إضراب القضاء .. فهو الوحيد من قضاة المحكمة العليا في السودان .. كان قد تقدم باستقالته مع بقية القضاة .. بينما امتنع بقية قضاة المحكمة العليا عن تقديم إستقالاتهم.. بحجة عدم حدوث فراغ دستوري .. هذا ما بقى معلقا في ذاكرتي من أحداث اليوم السادس من ابريل.. ولغيري بالتأكيد وقائع أخرى عايشوها في ذلك اليوم التأريخي .. ليتهم شاركونا بها.. شكرا أبو بكر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الذاكرة الخربة (Re: محمد على طه الملك)
|
Quote: السادس من ابريل عند اهل السودان في العام 1984 لم يكن اضرابا عن عمل ولكن "انتفاضة" .... |
1985 يا باش، بالفعل النسيان أصبح القاسم المشترك بين الكثيرين لكن كان لي النصيب الأكبر منه. صدقني ، رغم أنني كنت في قلب الحدث يومها لكن كاد اليوم يمر دون أن أذكر ذلك اليوم لولا رسالة وصلتني صباحا من الصديق عمر الدقير أحد قادة تلك الإنتفاضة .
| |
|
|
|
|
|
|
|