|
Re: احجار الدومينو وأبو هريرة وابن عباس ( هشام محمد ) (Re: Sabri Elshareef)
|
Quote: حسناً، سأضرب صفحاً عن كل ما يحاصر أحاديث أبي هريرة من التباسات تاريخية وتضادات عقلية، لا تتسع لها ضفاف مقال صغير كهذا. لكن دعني أومي فقط إلى حادثة تاريخية، تنام بهدوء بين دفات كتب التراث الإسلامي (انظر مثلاً في طبقات ابن سعد، أخبار عمر، عيون الأخبار) من دون أن يعكر رقادها ضجيج. تقول الحادثة: "أن عمر بن الخطاب أنّب أبا هريرة الذي كان عامله على البحرين بقوله: إني استخلفتك على البحرين وأنت بلا نعلين، ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بألف دينار، فقال أبو هريرة: كانت لنا أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت، فقال عمر: بلى والله أوجع ظهرك. ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه. ثم قال إئت بها. فقال أبو هريرة: احتسبتها عند الله، قال عمر: ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعاً. أجئت من أقصى حجر البحرين بجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين. ما رجعت بك أميمة إلا لرعية الحمر". ماذا ستكون ردة فعل المسلم العادي لو وقعت عيناه أو مسامعه بالصدفة (واقول بالصدفة لأنّ المسلم لا يقرأ عادة وإن قرأ فسوف ينتخب ما يستمزجه فؤاده ويتصالح مع مسلماته) على هذه الواقعة التاريخية؟ الحقيقة، لن يحدث شيء مطلقاً. لماذا؟ لأنّ عقل المسلم يتهيب الدخول إلى الأماكن المفخخة من التاريخ والسير عبر منعطفاته الحادة، إما لخوفه من أن يتسرب الشك (= الشيطان) إلى صدره فيطيح بأصنامه، وإما لخوفه من أن تمتد له يد حراس الدين الشداد ومشايخ الإسلام الغلاظ،، وإما لعجز عقله السادر في عبادة الأسلاف عن محاكمة شخوص الماضي وكائناته الأثيرية.
|
|
|
|
|
|
|