وسعيد الولد القاعد فى ضو المنية تحت شمس الأيام مستنى ضليلك
يهدأ اللحن قليلا من ركض أقدامه على حواشى الحكاية
تلتفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى بتول ويحتدم العناق الأزلى بين اللون والطعم، بين العشب وفراشات النهار الصبية
يهدأ اللحن قليلا
يتلون خد الأرض وهو يتلو تفاصيل نضار أشعة الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على أحلام الأرض، تتزين العروس كل صباح بماء النهر، بالأشواق والعقوق بالقصائد وحكايات البشر/الأرض
تأتى وهى ترتدى دعوات الأمهات، أخيلة "صبيان الحلة" خيول أناشيد العاشقين وأوراد العابدين وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ اللحن فى إرتداء وشاحه المطعم بالورد، وتنزاح أستار الأمنية عليها وعلينا
تضرب الشمس موعدا جديدا
غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض
يهدأ اللحن قليلا
لكنه لا ينام، فقد تواعد مع شغف البدايات الرحيبة، شرب من عذوبة التمنى، فما ارتوت فيه أوردة الظمأ المقيم
صبى لنا قليلا من رحيق كوثر اللحظات أو من إبريق الإبتسامات
هبى بصحن الصباح المملوء بأعراس الشتلات الندية، بندى الأعياد وقصص الأطفال التى قضت ليلها تحت وسائد الأحلام الخضراء
إنا نشهد الشمس والغيم عليكِ، يعلن النهر صديقنا، أن مصيره فى نبع عينيك، تلك الواسعة مثل أمنيات الوطن التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى وجع سرمدى فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح
أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول
نادينا أولا يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها
ثم نادينا ثانيا أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود
فلنحدثك الآن ليس فى هذه التباريح سوى محض عذاب
ولا نزال نحاور اليقين تارة يجادل الشك يقيننا الواهن أصلا، فيجبرنا ألا نبارح ساحة موتنا، ويدفعنا صوب هاوية التخيل لنمارس موتنا الصديق، لنحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات نراود النوايا كى تخبرنا عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة