نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب (Re: الطيب عثمان يوسف)
|
عمر جعفر السّوْري
16 يناير/كانون ثاني 2007
يكتب عن الراحل عوض محمد مالك
عرفت الرائد عوض مالك و أنا طفل يحبو في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة. فقبل احترافي كنت أتردد على دار الرأي العام، فألقى الترحيب من العاملين فيها و من صحافييها و خصوصا الفاتح التيجاني و جمال عبدالملك (ابن خلدون). و قد تطوعا بنشر مقالات لي جلها عن القرن الأفريقي. ثم افرد لي مساحة – بين الفينة و الأخرى - الأديب و الدبلوماسي سيد أحمد الحردلو في صفحة كان يحررها في الرأي العام كل يوم أحد (إن لم تخني الذاكرة). بعيد تخرجه مباشرة من الجامعة. فور قدومه من القاهرة التحق الحردلو بوزارة التربية و التعليم التي بعثت به مدرسا للغة الإنجليزية في الأهلية الثانوية بامدرمان حيث درسّني و مجموعة طيبة من الأدباء و الشعراء بينهم مأمون بابكر زروق و فتحي عبدالرؤوف الخانجي و التيجاني سعيد. و من العسكريين/السياسيين عبدالعزيز خالد. و قد ربط الشعر و الأدب بيننا و بين صاحب "غدا نلتقي" و "ملعون ابوكي بلد"، فلم تقم بيننا حواجز المعلم و التلميذ بل امتدت جسور الصداقة. و في دار الرأي العام التقيت الرائد، حينذاك، عوض مالك و توطدت بينه و الفاتح التيجاني و سيد أحمد الحردلو و بيني عرى الصداقة. كنا نلتقي كل ليلة في دار الصحيفة لننطلق حتى منتصف الليل في حدائق امدرمان الرحيبة قبل أن تصّوح أشجارها و تذبل أزهارها. و لم يكن مقرن النيلين مكانا مفضلا لنا، بل الضفة الأخرى من النيل الأبيض، فهو اقرب إلى داري في امدرمان. لقيت من الثلاثة رعاية و تشجيعا و من عوض مالك إنصاتا لشعري. بقي عوض مالك عندي رائدا، ليس في سلاح الإشارة الذي كان يؤدي خدمته العسكرية فيه، بل في حسن الخلق و المروءة و التسامح و رقة الحس. مد يده للكثيرين حتى يجدوا طريقهم في عالم الإبداع و سعى وراء آخرين حتى ينهضوا إلى حيث هم الآن. كان عوض مالك وراء وزير الإعلام الراحل عبدالماجد ابوحسبو ليستمع إلى المطرب محمد ميرغني و يدفع به إلى الإذاعة. تحت إلحاح عوض مالك و صديق محيسي، استقبل عبدالماجد ابوحسبو محمد ميرغني في منزله. غناه المطرب الشاب فطرب الوزير و أمر بإذاعة أغنياته. كان عوض من جماعة أدباء بحري و فنانيها. قلة تعرف إن عوض مالك كان وراء استمرار خضر بشير في الغناء، و قد ضمه إلى جماعة الخرطوم بحري. في يوم قائظ من صيف الخرطوم اللاهب ذهبنا إلى منزل الفاتح التيجاني في الخرطوم بحري لتناول الغداء، و حينما كان بيننا و بين المنزل مسافة مئات الأمتار تناهى إلى سمعنا صوت خضر بشير يغني بصوت عالي. كان الصوت آتيا من بيت الفاتح، فبادره احدنا بأنه قد نسي المذياع مفتوحا إلى أخره قبل خروجه و تسبب في إزعاج الجيران، إلا إن عوض مالك قال: هذا خضر بلحمه و شحمه يغني لذاته في نوبة من نوباته الروحية و وجده و انجذابه الوجداني. و هو ما وجدنا خضر بشير عليه حينما دلفنا إلى البيت الذي لم يكن بابه مغلقا. و من كان يغلق بابه في ذلك الزمان و مما كان يخشى الناس؟! كان خضر يقف في باحة المنزل و تحت سياط أشعة الشمس الحارقة يغني طربا. أكمل غناءه و لم يأبه بدخولنا عليه. قال أحد الحاضرين: معرفة وجود خضر بشير في البيت من خلال الصوت و الغناء هو نتاج خبرة تلقاها في سلاح الإشارة و تلك دربة العسكريين. بل هو حس الشاعر المرهف و أذنه "النظيفة" التي تميز بين الإنساني و الآلي، كان قولي لهم. في تلك الأيام وفد إلى الخرطوم نزار قباني فوجد فيها الشعر انهارا تفيض أكثر من النيلين على ضفاف العاصمة المثلثة. و لم يلق من جمهور الخرطوم ما تعود عليه من جماهير العواصم الاخرى. استمع إليه الناس و رحبوا به ترحابهم بالزائر الكريم و الضيف العزيز، إلا إنني كنت أراه أكثر من مرة يذرع بهو فندق السودان، حيث أقام، لوحده جيئة و ذهابا. مكث نزار في الخرطوم مدة ليست بالقصيرة، إلا انه لم يذكرها ضمن فتوحاته و صولاته و جولاته! في إحدى أمسياتنا ذكرت وحدة نزار "للشلة" فأجابني عوض مالك، ما نزار إلا سقا في حارة السقايين. انشد السودانيون شعر الغزل و برعوا فيه منذ مئات السنين، فهو في عجينتهم الثقافية و ما زال. الغزل فولكلور سوداني صرف لهم فيه أساطير و ملاحم و روايات و ما أبا مسيكه و تاجوج إلا مثال على ذلك، فهل تجد مثلهما من حيث أتى نزار. حينما سكنت بلاد الشام ردحا من الزمن، كان هذا التعليق في خاطري، فحثيثا بحثت، فلم أجد في "العتابة" و "الميجنا" ما يشبه ارث الغزل في السودان. و حينما افترقنا ظللت اسأل عن "الرائد" كلما التقيت صديقا يعرفه. و كانوا يجيبون بان الرائد أصبح مقدما ثم عقيدا ثم عميدا و لواءا فيما بعد. لكنني كنت أسألهم مرة اخرى عن الرائد و ما كنت اعني رتبته العسكريه، بل ريادته في غير مجال. في العام 1984 كنت في جنيف لحضور اجتماعات اتحاد البرلمانات الدولي. كان رئيس الاتحاد وقتذاك، رئيس مجلس الشعب، عزالدين السيد. و المجلس أوفد عددا من أعضائه بينهم الصديق بخاري. و في معية الوفد أتى بعض الصحافيين و الإعلاميين من بينهم الفاتح التيجاني. و جاء صحافيون سودانيون آخرون و لكن صحبة وفود عربية اخرى و فيهم صهر الفاتح، الزميل عبدالله الجبلي، الذي عملت معه في وكالة أخبار الخرطوم و مع صاحبها الصحافي الجهبذ النبيل، سعد أحمد الشيخ. جاء عبدالله مع وفد الأمارات العربية المتحدة. دعانا عبدالله إلى سهرة في غرفته و كان معنا طه محمد نور، احد القيادات التأريخية لجبهة التحرير الإرترية. فسألت الفاتح عن الرائد و أحواله. فهم من اعني، و قال لي انه بخير و سيحدثني عنه غدا في قصر الأمم أو سهرة اخرى. و لكن بقية الحاضرين استبد بهم العجب و حركهم الفضول فجعلوا يحذرون من يكون هذا الرائد الذي كتم الفاتح التيجاني أخباره أمامهم. ذكروا أسماء الرواد المشهورين بعضهم من قادة انقلاب مايو و آخرين إليهم اقرب، و لكن لم يتبادر إلى ذهن احد منهم اسم الشاعر الانيق عوض مالك. في الغد، قال لي الفاتح التيجاني لنسهر أنا و أنت فقط مع ذكريات عوض مالك، فهو أحرى بسهرة لا تخالطها أية أحاديث اخرى. لكن سهرتنا تلك بدأت بشكوى سمعتها من الدكتور محسن بلال، وزير الإعلام السوري الحالي، و كان حينذاك عضوا في مجلس الشعب. الدكتور محسن بلال رجل رقيق و مرهف الشعور بالقومية العربية و يساري بطبعه و متواضع. لقيني في مقهى قصر المؤتمرات فطلب مني أن نتمشى حين فراغي من شرب فنجان القهوة، و قد رفض دعوتي لتناول بعضها، رغم إصراري. كان وجهه حزينا و مكتئبا. لما بدأنا نذرع أروقة القصر، بادرني بالقول انه حزين للغاية، حزنا لم يسبق أن أحس به. فهو يرى شقيقتنا البرلمانية السودانية لا تفارق الوفد الإسرائيلي منذ قدومها. عرفت من يعني و قد رأيت ذلك بنفسي. كانت هذه البرلمانية الشابة ابنة سياسي وطني كبير من جنوب البلاد تبوأ أعلى منصب في البلاد بعيد الاستقلال مباشرة. أخذت تهدئة روعه مني الكثير من الجهد، لا سيما بيني و بين ما جد في السودان من أحداث و تطورات عقد و نصف. سألت الفاتح أن كان ما يحدث أصبح مقبولا في سودان جعفر نميري. فقال لي تلك قصة اخرى نأتي إليها في يوم آخر. دعنا الآن مع عوض مالك.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-02-09, 05:45 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-02-09, 05:57 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-02-09, 06:07 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-02-09, 06:17 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | Ali Sirelkhatim | 04-03-09, 12:27 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-03-09, 02:51 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | ناصر احمد الامين | 04-03-09, 05:49 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-03-09, 10:17 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-05-09, 10:48 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | Yousif A Abusinina | 04-07-09, 09:44 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | عمر عثمان | 04-07-09, 12:46 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-09-09, 03:36 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | معاوية المدير | 04-10-09, 00:04 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | Mohamed Moatasim | 04-11-09, 09:36 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | أحمد طه | 04-11-09, 02:15 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | Mohamed Moatasim | 04-11-09, 09:20 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | هاشم الحسن | 04-12-09, 08:06 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | Mohamed Moatasim | 04-12-09, 09:28 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | أحمد طه | 04-12-09, 01:09 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | محمد عثمان محمود | 04-12-09, 07:58 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-13-09, 12:28 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-13-09, 12:33 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الطيب عثمان يوسف | 04-13-09, 12:43 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | osman righeem | 04-13-09, 04:45 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | osman righeem | 04-13-09, 04:49 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | osman righeem | 04-13-09, 05:03 PM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | omer osman | 04-15-09, 09:29 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | الرشيد ابراهيم احمد | 04-16-09, 11:15 AM |
Re: ( مرة ) العسـكر تمشـى و تسـكر ... الأستاذ / عبد الله كسـلا يكتب | أحمد طه | 04-16-09, 05:42 PM |
|
|
|